[1] نسخة السجل الذي وجد معلقا على المشاهد في غيبة مولان الإ مام الحأكم .
سم الله الرحمن الرحيم . والعاقبة لمن تيقظ من وسن الغافلين، وإنتقل عن جهل الجاهلين ، واخلص منه اليقين ، فبادر بالتوبة إلى اللهه تعالى و إلى وليه وحجته على العالمين ، وخليفته في أرضه وأمينه على حلقه أمير المؤمنين ، واغتنم الفوز مع المتطهرين والمتقين ، ولم يكذب بيوم الدين ، وكان بالغيب من المسدقين به والموقنين ، واعتقد ان الساعة آتية بغتة لا ريب فيها ، وان الله لا يضيع أجر المحسنين ، ولا عدوان إلا على لظالمين ، المردة الشياطين ، الفسقة المارقين ، وكل حلاف1 مهين ، الناكثين لباغيين ، المفسدين الطاغيين ، أهل الخلاف والمنافقين ، المكذبين بيو الدين ، المغضوب عليهم والضالين . والحمد لله حمد الشاكرين ، حمدا ل فاد لآخره أبد الآبدين . وصلى الله على سيد المرسلين ، محمد المبعوث بالقرآن2 إلى الخلق أجمعين ، وبشرا ونذيرا بأئمة من ذريته هاديين مهديين ، كرام كاتبين ، شهداء على العالمين ، ليبينوا للناس ما هم فيه ختلفون ، وعنه يتساءلون ، ويرشا هم إلى النبأ العظيم ، والصراط المستقيم ، سلام الله السني السامي عليهم إلى يوم الدين .
أما بعد . أيها الناس فقد سبق إليكم من الوعد والوعظ والوعيد ، من ولي أمركم، وإمام عصركم، وخلف أنبيائكم، وحجة باريكم ، وخليفته الشاهد عليكم بموبقاتكم ، وجميع ما اقترفتم فيه مت الإعذار والإنذار ما فيه بلاغ لمن سمع واطاع واهتدى ، وجاهد نفسه عن الهوى ، وآثر حلاف : خلاف، اد القرآن : بالفرق ، 1 لصراط : السراط ، ا اد 9 الآخرة على الدنيا . وأنتم مع ذلك في وادي الجهالة تسبحون ، وفي تيه الضلالة تخوضون وتلعبون ، حتى تلاقوا يومكم الذي كنتم به توعدون .
«كلا سوف تعلمون، تم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين . [5 - 3/102] وقد علمتم معشر الكافة ان جميع ما ورثه الله تعالى لوليه وخليفته ي أرضه 4 أمير المؤمنين سلام الله عليه ، من النعم الظاهرة والباطنة ، قد حول إمام عصركم لشريفكم ومشروفكم من خاصتكم وعامتكم ، من ظاهر ذلك وباطنه على الإكثار و الإمكان بفضله وكرمه ، حسبما رأى سلام الله عليه، ولم يبخل بجزيل عطائه، وهنأكم منة منه مع ذلك م وجبه الله تعالى له عليكم في كتابه من الحق فيما ملكته أيمانكم ، ولم يشارككم في شيء من أحوال هذه الدنيا نزاهة عنها ، فضا منه له لى مقداره ومكنته ، لأمر سبق في حكمته ، وهو سلام الله عليه أعلم ه. فاصبحتم وقد حزتم من فضله وجزيل عطائه ما لم ينل مثله بشر من الماضيين من اسلافكم ، ولا ادرك قوة أنبأء منه أحد من الأمم الذيت خلوا من قبلكم ، من المهاجرين والأنصار ، في متقدم الأزمان والأعصار.
لم تنالوا ذلك من ولي الله باستحقاق، و لا بعمل عامل منكم من ذكر وأنثى ، بل منة منه عليكم ، ولطفا بكم ، ورافة ورحمة واختبارا ناغجوكم أيكم أحسن عملا» [7/11] ولتعرفوا قدر ما خصصكم به في عصره من نعمته ، وحسن منته ، وجميل طفه وعظم فضله واحسانه، دون من قد سلف من قبلكم.
و. ا.
أنبا : أنباء ، 1 د 2ح عظم : عظيم، ب اشكروا الله ووليه كثيرا على ما خولكم من فضله. ولعلكم تثت حسدرو وتعملون علا يرضي ويضاهي أعمال الأمم السالفين اضعافا حسب ما ضاعفه لكم ولي الله في عصره . من نعمه الظاهرة الجليلة من «القناطي لمقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام» [14/3] ، إلى غير لك من الأرزاق والاقطاع والضياع ، وغيره من أغراض الدنيا على ختلاف أصتاف إحسانه . ورقا خاصتكم وعامتكم إلى الدرجات عالية، والرتب السانية ، لتقفوا مسالك أولى الألباب، وأمركم وشرفكم أحسن الالقاب ، ومولكم في الأرض شرقا ومغربا ، و سهلا وجبلا ، وبرا وبحرا، فأنتم ملوكها وسلاطينها وجباة أموالها ، تفك لكم بمادة ولي لله الرقاب ، وتنقاد إليكم الوفود والأحزاب . «وإن تعدثوا نعمة الله لا تحصوها» [34/14] . فعشتم في فضل أمير امركلومنين سلام الله عليه رغدا غير عمل و ترجون من بعد ذلك حسن مآب .
من نعمه الباطنة عليكم نمسككم في ظاهر أمركم بموالاته تعتزون آخرتكم ، فقد تمنون بها في دنياتكم ، وترجون بها نجاتكم ، والفوز في على الله وعلى وليه بإيمانكم، «بل الله يمن عليكم أن هداكم» [49 1] إلى الإيمان ، فأنتم متظاهرون بالطاعة ، متمسكون بالمعصية ، ولو ستقمتم على الطريقة الوسطى لأسقيتم مآء غدقا . ثم من نعمه الباطن عليكم إحيآؤه لسنن الإسلام والإيمان ، التي الدين عند الله ، وبه رفتم و طهرتم في عصره على جميع المذاهب والأديان ، وميزكم من عبدة الأوثان ، وابانهم عنكم بالزلة" والحرمان ، وهدم كنائسهم ومعالم أديانهم ، وقد كانت قديمة من قدم الأزمان ، وانقادت الذمة إليكم طوعا أغراض : أعراض ، اد.
زلة الذلة ، اد.
كرها ، فدخلوا في دين الله أفواجا ، وبنى الجوامع وشيدها ، وعمر المساجد وزخرفها ، واقام الصلاة في اوقاتها ، والزكاة في حقه وواجباتها ، واقام الحج والجهاد ، وعمر بيت الله الحرام ، واقام دعائم لإسلام ، وفتح بيوت أمواله ، وانفق في سبيله ، وخفر الحاج بعساكره ، وحفر الآبار ، وأمن السبيل والاقطار ، وعمر السقايات ، واخرج على الكافة السدقات ، وستر العورات ، وترك الظلامات ، ورفع عن خاصتكم عامتكم الرسوم الواجبات ، التي جعلها الله تعالى له عليكم من المفترضات ، وقسم الأرض على الكافة شبرا شبرا ، وداولها بين الناس حيانا ودهرا ، وفتح لكم أبواب دعوته ، وايدكم بما خصه9 الله من حكمته ، ليهديكم بها إلى رحمته ، ويحثكم بها على طاعته ، وطاعة سوله وأوليائه عليهم السلام ، لتبلغوا مبالغ الصالحين.
فشنئتم العلم والحكمة ، وكفرتم الفضل والنعمة ، ونبذتم ذلك وراء لهوركم، واثرتتم عليه الدنيا كما آثروه قب م بنو إسرائيل في قصة موسى عليه السلام ، فلم يجبركم ولي الله عليه السلام ، وغلق باب دعوته ، واظهر لكم الحكمة ، وفتح لكم خارج قصره دار علم حوت من جميع لوم الدين وآدابه ، وفقه الكتاب في الحلال والحرام ، والقضايا الأحكام ، مما هو في صحف الأولين ، صحف إبرهيم وموسى صلى لله عليهم أجمعين، وامدكم بالأوراق والأرزاق والحبر والأقلام، لتدركوا بذلك ما تحظون 1 به وتستبصرون ، وبه من الجهل تفوزون . وقد كنتم من بل ذلك في طلب بعضه تجهدون ، فرفضتموه وقصرتم وعن جميعه عرضتم اعراض المضلين ، ولم يزدكم ذلك إلا فرارا ، ومال بكم الهوى يصه : اخصه، ت.
تحظون : تحضون ، ا ب ث اخ لى الموبقات ، ومكنتم من اكتساب السيئات ، ورفضتم العلم واظهرتم لمجهل ، وكثر بغيكم ومرحكم على الأرض حتى كاد لها ان تضج إلى الله تعالى فيكم من كثرة جوركم ومرحكم عليحا . وولي الله سلام الله عليه مكافح لها فيكم رجاء ان تتيقظ خاصتكم ، أو تستفيق من السكر الجهل عامتكم ، فما ازددتم إلا طغيانا وعصيانا واختلافا ، تتناجون الإفك «والعدوان و معصية الرسول» [8/58].
وعدو الله وعدو أمير المؤمنين قد قصر عن الفساد يده مخافة من سطوات ولي الله ورضي منه بالمسالمة والمهادنة ، حتى ليس لأمير المؤمنين سلام الله عليه عدو يجاهده ، ولا ضد يعانده ، والكل من هيبته خائف وجل . وأنتم معشر الخاص والعام بحضرته ، تضمكم دولته ، وتشملكم لايته وتلزمكم طاعته ، وأنتم مع ما تقدم ذكره من تعديد مساويكم متحادقون متعاندون متزاحفون ، يجاهد بعضكم بعضا كالروم والخزر جرأة على الله بغير مخافة منه ولا ترقب ، ولا ينهاكم عن سفك الدماء وهتك الحريم دين - من الله ولا وقار من إمامكم ولا يقين . قد غلب عليكم الجهل ، فلن ترجوا «لله وقارا » [13/71] ، ولن تقولوا ان إمام عصركم واحد ، وان الإسلام والإيمان قد شملكم وجمعكم تحت طاعة الله وطاعة رسوله ووليه أمير المؤمنين سلام الله عليه . ف «إنا لله وإنا إليه راجعون» [156/2] . فاي نازئة هي أكبر منها ، واي شماتة للعدو ويلكم أ عظم من مثلها . لقد اصبتم معشر الناس في أنفسكم وأديانكم واصيب فيكم ولي الله أمير المؤمنين سلام الله عليه ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . أفامنتم ايها الغافلون «أن يصيبكم ما أصاب» [89/11] دين : ديتا ، ت .
بمين : يقينا ، ب ت ن كان قبلكم من «أصحاب الأيكة وقوم تبع » [14/50] . ألم تسمعوا ول الله تعالى : «أ لم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد» [89/ -7] ، « الذين طغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد، فصب عليهم بك سؤط عذاب إن ربك لبالمرصاد» [11/89 - 14] ، وفوله تعالى .
لم نهلك الأولين ثم نتبعهم الأخرين، كذلك تفعل بالمجرمين» [77 12 - 18] ، ومثل هذا كثير في كتاب الله عز و جل مما اصاب أهل لعناد والخلاف والمنافقين والمفسدين في الأرض .
فقد غضب الله تعالى ووليه أمير المؤمنين سلام الله عليه من عظم إسراف الكافة أجمعين ، ولذلك خرح من أوصاطكم . قال الله ذو الجلال الإكرام : «وما كان الله» يعذبهم «و أنت فيهم» [33/8] ، وعلامة بخط ولي الله تدل على سخط الرب تبارك وتعالى . فمن دلائل غضب الإمام غلق باب دعوته و رفع مجالس حكمته ، ونقل جميع واوين أوليائه وعبيده من قصره ، ومنعه عن الكافة سلامه وقد كان يخرج إليهم من حضرته ، ومنعه لهم عن الجلوس على مصاطب سقائف حرمه ، وامتناعه عن الصلاة بهم في الأعياد وفي شهر رمضان ، ومنعه لؤدنين ان يسلموا عليه وقت الآذان ولا يذكرونه ، ومنعه جميع الناس ان يقولوا مولانا ولا يقبلوا له التراب ، وذلك مفترض له على جميع أهل طاعته ، وانهاؤه جميعهم عن الترجل من ظهور الدواب ، ثم لباس لصوف على أصناف ألوانه وركوبه الأتان ، ومنعه أولياءه وعبيده الركوب عه حسب العادة في موكبه ، وامتناعه إقامة الحدود على أهل عصره وأشياء كثيرة خفيت عن العالم . و «هم» عن جميع ذلك «في غمه ساهون» [11/51] ، «استحود عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزبا الشيطان ، ألا إن ححزب الشيطان هم الخاسرون» [19/58] .
فق ترك ولي الله أمير المؤمنين سلام الله عليه الخلق أجمعين سدى ، يخوضون 12 ويلعبون 14 في التيه والعمى ، الذي آثروه على الهدى ، كما ترك موسى قومه حتى آن الهلاك ان يهجم عليهم وهم لا يعلمون ، وخرج عنهم وهم في شك منه مختلفون ، مذبذبون «بين ذلك لا إلى » [143/4] الحق يطيعون ، ولا إلى ولي الله يرجعون . قال الله عالى : «و لؤ ردوه إلى» الله و «الرسول و أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنيطونه منهم» [83/4].
أيها الناس كلام الله تعالى أوعظ واعظ وبين منه وعظكم بهذه الموعظة من الفقر والحاجة إلى عفو الله تعالى وعفو وليه أمير المؤمنين سلام الله عليه أعظم منكم . فبالنسيان تكون الغفلة ، وبالغفلة تكون الفتنة ، وبالفتنة تكون الهلكة . وقد قال الله تبارك وتعالى : «و لؤ أنهم إذ للموأ أنفسهم جاؤك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوأ الله» غورا «رحيما» [64/4] . وقال عز من قائل : «إلا من تاب و أمن وعمل عملا صالحا» [70/25] ، «إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين» [222/2] . وقال الله تبارك وتعالى ف «إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني» [186/2] .
فالبدار البدار معشر الناس ان وقفتم على براح من الأرض يكون أول طريق سلكها أمير المؤمنين سلام الله عليه وقت ان استتر نضو عينكم . وتجتمعوا فيها بأنفسكم وأولادكم وطهروا قلوبكم ، واخلصوا نياتكم ، لله رب العالمين ، وتوبوا إليه توبة نصوحا ، و توسلوا إليه بأوجه الوسائل ، بالصفح عنكم والمغفرة لكم ، وان يرحمكم بعودة وليه إليكم، خوضون : يخوضوا ، ت ث ؛ يحوطوا ، ب.
يلعبون : يلعبوا، ب ت ث 95 يعطف بقلبه عليكم . فهو رحمة عليكم وعلى جميع خلقه ، كما قال تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله : «وما أرسلناك إلا رحمة لعالمين» [1٠7/21] . فالحذر الحذر ان يقفوا أحد منكم لأمير المؤمنين سلام الله عليه أثرا ، ولا تكشفوا له خبرا ، ولا تبرحوا في أول طريق ننوسل جميعكم كذلك أراؤنا15 . فإذا اطلت عليكم الرحمة خرج ولي لله إمامكم باختياره ارضيا عنكم ، اظهرا في أوساطكم . فواظبوا على لك ليلا ونهارا قبل ان تحق الحاقة ، وتقرع القارعة ، ويغلق باب الرحمة ، وتحل بأهل الخلاف والعناد النقمة . وقد اعذر من انذر ، ونصح ن قبلكم نفسه وحذر، والخطاب لأولى الألباب منكم والتعيين عليهم ، والمشيئة لله تبارك وتعالى والتوفيق به ، والسلام على من اتبع الهدى ، وخشي عواقب الردى ، وسدق بكلمات ربه الحسنى وكتب مولى دولة أمير المؤمنين سلام الله عليه في شهر ذي القعد سنة أحدى عشرة وأربع مائة . وصلى الله على محمد سيد المرسلين وخا لنبيين، وسلم على آله الطاهرين، و «حستبنا الله ونعم الوكيل» [3 173] . تحتفظ أصحاب العمل بهذه الموعظة من المتقين ولا يمنع أحد من نسخها وقرآءتها . نفع الله من وفق للعمل بما فيها من طاعة الله وطاعة وليه أمير المؤمنين سلام الله عليه . حرام حرام على من لا ينسخها يقرأها على التوابين في جامع أسفل ، وحرام حرام على من قدر على نسخها وقصر ، والحمد لله وحده .
اؤنا : اوآونا ، ا اد ؛ اراينا ، ب .
[2] السجل المنهي فيه عن الخمر بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لله الذي اعز الاسلام بأولياث لتقين ، و خص حدوده لمن استحفظه من أئمة دينه وأمنائه الميامين ، صلى الله على جدنا محمد حاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، صلى الله ليه وعلى آله الطاصرين .
ن أمير المؤمنين ، بما قلده الله ووجل إليه من أمور الدين و الدنيا ، وجعل كلمته فيها السامية العليا ، مصروف الهمة والرأي والروية ، إلى المحاماة عنهما ، والمراعاة لنفي خلل يدخل فيهما ، والرغبة في إعلا عالمهما ، والتوفر على ما شيد دعائمهما ، والإيثار لما حفط نظامهما ، والعناية بما صار من التغيير والانتقاض لكمالهما وتمامهما . والله جل وعز حين أمير المؤمنين على ما يرضيه ، وموفقه لما يزلفه عنده ويحظيه ، بمنه وقدرته.
ن أحسن الأمور عائدة على الإسلام والمسلمين ، وأجمعهم إصلاح في حراسة أصول الدين ، نهي الكافة عن الإلمام بالمسكر واستحسان المناكر من الاصرار على المسكر الذي هو مجمع السيئات ، و القائد إلى قبائح الأفعال والسوءات . وقد امر أمير المؤمنين وبالله توفيقه ، بكتب هذا لنشور ليقرأ على الخاص والعام من الأولياء والرعية ، بالنهي عن التعرض شرب شيء من المسكر على اختلاف أصنافه وأسمائه وألوانه وطعومه ، كل شراب متأول فيه مما يسكر قليله وكثيره ، وترك التعرض لشربه الأقوال والفتاوى ، والنهي عما يتمسك به الرعاع من التأويلا متجرا لدعاوى . فإن أمير المؤمنين قد حضر ذلك جملة واخبره ، ونهي عن ضر: حظر، ب ث د المسكر واقتنائه وادخاره ، والتعرض لعمله واعتصاره ، حتى تطهر الممالك من سوء آثاره . وجعل ذلك أمانة في أعناق المخلصين من أوليائه ، وبيعة عند أهل طاعته ونصحائه ، ووكل إليهم الفحص عنه وانهاء ما يقفون عليه من أمره . وبرأ أمير المؤمنين إلى الله عز وجل من تبعة ذلك وغائلته جلا وآجلا . فيعلم ذلك من أمير المؤمنين ، ويعمل عليه سائر الأولياء المؤمنين ، ومن شملته دعوة الحق من كافة الناس أجمعين ، وليسارعو لامتثاله ، والحذر من تجاوزه . فقد قرب أمير المؤمنين بأعداء المرسوم أليج العقاب والتنكل ، وقبيح النكلة والتبدل . والله حسب أمير المؤمنين ونعم عكيل.
كتب في شهر ذي القعدة سنة أربعمائة . والحمد لله وحده ، وصلواته على رسوله خاتم النبيين وآله الطاهرين، وسلامه.
بيعة : بيعته ، ا ث د اخ اد ظ? | 1 [33] خبر اليهود والنصارى سؤالهم لمولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن شيء من أمر دينهم باعتراض اعترضوه فيه وإنكار انكروه عليه ، والجواب على ذلك بما اختصمهم من القول واسكتهم و انصرفو مقهورين . والحمد لله رب العالمين .
سم الله الرحمن الرحيم . حدث من وثق به وسكن إلى قوله مع إشهار الحديث في ذلك الوقت ، انه حضر في موقف من مواقف الدهر ، وصاحب العصر ، مولانا الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين سلام الله عليه ، إذ وقف بين يديه بالقرافة في مقابر تعرف بقباب الطير ، نفر، فسلموا عليه ، فوقف عليهم حسب ما كان يقف على من سلم عليه .
فذكروا انهم من أهل الذمة ، وأن لهم حاجة ، وانهم يهود ونصارى .
