فياحافظي علم الحديث لي اشفعوا ... إلى الله فالرب الكريم يجيب
لعلّ كتابي أن يكون مذكّرًا ... لكم بالدّعا للعبد حين يغيب
ولا سيما بعد الممات عسى به ... يبلّ غليل أو يكفّر حوب
ولا تغفلوا في أن بليت فودّكم ... وإن بليت منّي العظام قشيب
ومهما رأيتم في كتابي قصوره ... فسترًا وغفرًا فالقصور معيب
ولكنّ عذري واضح وهو أنّني ... من الخلق أخطي تارة وأصيب
وقد ينثني الصّمصام وهو مجرّد ... وينكسر المرّان وهو صليب
ولكنني أرجوه إن حلّ داركم ... حلا منه ورد بالأجاج مشوب
يكون أجاجًا دونكم فإذا انتهى ... إليكم تلقّى طيبكم فطيب
وقال في الدّعاء إلى السنّة بعد هذه الأبيات المذكورة (١):
عليك بأصحاب الحديث الأفاضل ... تجد عندهم كلّ الهدى والفواضل
إلى آخرها، وهي معروفة، تركتها اختصارًا.
ومنها:
فلا تقتدوا إلا بهم وتيمموا ... لهم منهجًا كالقدح ليس بزائل (٢)
ألم تر أنّ المصطفى يوم جاءه الـ ... ـوليد بقول الأحوذيّ المجادل
وفي هذا البيت إشارة إلى كلام الوليد بن المغيرة، أو عتبة بن ربيعة (٣) لرسول الله ﷺ، حين عرض عليه المال والرّياسة، ويترك
_________
(١) هذه الأبيات وما بعدها، ليست في مطبوعة «العواصم»، وهي في خاتمة «الروض»: (٢/ ٥٩٥).
(٢) في نسخة: «بمائل».
(٣) هو عبتة بن ربيعة، كما أخرجه ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو يعلى والحاكم -وصححه- وابن مردويه، وأبو نعيم والبيهقي -كلاهما في «الدلائل» - وابن عساكر عن جابر بن عبد الله ﵄ وساق القصة في ذلك. وجاء من رواية ابن عمر، ومحمد بن كعب القرظي، وفي سياقها اختلاف. انظر: «تفسير ابن كثير»: (٤/ ٩٨ - ٩٩)، و«الدرّ المنثور»: (٥/ ٦٧٢/٦٧٤).
المقدمة / 26