ليس الذي تسألون عنه محبة؛ إن هو إلا تفضيل. أما إذا كنتم تعنون المحبة بمعناها الأصلي، فأحب كتبي إلي هو ذاك الذي لا تجرؤ دار نشر على طبعه، وسيبقى «يتيما» بعدي إذا لم تملك يميني ما يمهد له السبيل إلى النور؛ فالله أسأل أن يقيض له وصيا يعمل بقوله تعالي:
فأما اليتيم فلا تقهر . أكتب هذا وأنا منتظر سحب اليانصيب الوطني غدا ...
صلوا لأجلي.
11 / 1 / 1954
كتب إلي السيد ج. م. من المملكة العربية السعودية، يسألني: كيف نعرف حركة عين مضارع الفعل الثلاثي؟ وهل هناك قاعدة عامة نصل بواسطتها إلى معرفة ذلك، أم أن المرجع هو القاموس ... إلخ؟ ثم قال: عندنا من يقول بأن هناك قاعدة لمعرفة حركة عين الفعل الثلاثي من صيغة المضارع، وأنها موجودة في كتب الصرف، ولكن من يقول هذا لا يذكر القاعدة ... إلخ انتهى.
عزيزي ج. م.
إن عين الفعل المضارع الثلاثي هي بلية البلايا. يكلفوننا اليوم أن ننطق بها كما نطقوا، وهم - كما تعلم - كانوا قبائل شتى، وكل قبيلة تحرك لسانها على هواها، كما هي الحال عندنا اليوم في لبنان، فكل قرية تكاد تختلف لهجة عن جاراتها. هكذا كانوا هم، ومن هنا جاءنا ويل عين فعل المضارع، التي تكون غالبا مفردة، وأحيانا مزدوجة، وتارة مثلثة. الأعراب يؤثرون الخفة؛ لأن أسلوب حياتهم كان يستدعي خفة الظهر؛ ولذلك فتحوا أول الماضي ولم يبدءوا بالساكن، ثم منعوا التقاء الساكنين. ولما أعيا الخلف وضع قاعدة للهجة السلف، قالوا لنا: إذا التبست عليك حركة عين المضارع الثلاثي؛ فافتح.
أما ما ذكره أيمة الصرفيين، فهو من باب الغلبة لا من باب القياس المطرد، وعملا بكلمتهم المأثورة: ما لا يدرك كله لا يترك جله. أكتب لك ملخص ما قالوه في هذا الباب: (1)
وزن فعل «المفتوح العين» يكون ضم عينه قياسيا في مضارع الأجوف والناقص الواوين، وإذا كان الأجوف والناقص يائيين تكسر عينه، وكذلك تكسر عين مضارع المثال اليائي والواوي إذا خلا من حرف حلق. (2)
فعل «المكسور العين» تفتح عين مضارعه: نحو يعلم ويمرض. أما الذي هو من باب حسب - بكسر العين - فعين مضارعه مكسورة. وقد حصروه في أربعة أفعال من الصحيح: حسب، ونعم، وبئس، ويبس، وفي ثلاثة عشر فعلا من المثال الواوي فقط؛ وهي: ورث، وثق، ومق، ورى، ولي، وبق، وحر، وغر، وله، ورع، وهم.
Неизвестная страница