فقال عليه السلام : قولوا حاجتكم . فقالوا : نسأل حاجتنا إذ آمنتنا على نفوسنا . فقال : ان طلبة الحوائج لا تحتاج إلى أمان . فقالوا : هي حاجة صعبة وسؤال عظيم . فقال عليه السلام : اسألوا فيما عسى ان تسألوا ، ولو كان في الملك . فقالوا : يا أمير المؤمنين ما هو شيء يتعلق بأمر الدنيا ، وإنما هو شيء يتعلق بأمر الدين ، وخطر عظيم . فإن آمنتنا على ننعسنا 3 ذكرناه وسألناك عنه ، وإن لم تؤمنا ء سألناك العفو وانصرفن امنين ، فعدلك وأمنك قد ملا الغرب والشرق ، وعطاؤك وجودك قد غمرا جميع الخلق . قال عليه السلام : اسألوا عما اردتم ، وأنتم آمنون بأمان مقابر: مقام ، ب .
فقالوا : قالوا، ا ث أنفسنا : نفوسنا ، 1 تؤمنا : تأمنا، ث د اخ 7 الله تعالى وأمان جدنا محمد ، وأماننا لا منكوث عليكم في ذلك ولا تأول. قالوا: يا أمير المؤمنين ان الذي نسألك عنه خطر عظيم، و أمر جسيم ، وأنت صاحب السيف والملك ، ولا نشك في أمانك ، ولكنن يخشى من سفهاء الأمة. قال عليه السلام : قولوا وأنتم آمنون من جميع لناس والأمة . قالوا : يا أمير المؤمنين ، أنت تعلم ان صاحب الشريعة الذي هو محمد ابن عبد الله ، الرسول المبعوث إلى العرب الذي لهجرته بذا وكذا سنة - وذكروا عدد السنين التي لهجرته إلى تلك السنة التي خاطبوه فيها - انه ، حين بعث إلى العرب وجاهد سائر الأمم ، لم يسمنا الدخول في شريعته إلا إن اخترنا ذلك بلا إكراه أو أداء الجزية ، ول يكلفنا إلا هذا . وكذلك كل واحد من أثمة دينه ، وخلفاء مذهبه ، و تفقهي شريعته ، لم يسمنا ما سمتنا أنت إياه من هدم بيعنا وأديارنا وتمزيق كتبنا المنزلة على رسلنا من عند ربنا ، فيها حكمة بالحلال والحرام والقصاص ، حتى انك ابحت التوراة والإنجيل يشد فيها الدلوك والصابون ، وتباع في الأسواق بسعر القراطيس الفارغة . وقد اخب صاحب الملة والشريعة عن ربه ، فيما نزل عليه ان التوراة فيها حكمم الله . ثم انه ذكر في غير موضع في الكتاب المنزل عليه تفخيم أمر رسلن والأفاضل من تباعهم ، مثل ما هو موجود في كتبنا . وأكثر القرآن المنزل ليه فيه ذكر موسى وعيسى ويوشع وإسمعيل وإسحق ويعقوب ويوسف وزكرياء ويحنا ، وهؤلاء كلهم أنبياؤنا وأثمة شرائعنا ، ومثل ما ذكروا فضلاء منا ، مثل بقايا موسى وحواري عيسى ، وما حكاه أنضا في الكتاب المنزل عليه من تفضيل فسسنا ورهباننا ، بقوله ان فيهم قسس ورهبانا ، «و إذا سمعوأ ما أنزل إلى الرسول» تفيض «أعينهم بالدمع مه ترفوا من الحق» [83/5] . ولو استقصينا كلما جاء في الكتاب المنزل عليه من تفضيل رسلنا وتفخيم كتبنا ، لكان أكثر ما نزل عليه في هذا المعنى . ثم قد كان من خلفاء الملة وأثمة الشريعة من المحمودين آبائك ، المذمومين أعدائهم وأعدائك ، مثل بني أمية وبتي العباس من عتا الأرض ، وملكها طلا وعرضا ، مع اتساع ملكهم ، وعظم سلطانهم كان يخطب لهم في كل بفعة بلغت إليها دعوة رسولهم ، وصاحب شريعتهم ، ولم يحدثوا علينا رسما ، ولا نقضوا لنا شرطا ، اقتداء منهم صاحب ملتهم وشريعتهم ، ولعلمهم بتفضيل رسلنا ، وتعظيم كتبنا ، ملتنا وشريعتنا المذكورة على لسان نبيهم . فمن أين جاز لك أنت يا أمير المؤمنين ان تتعدى حكم صاحب الملة والشريعة ، وفعل الخلفاء والأئمة الذين ملكوا قبلك البلاد والأمة ?؟ وليس أنت صاحب الشريعة ، بل أنت حدى أئمة صاحب الشريعة وإحدى خلفائه ، والقائم في شريعته ، لتتممها وتشد أركانها وبنيانها . وبذلك نطقت في كلامك في غير موضع من مواقفك التي خاطبت بها، واشهر ذلك عنك أقرب الناس إليك من أوليائك، وأنت تفعل معنا ما لم يفعله الناطق معنا، ولا أحد من أثمته وخلفائه كما ذكرناه . وهذه حاجتنا التي سألناها ، وأمرنا الذي قصدناه طلبنا الأمان عليه ، ونريد الجواب عنه5 . فإن يكن حقا وعدلا6 آمنا به سدقناه ، وإن يكن تعلقا بالملك والدولة والسلطان بقينا على أدياننا ، غير شاكين في مذاهبنا ، وازلنا الشبهة عن قلوب المستضعفين من أهل ملتنا. وما جثناك إلا مستفهمين غير شاكين في عدلك ورحمتك إنصافك ، وعلى هذا اخذنا أماتك ، وقد قلنا الذي عندنا ، واخرجناه من أعناقنا ، كما تقتضيه أدياننا ، والأمر إليك. فإن تقل لنا سمعنا واطعن بنه : عليه ، ب.
عدلا : سدقا، ب عن : عنه ، ب 48 واجبنا ، وإن اذنت لنا ولم تقل ، انصرفنا ونحن آمنون بأمانك الذي أمنتنا.
فقال عليه السلام : أما الأمان فباق عليكم، وأما سؤالكم فما سألتم إلا عما يجب لمثلكم ان يسأل عن مثله ، وأما نحن فنجيبكم إن شاء الله. ولكن امضوا وعودوا إلى هاهنا ليلة غدا ، وليأت كل واحد منكم ، يعني من اليهود والنصارى ، بأفقه من يقدر عليه من أهل ملته في هذا لبلد ليكون الجواب لهم والكلام معهم .
ولا كان في ليلة غد حضروا القوم في المكان بعينه و وقفوا وسلمو قالوا : قد اتينا بمن طلبه أمير المؤمنين منا ، وقدموا أحد عشر رجلا ومن قبل سبعة . فقال لهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه : لهؤلاء اخترتم ، ولهم قدمتم2 قالوا بأجمعهم : نعم ، يا أمير المؤمنين . قال للنفر : وأنتم رضيتم ان تكونوا متكلمين عن أهل ملتكم نائبين عنهم? قالوا : نعم .
مال : فهل تعلموا في هذه البلدة من أهل ملتكم من هو أفقه منكم؟
قالوا : لا . قال عليه السلام : وأنتم تحفظون التوراة والإنجيل وأخبار الأنبياء ? قالوا : نعم . قال عليه السلام : عارفون بمبعث صاحب الشريعة الذي أنا قائم بملته ، وذاب عن شريعته وسيرته وأخباره ، وما جرى بينه بين رؤساء ملتكم ومتقدميكم من اليهود والنصارى من الجدل والمسائل الاحتجاجات ، ومن سلم لأمره منهم ومن لم يسلم من مبعثه إلى حين فاته؟ قالوا : لم نحط بذلك كله ، بل احطنا بأكثره مما يلزمنا حفظه علمه مما جرى بينه وبين علمائتا ، صتحيحا لمذهبنا وشريعتنا ، وذلك عندنا محفوظ مدون مكتوب تتوارثه أحبارنا ، وأحبار عن الأولين من قبلنا، حتى وصل ذلك إلينا، ويتصل ذلك بغيرنا، كما وصل إلينا، إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها . قال عليه السلام : ان أصحابكم 4 سألوني البارحة عن سؤال بعد ان اخذوا أماني على نفوسهم ، واوعدتهم ان اجيبهم عن سؤالهم ، إذا حضروا علماؤهم . وقد حضرتم واعترفوا لك بالعلم والفضل ، و سدقتموهم أنتم على ذلك واعترفتم عندي به ، لما قلت لكم : أ تعرفون في هذه البلدة من هو أعلم منكم من أهل ملتكم أخبار صاحب شريعة الإسلام ونسبه وشيعته وعلمه وشريعته ، قلتم : لا وأنا اسألكم ، وفي آخر السؤال اجيبكم واخبركم بما سألوتي عنه أصحابكم ، وأماني فباق عليكم وعليهم ، على شرط وهو اني كلما سألتكم عن شيء يقتضيه مذهبكم وشريعتكم ومذهب صاحب ملة الإسلام وشريعته ، فتجيبوني عنه بما هو مأثور في كتبكم المنزلة على نبيائكم ، ومدون في كتب رؤسائكم وعلمائكم وأحباركم ، وما لم يكن مندكم ، ولا تعرفونه ، ولا تؤثرونه في كتاب منزل ولا قول حكيم مرسل فردوه علي وادفعوه بحججكم التي عسى ان تدفعوا بها سواي ، وما عرفتموه وما تفهمتموه فلا تنكروني إياه لقيام الحجة عليكم به و فيه الوا : نعم. قال لهم : إن سدقتم فأماني يعمكم، وإن كذبتم انفستل أماني عنكم وعاقبتكم ، وكانت عقوبتكم جزاء لكذبكم . أ رضيتم? قالوا : نعم.
ال : أ بلغكم انه لما كان في كذا وكذا من هجرة الرسول ، صاحب شريعة الإسلام ، اتاه رؤساء شريعتكم وعلماؤكم من الملتين اليهود النصارى ، وهم فلان وفلان وفلان? وسمى لهم رجالا من أحبارهم ورهبانهم وامسك . فقالوا : نعم ، يا أمير المؤمنين ، وفلان وفلان وفلان8 سموا له بقية أسماء9 الرجال حتى اتوا على آخرهم . قال عليه 8 - ب .
6 - ب .
م «لباقيين ، ث .
7 السلام : قد صح عندي ، انكم سدقتم لما تممتم أسماء الرجال الباقيين لذين بدأت أنا بذكرهم . أ في ذلك عندكم شك تشكون فيه أو ريبة تابون بها؟ قالوا : لا . قال لهم : لما استحضرهم ما قال لهم ? قالوا : بفول أمير المؤمنين ، فمنه القول ونحن سامعون ، فما عرفناه اقررنا به وسلمنا فيه ، وما لم نعرفه ولم يكن أثورا عندنا ذكرناه لأمير المؤمنين قال عليه السلام : قال لهم صاحب الملة والشريعة : أ لم تكونوا منتظرين لزماني ، متوقعين لشخصي ، وترجون الفرج مع ظهوري ? فلما ان ظهرت فيكم واعلنت دعوتي ، وشهرت أمر ربي ، كذبتموني وجحدتموني ونافقتم علي ، فطائفة منكم قاتلوني ، وطائفة منكم رحلوا من جواري حسدا لي وبغضة حسب ما تفعله الأم الباغية في الأزمان المتقدمة ، إذا ظهر مثلي سنة استنها الظالمون ، أولهم إبليس اللعين ، مع آدم الكريم .
فصل كان ذلك منه إليهم ? قالوا : نعم . قال : فإذا علمتم ان ذلك قد كان منه ، فما كان جوابهم له عن ذلك بعد استماعهم كلامه? قالوا : قد قلنا : أولى لأمير المؤمنين ان يقول ، ولنا ان نسمع ، ونحن محمولون على الشرط الأول الذي شرطه أمير المؤمنين علينا . أما ما عرفناه اقررنا به ، وما لم نعرفه انكرناه ، فنربح في ذلك سلامة أدياننا بالتسديق بالحق سلامة أنفسنا من القتل بالتزام الشرط . قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : كان جوابهم انهم قالوا : ما أنت الذي كنا منتظرين لزمانه متوقعين لشخصه ، ولا الذي نرجو الفرج مع ظهوره . قال لهم : ما وليلكم على صحة ذلك اني ما أنا هو? قالوا : ما هو مأثور عندنا ، وموجود في كتبنا ، وبشرت به أنبياؤنا لأممهم . قال لهم : ما هو بينوه قالوا : ثلاث خصال ، أحدها : ليس اسمه كاسمك ، وقد نطق بذلك سانك في نبوتك ، وجهرت به لأصحابك ، وجعلت ذلك فضيل جهرت : هجرت ، ب لك ، فمنه اخذناك لما قلت ما حكيته عن المسيح ، «ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد» [6/61] ، يحلل لكم «الطيبات ويحرم » عليكم «الخبائث ويضع» عنكم ضركم «والأغلال التي كانت» [157/7 عليكم . فهو كما قلنا ما أنت المسمى إذ إسمك محمد ، والذي بشرت ه باتفاق منا و منك اسمه أحمد . والثانية : مدته قد بقي له مائة سنة من يوم مبعثك إلى حين ظهور هذا المنتظر ، فقد خالفته يأضا ي الاسم والمدة . والثالثة : المنتظر إنما يدعو إلى توحيد ربه بلا نعطيل لا تشبيه ولا كلفة تلحق نفوسنا ، حسب ما ذكرته في تنزيلك من تحليل الطيبات ، وتحريم الخبائث ، ووضعه عنا ضرنا والأغلال التي كانت علينا .
فأي حجة بقيت لك علينا ، وليس اسمك اسم من ينتظر بقولك ، ول تعلك فعله ، ولا المدة مدته ? فقد خالفته كما قلنا في الاسم والمدة والفعل . وإذا كنت إنما تدعونا إلى شريعة فبقاؤنا 13 في شريعتنا آثر وخير لنا . وصفة المنتظر عندنا رفع التكليفيات وانقضاء الشرور ورفع المصائب الشكوك ، وان لا يتجاوزه في عصره كافر ولا منافق ، وأنت أكثر صحابك يظهرون النفاق عليك ، و إنما بغلبة سيفك عليهم سلموا أمرك . وإذا كان ذلك كذلك فلم تلومنا على قتالك وتناقلنا على لاعتك والدخول في شريعتك؟ ثم قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام : كذا كان؟ قالوا : نعم كذلك كان وكل قولك حق وسدق. قال : فما كان جوابه لهم عن هذا الكلام ? قالوا : يقول أمير المؤمنين حسب ما جرت به لعادة ، ونسمع ونعترف بالجواب إذا علمناه ، وننكره إذا جهلناه . قال *م عليه السلام : أما إذا عرفتم ذلك وعلمتموه فلا شلك انكم تعرفون ١2 مه.
قااؤنا : فبقيااؤنا ، ا ت ث د صفة الحال كما جرت إن شاء الله. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : كان جوابه لهم ، لا اقاتلكم على الدخول في ملتي ، ولتكذبيني ، الصدوف عن أمري ، لانكم أصحاب شرايع وكتب ومتمسكون بأمرها ناطقون، ويس اقاتل من هذه صفته ، ولا أنا رافع الشرائع ، ولا ذلك كله إلي ، بل كلما ملكت بلدا بسيفي من فيه عبدة الأوثان والتناذر ، فلي ان الزمهم الدخول في ملتي واقتلهم . ومن كان في البلدة منكم عرضت عليه إما الدخول في ملتي ، واتباع أمري وشريعتي ، أو أداء الجزية . فإذا كره الوطن الذي ملكته ، وبسيفي فتحته ، فمن وزن الجزي منهم اقررته في مكانه ، ومن انتقل عني تركته ، ومن قاتلني منهم ملى مثل ذلك قاتلته ، وانتظرت فيكم حكم ربي . قالوا : لك ذلك فم قلت إلا حتا ، ولا نرى منك إلا سدقا . قال لهم : إذا استقر ذلك بيني بينكم وقد تأولتم على و دفعتم منزلتي وفضلي الذي قد اتاني من عند اي ، وز متم ان الذي تنتظرونه ، له اسم تعرفونه ، وفعل تعلمونه ، ومدة نتظرونها ، و هي من مبعثي إلى حين ظهور هذا المنتظر ، بقي له أربح ائة سنة. فأكتبوا بيني وبينكم مواصفة تتضمن كل ذلك وذكره، وعلى انكم تدفعون إلي الجزية طول تلك المدة التي ذكرتم ان المبعوث إليكم فيها يأتي غيري ، فان كنت من جملة المخترصين الكذابين ، فأنتم تكفون مؤونتي ويرجع إليكم الملك إذا ظهر من تنتظرونه . وإن لم يظهر ومدتي قائمة ، وشريعتي ماضية ، وحكمي لازم ، ولم يأتكم في هذه المدة من تنتظرونه ، فصاحب ملتي ، والقائم بدعوتي ، والإمام الذي يكون فيو ذلك العصر ان يدعوكم إلى ما دعوتكم إليه اليوم . فإن اجبتموه وسلمتم نهم : منكم ، ث .
شريعتي : شريعته، ث 4 لأمره ، ودخلتم في شريعتي وطاعته ، فقد سلمتم وسلمتم . وإن ابيتم ليه كما ابيتم علي وصددتم عنه واستكبرتم ، فله ان يأخذكم بالشرط الذي شرطتموه على أنفسكم ويقابلكم. فإن قاتلتموه قتلكم ، ولا يقبل لكم عذرا ، ويستبيح ملتكم ، ويهدم شريعتكم بهدمه لبيعكم ، ويعطل كتبكم ، ويكون ما بقي لكم عذرا تحتجون به ولا محال تركنون إليه ، لا إبليس تعولون عليه ، وهو المنصور عليكم يقطع شأفتكم وشأفة كل الظالمين . فهذا نص المواصفة . أ هكذا هو? قالوا : نعم . قال أمير المؤمنين مليه السلام : والمواصفة لم تزل تنتقل من بعد صاحب الشريعة والملة من ي سادق إلى إمام فاضل حتى وصلت إلي وهي عندي . فلم يكن له عليه السلام ان ينقض شطأ اسسه ، وحكما بينه ، وهو معروف وقت ن نشأ في الجاهلية محمد الأمين . فكيف ينقض ما انعم به عليكم ولم يجز لأحد من أئمة دينه وخلفاء شريعته ان ينقض ما امر به من قبل نقضاء المدة اتباعا وتسليما لحكمه ? فلما وصل الأمر إلي وانقضت تلك لسنون المذكورة في المواصفة في عصري ، وعند تمامها أمري ، اخذت منكم بحقه ، ودعوتكم إلى شرطكم وشرطه ، حسب ما تقتضيه الأمانة حكم المعاهدة . أ كذلك بلغكم انه صفة الحال ? قالوا : نعم كذلك كان. قال : فأي حجة بقيت لكم عليه وعلي بعدما اوضحناه؟ وأي أمر تعديت فيه بزعمكم عليكم إذا كنت بشرطكم اخذتكم ، وما كنتم تنتظرونه اقمته عليكم ؟ وقد اوسعتكم حلما وعدلا ، إذ ابقيت نفوسكم لى أجسامكم ونعمكم عليكم إمهالا ، لتنتبهوا بعد الغفلة ، وتسلموا عد المعاهدة . فأي حجة لكم بعد ما وصفناه ? وأي حق معكم بعد ما لناه ؟ وأي عذر يقوم لكم بعد ما شرحناه ? قولوا واسألوا ، تجابوا صفوا، ولا يكون لكم قولا ولا حجة 16 قتلكم : قاتلكم، ب انصرفوا محجوجين ، كاذبين نادمين ، شاكين خائبين. فقال : ماذ تولون؟ قالوا بأجمعهم : هذا والله كله حق وسدق ، لا نشك فيه ولا رتاب به . قد سمعنا لو فهمنا ، و «لله الحجة البالغة» [149/6] رب العا ن، وصلى الله على نبيه وآله الطاهرين.
تكم الكلام في هذا الفصل ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، والحمد لله وحده وبه استعين.
4] نسخة ما كتبه القرمط مصر.
مولانا الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين عند وصوله إلى سم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد فقد وصلنا بالترك الخراسانية ، والخيل العربية ، والسيوف الهندية ، والدروع الداوودية ، والدرق التنبتية ، والرماح الخطية ، وقد خف الولد.
