Равд аль-Баян
روض البيان على فيض المنان في الرد على من ادعى قدم القرآن
Жанры
وقوله وروحه عيسى : إنما سمي عيسى بروح الله لأنه خلق من نفخة جبريل عليه السلام، ثم أن الرب عز وجل أسند تلك النفحة إليه لما صدرت عن أمره فقال: { فنفخنا فيها من روحنا } (¬1) . وذكر عيسى هنا تعرضا بالقائل بقدم القرآن بأن مقالته هذه تضاهي مقالة النصارى في عيسى وليس بينهما فرق خلافا لصاحب تلك النونية حيث حاول الفرق بقوله :
ولئن رجعت إلى ابن مريم سائلا عن خير كلمته بلا أكنان
أمهدت لبك علم ذلك انه من »كن« مشيئته قاهر سلطان
وحاصله أن عيسى سمى كلمة الله لأنه نشأ عن (كن) وهي الكلمة فسمي كلمة الله لذلك.
وكذلك نقول في الكلام المنزل، إنه إنما سمي كلام الله على جهة التشريف له والتمجيد له عن سائر الكلام فأضافة الكلام إليه »تعالى« كإضافة الكلمة في حق عيسى إليه »تعالى« لأنه كما أنه استحال يكون عيسى كلامه أي منطوقا له بالحقيقة كذلك يستحيل أن يكون الكلام هذا نطقه حقيقة للزوم النطق أن يكون منفصلا عن لسان وشفتين على جهات مخصوصة وهو محال في حقه تعالى ولله در ابن النظر في قوله:
وكلم موسى وحيه لا كلامه كن عمهم كان الكلام له بفم
فهذا يدل من قوله على أن الكلام الذي كلم به موسى عليه السلام إنما هو كلام خلقه الله على لسان من جعله سفيرا بينه وبين موسى »عليه السلام« فهذا كلامه هنا، وهو مخالف لما في تلك النونية المنسوبة إليه مخالفة بينة. فانظر أي الحالين أليق أن ينسب إليه وأحق بالتعويل عليه.
وقوله أثر وتأثير : المراد بالأثر هو المفعول مطلقا ، والمراد بالتأثير هو الفعل (¬2) المفعول ، فالمخلوق أثر والخلق تأثير، والموجود من الخلوقات أثر وإيجاده تأثير، والمحدث أثر والإحداث تأثير، وهكذا، والتأثير معنى اعتباري لا وجودي، فما معنى وصفه بالإحداث والخلق ؟
Страница 121