59

Расаил

رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن

Жанры

إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .

لقد أعطي أبو عثمان مقولا وحرم معقولا، إن كان يقول هذا على اعتقاد وجد، ولم يذهب به مذهب اللعب واللهو، أو على طريق التفاصح والتشادق وإظهار القوة والسلاطة وذلاقة اللسان وحدة الخاطر والقوة على جدال الخصوم. ألم يعلم أبو عثمان أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم

كان أشجع البشر، وأنه خاض الحروب وثبت في المواقف التي طاشت فيها الألباب وبلغت القلوب الحناجر؟ فمنها يوم أحد ووقوفه بعد أن فر المسلمون بأجمعهم ولم يبق معه إلا أربعة: علي والزبير وطلحة وأبو دجانة، فقاتل ورمى بالنبل حتى فنيت نبله وانكسرت سية قوسه وانقطع وتره، فأمر عكاشة بن محصن أن يوترها، فقال: يا رسول الله لا يبلغ الوتر، فقال: أوتر ما بلغ. قال عكاشة: فوالذي بعثه بالحق لقد أوترت حتى بلغ وطويت منه شبرا على سية القوس، ثم أخذها فما زال يرميهم حتى نظرت إلى قوسه قد تحطمت. وبارز أبي بن خلف فقال له أصحابه: إن شئت عطف عليه بعضنا! فأبى وتناول الحربة من الحارث بن الصمة ثم انتفض بأصحابه كما ينتفض البعير، قالوا: فتطايرنا عنه تطاير الشعارين، فطعنه بالحربة فجعل يخور كما يخور الثور. ولو لم يدل على ثباته حين انهزم أصحابه وتركوه إلا قوله:

إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم ، فكونه

صلى الله عليه وسلم

في أخراهم وهم يصعدون ولا يلوون هاربين دليل على أنه ثبت ولم يفر. وثبت يوم حنين في تسعة من أهله ورهطه الأدنين، وقد فر المسلمون كلهم والنفر التسعة محدقون به: العباس آخذ بحكمة بغلته، وعلي بين يديه مصلت سيفه، والباقون حول بغلته يمنة ويسرة، وقد انهزم المهاجرون والأنصار، وكلما فروا أقدم هو

صلى الله عليه وسلم

وصمم مستقدما يلقى السيوف والنبال بنحره وصدره، ثم أخذ كفا من البطحاء وحصب المشركين وقال: شاهت الوجوه. والخبر المشهور عن علي وهو أشجع البشر: كنا إذا اشتد البأس وحمي الوطيس اتقينا برسول الله

صلى الله عليه وسلم

Неизвестная страница