الركاب فتسلم البلد ، وتكون آمناا يعملمى النفس.- والمال والأهل والسلام.
ف جابه سلامه عليا أما ما ذكرته من خفة ركابك ، فذ لك من قلة صوابك ، وذلك لأمر حتوم ، في كتاب معلوم ، لأننا قد نظرنا في الكتاب المكنون ، والعلم لن المخزون ، ان أرضنا هذه لأجسادكم أجدائا ، وأموالكم وأماكنكم ميرايا . فيجب ان تعلم ان قد احاط بك البلاء ، وقزل بك الفناء. فما أصحابك . وأنا أنت جئت بل الله جاء بك ليظهر معجزه فيك وفي حامد الله2 على ما منحني به من أخذكم على مضي ثمان ساعات من نعها ر يوم الإثنين ، احين لا تنفع الظالين معذرتهم ، ولهم اللعنة ولهم ، هوء الدار . والسلام على من الهدى ، وخشى عوافب الرصى ، وخاف عا الله في الآخرة والأولى.
وهو حسبنا وكفى ، وإليه يشير كل من منا : انا ، ب.
الله : لله ، ب.
4 [5] ميثاق ولي الزمان توكلت على مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الأزواج العدد.
اقر فلان ابن فلان إقرارا اوجبه على نفسه ، واشهد به على روحه ، في صحة من عقله وبدنه ، وجواز أمر طائحا غير مكره ولا مجبر ، انه قد تبرا من جميع المذاهب والمقالات ، والأديان والاعتقادات كلها على أصتاف اختلافاتها ، وانه لا يعرف شيئا غير طاعة مولانا الحاكم جل ذكره ، والطاعة هي العبادة ، وانه لا يشرك في عبادته أحدا مضى أو حضر أو ينتظر ، وانه قد سلم روحه وجسمه وماله وولده وجميع ما يملكه ولانا الحاكم جل ذكره ، ورضي بجيع أحكامه له وعليه غير محترض ولا منكر لشيء من أفعاله ساءه ذلك أم سره . ومتى رجع عن دين ولانا الحاكم جل ذكره الذي كتبه على نفسه ، واشهد به على روحه أو اشار به إلى غيره ، أو خالف شيئا من أوامره ، كان بريئا من الباريى لمعبود ، واحترم الإفادة من جميع الحدود ، واستحق العقوبة من البار العلي جل ذكره . ومن اقر ان ليس له في السماء إله معبود ، ولا الأرض إمام موجود ، إلا مولانا الحاكم جل ذكره ، كان من الموحدين العائزين .
وكتب في شهر كذا وكذا ، من سنة كذا وكذا ، من سنين عبد مولانا جل ذكره ومملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد ، هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين والمرتدين ، بسيف مولانا جل ذكره ، وشدة سلطانه وحده ي الأرض : بالأرض، ث 6) الكتاب المعروف بالنقض الخفر وقد رفع إلى الحضرة اللاهوتية توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من لا يدخل في الخواطر والأوهام 2 . حروف بسم الله الرحمن الرحيم دعاة ببده الإمام.
كتابي إليكم معاشر الموحدين لمولانا سبحانه وحده ، المستجيبين لحقائق الجواهر الحقيقية ، الناظرين من نور الأنوار الشعشعانية ، المتبرثين ن العلوم المحال الحشوية ، العارفين بالأبالسة الغوية ، العابدين للمعبود إله برية ، الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، والذات هو لاهوته ، المبدعات هم النطقاء والأسس واللواحق والدعاة ، سبحانه عن الإزدوا تعالى عما يقولون الظالمون علوا كبيرا ما بعد . فقد سمعتم قبل هذه الرسالة نسخ الشريعة باسقاط الزكاة منكم ، وان الزكاة هي الشريعة بكمالها . وقد بينت لكم في هذه الرسالة تمضها دعامة دعامة ، ظاهرها وباطنها ، وان المراد في النجاة في غير هذين جميعا . وقد سمعتم بان يصير هذا الباطن المكنون الذي فيي يد كم ظاهرا ، والظاهر يتلاشا ويظهر معنى حقيقية الباطن المحض ، وهذا وقته وأوانه ، وتصريح بيانه للموحدين لا للمشركين ، إلى ان يظهر السيف فيكون ظهرا مكشوفا ، طعا وكرها ، وتؤخذ الجزية من المسلمين والمشركين ، كما تؤخذ من الذمة . وقد قرب إن شاء مولانا وبه التوفيق لكتاب المعروف بالنقض الخفي : كتاب النقض ي ونسخ رائع الأوهام : والأفهام، ث.
كتابي : كتاب ، ب.
7 فأول البناء، وقبة النهاء، شهادة لا إله إلا الله ، محمد رسول اله، لتي حقن بها الدماء وصين بها الفروج والأموال . وهي كلمتان دليل لى السابق والتالي ؛ وهي أربعة فصول دليل على الأصلين والأساسين ؛ وهي سبعة قطع دليل على النطقاء السبعة ، وعلى الأوصياء السبعة ، وسبعة أيام ، وسبع سموات ، وسبع أرضين ، وسبعة جبال ، وسبعة أفلاك ، وأمثال هذا أسابيع كثيرة ، و هي إثنا عشر حرفا دليل على انت عشرة حجة الأساسية.
وثانية بالمعرفة محمد رسول الله ، ثلاث كلمات دليل على ثلاثة حدود الناطق و التالي فوقه والسابق فوق الكل ، وهي ست قطع دليل على ستة نطقاء ، وهي إثنا عشر حفا دليل على إثنتا عشرة حجة له إزاء الأساسية . وكذلك السحاء إثنا عشر برجأ ، وسبع مدبرات ، والأرضون سبع وسبعة أقاليم و إثنتا عشرة جزيرة ، وأصل العالمين جميعا واحد : وهو علة العلل ، وهو عندهم السابق ، وهو أصل السكونة والبرودة ، والتالي وهو أصل الحرارة والحركة . وإبليس اللعين ظهر من السابف قبل التالي ، وهو لطيف روحاني ، وكان اطئعا لبارئه إلا انه اظه المنافسة ؛ وطلب اللعين الرياسة وانشاء روحانيته شصا قائما بإزاء لسابق ، واظهر الضدية وجادل بارئه ، واسمه حارت 4 . فحينئذ ظهر منه اليه ، فصار السابق والتالي أصل العالمين جميعا ؛ ومنهما ظهر الناطق الأساس ، فاظهر السابق برودته وسكونته ، واظهر التالي حرارته وحركته ، (ظهر الناطق اليبوسة ، واظهر الأساس الحركة ، فكملت الطبائع الأربعة وتكونت الأفلاك السبعة والبروج الإثنا عشر. وكذلك البروج : لكل ثلاتة بروج طبع غير طبع لثلاثة الأخرى ، لتدبير العالم بأربع طبائع ؛ وكذلك ارت : حارث ، ج الطبائع الدينية أربعة ، كما تقدم ذكرها ، والبارى سبحانه منزه عن الكل سبحانه وتعالى عما يصفون كل سيعة في الأفلاك حروفها ثمانية وعشرون حرفا ، ليبين للعارفين ان الأسابيع كلها دليل على معنى واحد وإشارة واحدة ، وهي زحل شتري مريخ شمس زهرة عطارد قمر ، حروفها ثمانية وعشرون حرفا . ومن أول بروج السنة ، وهو الحمل وهو السابق ، إلى البرج الذي يليه ، وهو الميزان وهو الناطق ، سبعة بروج ، وهو حمل ثور جوزاء سرطان أسد سنبلة يزان ، عدد حروفها ثمانية وعشرون حرفا . وتدبير العالم وسعودهم نحوسهم من القمر ، والقمر فلا يقدر يسير إلا في ثمانية وعشرين منزلة ومن المحرم إلى رجب الذي يشاكل المحرم في الفضيلة سبعة شهور ؛ والمحر دليل على السابق وهو أول السنة وأول الشهور ، وكذلك رجب وهو لتألي متصل بشعبان ورمضان ؛ وشعبان ورمضان دليلان على الناطق الأساس ؛ والمحرم الذي هو السابق صار فدا عن الشهور ؛ ورجب متصل بالشهرين ، كما ان التالي متصل بالناطق والأساس ؛ ومن المحرم إلى رجب سبعة شهور ، كذلك للسابق سبعة حدود : أولهم السابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق والأساس ، حروفهم ثمانية وعشرون حرفا ؛ وكذلك الشهور محرم صعر ربيع ربيع جمادي جمادي رجب ، وهم مانية وعشرون حرفا ؛ والأيام السبعة أحد إثنين ثلاثاء أربعاء خميس جمعة سبت ، حروفها ثمانية وعشرون حرفا ، وكذلك النطقاء السبعة آد نوح إبرهيم موسى عيسى محمد سعيد ، حروفهم ثمانية وعشرون حرفا ؛ الأوصياء السبعة شيت سام إسمعيل يوشع شمعون علي قد(ح ، حروفه مانية وعشرون حرفا ؛ القرآن انزل على سبعة صنوف ، فمنه ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه وقصص وحكايات وأمثال ، وقرى بسبعة 155 أحرف ؛ والطواف حول الكعبة سبعة ، وطول الإنسان سبعة أشبار بشبره ، وعرضه أيضا بشبره سبعة أشبار ؛ وفي وحه الإنسان سبعة خروق ، وأمثال بدا أسابيع كثيرة لا تحمله5 الرسالة كلها دليل على سبعة أثمة ، وسبعة نطقاء، وسبعة أوصياء، وبداية الكل من واحد وذلك الواحد يأضا عبا نعير معبود. وكذلك قال : «ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة، 28/31] ، وهو السابق ، فجعل الناطق دليل على الداعي ، إذ كان هو ن قبل اللإمام.
وكذلك اللام راجع إلى الألف ، والألف الذي في اللام دليل على الإمام ؛ والألف الثاني دليل على التالي ، واللام دليل على الناطق ، إذ كان الناطق من التالي انبعث ومنه كانت مادته ؛ والألف الثالث من إلا بمنزلة السابق . إذ هو بمنزلة رابع الحدود دليل على الحجة والدا والمأذون ؛ والألف الذي في اللام ليس له غير حد واحد تاليه ، وكذلك الداعي يرجع إلى إمام لا غير ، والناطق إلى التالي والسابق يقوم بالحدود كلها . كذلك الألف الذي في الله ، واللامان المتصلان به بحد الناطق والتالي ؛ والهاء التي هي ختامتهم رتبت بمنزلة أساسه ، فقال : لا ياة3ه إلا الله ، انفأ عن الكل المعنوية واشار إلى أساسه ، والزمهم يان يقولوا محمد رسول الله ، وهي ثلاث كلمات لأنه ثالث السابق ، وهي ت قطع دليل على انه سادس النطقاء ، وهي إننا عشر حرفا دليل علو النتا عشرة حجة له ظاهرة ، كما للأساس اثنتا عشرة حجة باطنة . فنظرنا إلى السابق والتالي والناطق والأساس والإمام والحجة، فرأيناهم كلهم بيدا مزدوجين . فعرفنا بأن6 المعبود سواهم ، وعلمنا بتوفيق مولانا جل تحمله : تحتمله ، ث د اخ.
بأن : ان ، ب ٤ ذكره ، ان الهاء المشار إليها التي هي ختامة الله وتمامه ، واللامين والألذ خلف تاليه" ، وهو آخرهم ورابعهم وتمام القدرة به ، لأن لا يقال لأحد ن الحدود ما قيل له ، وهو المهدي الذي وقع عليه هذا الاسم الأعظم قوله أبو القائم ، ولا يجوز ان يقع هذا الاسم إلا على أعظم الحدود نهايتهم ، كما ان الهاء نهاية لا إله إلا الله.
لم يظهر المولى جل ذكره ذلك المهدي إلى تمام دور محمد انقضائه ، لأنه آخر دور الأربعة المستورين الذي ختم الله أمورهم به أي نقضائه . وتجلى للعالم بالملك والبشرية ، واشار إلى نفسه بنفسه ل بالمهدي ، ومنه اظهر الحقيقة . ولم يكن الأساس نهاية الحدود ، ولم يكن له من القدرة اللاهوتية ما كان للمهدي باظهار مولانا القائم الحاكم جل ذكره منه وفي زمانه . وقد8 علمتم بان علي ابن أبي طالب بايع أبا بك وعمر وعثمان وتردد إلى معاوية مرارا بكثرة ، وآخر الأمر لم يتمكن من عاوية ، بل تمكن معاوية منه ومن أولاده وأصحابه ، وكان 5حلي ابن أبي لمالب أكثر عشائر في ذلك الوقت وأكثر مالا وأعظم عشيرة في ظاهر الأمر من المهدي ، وقد اظهر المهدي من المعجزات والغلبة بلا مال ولا رجال ما لم يقدر عليه علي . ومولانا القائم الحاكم بذاته ، المنفرد عن بدعاته جل ذكره اورا العالم قدرة لاهوتية ما لم يقدر عليه ناطق في عصره ، ولا أساس في دهره . وقد ظهر أبو يزيد، وهو حارت9 ، إبليس الأبالسة في ذلك الوقت ، وجلب بخيله ورجله ، كما قال في القرآن .
وصبر مولانا جل ذكره إلى ان مات من مات من شيعة المحال ، وكفر من كفر ، وارتد من ارتد وامتحنهم ، كما قال : «ولنبلونكم بشيء من الخوو اليه : تالية ، ا ب ث.
قد : قد ، ث .
حارت : حارث ج 4 الجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين» [2 155] . قد اصاب عسكر مولانا جل ذكره هذا كله ؛ ثم انه جل ذكره خرج إلى إبليس وجنوده بشخصه المرئية ، وناسوته البشرية ، واظهر لعارفين بعض قدرة لاهوته ، وأولياء مولانا حينئذ في ظاهر الأمر قليلون ضعفا ، مما اصابهم من البلاء ، وإبليس في مائة ألف بيت من جنوده ، ي كل بيت رجال بكثرة ، فلم يكت غير ساعة واحدة إلا وهم كأعجاز حل خاوية . وأبو يزيد لعنه الموثى هو إبليس ، وإبليس اقام روحه مقام أرثه وجادله ، وهو الفيل الذي جاء في المجلس بأنه مسخ لأنه تشتبه بعين الزمان ، وعين الزمان هو السابق ، وكذلك إبليس اقام روحه مقام السابة وجادله . فعرفنا انه اعنى بذلك أبا يزيد ، كما قال لمحمد : «أ لم تر كيف نعل ربك بأصحاب الفيل» ، يعني أبا يزيد ، «أ لم يجعل» ، يعني القائم، «كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيرا أبابيل» ، وهم عبي مولانا القائم جل ذكره ، «ترميهم بحجارة من سجيل» ، يعني تأييد مولانا القائم جل 34كره حع حسن يقينهم ، «فجعلهم كعصف مأكول» [1/105 - 5] . فهذه معجزات لم يختلف فيها مخالف ولا مؤلفا11 من اطق ولا أساس ؛ وله معجزات ودلائل ما لم يحتمل الموضع فيه ، وأنا ابين لكم ذلك في كتاب السيرة من ناسوت مولانا جل ذكره ي كل عصر وزمان ، إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور. فصح عند العارف المخلص بأن الإشارة والمراد في النهاية من محمد ابن عبد الله إلى المهدي ، وهو الهاء تمام الله ، وهو عبد مولاتا القائم الحاكم لذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا د : وقد ، ا ث د اخ .
لفا : مؤالفا، ث اخ: ؤالف، د.
م اقام بعد الشهادتين به وبأساسه الصلاة في خمسة أوقات . وقد وي كثير من المسلمين عن الناطق بأنه قال : من ترك صلاته ثلاث تعمدا فقد كفر ؛ وقال : من ترك الصلاة ثلاث تعمدا فليمت على أي دين شاء . وقد رأينا كثيرا من المسلمين يتركون الصلاة ، ومنهم من لب يصل قط ، ولم يقع عليه اسم الكفر ، فعلمنا انه يخالف ما جاء في الخبر . وقد اجتمعوا كافة المسلمين ، بأن المصلى بالناس صلاته صلاة الجماعة ، وفعله فعلهم ، وقراءته قراءتهم ، حتى لو انه سها في الفرض النذي لا تجوز الصلاة إلا به ، كان عليهم الإعادة مثل ما عليه . فإذا كان رجل مصل بالناس يقوم مقام أمته وتكون صلاته مقام صلواتهم ، فكيف مولانا سبحانه الذي لا يدخل في عدد التشبيه وله سنين بكثرة ما صلى بناس ، ولا صلى على جنازة ، ولا نحر في العيد الذي هو مقرون الصلاة ، بقوله : «فصل لربك وانحر، إن شانتك هو الأبتر» [2/1٠8 - 2] ، فصار فضا لازما ؟ فلما تركه مولانا جل ذكره ، علمنا بأنه قد نقض الحالتين جيعا الصلاة والنحر ، وانه يهلك عدوه بغير هذين الخصلتين ، ان لعبيده رخصة في تركهما ، إذ كان إليه المنتهى ، ومنه الابتداء جميع الأمور . فبان لنا نقضه ، وقد بطل صلاة العيد وصلاة يوم الجمعة الجامع الأزهر ، وهو أول جامع بنى بالقاهرة ، وكذلك أول ما بطل هو فهذا ظاهر الصلاة ونقضها.
وأما الباطن فقد سمعتم في المجالس ، بأن الصلاة هي العهد المألوف ، وسمى صلاة لأنه صلة بين المستجيبين وبين الإمام ، يعني ي بن أبي طالب ، واستدلوا بقوله : «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء المنكر» [45/29] . فمن اتصل بعهد علي ابن أبي طالب انتهى عن يخالف : بخلاف، 1 د اخ.
محبة أبي بكر وعمر ، وقد رأينا كثيرا من الناس اتصلوا بعهد علي ابن أبي طالب ، وكانوا محبين لأبي بكر وعمر ، وكانوا يمضون إلى معاوية ، يتركون علي ابن أبي طالب . وقالوا ان العهد في وقتنا هذا هو الصلاة لأنه صلة بينهم وبين مولانا جل ذكره ، والفحشاء والمنكر أبو بكر وعمر.
وقد اتصل بعهد مولانا جل ذكره في عصرنا هذا خلق كثير لا يحصيهم ثير الذي اخذ عليهم ، ولم يرجعوا عن محبة أبي بكر وعمر ، ولا عن خلاف مولانا جل ذكره وعصيان أوامره . فقد صح عندنا انه بخلاف م سمعنا في المجالس ، ورأينا مولانا جل ذكره قد نقض الباطن الذيي سمعناه لأنه اباح لسائر النواصب إظهار محبة أبي بكر وعمر . وقرى ذلك سجل على رؤوس الأشهاد : من اراد ان يتختم في اليمين أو في الشمال فلا اعتراض عليه فإنه عند مولانا في الحد سوى ؛ وقد سمعتم في المجلس ، بان اليمين والشمال هما الظاهر والباطن ، وقد جعلهما ولانا جل ذكره في الحد سوى ، فعلمنا بانه علينا سلامه ورحمته قد سقط الباطن مثل ما اسقط الظاهر ، فنظرنا إلى ما ينجينا من العذابين جميعا ، ويخلصنا من الشريعتين سريعا ، ويدخلنا جنة النعيم التي وعدنا بها ، وهي حجة القائم التي جنت على سائر الحدود . فعلمنا بان الصلاة لتي هي لازمة في خمسة أوقات ، فإن تركها أحد من سائر الناس كافة لاث فقد كفر ، هي صلة قلوبكم بتوحيد مولانا جل ذكره لا شريك له ، على يد خمسة حدود : السابق والتالي والجد والفتح والخيال ، وهمر موجودون في وقتنا هذا . وهذه هي الصلاة الحقيقية دون الصلاتين الظاهر والباطن . ومن مات ولم يعرف إمام زمانه وهو حي مات موته جاهلية ، وهو هعرفة توحيد مولانا جل ذكره . وقوله حي يعنيي ايم 43 حي : حيا ، ب ت 10 حي : حيا ، ب ت ج ٩ بدا في كل عصر وزمان ، والفحشاء والمنكر هما الشريعتان الظاهر الباطن ، فمن وحد مولانا جل ذكره ينهاه 15 توحيد مولانا جل ذكره عن تفاته إلى ورائه ، وانتظاره العدم المفقود . وقال : من ترك الصلاة ثلاث تعمدا فقد كفر ، يعني توحيد مولانا جل ذكره على يد16 ثلاثة حدود - وهم ذو معة وذو مصة والجناح ، الحاضرون في وقتنا هذا ، موجودون ظاهرون للموحدين لا للمشركين . وأنا ابين لكم أشخاصهم مع أشخاص حدودهم، وأشخاص لا إله إلا الله، وأشخاص الحمد لله رب العالمين ي غير هذا الكتاب بتوفيق مولانا جل ذكره . وقد قال مولانا المعز سلام الله على ذكره : أنا سابع الأسبوعين، والواقف على البيعتين، ولا أسبوع عدي ، يعني اني وقفت وحضرت على بيعة الناطق والأساس . وسابع سبوعين هو الظاهر والباطن ، دورين الشريعتين ، ولا أسبوع بعدي ، يعني لا تقيم الشريعة بعدي لعلي سبعة أخرى ، والأمر مردو إلى صاحبه وه ولانا الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، سبحانه وتعالى عما يقولون لمشركون علوا كبيرا .
