عليك بما كان النبيّ محمّد ... عليه، ودع ما شئت من قول قائل
هو المسلك المرضيّ والمذهب الذي ... عليه مضى خير القرون الأوائل
فدن بالذي دان النبيّ وصحبه ... من الدّين واترك غيرهم في بلابل
هم الشّامة الغرّا وهم سادة الورى ... وهم بهجة الدّنيا ونور القبائل
وأرفع ما تدلي به من فضائل ... على الخلق أدنى مالهم من فواضل
إذا أنت لم تسلك مسالك رشدهم ... وتمسك من أقوالهم بالوصائل
فقد فاتك الحظّ السنّي ولم تكن ... إلى الحق في نهج السّبيل بواصل
رضيت بدين المصطفى ووصيّه (١)
هم قادة القادات بعد نبيّهم ... إلى مشرع الحق الرّوي (٢) السلاسل
إلى السنة البيضاء والملة التي ... عليها مثار النّقع من كلّ صائل
ولكنها عزّت بدعوة أحمد ... وقامت ببرهان من الحق فاصل
_________
(١) يعني عليًّا ﵁. ... وأصحابه أهل النّهى والفواضل
أقول: ولم يثبت أن النبي ﷺ أوصى لعلي بشيء البته مما يتعلق به الشيعة، فقد ثبت في «صحيح البخاري» (الفتح): (١/ ٢٤٦)، عن أبي جحيفة السوائي قال: قلت لعلي بن أبي طالب ﵁: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطية رجل مسلم، أو مافي هذه الصحيفة.
قال: قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
وقد سأله -أيضًا- نحو هذه المسألة: قيس بن عباد -بضم المهملة وتخفيف الموحدة- والأشتر النخعي، كما ثبت في «سنن النسائي»: (٨ - ١٩).
(٢) في نسخة «السري».
المقدمة / 29