Равд Мугаррас
al-Rawd al-Mugharras fi Fadaʾil al-Bayt al-Muqaddas
Жанры
-0169_1R حاجته على ربه وانقطع إليه بهمة ولم يجعل له وليا غيره حيث قال له جبريل وهو في المنجنيق ليرمى في النار الك حاجة قال أما إليك فلا قال الأستاذ أبو بكر ابن فورك الخلة صفاء المودة التي توجب الاختصاص بتخلل الأسرار وقيل أصل الخلة المحبت ومعناما الإسعاف والالطاف والترفيع والتشفع والخلة هنا أقوى من النبوة لأنها قد تكون مع عداوة قال تعالى إن من أزوجكم وأولدكم عدوا لكم ولا عدواة مع الخلة ووصف إبراهيم ومحمد صلى الله عليهما وسلم بالخلة أما الانقطاع إلى الله تعالى دون غيره وقصر حوائجهما على القه تعالى والإضراب عن الوسائط والأسباب أو لزيادة الاختصاص من الله تعالى لهما وخفي الطافه عندهما وما مالك بواطنهما من الأسرار الالمية ومكفون عيوبه ومعونته أو لاصطفائه لهما واستصفاء قلبوهما عمن سواه حتى لا يخاللهما حب لغيره ولهذا قيل الخليل من لا يشع قلبه لغيره وهو عندهمه معنى قوله ي ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذ أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام واختلف العلماء أرباب القلوب مل الخلة والمحبة سيان أو أحدهما أرفع فقيل سيان فالحبيب خليل والخليل حبيب لكن خص إبراهيم بالخلة ومحمد بالمحبة وقيل الخلة أرفع للحديث المذكور لو كنت متخذا الحديث فلم يتخذ أبا بكر خليلا وأطلق على نفسه الشريفة المحبة له ولعائشة وفاطمة وابنيهما وأسامه وغيرهم هو أكثرهم على أن المحبة أرفع لأن درجة نبينا الحبيب أرفع من درجة إبراهيم الخليل وأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحبوب وهذا فيمن يتأتى منه الميل والانتفاع بالرفق وهي درجة المخلوقين أما الخالق جل جلاله فمتنزه عن ذلك فمحبته لعبده تمكيته من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئته أسياب القرب وإفاضة رحمته عليه وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه وينظر إليه ببصيرقه كما في الحديث فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعه يه وبصره الذي ينظر به ولسانه الذي ينطق به ولا ينبغي أن يفهم من هذا سوى التجرد لله تعالى والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عمن واه وصفاء القلب لله تعالى وإخلاص الحركات ه تعالى وبسند صاحب كتاب الأن أبي بكر بن عبد الله قال لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار ضجت الخليقة إلى ربها فقالوا يا رب خليلك يلقى في النار ائذن لنا
Страница 294