لوه الزكاة . وقد اسقطها مولانا جل ذكره عنكم بالكلية ، وقد سمعتم ي مجالس الحكمة الباطنية ، بان الزكاة ولاية علي ابن طالب والأئمة من ذريته والتبرؤ من أعدائه أبي بكر وعمر وعثمان . وقد منع ولانا جل ذكره عن اذية أحد من النواصب ، وقرى بذلك سجل على ؤوس الأشهاد ، بان لا يلعن أحد أبا بكر وعمر ، وقد قري في المجلس بات اليمين والشمال على الناطق والأساس . ثم جاء بعد هذا يأضا المجلس بان الطريقين اليمين والشمال مضلتان ، وان الوسطى هي المنهج .
اه : نهاه ، ج.
ب الغاية هي الطريق الوسطى تغنيكم عنهما . فبان لنا بان مولانا جل ذكره طل باطن الزكاة الذي في علي ن أبي طالب ، كما بطل ظاهرها، ان الزكاة غيرما اشاروا إليه في المجلس جميعا ، وانه في الحقيقة توحيد ولانا جل ذكره وتزكية قلوبكم وتطهيرها من الحالتين جميعا ، وترك م كنتم عليه قديما . وذلك قوله : «ولن تنالوأ البر حتى تنفقوأ ما تحبون 92/3] ، والبر فهو توحيد مولانا جل ذكره ، ونفقة ما تحبون الظاهر الباطن ، ومعنى نفقة الشيء تركه ، لأن النفقة لا ترجع إلى صاحبه بدأ ؛ وقالوا أهل الظاهر الحشوية بان النفقة ما كان من الدناني والدراهم، وهما جميعا دليلان على ما قلنا الناطق والأساس. فمن لم ترك عدم الناطق وإزدواج الأساس لم يبلغ إلى توحيد مولانا جل ذكره ، الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، جل ذكره .
لصوم عند أهل الظاهر . وكافة المسلمين يعتقدون بان الناطق قال لهم : صوموا لرؤيته ، وافطروا لرؤيته ، ويرون في اعتقاداتهم ان من افطر يوما واحدا من شهر رمضان ، وهو يعتقد انه قد اخطأ وجب عليه صوم شهرين وعشرة أيام ، كفارة لذلك اليوم ، وإن اعتقد ان إفطاره ذلك اليوم حلالا له ، فقد هدم الصوم بكماله . ومولانا جل ذكره هدم الصوم كماله مدة سنين بكثرة ، بتكذيب هذا الخبر : صوموا لرؤيته ، وافطروا رؤيته ، وامرنا بالإفطار في ذلك اليوم الذي يعتقدون المسلمون كلهم باته حاتم الصوم ، ولا يقبل منهم الشهر إلا بصيامه ، ولا يكون في نقضر لصوم أعظم من هذا ولا أبين منه لمن نظر وتفكر و تدبر وباطن الصوم فقد قالوا فيه الشيوخ بان الصوم هو الصمت ، بقول لمريم وهي حجة صاحب زمانه : «كلي واشربي وقرى عينا» ، يعني الأكل علم الظاهر ، والشرب علم الباطن ، وقرى عينا لمزيده ، «ترين أحد 9 نظرت12 «للرحمان» ، من البنشره ، يعني أهل الظاهر ، «فقولي إني» يعني الإمام ، «صوما» ، أي السكوت ، «فلن أكلم اليوم إنسيا» [19/ 2] ، يعني فلن اخاطب أحدا من أصحاب الشريعة الظاهرة ؛ وقوله : وفمن شهد منكم الشير فليصمة» [185/2] ، يعني علي ابن أبي طالب ، والشهر ثلاثون يوما ، كذلك لعل ثلاثون حدا ، فمن عرفه وعرف حدوده وجب عليه السكوت عند سائر العالمين كافة إلا عند إخوانه طالب .
الثقات . وقد كان قرى في المجالس من أوصاف علي ابن لم تقبله قلوب المخالفين ، وكان كثير من المعاهدين المنافقين يخرجون من المجلس ويظهرون سائر ما يسمعونه في المجلس للنواصب والإمامية والزيدية القطعية وغيرهم مز المخالفين . فبان لنا نقض ما كان في المجلس وما صفوه الشيوخ مي .باطن الصوم وسكوته ، وان مولانا جل ذكره فطر لناس ف ظاهر الصوم وغطرهم في باطنه ، وهو بالحفيقة غير الصومين المعروفين من الشريعتين ، وهو صيانة قلوبكم بتوحيد مولانا جل ذكره . ولا يصل أحد إلى توحيده إلا بتمييز ثلاثين حدا ومعرفتهم روحاني جسماني ، وهي الكلمة والسابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق الأساس والمتم والحجة والداعي والأيمة السبعة والحجج الإثنتا عشرة ، صاروا الجميع ثلاثين حدا . وكذلك من عرف هؤلاء الحدود ، وعرف موزاهتهم وتلويحاتهم ، وعرف بانهم كلهم عبيد مستخدمون لمولانا جل كره، وان مولانا جل ذكره مبدعهم ومالكهم ، منزه عنهم، داخل فيهم وخارج منهم ، ما منهم أحد إل وفيه من قوله جل سلطانه ، وهو الحنفرد منهم بذاته سبحانه . ومن وجه آخر أحسن منه وأعلا ، بان التوحيد نظرت : نذرت ، ث د اخ وحاني وجسماني : روحانيا وجسمانيا ، ث اخ 8 قدته من حساب الجمل الصغير وجدته إثنين وثلاثين سوى : ت أربعة ، وستة ، ح ثمانية ، ي عشرة ، د أربعة ، وكذلك الإرادة والمشيئة ، وهما اعلا الدرج الخفية ، والكلمة والسابق والتالي والجد والفتح والخيال وسبعة نطقاء وسبعة أسس وسبعة أئمة وثلاثة خلفاء ، فكملت إثنين وثلاثين حدا كاملة . فعند ذلك اظهر المولى جل ذكره حجابه الأعظم ، ومو رابع لخلفاء ، وهو سعيد ابن أحمد . فمن عرف هؤلاء الحدود روحان وجسماني - وعرف درجة كل واحد منهم ، بان له توحيد مولانا القائم الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، جل ذكره .
الحج . قال : «ولله على الناس حج البيت من استتطاع إليه سبيلا» [97/3] . قالوا أهل الظاهر عن الناطق ان الحج هو المجيء إلى مكة الوقوف بعرفات وإقامة شروطه ، ورأيت بخلاف قوله : «من دخله كان آمنا [97/3] ؛ قالوا : الحرم بمكة والحرم إثتا عشر ميلا من كل جانب ، وقد شاهدنا في هذا الحرم قتل الأنفس ونهب الأموال ، وداخل الكعبة يضا السرقة ، وهذا من الخلاف والمحال . وجميع ما يعملون به من شرم ييك الج فهو ضرب من ضروب الجنون ، من كشف الرؤوس ، وتعرية الأبدان ، ورمي الجمار ، والتلبية من غير ان يدعوهم أحد ، وهذا من لجنون . ومولانا جل ذكره قد قطع الحج سنين كثيرة 21 وقطع عر الكعبة كسوتها ، وقطع كسوة الشيء كشفه وهتكه ، ليبين للعالم بان المراد في غيرها وليس فيها منفعة.
قالوا الشيوخ في الباطن ، بان الحرم هي الدعوة ، وهو إثنا عشر ميلا من كل جانب ، وكذلك للدعوة إثنتا عشرة حجة ، والبيت دليل على وحاني وجسماني : روحانيا وجسمانيا، ث اخ ج (8 كثيرة : بكثرة ، ب .
الناطق ، والحجر دليل على الأساس ، والطواف به سبعة هو الإقرار به في سبعة أدوار ، والوقوف بعرفات معرفتهم بعلم الناطق ، ومنى ما كان نتمنى الراغب من الوصول إلى الناطق والأساس وحدودهما ، مما يطول لشرح فيه ، وإشا رتهم إلى الناطق والأساس وحدودهما ، وان ابتداء الطواف من عند الحجر الأسود وختمها عنده ، كذلك الأساس استقى ن الناطق وإليه سلم . وقد رأينا مولانا جل ذكره بطل الحج بإظهار محبة بي بكر وعمر ، وخمود ذكر علي ابن أبي طالب . وقد سمعنا لجالس ، بأن الشمال على الناطق واليمين على الأساس ، وقد روي في المجالس : لا تستقبلوا القبلة ، وهو الإمام ، بالبول والغيط ، وهو عل الظاهر والباطن ، فنقض ما سمعناه في المجلس . فعلمنا بان الحج غير هذ لذي كانوا يعتقدونه اظهرا وباطنا ، كما قال مولانا المنصور: هلم اريك البيت توقن انه 5 هو البيت بيت الله لا ما توهمتا بيت من الأحجار أعظم حرمة 5 أم المصطفى الهادي الذي نصب البيتاة البيت هو توحيد مولانا جل ذكره موضع السكنى والمأوى الذ طلب المعبود فيه ، كذلك الموحدون أولياء مولانا جل ذكره سكنت أرواحهم فيه ؛ ورب البيت هو مولانا جل ذكره في كل عصر وزمان ، كما قال : «فليعبدوأ رعبا هذا البيت» ، يعني مولانا جل ذكره ، «الذي ط مم من جوع» ، يعني الظاهر ، «وأمنهم من خوف» [3/1٠6 - 4] بعني خوف الشكوك من الوقوف عند الأساس ، كما يزعمون المؤمنون المشركون ، كما قال : «وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون» [12 1٠] ، لقولهم بان علي ابن أبي طالب هو مولانا الحاكم جل ذكره ي عصرنا هذا ، فنعوذ بمولانا جل ذكره من الشك فيه والشرك ب ولإزدواج معه ، سبحانه وتعالى عن سائر الحدود الجهاد وبه قام 22 محمد واظهر الإسلام وجعله رفضا على سائر لسلمين كاقة . وقد رفعه مولانا جل ذكره عن سائر الذمة ، إذ كانت لذمة لا تطلب إلا جبرا ، والمسلمون الجاحدون والمؤمنون المشركون قاتلونك في بيتك وهم أذية لأهل التوحيد . وكل جهاد لا يجاهد فيه وامام الزمان ، فهو مسقوط عن الناس.
وما قرى في المجلس والفوه الشيوخ في كتبهم ، بان الجهاد الباطن هو لجهاد للنواصب الحشوية الغاوية لهم . وقد منع مولانا جل ذكره عداوتهم الكلام معهم ، فعلمنا بانه قد نقض باطن الجهاد وظاهره ، وان الجهاد لحقيقي هو الطلبة والجهد في توحيد مولانا جل ذكره ومعرفته ، ول شرك به أحد من سائر الحدود والتبرى من العدم المفقود لولاية . قال : «أطيعوا الله وأطيعوأ الرسول واولي الأشر منكم» [4 59] . قالوا أهل الظاهر وسائر المسلمين كافة ، بان الولاية لأبي بكر وعمر عثمان وعلي ، وكانت في بني أمية ، ثم انها رجعت إلى بني العباس وكل واحد منهم ، إذا جلس في الخلافة ، كانت ولايته واجبة على المسلمين كافة . وقد نقضها مولانا جل ذكره ، وكتب لعنة الأولين والآخرين على كل باب، ونبشهم من قبورهم.
واما باطن الولاية ومعرفة حقيقيتها التي جاءت في المجلس وكتب شيوخ ، بانها إظهار محبة علي ابن أبي طالب والبراءة من أعدائه ، واستدلوا بقوله : «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي »، حني علم الباطن ، «ورضيت لكم الإسلام دينا» [3/5] ، يعني تسليم لأمر إلى علي ابن أبي طالب . وقد نقضها مولانا جل ذكره بقراء قام : اقام ، ب .
قميقتتها التي : حقيقتها الذي ، ث .
ل13 سجل على رؤوس الأشهاد : «لا تسجدوأ للشمس ولا للقمر» ، وهما الناطق والأساس ، «واسجدوأ لله الذي خلقهن» ، يعني الحجة العظمى الذي هو المشيئة ، «إن كنتم إياه تعبدون» [37/41] ، يعني الإمامر لأعظم ، والعبادة هي الطاعة . فبان لنا بانه جل ذكره نقض باطن الولاية التي في علي ابن أبي طالب وظاهرها ، والإمام هو عبد مولان جلت قدرته بقوله : «وكل شيء أحصيناه في إمام مبين» [12/36] ، الذي احصى الأشياء في الإمام هو مولانا جل ذكره .
أما الرتب الظاهرة والباطنة التي كانت للناطق والأساس فقد جعلها مولانا جل ذكره لعبيده ومماليكه ، مثل ذي الرياستين ، وذي الكفالتين ، وذي الجلالتين ، وذي الفضيلتين ، وذي الحدين ، وأمثال هذا كله إشارة لى معرفته وتوحيده جل ذكره . اراد ان يبين للعاقل الفاضل بان جميع المراتب التي كانت للناطق والأساس قد اعطاها لعبيده وانه منزه عن الأسماء والصفات ، وكلما يقال فيه من الأسماء مثل الإمام ، وصاحب لزمان، وأمير المؤمنين، ومولانا، كلها لعبيده ، وهو أعلا وأجل مما يقاس ويحد ويوصف ، لكن بالمجاز لا بالحقيقة ، ضرورة لا إتباتا نقول أمير المؤمنين جل ذكره ، من حيث جرت الرسوم والتراتيب على ألسن 24 الخاص والعام ، ولو قلنا غير هذا لم يعرفوا لمن المعنى والمراد ، وتعمى قلوبهم عنه ، وهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو العلي العظيم .
فعليكم معاشر المستجيبين الموحدين لمولانا جل ذكره بمعرفة مولانا حده لا شريك له ، علينا سلامه ورحمته ، ثم معرفة حدوده وطلب وجوده له سبحانه لا للعدم المفقود الذي معرفته لا تنفع ، والامتساك ب 1 يشفع . لكن العالم قد استمروا على الشرك والضلالة ، والعجب 24 إلسن : ألسنة : ، 1 ت ث د اخ.
2 - ب والجهالة ، ينظرون وهم لا يبصرون ، ويسمعون ولا يوعون . قاتلهم الولى سبحانه ومن عذابه لا ينفكون .
الحمد والشكر لمولانا وحده ، لا شريك له سبحانه وسلامه علينا ، تحياته لدينا ، وبركاته علينا ، وعلى جميع عباده الصالحين ، وهو حسبن ونعم الوكيل، والحمد لمولانا في السراء والضراء.
ورفع هذا الكتاب إلى الحضرة اللاهوتية في شهر صفر سنة ثمان أريعمائة من الهجرة ، وهي أول سنين ظهور عبد مولانا وملوكه هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف مولانا جل ذكره ، لا شريك 5 معبود سواه ، وحسبنا مولانا وحده. قوبل بها وصحت26.
صحت : صحته ، ث 7] الرسالة الموسومة ببدو التوحيد لدعوة الحق توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من ل دخل في الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وادراك لأنام . حروف بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبد مولانا الإمام كتابي إليكم معاشر الإخوان المستجيبين الى دعوة مولانا الحاك لأحد ، الفرد الصمد ، جل ذكره عن الصاحبة والولد ، العابدين له لا لغيره ، الناجيين من شبكة إبليس اللعين ، والضد المهين ، وجواسيسه لملاعين ، وأنصاره الغاويين ، وحزبه1 الشياطين ، ليس لإبليس عليكم للطان ، ولا لجنوده 2 لديكم مكان ، و«ا لزخرفه عندكم شأن ، بل أنتم لملائكة المقربين ، الذين ملكوا أنفسهم عن أفعال المشركين ، وأنتم حملة عرش مولانا جل ذكره . والعرش هاهنا علمه الحقيقي الذي هو صعب مستصعب ، لا يحمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن المولى قلبه بالإيمان له وحده ، سبحانه وتعالى عما يصفون أما بعد . فإني احمد إليكم مولانا الذي لا مولى لنا سواه ، وامركم يؤناي بالشكر لنعمه وآلائه ؛ حمد من استوجب الزيادة في اولاه واخراه ، اوصيكم بما ايدني به مولانا جل ذكره ، وامرني به من اسقاط ما [ لزمكم اعتقاده ، وترك ما لا يضركم افتقاده ، من الأدوار الماضية لخامدة ، والشرائع الدارسة الجامدة . وما منهم ناطق إلا وقد نسخ شريعة مت كان قبله من المتقدمين ، ومحمد ابن عبد الله الناطق السادس ، لما ظهر بالنطق ، نسخ الشرائع كلها وسد الطرق ، وقال : فمن لم يترك ما حزبه : حزبة ، ث .
لجنوده : لحدوده ، ث امركم : آمركم ، ا ث.
كان عليه قديما من دين آبائه وأجداده قتل وسمي كافرا ؛ ومن ترك الشريعة التي بيده ، ولم يلتفت إليها وقع عليه اسم الإسلام ، وكان في سلمه غير ملام ، وضمن لهم محمد الجنة على الدوام . فبان للعاقل الشافي والمخلص الكافي ، ان الإشارة والمراد هاهنا في عبادة الوجود ، لا للعدم المفقود ، والإنسان ابن يومه وساعته ، وفي الوجود راحته ، وله عبادته ، وبه حياته ، وإليه إشارته . ومولانا الحاكم البار العلام قد نسخ شريعة محمد بالكمال ، ظهرا للمؤمنين ذوي الأفضال ، وباطنا للموحدين أولي الألباب . وأما من نوره في قلبه زاهر ، وفي معاني أمور للخلق قاهر ، وغير مناقق بالكفر شاهر ، لا يلتفت إلى اشتغال 4 الناموس وعلوه ، وزخرف القول وسموه ، ويعلم انه استدراج للكافرين وتمييز لمؤمنين الموحدين ، كما قال : «ليميز الله الخبيث من الطيب» [37/8] ، وإن كان لا يخفى عن مولانا جل ذكره الخبيث من الطيب ، يعني المشرك من الموحد ، لكنه اراد ان يبين للموحدين من يرجع منهم على عقبيه، ومولانا جل ذكره عالم بما في الصدور وما هو كائن .
والدليل على ذلك زوال الشريعة على الاختصار في شيء واحد ، اذ لم تحتمل هذه الرسالة طول الشرح . وقد بينت لكم في الكتاب المعروف النقض الخفي نسخ السبع دعائم ظاهرها وباطنها ، وذلك بقوة مولانا جل ذكره وتأييده ، ولا حول ولا قوة إلا به ، وكيف ، وفي رفع الزكاة واسقاطها مقنع للسائلين عن غيرها ، وهي مقرونة بالصلاة . وقد غزا عبد اللات ابن عثمان المكنى بأبي بكر إلى بني حنيف ، ومعه جميع العهاجرين والأنصار ، فقتل رجال بني حنيف ونهب أموالهم وسبو شتغال : اشتعال في الخطوطات .
