Расаил
رسائل الجاحظ: وهي رسائل منتقاة من كتب للجاحظ لم تنشر قبل الآن
Жанры
يوم أحد كما ثبت علي، فلا فخر لأحدهما على صاحبه في ذلك اليوم!
ولأبي بكر في ذلك اليوم مقام مشهود: خرج ابنه عبد الرحمن فارسا مكفرا في الحديد يسأل المبارزة ويقول: أنا عبد الرحمن بن عتيق! فنهض إليه أبو بكر يسعى بسيفه، فقال له النبي: شم سيفك وارجع إلى مكانك ومتعنا بنفسك.
على أن أبا بكر وإن لم تكن آثاره في الحرب كآثار غيره، فقد بذل الجهد وفعل ما يستطيعه وتبلغه قوته، وإذا بذل المجهود فلا حال أشرف من حاله.
خلاصة نقض كتاب العثمانية
لأبي جعفر الإسكافي
قال أبو جعفر الإسكافي:
لولا ما غلب على الناس من الجهل وحب التقليد لم نحتج إلى نقد ما احتجت به العثمانية؛ فقد علم الناس كافة أن الدولة والسلطان لأرباب مقالتهم، وعرف كل أحد علو أقدار شيوخهم وعلمائهم وأمرائهم وظهور كلمتهم وقهر سلطانهم وارتفاع التقية عنهم، والكرامة والجائزة لمن روى الأخبار والأحاديث في فضل أبي بكر، وما كان من تأكيد بني أمية لذلك وما ولده المحدثون من الأحاديث طلبا لما في أيديهم، فكانوا لا يألون جهدا في طول ما ملكوا أن يخملوا ذكر علي عليه السلام وولده ويطفئوا نورهم ويكتموا فضائلهم ومناقبهم وسوابقهم ويحملوا على سبهم ولعنهم على المنابر، فلم يزل السيف يقطر من دمائهم مع قلة عددهم وكثرة عدوهم فكانوا بين قتيل وأسير وشريد وهارب ومستخف ذليل وخائف مترقب، حتى إن الفقيه والمحدث والقاص والمتكلم ليتقدم إليه ويتوعد بغاية الإيعاد وأشد العقوبة ألا يذكروا شيئا من فضائلهم ولا يرخصوا لأحد أن يطيف بهم، وحتى بلغ من تقية المحدث أنه إذا ذكر حديثا عن علي عليه السلام كنى عن ذكره فقال: قال رجل من قريش، وفعل رجل من قريش، ولا يذكر عليا ولا يتفوه باسمه.
ثم رأينا جميع المختلفين قد حاولوا نقض فضائله ووجهوا الحيل والتأويلات نحوها، من خارجي مارق، وناصبي حنق، ونابت مستبهم، وناشئ معاند، ومنافق مكذب، وعثماني حسود يعترض فيها ويطعن، ومعتزلي قد نظر في الكلام وأبصر علم الاختلاف وعرف الشبه ومواضع الطعن وضروب التأويل، قد التمس الحيل في إبطال مناقبه وتأول مشهور فضائله، فمرة يتأولها بما لا يحتمل، ومرة يقصد أن يضع من قدرها بقياس منتقض، ولا يزداد مع ذلك إلا قوة ورفعة ووضوحا واستنارة. وقد علمت أن معاوية ويزيد ومن كان بعدهما من بني مروان أيام ملكهم - وذلك نحو ثمانين سنة - لم يدعوا جهدا في حمل الناس على شتمه ولعنه وإخفاء فضائله وستر مناقبه وسوابقه. روي عن عبد الله بن ظالم
1
أنه قال: لما بويع لمعاوية أقام المغيرة بن شعبة خطباء يلعنون عليا، فقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل: ألا ترون إلى هذا الرجل الظالم يأمر بلعن رجل من أهل الجنة؟! وروي عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان يقول: شهدت المغيرة بن شعبة خطب، فذكر عليا فنال منه. وعن رباح بن الحارث قال: بينما المغيرة بن شعبة بالمسجد الأكبر وعنده ناس إذ جاءه رجل يقال له قيس بن علقمة، فاستقبل المغيرة فسب عليا. وعن علي بن الحسين قال: قال لي مروان: ما كان في القوم أدفع عن صاحبنا من صاحبكم! قلت: فما بالكم تسبونه على المنابر؟ قال: إنه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك. وعن ابن أبي سيف قال: خطب مروان والحسن جالس، فنال من علي، فقال الحسن: ويلك يا مروان، أهذا الذي تشتم شر الناس؟ قال: لا، ولكنه خير الناس. وقال عمر بن عبد العزيز: كان أبي يخطب فلا يزال مستمرا في خطبته حتى إذا سار إلى ذكر علي وسبه تقطع لسانه واصفر وجهه وتغيرت حاله، فقلت له في ذلك فقال: أوقد فطنت لذلك! إن هؤلاء لو يعلمون من علي ما يعلمه أبوك ما تبعنا منهم رجل. وقام رجل من ولد عثمان إلى هشام بن عبد الملك يوم عرفة فقال: إن هذا يوم كانت الخلفاء تستحب فيه لعن أبي تراب. وعن أشعث بن سوار قال: سب عدي بن أرطأة عليا على المنبر، فبكى الحسن البصري وقال: لقد سب هذا اليوم رجل إنه لأخو رسول الله
Неизвестная страница