أساليب أهل الّلجاج والعناد. وانظر «تاريخ بني الوزير»: (ق/٣٧ب- ٣٨أ)، و«ترجمة ابن الوزير»: (ق/٦ب)، و«فتح الخالق»: (ق/١١١)، ... و«البدر الطالع»: (١/ ٤٨٥).
قال الصنعاني في «فتح الخالق»: «..... وترسّل عليه شيخه السيد علي بن محمد بن أبي القاسم برسالة بديعة، درات في مواقف الأعيان، وشغف بها كل إنسان، واحتاج الناظم ﵀ أن يشمّر ساعد الجد والاجتهاد، ويجلب الأدلة من الأغوار والأنجاد ....» اهـ. وقال الشوكاني: «وترسل عليه -أي ابن أبي القاسم- برسالة تدل على عدم انصافه ومزيد تعصّبه -سامحه الله-» اهـ.
فكان ثمرة هذه الرسالة الكتاب العظيم المشهور: «العواصم والقواصم» الذي لم يؤلّف في الديار اليمنية مثله -كما عبّر الشوكاني-.
ثم إن هذا الجواب لما تم اشتمل على علوم كثير؛ أثرية ونظرية، ودقيقة وجليّة، وحجج متكاثرة للمسائل التي نصرها، وإشكالات قد تبلغ المئين على المسائل التي ينقضها، فدعاه ذلك لاختصاره حيث قال: «ثم إني تأمّلت الكتاب -بعد ذلك- فوجدت ما فيه من التطويل والتدقيق؛ يصرف الأكثرين عن التأمل له والتحقيق، لا سيما والباعث لداعيه النشاط إلى معرفة مثل هذا إنما هو وجود من يعارض أهل السنة، ويورد على ضعفائهم الشّبه الدقيقة، ومن عوفي من هذا ربما نفر عن مطالعة هذه الكتب نفرة الصحيح عن شرب الأدوية النافعة، وألم المكاوي الموجعة؛ فاختصرت منه هذا الكتاب» (١) اهـ.
_________
(١) «الروض» (١/ ١٨ - ١٩).
المقدمة / 61