في الكتاب المعروف بالنقض الخفي نسخ السبع دعائم : في هذا الكتاب نسخ الشريعة والسب الدعائم ، ح 1 حريمهم ؛ وقد اشترى علي ابن ابي طالب ، وهو أساس الناطق ، من جملة السبي امرأة تعرف بالحنفية واسمها تحفة ، وهي أم ولده محمد ؛ فقيل له : يا علي كيف تستحل لنفسك ان تشتري امرأة مسلمة تشهد ان لا إله إلا الله ، وتشهد ان محمدا رسول الله ، وتصلي الخمس ، وتصوم تهر رمضان؟ فقال علي : ما ينفعها ولا لقومها الشهادتين ، ولا سائر أعمال الشريعتين ، إذ لم يؤدوا الزكاة ، وان الزكاة هي الشريعة بكمالها ، فمن لم يؤدها 6 وجب عليه القتل ، واحل لنا ماله وأهله لقوله : فويل لمشركين الذين لا يؤدون الزكاة فقد اخرجهم الله من الإسلام وجعلهم مشركين . وأنتم معاشر المؤمنين الموحدين ، قد علمتم وسمعتم السجل الذي امر مولانا جل ذكره بقراءته عليكم ؛ واسقط عنكم الزكاة والأعشار الأخماس وسائر السدقات إلى أبد الأبدين ، ولم يسقط عنكم محافضة عضكم بعضا ، ولا يكون في سخ الشريعة حجة عقلية ، واضحة مرئية ، عظم من هذا . وسوف تسمعون بيان نسخ الدعائم كلها ، والحجج الواضحة عليها ، إن شاء مولانا وبه (كتوفيق في جميع الأمور ، سبحانه وتعالى عما يصفور واعلموا ان مولانا جل ذكره قد اسقط عنكم سبع دعائم تكليفية ناموسية، وفرض عليكم سبع خصال توحيدية دينية : أولها " وأعظمه دق اللسان ، و ثانيها حفظ الإخوان ، وثالثها ترك ما كتنم عليه تعتقدوه من عبادة العدم والبهتان ، ورابعها البراءة من الأبالسة والطغيان، وخامسها التوحيد لمولانا جل ذكره في كل عصر ورمان ، ودهر أوان ، وسادسها الرضى بفعله كيف ما كان ، وسابعها التسليم لأمره في ان الزكاة هي شريعة بكمالها فمن لم يؤدها : وان الشريعة الزكاة بكمالها لم يؤديها ، لها : فأولها، ب لسر والحدثان . ويعلم كل واحد منكم بأن مولانا جل ذكره يراكم من حيث لا ترونه ، فالحذر الحذر ان تخالف قلوبكم ما تنطق به ألسنتكم لإخوانكم ، فإنه8 نفس الشرك ، وان الشرك لظلم عظيم . ومولانا جل ذكره يجازيكم في جميع أموركم ، فاعملوا بالخير وامروا بالمعروف ، و ولانا «لا يضيع اجر المحسنين» [12٠/9] . واعلموا ان جميع الأسماء التي في القران تقع على السابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق الأساس والإمام والحجة والداعي ، فتلك عشرة كاملة ، كلهم كانوا شيرون إلى علي ابن أبي طالب ، وهو علي ابن عبد مناف ، وهو أساس لناطق ، فاشاروا إليه بالمعنوية ؛ وعلي ابن أبي طالب اشار إلى غايت نها يته المهدي بالله ، وهو سعيد ابن أحمد ؛ والمهدي نطق بلسانه ، واق في عصره وزمانه ، انه عبد مملوك لمولانا القائم العالم الحاكم علينا سلامه ورحمته ، وانه كان آلة للدعوة الحقيقية ووعاء لها . وكان فيد شي ستودع ، فاخذه منه المولى الأعظم ، المتجلي لخلقه كخلقه من حيث خلقه ، كيما يدركون العالم بعض قدرة مقامه ، ويسمعون من ناسوت لصورة كلامه . وأما لاهوت مولانا جل ذكره وحقيقية كنهه ، فهو معل لة العلل ، القديم الأزل ، لا يدركا بوهم ولا يعرف بفهم ، ولا يدخل في الخواطر والأوهام ، ولا في النثر والنظام ، سبحانه وتعالى عم يصفون.
اعلموا ان جميع الحدود التي رتبوها الشيوخ المتقدمون في كتيه قالوا بانهم روحانيون وجسمانيون ، ارادوا بهم أهل الظاهر والباطن ب وقالوا علوية وسفلية ، ارادوا بالعلوية من علا بعلمه على غيره ، والسفلية نه : لأنه ، ج.
يدرك : لا يدل، ج.
ل ن لم يبلغ حد الكمال في علم الحقيقية ؛ وكلهم أشخاص معروفون موجودون في عصرنا هذا مستخدمون تحت ملك مولانا ، مقرون بربوبيته ، عابدون لقدرته طوعا وكرها ، كما قال : «و لله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها» [15/13] ، والسموات والأرض هاهنا النطقاء والأسس ، اراد بأن جميع شيعتهم يقرون بمولانا جل ذكره ، فمنهم طائع ؤمن موافق ، ومنهم كافر مشرك منافق . لمن الملك والحكمة اليوم وفي كل وم ? فيقال لمولانا الحاكم جل ذكره ، وعز اسمه ، ولا معبود سواه ، فمن قبل من هادي العالم ، وعبد مولانا العلي الحاكم ، كان من الفائزي لذين فازوا بالتوحيد ، وتخلصوا من التلحيد ، الذين لا خوف عليهم من لظاهر ، ولا هم يحزنون بشرك الباطن ، وعلموا 11 أسرار ما كان في لأدوار وما هو كائن . ومن تردى بالكبرياء ، وكان له نفس الأشقياء ، غلب عليه جهل البهيمية والخنى ، وقال : «إنا وجدنا آبائنا على» ملة «وإنا على آثارهم مقتدون» [23/43] ؛ لم يحصل لهم إلا العدم المفقود ، ولم يقروا بالوجود ، ولا لهم معرفة بالأحد المعبود ، مذبذبون بين الأنام ، ليس لهم في السماء إله معبود ، ولا في الأرض إمام موجود .
عبدوا الأوثان والأصنام ، فاستحقوا العذاب المدام ، من المولى البار العلام ، سبحانه وتعالى عما يصفون معاشر الموحدين لمولانا جل ذكره ، قد حان ظهور الحقائق ، وهتك لشرك والبوائق، ونسخ الشرائع وألطرائق، فاستعدوا لقتل علوج الضلال، وقود الزنج في الأغلال ، وسبي النساء والأطفال ، وذبح رجاله بالكمال ، بسيف مولانا العلي المتعالي ، ذي الأفضال والأجلال - 1 ع.
ملوا : اعلموا ، ج .
ي : ذو، ب ت ج 18 سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون والجهال ، كشفا شافيا على يد عبده ، قائم الزمان ، الناطق بالبيان ، والهاديي إلى حقيقية الإيمان الخنتقم من المشركين والطغيان ، بسيف مولانا وشدة سلطانه وحده ، ل ستعين بغيره ، ولا نتكل على حسبي ونعم النصير المعين.
سواه . والحمد والشكر لمولانا وحده ، وهو عملت هذه الرسالة في شهر رمضان أول سنين قائم الزمان ، بنة ثمان وأربعمائة للهجرة . تمت والحمد لمولانا وحده ، وهو حسبنا وبه ي كل الأمور نستعين.
[8] ميثاق النساء توكلت على مولانا الحاكم سبحانه ، وعز عن حكومة الأوهام سلطانه ، لا معبود سواه .
لما نظرت معاشر الحدود الروحانيين بنوره التمام ، ونصبني لدعوت مولانا جل ذكره ولعبيده إمام ، نظرت إلى قوله : «لولا رجال مؤمنون نساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم، فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء» ، و «لو تزيلوأ لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما» [25/48] . والنطقاء فيما تقدم هم الرجال والأسس ساؤهم، وفي وجه آخر الأسس هم الرجال والأتماء نساؤهم ، وفي وجه آخر الأتماء هم الرجال والحجج نساؤهم ، وفي وجه آخر الحجج هم الرجال والدعاة نساؤهم ، وقي وجه آخر الدعاة هم الرجال والمأذونون ساؤهم ، وفي وجه آخر المأذونون هم الرجال والمكاسرون نساؤهم ، وهم كلهم عبيد موجودون في عصرنا هذا ، مستخدمون لمولانا جل ذكره الوطأة هاهنا هو المفاتحة بالعلم الحقيقي ، لأنه لولا تعليم الرجال الحقيقية للنساء الدينية ، لما خرج منهم مستجيب ، وصاروا في جملة أهل الشرائع الناموسية . واصاب الناطق منهم معرة بغير علم ، فبتعليم الرجال الحقيقية للنساء الدينية انتقلوا من الجهل إلى العلم ، وحصلوا من جملة الملائكة المقربين ، الذين ملكوا أنفسهم عن أفعال المشركين ، وحملة لعرش الكروبيين ، والعرش هاهنا علم التوحيد لمولانا جل ذكره الذي هو صعب مستصعب ، لا يحمله إلا نبي مرسل أوا ملك مقرب ؛ وهو معنى قوله للحدود: «لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم »، ١ أو: و، ث ج ل5 يعني لو لم تفاتحوهم بعلم الحقيقة الذي هو توحيد مولانا جل ذكره ، لوقفوا عند شرع التأويل ، ولم يهتدوا إلى التوحيد ، ولكان وقوفهم عند شرع التأويل معرة على دعاتهم ؛ «ليدخل الله في رحمته من يتاء» ، يعني داعي الحق في هدايته من يشاء ذلك وعلم انه من أهله ؛ وقوله : و «لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروأ منهم عدابا أليما » ، يعني الدعاة لو رتبو أنفسهم في غير توحيد مولانا جل ذكره ، أو عيروا الدعوة إليه ، أو تعدوا لى غير مراتبهم ، أو نطقوا بغير ما امروا به من المنهي عنه ؛ «لعذين لذين كفروا منهم عذابا أليما» ، أي الذين ستروا كلمة التوحيد بغيرها ، والعذاب الأليم تجديد الظاهر في قلوبهم واسقاطهم عن منازلهم.
كماء وجب على الرجال الحقيقية ، والنساء الدينية ، التجرؤ من كل عيب ودنس ، كذلك يجب على الرجال المؤمنين ، والنساء المؤمنات الطاهرات، التبرؤ من كل دنس ونجس، وعيب ورجس ، والطاعة لقائم الزمان وحدوده الروحانييت من الحجج والدعاة المطلقين ، والفبول من المأذونين والمكاسرين ، فيما يقرب إلى توحيد مولانا جل ذكره ويوصل إلى وحمته وعبادته . وإن يتجنبن قول الكافرات بمولانا جل ذكره ، لجاحدات له ، ويجنبن أنفسهن عن الشهوات والشبهات ، وارتكاب لفواحش والمنكرات ، لينتفعن بإيمانهن ، ويظهر حسن أفعالهن على سائر النساء اللاتي هن مشركات بمولانا جل ذكره ، ويتبرئن ما يدخل الفساد عليهن في أديانهن ، ويوقع التهمة بهن وبإخوانهن . ويجب على سائر لنساء المؤمنات ان لا يشغلن قلوبهن بغير توحيد مولانا جل ذكره والطاعة ج عني : ذلك ، ج ؛ فكما: فكما، ث لمدود5 دينه الطاهرين ، الذين نصبهم 6 للطالبين ، ولا يطلبن لنفوسهن الشهوات وبلوع منى الفاسقين .
وكتبت8 هذه الرسالة لتقرؤنها ععلى سائر النساء المؤمنات ، إذاكن من لموحدات لمولانا جل ذكره ، المقرات بوحدانيته ، العارفات بصمدانيته ، لحافظات لما فرض عليهن ، المحصنات لفروجهن إلا لبعولهن ، الطائعات العابدات لمولانا ومولاهن الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته . والذات هو لاهوته ، والمبدعات هم النطقاء والأسس والأثمة والحجج واللواحق مم ، إذ كانوا كلهم عبيد مستخدمين في عصرنأ هذا الملك مولانا جل ذكره ، لا إله إلا هو ، وهو المنفرد عنهم سيحانه .
لا يقرأ الداعي والمأذون المطلق هذه الرسالة على امرأة ، حتى يكشف عتقادها ودينها ، وبعد ان يكتب الميثاق عليها ؛ ولا يقرأها على امرأة حدها ، ولا في بيت ليس فيه غيرها ، لئلا يقعان في الخلوة بالتهمة عند الوحدة ، ولو كانا مؤمنين ثقات ، فليرفع الداعي والمأذون من الشك يه والظن السوء به ، ويحسم امتداد الألسن إليه ؛ ولا يقراها على امرأ وحدها حتى تجتمع نساء كثيرة1٠) ، وأفصن ثلاث ؛ وتكون النساء من ور« حجاب ، أو منقبات غير مسفرات ؛ وليحضر مع الامرأة بعلها إن كان وحدا ، أو أبوها ، أو ابنها ، أو أخوها، أو من تحن له الولاية عليها ، إن كان موحدا ؛ وليكن نظر الداعي والمأذون عند القراءة إلى الكتاب الذي يقرأه، ولا يكن نظره إليهن ؛ ولا يلتفت نحوهن ، ولا يتسمع عليه لحدود : بحدود ، ح صبهم : نصبهن ، ج 2 - ب كتبت : كتب، ج صرنا : عصرةج 1 كثيرة : بكثرة ، ب ت ث ج ؛ بكثيرة ، لا تتكلم الامرأة عند القراءة عليها ، ولا تضحك من الفرح ، ولا تبك الهيبة والجزع ، إذ كان ضحكها وبكاؤها وكلامها مما يحرك الشهوات بنالرجال ؛ ولتصغين الامرأة إلى القراءة بأذنها ، وتدبره بقلبها ، وتميز عانيه بعقلها ، ليتبين حفيقية ما تسمعه لها . فإن انعجم بعضه عليه سأل الداعي عنه ؛ فإن كان عنده علم منه اجابها ، وإلا اوعدها إلى ان يسأل من هو أعلى منه ؛ فإن وجد ربهانا افادها وإلا سأل قائم الزمان ن 12 كان له وصول إليه ، وإن لم يصل إليه يسأل خليقته الذي نصبه ليقوم للعالم مقامه ؛ فإذا13 عرف الجواب افادها ، إن راء ها أهلا لذلك يجب على سائر الموحدات ان يعلمن ان أول المفترضات عليهن عرفة مولانا جل ذكره ، وتنزيهه عن جميع المخلوقات ؛ ثم معرفة قائم لزمان وتمييزه عن سائر الحدود الروحانيين ؛ ثم معرفة الحدود الروحانيين بأسمائهم ومراتبهم وألقابهم ، الذي قائم الزمان أولهم ، وهو الذي بصبهم ، وهم له مطيعون ، ومنه سامعون ، وعما نها عنه منتهيون. فإذا علمن ذلك وجب ان يعلمن ان مولانا جل ذكره قد اسقط عنهن ال ب دعائم التكليفية الناموسية ، وفرض عليهن سبع خصال توحيدية دينية : ولها وأعظمها سدق اللسان، وثانيها حفظ الإخوان ، وترك ما كنتم عليه نعتقدوه من عبادة العدم والبهتان ، ثم البراءة من الأبالسة والطغيان ، م التوحيد لمولانا جل ذكره في كل عصر وزمان ، ودهر وأوان ، م الرضى بفعله كيف ما كان ، ثم التسليم لأمره في السر والحدثان . فيجب لى سائر الموحدين والموحدات حفظ هذه السبع خصال ، والعمل بها تصغين : التصغين ، د ك : فان ، ب ذا.
ان ث 3 سترها عمن لم يكن من أهلها ، بعد المعرفة بما قدمت ذكره ، واجتناب لشك فيه . فإذا فعلن ذلك بما فرض عليهن واحتفظن منه ، وتجنين ارتكاب ما نهين عنه ، وشكرن مولانا ومولاهن على ما انعم به عليهن ن بلوغ توحيده ومعرفة حدوده الروحانيين ، والطاعة لهم أجمعين والبراءة من الأبالسة الغويين ، لحقن بالصالحين ، وكان لهن ثواب الملائكة لقربين ، والأنبياء المرسلين ، وتخلصن شبكة إبليس اللعين الحمد لمولانا حمد الشاكرين ، وهو حسبي ونعم النصير المعين . نمت من ، د ظ .
10 3 كتبه عبد مولانا الحاك البار العلام جل ذكره حمزة بن علي هادي المستجيبين المنتقم من المشركين ، ج 51 [9] رسالة البلاغ والنهاية 1 في التوحيد لى كافة الموحدين المتبرئين من التلحيد . تأليف عبد مولانا جل ذكره ادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف مولانا جل ذكره . رف سختها إلى الحضرة اللاهوتية بيده في شهر المحرم 2 الثاني من سنينه المباركة . نسخت عن خط قائم الزمان ، بغير تحريف ولا تبديل ولا زيادة ولا نقصان” وكلت على مولانا عال كل العلل ، ومبدع القديم والأزل ، وناسخ الشرائع والملل ، سبحانه وتعالى عن مقالات السفل .
قد سمعتم معاشر الموحدين لمولانا سبحانه ، العابدين له وحده دون غيره ، الطالبين رحمته سبحانه ، ما تلوت عليكم من نسخ الشرائ و نفراد مولانا جل ذكره وتنزيهه عن البدائع ، إذ كان جميع الموصوفات والمخلوقات والمصنوعات مزدوجات حتما لزما ، لا بد لبعضهم من بعض ، وجميع الصفات وسائر اللغات والأسماء المستحسنات ، واقعة بالأشخاصر لجسمانيين والجرمانيين والروحانيين والنفسانيين والنورانيين . وأجل السمر عندهم في القرآن ، باجتماع أهل الشرائع والأديان ، اسمان وهماء الله والرحمن ، وهما دليلان على داعي التتزيل وداعي التأويل ، وهما اليوم صامتان دليل على نسخ الشريعتين ، وتبطيل الطائفتين ، واظهار الحقيقية، ومحض الإمامة مرئية للمسلك الثالث الذي اشارت إليه جميع النطقا النهاية : والتاله ، خ.
المحرم : محرم الحرام ، نسخت ... نقصان : - ج.
* دفعتيت» ج تك.
1 والأسس والأوصياء والأثمة واللواحق بهم ، وهو توحيد مولانا جل ذكره ، وهو غاية لا تدرك6 ، بل كل واحد منكم يوحده من حيث مبلغ عقله ، ما تنبسط فيه استطاعته ، وتتسع فيه همته وخاطره . والآن فقد بلغ لباطل نهايته و آن خموده ، وتبطيل دعائمه ، وكسر عموده ، ويكون التوحيد ظهرا أبدا على جميع الأديان ، وعبادة مولانا جل ذكره السر والإعلان.
الحذر الحذر معاشر المؤمنين من الشك في مولانا جل ذكره ، أو جحود حدوده ، أو الكفر به ، أو معاداة أعلامه الدينية وبنوده ، أو الشرل به غيره ، سبحانه لا شريك له ولا معبود سواه . واعلموا ان الشرك خفي لمدخل ، دقيق الستر والمسبل ، وليس منكم أحد إلا وهو يشرك ولا يدري ، ويكفر وهو يسري ، ويجحد وهو يزدري. وذلك قول القائل منكم بان مولانا سبحانه صاحب الزمان ، أو إمام الزمان ، أو قائم الزمان ، أو ولي الله، أو خليفة الله، أو ما شأكل ذلك من قولكم : الحاكم بأمر الله، أو سلام الله عليه ، أو صلوات الله عليه9 ، أو رفع رفعة بغير ان عرف معناها بالحقيقية1 ، إلى الحضرة اللاهوتية ، أو طلبة مال بغير اضطرار إليه ، أو زيادة في رزق وهو في كفاية عنه ، أو1 تعريض لكلام ، أو تعريف خبره لم يجعل له ذلك ، فهو الشرك به ، واتباع العادة ، وما في الصدور من غل متماد .
وقد سمعتم معاشر المؤمنين ما افترضه عليكم مولانا جل ذكره في سالة الميثاق ، وهي سبع خصال : أولها وأعظمها سدق اللسان ، فلا لا تدرك : لا تدل ، ج فقد : قد ، ج .
0 أو صلوات الله عليه : بالحقيقية : بالحقيقة : أو: و ث ج ج.
كونوا من الكاذبين ، ولا تكونوا ثمن قالوا : سمعنا واطعنا ، وشربوا «في قلويهم العجل بكفرهم » [93/2] ، والعجل فهو ضد ولي الزمان الذي و القائم بجميع الحدود ، وهو عبد مولانا جل ذكره ؛ وسمى الضد مجلا لأنه ناقص العقل عجولا في أمره ، له خوار ، وهو يمتنبه بقائم التمان ، بلا حقيقية ولا برصان . فإياكم ان تظنوا بان الضدية لمولان بحانه لأنه بلا شبه ولا ند ولا نظير ، والضد لا يكون إلا للشكل المثل ، ومولانا سبحانه معل علة العلل ، جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه ؛ ليس له شبه في الجسمانيين ، ولا ضد في الجرمانيين ، ولا كفوء ي الروحانيين ، ولا نظير في الفسانيين، ولا مقام له في النورانيين، ولا اطق التكليف يبني له ، ولا أساس عنيف يعضده وينتمي له ، لكنه سبحانه اظهر لكم بعض قدرته ، واسبغ عليكم نعمته ، بغير استحقاق ستحقونه عنده ، ولا واجب لكم عليه ، بل انعم عليكم بلطفه ، وقربكم نه برحمته ، وباشركم في الصورة البشرية ، والمشافهة لكم بالوعية ، لعلكم تدركون 11 بعض ناسوته الإنسية ، على قدر حسب طاقتكم بمعرفة لقام ، وتنظرون إليه بنوره التمام ، فما ادركتموه ولا عرفتموه . ومن لم دركوا ناسوته الذي اظهره لكم من حيث انتم ، ولم تقفوا على كن أفعاله البشرية ، فكيف تدركون لاهوته الكلية ، أو تحوطون بقدرته 12 ، أو وحدونه بحقيقية إحدانيته ، سبحانه وتعالى عن أقاويل شركين ، وتحديد لملحدين علوا كبيرا» قد سمعتم في الأخبار الظاهرة عن جعفر ابن حمد بأنه قال : الإيمان قول باللسان ، وتسديق بالجنان ، والعمل بالأركان ؛ وأنتم قد ركون : يدركون ، ج و تحوطون بقدرته : .
1 سمعتم ، معاشر الموحدين ، بان الإسلام باب الإيمان والإيمان باب لتوحيد ، لأن التوحيد هو النهاية الذي لا شيء أعلا منه . فإذا كازن الإسلام والإيمان اللذان 13 هما كثيفان ، لا يكمل أحدهما إلا بالشروط والأعمال الصالحة ، فكيف توحيد مولانا جل ذكره الذي هو النهاية والعقبة التي في جوازها فك الرقبة ، أي يتخلصوا بتوحيد مولانا جل كره من حشو الشريعتين اللذين هما الظاهر والباطن ? فمن كان يزعم بانه مؤمن موحد ، ولا يعمل بما فيه رضي مولانا سبحانه ، ولا يكون سادقا في جميع أقواله ، محسنا في جميع أفعاله ، رضيا بقضاء مولان سبحانه ، مسلما جميع أموره إليه ، متكلا في السراء والضراء عليه ، كان دعيا في أقواله ، عصيا في جميع أفعاله . وإنما تستى بالتوحيد ، استعمل الشرك والتلحيد ، واتخذ الدين لهوا ولعبا ، ومال إلى الراحة والإباحة، و «خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسيران المبين» [11/22] .
لو علمتم ما الزمتم به من سدق اللسان، وحفظ الإخوان، والتوحي لولانا جل ذكره والتسليم لأمره ، لبان لكم الحق من الباطل ، والإيمان ن الجحود ، والكفر من التوحيد ؛ والإيمان في لغة العرب هو التسديق با للسان ، والقلب واللسان معبران ما في الضمائر، فمن لم يكن سادة بسانه فهو بالقلب أكذب يقينا وأكثر نفاقا . واعلموا ان السدق هو الإيمان والتوحيد بكماله ، والكذب هو الشرك والكفر والضلالة؛ فمن كذب على أخيه المؤمن فقد كذب على داعيه ، ومن كذب على داعيه فقد كذب على إمامه ، ومن كذب على إمامه فقد كذب على مولانا سبحانه ، ومن كذب على مولانا سبحانه فقد حجد نعمته واستوجب سخطه . والكذب ان يقول أحدكم في أخيه ما ليس فيه ، أو يحرف للقان : اللذين ، ث .
19 عليه قوله ، أو يحلل له شيئا ما حرمه عليه إمامه ، أو يقول في مولانا ما لا يجوز ان يقال في عبده ، فقد حجد الفضل والإيمان ، وتظاهر بالردة والطغيان . وحاشى مولانا جل ذكره من الأقاويل الشركية ، واعتقادات لأباطيل الكفرية ، سبحانه وتعالى عما يصفون . وعبده بقوة مولانا جل ذكره ينطق ، وبتأييده يفتق ، وبسلطانه يرتق ، فمن خالف عبده قائم الزمان ، أو كذب عليه ، فقد خالف أمر مولانا سبحانه واشرك به غيره .
إن كان يعتقد بان مولانا سبحانه يعلم ذلك وينزهه عن كل شيء ، وإن كذب على إمامه ، أو خالف حدا من حدود التوحيد ، ويقول ان15 مولانا جل ذكره لا يعلم ذلك ، فقد خرج من جملة الموحدين وصار من الكافرين بنعمته ، الجاحدين لسلطانه وعظمته ، ويكون من المنكرين ، لأن مولانا سبحانه يعلم خائنة الأعيان وما تخفي الصدور ، وما من نجوى ثلاثة إلا وهو رابعهم ، ولا خمسة إلا وهو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك لا أكثر إلا وهو معهم ، سبحانه و تعالى عن ادراك العالمين والعاليين الملائكة المقربين ، والناس أجمعين علوا كبيرا فالحذر الحذر ان يقول واحد منكم بان مولانا جل ذكره ابن العزيز ، أو أبو علي ، لأن مولانا سبحانه هو هو في كل عصر وزمان ، يظهر في صورة بشرية ، وصفة مرئية ، كيف يشاء حيث يشاء. وإنما تنظرون العلة لتي فيكم بتغيير أحوالكم تنظرون صورة أخرى ، وهو سبحانه لا تغيره لدهور ، ولا الأعوام والشهور ؛ وإنما يتغير عليكم بما18 فيه 19 صلاح تقادات : الاعتقادات ، ب .
ن : بان ، ب اخ .
المنكرين : المشركين ، ث .
واحد منكم : أحدكم ، ث ج.
فيه : وفيه ، ح شأنكم ، وهو تغيير الاسم والصفة لا غير ، وأفعاله جل ذكره تظهر من القوة إلى الفعل كما يشاء ؛ «كل يؤم هو في شأن» [29/55] ، أي كل عصر في صورة أخرى ، لا يشغله شأن عن شأن ، والنور يزداد والزمان يصفو من الكدر بقدرة مولانا سبحانه ، مبدع الإبداع ، وخالق الأنواع ، ومظهر السابق والتالي المطاع ، منزه عن الصفات والمبدعات ، لا تحوط ب لجهات ، ولا تقدر على وصفه اللغات ، سبحانه وتعالى عما يصفون أما من قال واعتقد بان مولانا جل ذكره سلم قدرته ، ونقل عظمت إلى الأمير علي ، أو اشار إليه بالمعنوية ، فقد اشرك بمولانا سبحانه غيره سبقه بالقول وضادده في ملكه ، وعارضه في حكمه . وكيف يتسع القائل يقول انه يؤمل نقلة أزل الأزل ، ومعل علة العلل ، الحاكم على جميع النطقاء والأسس من صورة إلى صورة غيرها ، أو يثبت نفسه في قميص إلى ان يرى نقلة الحي الذي لا يموت ، سبوح سبوح ، مبد الملائكة والروح . فمن كان منكم يعتقد هذا القول فليرجع عنه، ويستقيل منه ، ويستغفر المولى جل ذكره ، ويقدس اسمه من ذلك فإنه غفار لمن تاب إليه ووحده ، سبحان مولانا جل ذكره عن احاطة الأشياء به ، وعز سلطانه عن حكومة الألسن والأوهام عليه ، لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون، ولا ينتظر أحد منكم غدا ، ولا يلتفت إلى أمس ، إذ كان أمس مضى بما فيه ، وغدا لا تعلم انك توافيه ، واليوم انت فيه بما يقتضيه ، واليوم دليل على توحيد مولانا جل ذكره ، الحاضر الموجود ، النافع الضار . لا يجوز لأحد يشرك بعبادته ابنا ولا أبا ، ول يشير إلى حجاب يحتجب مولانا جل ذكره فيه ، إلا بعد ان يظهر مولانا حكمه : حكمته، يستفيل : ليستقيل، ج يستغفر: ليستغفر، ج جل ذكره أمره ، ويجعل 23 فيمن يشاء حكمته ، فحينئذ لا مرد لقضائه ، لا عصيالحكمه في أرضه وسمائه ، سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون والملحدون علوا كبيرا .
واعلموا بان كل من تعود لسانه 24 الكذب فقد اشرك بمولانا سبحانه، لأن الكذب دليل على شخص إبليس اللعين ؛ وذلك ان الكذب ثلاثة أحرف : ك عشرون ذ أربعة ب إثنتان الجميع ستة وعشرون حرفا : إبليس زوجته وأربعة وعشرون أولادهما ، يقوموا مقامهما ؛ فمن والاهما فقد عبدهما ، ومن عبد الضد كان الولي برئا منه . والسدق دليل على توحيد ولانا جل ذكره ، والسدق يتشبه بالكذب في عدد الأحرف ، لكنهما يختلفان في الصورة والمعنى ، وكذلك الضد يتشبه بالولي فيما يدعيه يتظاهر به ، لكنهما يفترقان ويعرفان في حقيقيتهما 25 بالإيقان ؛ والسدق يضا ثلاثة أحرف ، كما تقدم ذكرها : س ستون د أربعة ق مائة الجميع ائة وأربعة وستون حرفا ، منها تسعة وتسعون على حد الإمامة ، كما قال لناطق : ان لله تسعة وتسعون اسما ، من احصاها دخل الجنة ، أي لإمام التوحيد تسعة وتسعون داعيا ؛ من عرفهم دخل حقيقية دعوة الإمام لستجنة بأهلها ، اعني محيطة بهم ؛ وستون حرفا دليل على ستين داعيا لجناحين ، وأربعة أحرف دليل على أربعة حدود علوية ، وهم ذو معة ذو مصة والكلمة والباب ؛ فصاروا مائة وثلاثة وستون حدا دينية ، يبقى متها واحد وهو دليل على توحيد مولانا جل ذكره ، ومعرفة ناسوت لمقام ، والنور الشعشعاني التمام ، ومعبود جميع الأنام ، الصورة المرئية ، الظاهر لخلقه بالبشرية ، المعروف عند العالم بالحاكم .
يجعل : يحمل، ث.
انه : لسان ، ج حقيقيتهما : حقيقتهما ، لخلقه : بخلقه ، ث ج.
51 ما ادراك ما حقيقية27 الحاكم ? ولم تسمى بالحاكه، 3 في هذه الصورة دون سائر الصور ، وعبد من عبيده يحكم على جميع الحكام ، وهو قاضي القضاة أحمد ابن العوام . فيجب على الموحدين المستبصرين لكشف عن هذا الاسم ، وحقيقية الحاكم ، وقوله الحاكم بأمر الله ؛ وقد ال في القرآن : «والله يدعوأ إلى دار السلام» [25/1٠] . وأجل داء في الظاهر ختكين ، وهو عبد ضعيف ، وأجل داع في الحقيقة الإمام ، وهو مملوك مولانا جل ذكره . فأيش اراد بقوله الحاكم بأمر الله وما حقيقيته ؟ وإنما القرآن يقع على سبعة معان ، وكل اسم منها يقع على اشخاص محمودين وعلى أشخاص مذمومين ، وحقيقية الاسم ومعناه لولى جل ذكره . فالله الذي هو الاسم هو الداعي الذي قال : «والله يدعوا إلى دار السلام» ؛ والسلام هو الإمام ، وداره توحيد مولانا جل كره ؛ والله الذي هو المسمى هو الإمام الأعظم ، وذكره في القرآن كثيرا ؛ والله الذي هو المعنى مبدع الاسم والمسمى لاهوت مولانا جل ذكره الذي لا يدرك ، يحيط بالأربع طبائع الدينية ، منزه عنها . فاراد الله هاهنا اللاهوت الكلي الذي هو محجوب عنا ، ومولانا جل ذكره غير غائب عن ناسوته ؛ فعله فعل ذلك المحجوب عنا ، و نطقه ذلك النطق ، لا يغيب اللاهوت عن الناسوت إلا انكم لا تستطيعون النظر ليه ، ولا لكم قدرة باحاطة حقيقيته . واراد بالحاكم أي يحكم على جميع النطقاء والأسس والأئمة والحجج ، ويستعبدهم تحت حكمه وسلطانه ، وهم عبيد دولته ، وثماليك دعوته ؛ الحاكم بذاته : والذات حقيقية : حقيقة، تستى : تي سما، الحاكم : بالحكام ، ح والذات : الذات 1 هو ا3 حقيقية لاهوته سبحانه الذي هو يحكم به ، لا من قبل من يأمره وينهاه ، ومثله في الصورة لا في الحقيقة 32 ، لأن حقيقيته لا تدرك وهم ، ولا يحيط بعلمه فهم ، لكن نضرب لكم مثلا3 على مقدار طاقتنا وتمكن استطاعتنا ، ليقفوا المستجيبون على بعض قدرة مولانا جل كره . فمثله كمثل شخص ناطق جسماني ، وله روح لطيف ، متعلق بذلك الجسد الكثيف ، وله عقل يدبر الأشياء بذلك العقل ، وهو يعلم اين منتهى عقله ، والناس لا يعلمون بعقله ولا بموضعه ولا حقيقيته ، ولا يدركون من عقله إلا بمقدار ما يظهره من عقله . والعقل هو الروح اللطيف ، لكن اظهاره من الجسد الكثيف ، ولا يقدر أحد يقول ان لعقل يظهر بلا جسم لأن الروح لا تدرك إلا بالجسم ؛ كذلك مولانا جل كره بظاهر ناسوته عرفنا بلاهوته ، ومن حيت نحن ومن صورنا خاطبنا وإلا فما عرفناه ، ولا ادركناه . فاظهر لنا صورته المرئية ، ومقامه البشرية ، سلطان لاهوته لا يدرك بالعين ، ولا يعرف بالكيف والأين، عالم بسركم من قبل ان يختلج في قلوبكم ، سبحانه وتعالى عما يصفون فعليكم معاشر الموحدين بسدق اللسان ، وحفظ الإخوان ، والرضو التسليم لمولانا جل ذكره في كل عصر وزمان ، وترك الاعتراض فيم يفعله مولانا جل ذكره . ولو طلب من أحدكم ان يقتل ولده لوجب عليه لك بلا إكراه قلب ، لأن من فعل شيئا وهو غير راض به لم يثب عليه ، ومن رضي بأفعاله وسلم الأمر إليه ولم يراى إمام زمانه ، كان من لموحدين الذين لا خوف عيهم من الظاهر ، ولا هم يحزنون بشرك لباطن . فالحذر الحذر من الأقاويل الشركية ، والأفعال الكفرية ، ولا تركنو 31 0 الحقيقة : الحقيقية ، ث اخ لا : مثالا، مشاء 514 إلى بيت خراب ، ولا تجلسوا تحت ركن معاب ، وترك الشراب الموجود وطلب العلقم والسراب 34 المفقود ، فتهلكوا عن بكرة أبيكم بالجوع لمدام ، والعطش التمام ، وهو انقطاعكم من علم الحقيقة 35 ، ورجوعكم إلى تجديد الظاهر بالناموس . فنعوذ بمولانا من ذلك ، سبوح قدوس مبدع لإبداع ، وجامع الأشتات والأضياع ، الذي هو على السموات 36 عال وفي المرض متعال .
وعن قريب يظهر مولانا جل ذكره سيفه بيدي ، ويهلك المارقين ويشهر المرتدين ، ويجعلهم فضيحة وشهرة لعيون العالمين ؛ والذي ييفى من فضلة السيف تؤخذ منهم الجزية ، وهم صاغرون ، ويلبسوا الغيار ، وهم كارهون ، ويكونوا في الغيار والجالية على ثلاثة أصناف : فغيار النواصب علاقتين من الرصاص في أذني كل واحد منهم ، وزنهما عشرون درهما ، طرف كمه الأيسر مصبوغ فاختيا ، وجاليته ديناران ونصف ، وهم يهود أمة محمد ؛ ويكون غيار أهل التأويل الواقفين عند العدم علفتين من الحديد في أذني كل واحد منهم ، وزنهما ثلاثون درهما ، وطرف كمه الأيمن مصبوغ بالسواد ، وجاليته ثلاثة دنانير ونصف ، وهم المشركون صارى أمة محمد ؛ ويكون غيار المرتدين من توحيد مولانا جل ذكره علاقتين من الزجاج الأسود في أذني كل واحد منهم ، وزنهما أربعون درهما ، ويكون على رأسه طرطور من جلد ثعلب ، وصدر ثوبه مصبوغ صاصيا أغبر ، وجاليته خمسة دنانير في كل سنة ، وهم المنافقون مجوس أمة محمد . وتؤخذ هذه الجالية من الشيوخ والشباب والنساء والصبيان راب : الشراب ج لمقيقة : الحقيقية ، سموات : السماء ، خ.
لوافقين : الموافقين ، .
والأطفال في المهد وتعير عليهم العلائق في كل سنة ، فمن خالف منهم ضرب عنقه ، وتجبى هذه الجالية بمصر في جامع عمرو ابن العاص عند القبلة ، وتجبى بدمشق في جامع معاوية ، وببغداد في جامع المدينة ، وهو في الجانب الغربي ، ويؤخذ العباس أخذ عزيز مفتدر ، فيطاف به ائر البلدان إلى ان يبلغ إلى مدينة يقال لها بلخ من بلاد خراسان ، نيسخط عليه مولانا جل ذكره . وتبلغ الكلمة نهايتها ، والكتاب أجله ميذبح في طست ذهب ، وهو يوم الواقعة والتدامة ، وترتفع الشرائع يكلية ، ويظهر المذهب الأزلية ، ويعبد مولانا جل ذكره بسائر اللغات، يعرفونه بسائر الاسماء والصفات ، وينادى في جميع أقطار الأرض أطراف البلاد : لمن الملك اليوم وفي كل يوم ? فيقال لمولانا الحاكم القهار ، العزيز الجبار ، سبحانه وتعالى عما يصفون ، وتجازى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون . والحمد لمولانا وحده لا شريك له ، وحسبنا المولى ونعم النصير المعين .
وكتبت نسختها في شهر المحرم الثاني من سنين عبد مولانا جل ذكره حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه وحده .
تمت رسالة البلاغ والنهاية بحمد مولانا ومنه [15] الغاية والنصيحة وكلت على أمير المؤمنين جل ذكره وبه استعين في جميع الأمور. من عبد أمير المؤمنين ، جل ذكر مولانا ومولكه حمزة ابن علي ابن أحمد مادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف أمير المؤمنين جل ذكره وشدة سلطانه وحده ، لا نستعين بغيره ، ولا نعبد سواه ، لا في الأولين ولا في الآخرين ، وتنزه1 عن جميع النطقاء والأسس والأئمة الهاديين ، إلى جميع من استجاب لدعوة مولانا جل ذكره ولعبادته وادعى منزلة لإيمان . ثم ارتد وشك في أفعال صاحب الزمان ، وارغبته كثرة مال الأضداد والولدان ، والدور والنسوان ، الغافلين عما شرط عليهم من لبيان ، الجاهلين بوقت الاستتار والامتحان أبعتم الدين بالتين ، أم كانت صدوركم صفرا من الحقائق واليقين ، م رجعتم إلى الجاهلية الأولين ، أم غركم امهال2 مولانا جل ذكره لمشركين الجاحدين ، أم حسبتم ان نوره قد نانطفأ إلى أبد الآبدين ، ونار الأعداء قد اشتعل واستعلى على العالمين ؟ كلا ، بل أنتم أشر مكانا ، ومولانا اعلم بما تصفون ، وبما في ضمائركم وتعتقدون3 . فإن كان قد عجبكم بياض الزبد ، وعلوه على وجه الماء الزلال ، فسوف تذهب قوة الزيد ، ويتلاشى بياضه ، ويذهب سلطانه وجفاؤه ، ويبقى الماء العذب لزلال المحيي لمن شريه ، وإن كان قد فزعتم وهالكم أمر الأضداد وعلو يأنهم بما فعلوه بالمؤمنين ، وحسبتم بان مولانا جل ذكره وعز اسمه عجز منهم ، ولم يقدر عليهم ، فقد كفرتم بنعمته سبحانه ، وجحدتم لاهوته بنزه : تنزهه ، ج.
-ثج تعتقدون : يعتقدون، وعظيم شأنه، واشركتم به فرعون وهامان، وعجل وشيطان. فنعوذ بمولانا ذكره من ذلك وتب( إليه من كل معتقدهم وقد كان يجب عليكم ان تنظروا ما جاء في القرآن وتدبروا معاني حقائقه ، حيث قال لمحمد : «قل من رب السموات والأرض»، والرب ماهنا حجة لاهوت مولانا جل ذكره ، والسموات هم النطقاء4 ، والأرضر هي الأسس ؛ ثم عطف في الخطاب وقال : «قل الله» ، يعني لاهوت ولانا بالحقيقة ، الذي لا يحد ولا يوصف ، «قل أفاتخذتم من دونه اولياء» ، يعني آلهة ، «لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا» ، يعني لا ظاهر ولا باطن ، «قل هل يستوى الأعمى والبصير» ، يعني المشرك بمولانا والموحد له ، إذ المشرك اعمى عن معبوده ، والموحد قد ابصره بحسب طاقته ، «أم هل تستتوى الظلمات والنور» ، والظلمات هم أثمة الضلالة، إلنور هو إمام الهداية ، والأنوار هم حدود مولانا جل ذكره ، «أم جعلوا لله شركاء» ، يعني بمولانا جل دكره ، «خلقوأ» خلقا «كخلقه» ، يعني نصبوا حدودا كحدود مولانا جل ذكره سبحانه ، «فتشابه الخلق عليهم» ، 14 يعني دعاة الشرك من دعاة التوحيد ، «قل الله» ، يعني مولانا جل ذكره، «خالق كل شيء وهو الواحد القهار» [16/13] ، يعني لا شريك له ، ويهلك الغالبين بسلطانه، ويقهرهم بعظيم شأنه ، «أنزل من السماء ماء» ، يعني العلم من الإمام ، «فسالت أودية بقدرها» ، يعني الحجج من قبله ، وهم الأودية التي قدرها إمام الزمان ، ليجري فيهم العلم إلى لمستجيبين ، «فاختمل السيل زبدا رابيا» ، يعني زبد الظاهر الذي شارك علم الحقائق الذي هو سيل الحجة ؛ وقال : «مما يوقدون عليه في لناري 17/13] ، يعني عوام أهل الظاهر الذين بهم سشتعل الشريعة لال ح لنطقاء : علم النطق ، ج لنار المحرقة للأجساد . ألا ترى انهم ، لعنهم المولى ولهلر /1 - 3 4 مخناهم ، اتوا بالنار إلى .
باب المسجد واحرقوه ، ارادوا بذلك حجة مولانا جل ذكره الذي هو باب العالم واظهار الشريعة عليهم ، لكنهم لما احرقوا باب المسجد الذي من الخشب وجدوا داخله بابا من الحجار ، لا يعمل فيه النار ، ولا نقب ي الجدار ، فخاب ظنهم وخسروا سعيهم . فالباب الذي احرقوه بالنار ليل على ظاهر الإيمان ، ودرجته الأولة وهو داعي الإحرام ؛ فلما غلبوه بقوة الشريعة التي هي النار المحرقة بان لهم باب الحجر القوي وهو إمام الزمان ، وهي خوخة ضيقة لا يستطيع أحد يدخلها 6 إلا إن كان من أصحابها ، أو أربابها ، آمنا من سكانها ؛ كذلك توحيد مولانا جل ذكره وعبادته دليل على باب الخوخة باب ضيق ، لا يقر بالعبودية والتوحيد لا من تفضل المولى عليه بذلك . وقال : «مما يوقدون عليه ف النار» ما تقدم ذكره ، «ابتغاء حلية» ، يعني زينة الظاهر ، «أو متاع زبد مثله، كذلك يضرب الله الحق» ، وهو الإمام، «والباطل » ، وهو الضد ، «فأما الزيد فيذهب جفاء» ، يعنى به الظاهر ، «و أما ما ينفع الناس» ، وهو لتوحيد ، «فيمكث في الأرض» ، يعني يبقى عند الحجة ومن يتبعه من الموحدين ، «كذلك يضرب الله الأمثال» [17/13] ، يعني ينصب الدعاة ، لأن الداعي يمثل بالإمام في حال الضرورة لا حقيقة . فبهذا السبب قيل لهم «الأمثال » ، يعني الأشياء، «للذين استتجابوأ لربهم » بعني إمامهم ، «الحسنى» ، وهي العبادة ، «والذين لم يستجيبوا له لؤ أن لهم ما في الأرض جميعا» ، يعني لو يعلموا علم الأساس ، «ومثله معه» ، يعني علم الناطق ، «لافتدوا به» ، يعني لافتداء من عبادة مولانا هو: و ع ث.
يدخلها : يدخله، ث ج 28 جل ذكره ، «أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم» ، يعني إما3 الضلالة، «وبئس المهاد» [13/ 18] ، يعني الرضاعة وأمثال الذين عتقدون فيه من الكفر والشرك.
فالله الله معاشر المستجيبين ، «لا تكوترا كالذين تفرقوأ واختلفوا من عد ما» جاءتهم «البينات» ، يعني دعاة مولانا جل ذكره ، «أولائك لهم تذاب عظيم» [105/3] ، يعني رجوعهم إلى ضلالة الظاهر وزخرفه .
عاشر المستجيبين اعلموا انكم عن قريب لمسؤولون ، وعلى إمامكم تعرضون ، وعن شروط التوحيد مطالبون ، ف «أما» من «كان من ين» ، يعني الموحيدين ، «فروح وريحان» ، يعني الإمام وثانيه" ، لأن الإمام هو حياة المؤمنين وروحهم ، وداعيه ريحان المؤمنين الذين منه شموا لعلم الحقيقي ، «وجنة» النعيم [88/56 - 89] ، يعني دعوة التوحيد ، ذ كان توحيد مولانا جل ذكره هو النعيم السرمد ، «واما» من «كان من المكذيين» بالتوحيد ، «الضالين» عن حقائق السين ، «فنزل من حميم» ، يعني دعوة الظاهر ، «وتصلية» الجحيم ، يعني انجحام قلبه بالكف والشرك ، «إن هذا لهو» الحق المبين8 ، «فسبح باسم ربك العظيم» [56 92 - 96] ، يعني الإمام الأعظم ذو معة9 .
معاشر المستجيبين اني ادعوكم إلى التوبة والاستغفار ، عما شككتم ي دينكم عند المحنة والاستتار ، فإن تبتم عن ذلك وصبرتم على الا متحان ، ف «هو خير للصابرين» [126/16] . و «ما أريد» منكم «من رزق وما أريد أن» تطعمون مولانا : «هو الرزاق دو» [57/51 - 58] الفضل العظيم ؛ «يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي انيه : تاليه، ث.
المبين : اليقين ، ت.
ذو معة: - ج 2 طرني » ، وهو مولانا جل ذكره وعز اسمه وجل سلطانه ، الحاكم الأحد ، لفرد الصمد ، الذي لم يتخذ في حقيقية لاهوته صاحبة ولا ولد ، الذي خطركل شيء وابدعه، وهو على كل شيء قدير ؛ «يا قوم استغفروا ربكم نعم توبوأ إليه ، يرسل السماء عليكم مدرارا» ، يعني يظهر لكم علم الإمام على الأدوار بلا خفية ولا استتار ، «ويزدكم قوة إلى قوتكم» ، يعني علما إلى علمكم ، «ولا تتولوأ مجرمين» [51/11 - 52] ، يعني ا رجعوا مشركين . فمن شك فيه فقد اشرك به ، ومن اشرك به فليس ل وبة أبدا ، والذي يجب على كل مستجيب لدعوة التوحيد ان يكون قوله بالعمل ممزوج ، وقلبه بالرضى والتسليم مدروج ، وبيته بالعدل والتوحيد منسوج . ومن دخل إلى التوحيد يلا إلى الراحة والاباحة ، وكان مذهبه قولا باللسان بلا تسديق بالجنان ، كذبته شواهد الامتحان : «ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر» مولانا «شينا وسيجزي الشاكرين» [144/3] ، ويجازي «كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون» [45/ 22] ، «مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع ، هل يستوياد مثلا أفلا» تتذكرون ؟ [24/11] ولا يظن أحد ممن ارتد من دين مولانا جل ذكره بان رجوعه عن الدين ينجيه من الظاهر ، ولا هروبه يخلصه ن أولاد العواهر ، «وإن» يمسكم «الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن» يريد بكم خيرا «فلا رآد لفضله يصيب به من يشاء من عباده، وصو الغفور الرحيم [1٠7/1٠] .
اعلموا انه لا يخلو أمر المستجيب المرتد من دين مولانا جل ذكره بما (النى من فعل الأتراك بالمؤمنين وامهال مولانا جل ذكره لهم ، من إحدى ثلاث خصال مذمومة ، إما ان يكون دينه اضطرارا أو استجبارا لا ديانة ، ريد : يزيد ، ث اختبارا لا حقيقة ، فهو من جملة المنافقين في الدرك الأسفل من النار ، فقد تبرأ من الأساس والناطق ، ولم تحصل له معرفة الفاتق الراتق ، ولا تالي ولا سابق ؛ والثاني يكون رجل اعتقد مذهب مولانا جل ذكره ودينه طمعا في مال يكسبه أو جاه يعتز به ويطلبه ، فعناه طمعه عند مولانا جل ذكره على شفا جرف من الجروف 11 الهاوية ، لا صو في الظاهر مستقيم ، ولا بالحقائق عليم ، بحق لم تحصل له بغيته من الدنيا الفانية ، ولا من الآخرة الباقية ؛ والثالث من اعتقد عبادته وتوحيده ما دام هو في السراء ، وطلب العز والنعماء ، فلما ابتلاه بالسترة ، وامتحنه بالأعداء والكثرة ، «وقدر عليه رزقه» ، يعني علم الحقيقة ، قال : «ربي هانني » [16/89] ، فكفر بما اعتقده ، وجحد نعمة من ابدعه ، وجحد ما عاهده عليه إمامه وواسطته . وذلك من سدق اللسان ، وحفظ لإخوان ، والرضى بفعل مولانا كيف ما كان ، والتسليم لأمر مولانا جل ذكره في السر والحدثان ، وتخلف عن واسطته وإمامه خوفا على روحه ، وشفقة على شخصه وفقوده . فكان من جملة الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا ، وكأنهم لم يقروا بالإسلام، ولم يعتقدوا التوحيد، لأنه قال في القرآن المبين : «يا أيها الذين أمنوأ اتقوأ الله» ، يعني لاهوت مولانا جل ذكره ، «وكونوأ مع السادقين» ، يعني الموحدين الذين قالوا بألسنته آمنا به وصححواه بتسديق الجنان وأفعال الخيرات ؛ فقال : و «ما كان لأهل المدينة» ، يعني المستجيبين لدعوة الحقيقة ، «ومن حتول» ها13 ، عنيي أهل التأويل الواقفين عند الأساس ، «أن يتخلفوأ عن رسول الله» و.
جرف من الجروف : حرف من الحروف ، ث .
م حح.
43 لها : حولهم ، ج .
« الواقفين : الوافقين، ث [119/9 - 12٠] ، والرسول هاهنا هو الإمام الأعظم ، والله هاهنا لاهوت مولانا جل ذكره الذي جمع المرسلين ؛ والدليل على ذلك ان لرسول الحقيقي هو الإمام ، لقوله في القرآن : «هو» ، يعني مولانا جل كره ، «الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق» ، ودين الحق هو دين المستجيبين الذي يهدي العالم إلى دين الحق ، وهو دين مولانا جل كره وعبادته ، «ليظهرة على الدين كله ولو كره المشركون » [33/9]، يعني من اتخذ مع مولانا آلها غيره وأنتم تعلمون ان لمحمد أربع مائة سنة وعشر سنين ولم يظهر دينه على لأديان كلها ، واليهود والنصارى أكثر من المسلمين ، والهند والسند والزنج والحبشة أكثر منهم ، والنوبة والزغاوة وأشكالهم من السودان أكثر من المسلمين ، والأتراك والسقالبة أكثر منهم ، فلو كان الرسول محمد له أديان هؤلاء الطوائف كلها ، لكان يجب ان يكونوا المسلمون أكثر العالمين ، أغلبهم في الأولين والآخرين؛ فلما لم يصح للمسلمين ذلك علمنا بان الرسول الحقيقي هو عبد مولانا جل ذكره وهاد إليه وإمام عن أمره عبيده ، وأديان المشركين هم إثنان وسبعون فرقة المسلمانية الذين اشركوا في عبادة مولانا جل ذكره ، ومولانا جل ذكره يظهر عبده عليهم 5 وينتقم منهم ومن جميح المشركين ، بسيف أمير المؤمنين ، إن شاء مولات وبه التوفيق في جميع الأمور ، وصلوات مولانا جل ذكره وسلامه على عبده المرزا حمل إليكم ، وصفيه المفضل عليكم وعلى جميع من اتبعه من المؤمنين والمؤمنات .
لستجيبين : المستجيب ، ث ليهم : عليكم ، ج.
5 م قال : «و11 لا يرغبوأ بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ» ، يعني وقوف العلم عنهم واشتياقهم إليه ، «ولا نصب» ، يعني بدة في الدين ، «ولا» محنة8 «في سبيل الله» ، يعني خوفا من لأعداء وسترة إمامهم عنهم الذي هو السبيل إلى معرفة مولانا جل ذكره ، والطريق إلى توحيده والمحجة إلى عبادته ، «ولا يطأون مومطقا يغيظ لكفار» ، يعني لا يفاتحوا أحدا من الكذبة 19 الزائغين ، إلا يغيظ الكاقرين بمولانا جل ذكره ، «ولا ينالون من» عدوهم «نيلا إلا» و «كتب لهم به عمل صالح» ، يعني زيادة في يقينهم الذي هو الفعل الصالح إن الله لا يضيع أجر المخسنين» 12٠/91] ، يعني لا يضيع عمل الموحدين له وينصرهم على أعدائهم أجمعين . وكل من على وجه الأرض من عبدة الأصنام والأزلام والأوثان ، والشمس والقمر وآلهة لنيران ، أحسن عتقادا وأرجا عاقبة من عبد مولانا جل ذكره طعا ورياء ، فلما اصابته شدة ارتد عن دينه ورجع إلى القهقرى ، لأن كل حزب من هؤلاء الجاهلية جعلوا لهم قبلة يسجدون إليها ويتخذونها معبودا ، ويزعمون بأنها تقرب وزلفى إلى الإله المغيب عنهم . فاصابوا في الاشارة حيث قالوا لابد لنا من معبود موجود يكون واسطتنا إلى الإله لمغيب والحجاب بيننا وبينه ، واخطؤوا في المعنى إذ كان لا يجوز فو لعقل ان يكون حجاب المعبود ، والمقام الموجود يكون لا يدرع ولا يفهم ، لأن الحجاب هو المحجوب والمحجوب هو الحجاب : ذلك هو وهو ذلك ، لا فرق بينهما ، لكن المخالفون ليس لهم استطاعة على ادراك كليته سبحانه، إذ كان ليس يشاكلهم فيدركونه، بل كل واحد منهم ينظر 17 ث ج حنة : مخمصة ، ث الكذبة : الكذب ، ج نظره إليه من حيث ضعفه وعجزه ومبلغ عقله . فصار لهؤلاء الجاهلية لى كل حال معبود موجود ، وإله معدوم مغيب يشيرون إليه ، ويخافون ذابه ، ويرجون رحمته وثوابه ؛ والذين ارتدوا من دين مولانا جل ذكره شكوا فيه وكرهوا أفعاله ، فهم المرتدون ، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يس مع المسلمين ولا النصارى ولا اليهود ، ولا مع الموحدين العابدين الموجود ، خسروا الظاهر والباطن ، ولم يبلغوا إلى علم ما هو كائن، ييس لهم في السماء إله ، ولا في الأرض لهم إمام ، «ذلك هو الخسران المبين» [11/22] . وقال : «ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم ٠ فيما» هم «فيه» مختلفون [19/1٠] ، يعني الإمام وكلمته . وإنما تبين لوحد من المشرك ، والمؤمن من الكافر عند الشدة والشقاء ، لا في العز و لرخاء21 ، وجميع العالم يقولون بألسنتهم انهم المؤمنون ، ويخادعون لموحدين ، ويراوغونهم مراوغة الثعلب : «يخلفون بالله ما قالوأ ولقد قالوا لمة الكفر ، وهموأ بما لم ينالوأ» ولقد «كفروأ بعد إسلامهم» [74/9] يعني تسليمهم ، ويعني اهتمامهم بما يروه من هلاك 23 الموحدين مولانا جل ذكره لم يبلغهم مأمولهم ، ويخذل المشركين ، وينصر لموحدين . وقد قال لمحمد : «ولو شاء ربك» ، يعني رب العالمين لاهوت ولانا سبحانه ، «لأمن من في الأرض كلهم جميعا» ، يعني الاقرار عبادة مولانا جل ذكره وتوحيده ويؤمن به كل من يعتقد الأساس ؛ ثم قال : « أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، وما كان لنفس أن تؤمن لا بإدن الله» ، يغي على يد الداعي ، «ويجعل الرجس على الذين وجود : المعبود ، ب .
خاء : الرجاء ، ث يروه : رأوه ، ج .
هلاك : هؤلا ، ج يعقلون» [99/1٠ - 1٠٠] ، والرا » ج جس هو الضد الروحاني ، ومن لم يكن له معرفة بالعقل الكلي ، الذي هو ذو معة كان من أصحاب الرجس الضد الروحاني اللطيف .
قد كان لكم عبرة وتدبر بخبرين مأثورين عن صاحب الشريعة حمد ، حيث قال : مازج حبي دماء أمتي ولحومهم فهم يؤثروني على الآباء والأمهات ؛ وقال إبليس نظير ذلك حيث قال : إبليس لطيف روحاني يدخل سلطانه مجاري الدم حتى يبلغ صدورهم . فإذا كان صاحب الشريعة لطيفا يمازج حبه دماء الناس ولحومهم ، وإبليس لط وحانيا يمازج بقوة الحب دماء العالم ويوسوس في صدورهم ، فاين لفرق بين الولي وبين الضد ، وكلاهما في القوة واحد? فلو سيزتم معاي لكلام وتدبرتموها ، لبان لكم نطق الرسول من نطق إبليس ، وفعلر الإمام من فعل غطريس ، ولعرفتم السبت والخميس ، وتبرأتم من فرعون وهامان الرجيس، ولتصور لكم ارتفاع مكان إدريس، وعبدتم مولانا جل ذكره بارى الحن والجن والبن والأنيس . والرسول هاهنا هو الإمام المفترض لطاعة ، وهو دون الإمام الأعظم ، وإبليس هو المتشبه بالمولى سبحانه ، يزعم بانه جنس ويدعي عهد المسلمين ، والإمام الأعظم ذو معة يسمى ذو معة لأنه وعى توحيد مولانا جل ذكره بلا واسطة ، وعطريس هو نشتكين الدرزي ، الذي تغطرس على الكشف بلا علم ولا يقين هو الضد الذي سمعتم بانه يظهر من نحت ثوب الإمام ويدعي منزلته ، ويكون له خوار ، جولة بلا دولة ، ثم تنطفق ناره . وكذلك الدرزي كان من جملة المستجيبين حتى تغطرس وتحير وخرج من تحت الثوب ؛ والثوب هو الداعي والسترة التي امره بها إمامه حمزة ابن علي ابن أحمد 2 ن : عن ، ج الهادي إلى توحيد مولانا جل ذكره سبحانه وتعالى . وادعى منزلته حدا له واعجابا بروحه ، وقال قول إبليس ، وكذلك الدرزي سمى روحه في الأول بسيف الإيمان ؛ فلما انكرت عليه ذلك وبينت له ان هذا الاسمر حال وكذب ، لان الإيمان لا يحتاج إلى سيف يعينه ، بل المؤمنون محتاجون إلى قوة السيف واعزازه ، فلم يرجع عن ذلك الاسم ، وزاد في عصيانه ، واظهر فعل الضدية في شأنه ، وتسعى باسم الشرك ، وقال : أنا سيد الهاديين ، يعني أنا خير من إمامي الهادي ، وغره ما كان يضربه من زغل الدنانير والدراهم ، وحسب ان أمر التوحيد مثله يحتمل التدليس ، وابى ان يسجد لمن نصبه المولى جل ذكره وقلده واختاره ، وجعله خليفته في دينه ، وأمينه على سره ، وهاديا إلى توحيده وعبادته، فتغطرس طلى الدين ، واظهر سيف الناطق والأساس أجمعين ، طلبا للرئاسة والاسم اللطيف ، باظهار الشريعة في عالم البسيط والكثيف وقرعون البرذعي وهامان علي ابن الحبال ، لأن فرعون كان داعو قته ، فلما ابطأ الناطق ، قال : أنا ربكم الأعلى ، يعني إمامكم لأعظم ؛ وهامان الذي فتح له باب المعصية ، وإدريس هو الذي وف مكانا عليا ، وهو ارتفاع درجته في العلوم حتى صار إماما ، دون الإمام الأعظم ، الذي مص العلم من ذي معة ، وهو قائم الزمان هادي المستجيبين ، عبد مولانا جل ذكره وصفيه بلا واسطة جسماني . فإذا مرفتم هذا عبدتم مولانا جل ذكره باري الحن وهم الدعاة ، والجن وهم المأذونون ، والبن وهم المكاسرون ، والإنس وهم المستجيبون هاهنا في هذا لمعنى . والسبت دليل على السابق وهو علي ابن عبد الله اللواتي 25 فلم يرجع : ذرجع .
66 3 أحمد ، ا .
2 الداعي ، والخميس دليل على التالي ، وهو مبارك ابن الداع .
أهل التأويل يزعمون بأن الكلمة هو السابق ، والسابق هو الكلمة ، لا فرق بينهما ، ولا يعرفون فوقهما شيئا ، إذ كانت الثلاثة حدود الذي هو : ذو معة وذو مصة والجناح غائبين عن عيون قلوبهم ، ينظرون إليه وهم لا يبصرون عاشر المستجيبين لمولانا جل ذكره ، قده2 بلغت لكم الهداية ودعوتكم إلى توحيد مولانا جل ذكره في سبعين عصرا ، ما منها عصر الا ويظهرني مولانا جل ذكره فيكم بصورة أخرى واسم آخر ولغة أخرى ؛ اعرفكم ولا تعرفوني ولا تعرفون نفوسكم ، والآن قد استدارت الأدوار ، كأنكم باظهار توحيد مولانا جل ذكره ونور الأنوار، واظهر لكم ما كان مدفونا تحت الجدار ، فلمولانا الحمد والشكر وحده . فلا تنكروا معجزات مولانا جل ذكره وآياته ، ولا تلتفتوا إلى أمس فأمس مضى بما فيه ، وغدا فلا تعلم انك توافيه ، واليوم أنت فيه ، بما يقتضيه . وكلما غاب عن العالم اسقطوه ، فلو كان للعالمين عقول لميتروا معجزاتي ي ها مولانا جل ذكره يوم الجامع . وقد ارسلت إلى القاضي عشرين رجلا ومعهم رسالة رفعت نسختها إلى الحضرة اللاهوتية ، فابى القاض ي واستكبر وكان من الكافرين ، واجنمعت على غلماني ورسلي الموحدين لمولانا جل ذكره زهاء عن مائتين من العسكرية والرعية ، وما منهم رجل إلا ومعه شيء من السلاح ؛ فلم يقتل من أصحابي إلا ثلاثة نفر وسبع عشر رجلا من الموحدين في وسط مائتين من الكافرين ، فلم يكن لهم ليهم سبيل دون رأوهم بعيونهم حتى رجعوا إلى عندي سالمين ، ولم حدود : الحدود ، : فقد، ج بل : أحد، ج مكن منهم المارقين . وقد سمعتم ما جاء في الدار وجعلتها آية معجزة لأصحابي، فقال : ل «قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله» ، يعني المجاهدين في توحيد مولانا جل ذكره وعبادته ، واخرى كافرة يرونهم مثليهم رأى العين والله» ، أي مولانا جل ذكره، «يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار» [3(13] ، أي الإيمان . فإذا كان القرآن قد نطق بتأييد رجل مؤمن يقاتل رجلين كافرين، كيف عشرة؟ وقد مدح أصحابه وحرضهم على القتال، فقال : «يا أيه لنبي حرض المؤمنين على القتال ، إن يكن» منهم «عشرون صابرون يغلبوا مائتين من الذين كفروا» بإيمانهم فإنهم «قوم لا يفقهون» [65/8] .
فصح قوله في القرآن ان المعجز المتوسط رجل يجاهد رجلين ، والمعج الأعظم رجل يقاتل عشرة ، وقال : «إن في ذلك» عبرة «لأولي الأبصار» [13/3] . فأنا أحق بالمعجزات الكاملة الحقيقية التي يجب على المؤمنين ان يعتبروا منها ويتفكروا فيها . وقد اجتمعت عند المسجد سائر الأتراك بالجواشن والزرد والخود والتجافيف ، ومن جميع العساكر والرعية زائد عن عشرين ألف رجل ، وقد نصبوا على القتال بالنفط والنار ، ورماة النشاب الحجار ، ونقب الجدار ، والتسلق إلى الحيطان بالسلالم يوما كاملا ، وجميع من كان معي في ذلك اليوم 31 إثنا عشر نفسا منهم خمسة شيوخ كبار ، وصبيان صغار ، لم يقاتلوا ، فقتلنا من المشركين ثلاثة أنفس ، وجرحنا منهم لخلقا عظيما لا يحصى ، حتى طال على الفئة القليلة الموحدة القتال ، وكادت الأرواح تتلاشى وتبلغ التراق ، وخافوا كثرة لأضداد والمراق ، وغلبة المنافقين الفساق 32 ، فناديتهم : معاشر الموحدين 0 يجاهد : يقاتل ، ج غير، ث ج لفاق : الفساوة 1 «اليؤم أكملت لكم دينكم » بالجهاد، «وأتممت عليكم» [3/5] نعمته والسداد ، وارضى لكم التسليم لأمره بالجهاد ، وما يصيبنا إلا ما كتبه الله علينا ، هو مولانا وعليه فليتوكل المؤمنون ؛ معاشر الموحدين «قاتلوا أثمة لكفر، إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون»، قاتلوا «قوما نكثوا أيمانهم »، عنى عهدهم، «وهموا بإخراج الرسول » ، وهو قائم الزمان، «وهم بدءوكم أول مرة » ، يعني دفعة الجامع ، فلا تخشوهم فمولانا جل ذكره أحق ان تخشوه «إن كنتم مؤمنين ، قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ، ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين» [9/ 12 - 14] . فما استتميت كلامي لهم حتى جاء أمر مولانا جل ذكره وتجلى للعالمين بقدرته سبحانه ، «فصعق من في السموات والأرض » [39/ 68] فانقلبوا المنافقون على عقابهم ناكصين خائبين ، فلمولانا الحمد والشكر أبد الأبدين .
فالله الله معاشر المستجيبين ، اصبروا وصابروا في البأساء والضراء، والشدة والرخاء، ويقظوا 33 بعضكم بعضا ، وتوبوا إليه توبة لا تشكون بعدها أبدا ، واسألوه ان لا يؤاخذكم بسوء نياتكم ، وان يسمح لكم بما سلف من ذنوبكم ، وان يثبتكم على عبادته وتوحيده ؛ والزموا ما امرتكم ه في كتبي من سدق اللسان ، وحفظ الإخوان ، والرضى بفعل مولانا كيف ما كان ، والتسليم لأمره في السر والإعلان ، فتكونوا من عباده الصالحين الذين لا خوف عليهم من الظاهر ، ولا هم يحزنون بشرك الباطن . ويرحمنا وإياكم ولجميع المؤمنين به ، والموحدين له ؛ والحمد والشكر لمولانا جل ذكره في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، وهو المعين وعليه التوكل غاية القصد والرجاء مظوا : يعظوا، 34 * فيه ، ث حج.
30 كتبي: - ج 25 وكتبت في شهر ربيع الآخر ، الثاني من سنة عبد مولانا ومملوكه حمزة بن علي ابن احمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف أمير المؤمتين ، وشدة سلطانه وحده ، لا شريك له . تمت بحمد مولانا وحده .
5 [11] كتاب فيه حقائق ما يظهر قد ام مولانا جل ذكره من الهزل وذلك بتأييد لقائم الزمان ، مظهر الكلمة والبيان ، على ذكره السلام لحمد لمولانا وحده وشدة سلطانه .
توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من ل بدخل في الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وإدرال لأنام . بسم الله الرحمن الرحيم صفات عبده الإمام ؛ الحمد والشكر ولانا جل ذكره وبه استعين في الدين والدنيا وإليه المعاد ، الذي يحيي عميت ، وهو الحي الذي لايموت ، الذي هو قي السماء عال ، وفي لأرض متعال حاكما ؛ عليه توكلت ، وبه استعين ، «وإليه المصير» [15 18] وهو المعين ، وصلوات مولانا جل ذكره وسلامه على الذي اصطفاه من خلقه ، واختاره من عبيده ، وجعلهم الوارثين لديار أعدائهم بقوته وسلتانه ، الحاكم القادر ، العزيز القاهر ، وهو على كل شيء قدير إما بعد . معاشر الإخوان الموحدين اعانكم المولى على طاعته ، انه وصل إلي من بعض الإخوان الموحدين ، كثر المولى عددهم ، وزكا أعمالهم، وحسن نياتهم ، رقعة يذكرون فيها ما يتكلمون به المارقون من لدين ، الجاحدون لحقائق1 التنزيه ، ويطلقون ألسنتهم بما يشاكل أفعالهم الردية ، وما تميل إليه أديانهم الدنية ، فيما يظهر لهم من أفعال مولات جل ذكره ونطقه ، وما يجري قدامه من الأفعال التي فيها حكمة بالغة تكى . «فما تغنى النذر» [5/54] ، وتمييز العالم الغبي الذين من عمالهم الهزل ، وأقوال فيها صعوبة وعذل2 ، ولم يعرفوا بان أفعال لحقائق : بحقائق ، ث .
عذل : عدل ، ا ث .
مولانا جل ذكره كلها حكمة بالغة ، جدا كان أم هزلا ، يخرج حكمته ويظهرها بعد حين . ولو تدبروا ما سمعوه من الأخبار المأثورة عن جعفر بن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن عبد مناف ابن عبد لطلب ، إياكم الشرك بالله والجحود له بما يختلج في قلوبكم من الشك ي أفعاله كيف ما كان . ولا تنكروا على الإمام فعله ، ولو رأيتموه راكبا صبة ، وقد عقد ذيله خلف ثوبه وهو يلعب مع الصبيان بالكعاب ، فان تحت ذلك حكمة بالغة للعالم وتمييزا للمظلوم من الظالم . فإذا كان هذا القول في جعفر ابن محمد وجعفر وآباؤه وأجداده كلهم عبيد لمولانا جل ذكره ، فكيف أفعال من لا تدركه الأوهام والخواطر بالكلية ، وحكمته اللاهوتية التي هي رموزات واشارات لبطلان النواميس ، وهلال الجواميس ، وتمييز الطواويس ، فلمولانا الحمد على ما انعم به علينا بغير استحقاق نستحقه عنده ، وله الشكر على ما اظهر لنا من قدرته خصوص ون سائر العالمين نانعاما وتفضلا ، ونسأله العفو والمغفرة بما يجري منا من ببائح الأعمال ، وسوء المقال ، ونعوذ به من الشرك والضلال ، انه ولي لك والقادر عليه وهو العلي المتعالي . ولو نظروا إلى أفعال مولانا جلت قدرته بالعين الحقيقية ، وتدبروا اشاراته بالنور الشعشعاني ، لبانت لهم لألوهية والقدرة الأزلية ، والسلطان الأبدية ، وتخلصوا من شبكة إبلي وجنوده الغوية ، ولتصور لهم حكمة ركوب مولانا جل ذكره وأفعاله .
علموا حقيقية المحض في جده وهزله ، ووقفوا على مراتب حدوده ، وما دل عليه ظواهر أموره ، جل ذكره وعز اسمه ، ولا معبود سواه فأول ما اظهر من حكمته ما لم يعرف له في كل عصر وزمان ، ودهر أوان ، وهو ما ينكرونه العامة من أفعال الملوك ، من تربية الشعر ، ولباس يلعب مع : 2 الصوف ، وركوب الحمار بسروج غير محلات ، لا ذهب ولا فضة ، والثلاث خصال معنى واحد في الحقيقة ، لأن الشعر دليل على ظواهر التنزيل ، والصوف دليل على ظواهر التأويل ، و الحمير دليل على النطقاء ، بقوله لمحمد : «يا بني أقم الصلاة» ، وأت الزكاة ، «وأمر بالمعروف ، وانه عن المنكر إن ذلك من عزم الأمور ، ولا نصعر خدك للناس» [17/31 - 18] ، «ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ، كل ذلك كان عند ربك» [37/17 - 38] شيئا محذورا ، وانقص من «مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير[ 19/31] . والعامة يرؤون ان هذه الآية حكاية عن لقمان الحكيم لولده ، فكذبوا وحرفوا القول وإنما هو قول السابة وهو سلمان، وإنما سمى الناطق ولده لحد التعليم والمادة ، إذ كانوا سائر النطقاء والأوصياء أولاد السابق المبدع الأول ، وهو سلمان . فقال لمحمد: أقم الصلاة» ، اشارة إلى توحيد مولانا جل ذكره ، وأت الزكاة ، يعن لهر قلبك لمولانا جل ذكره ولحدوده 4 ودعاته ، «وأمر بالمعروف» ، وهو توحيد مولانا جل ذكره ، «وانه عن المنكر» ، يعني شريعته وما جاء به من الناموس والتكليف ، «إن ذلك من عزم الأمور» ، يعني الحقائق وعا فيه ن نجاة الأرواح من نطق الناطق ، «ولا تصعر خدك للناس» ، وخده وجه لسابق ، وتصعيره سترة فضيلته، «ولا تمش في الأرض مرحا» ، والمرح هو التقصير ، واللعب في الدين ، والأرض هاهنا هو الجناح الأتمن .
الأيمن الداعي إلى التوحيد المحض ، «إنك لن تخرق الأرض» ، يعن بدلك لن تقدر على تبطيل دعوة التوحيد ، «ولن تبلغ الجبال طولا» لحدوده : بحدوده ، ث فيه : فيها، ث والجبال هم الحجج الثلاثة الحرم ورابعهم السابق الذي يعبدوه العال دون الثلاثة ، وأجلهم الحجة العظمى واسمه في الحقيقة ذو معة لأن قلبه وعى التوحيد والقدرة من مولانا جل ذكره بلا واسطة بشرية ، وانقص ن «مشيك» ، يعني اخفض من دعوتك في الظاهر ، الذي هو 4 ي في العالم مثل دبيب6 النملة السوداء على المسح الأسود في ليلة الظلماء ، وهو الشرك بذاته . مثل النار إذا وقع في التبن ، لا يشعر بضوئ إلا بعد هلاكه ، كذلك محبة الشريعة والاصغاء إلى زخرفه ، و التعلق ناموسه ، يعمل في الأعضاء ويجري في العروق ، كما قال بلسانه ، وقوه لسه وسلطانه ولطافته تجري في العروق مجارى الدم حتى يتمكن في القلب ويغوي سائر العالمين ؛ وقال الناطق : مازج حبي دماء أمتي ولحومهم ، فهم يوثروني على الآباء والأمهات ، فرأينا الخبرين واحد معناهما. وقد قال في القرآن : «قل أعود برب الناس» ، ورب الناس ماهنا هو التالي ، وهو في عصر محمد المقداد ، «ملك الناس ، إله الناس ، من شر الوسواس الخناس» ، يعني زخرف الناطق ، «الذي يوسوس في صدور الناس» [1/114 - 5] ، يعني الدعاة والمأذونين والمكاسرين حتى يردهم عن توحيد مولانا الحاكم بذاته ، المنفرد عن بدعاته ، جل ذكره ، والذات هو لاهوته الحقيقي الذي لا يدرك وا حس سبحانه وتعالى . «واغضض من صوتك» ، يعني بذلك اخفض وانقص واستر نطقك بالشريعة ، «إن أنكر الأصوات» ، يعني الدعوة بظاهرة ، «لصوت الحمير» ، يعني بذلك أشر كلاما وأفحشه وأنكره نطق لشرائع المذمومة في كل عصر وزمان ، فمنهم تظهر الشكلية والضدية دبيب : دبيبة ، ث .
ي: من ، ب . 3 من دعوتك ، ث الجنسية . فاظهر مولانا جل ذكره لبس الصوف وتربية الشعر ، وهو دليل على ما ظهر من استعمال الناموس الظاهر ، وتعلق أهل التأويل بعلي ابن بي طالب وعبادته ، وركوب الحمار دليل على اظهار الحقيقة على شرات النطقاء ؛ وأما السروج بلا ذهب ولا فضة دليل على بطلان الشريعتين الناطق والأساس ، واستعمال حلي الحديد على السروج دليل على اظهار السيف على سائر أصحاب الشرائع وبطلانهم ؛ واستعمال الصحراء لاهر الأمر ، وخروج مولانا جل ذكره في ذلك اليوم من السرداب إلى بستان ، ومن البستان إلى العالم دون سائر الأبواب ، والسرداب والبستان الذي يخرج مولانا جل ذكره منهما ليس لأحد إليهما وصول ، ولا له بهما معرفة ، إلا ان يكون9 لمن يخدمهما أو خواصهما ، وهو دليل لى ابتداء ظهور مولانا سبحانه بالوحدانية ومباشرته بالصمدانية بالحدين اللذين 1٠ كانا خفيين عن سائر العالمين إلا لمن يعرفهما بالرموز والاشارات ، وهما الارادة والمشيئة ، كما قال : «إنما أمرة إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسئحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون» [36/ 82 - 83] . والارادة هو ذو معة ، والمشيئة تاليه ، كما قال : «وما تشاعون إلا أن يشاء الله» [30/76] ، فليس يعرفهما إلا الموحدون لمولانا جل كره . ومن السرداب يخرج إلى البستان ، كذلك العلم يخرج من ذي معة إلى ذي مصة ، الذي هو بمنزلة الجنة صاحب الأشجار والأنهار ؛ ثم يخرج منهما إلى المقس ، فأول ما يلقى بستان برجوان ، وهو المعرو بالحجازي ، فلا يدخله ولا يدور حوله في مضيه ، وهو دليل على الكلمة الأزلية ؛ ثم يمضي إلى البستان المعروف بالدكة ، وهو دليل على السابق، - ث ج.
الذين : ان ، .
8 وهو دكة العالم وعلومهم منه ، إذ كانوا لا يعرفون فوقه شيئا أعلى منه ؛ وهذا البستان المعروف بالدكة على شاطق البحر ، كذلك علم التأويل ممثوله البحر ، والمستجيب للعهد ، إذا بلغ علم السابق ومعرفته حسب انه د بلغ الغاية والنهاية في العبادة ؛ وبستان الدكة مع جلالته ملاصق لوضع الفحشاء والمنكر دون سائر البساتين ، دليل على ان علم السابق إصل بالنطقاء الذين هم معادن النواميس الفانية الحشوية ، والأعمال الفاحشة الدنية11 ؛ والمقس دليل على الناطق ، وما في المقس من لفحشاء والمنكر دليل على شريعته ، والنساء الفاسدات اللواتي فيه دليل على دعاة ظواهر شريعته ، وارتكابهم الشهوات البهيمية في طاعته ؛ ثم نه علينا سلامه ورحمته ، يخرج إلى الصناعة ويدخل من بابها ، ويخرج ن الآخر ، والصناعة دليل على صاحب الشريعة ، والصناعة ممنوعة من دخول العالم فيها والخروج لاضاقة الشريعة ، فدخول مولانا جل ذكره فيها من باب وخروجه من باب ، دليل على تحريم الشريعة وتعطيلها ؛ ثمر نه علينا سلامه ورحمته ، يدور حول البستان المعروف بالحجازي ، وهو دليل على الكلمة الأزلية ، والدوار حوله بلوغ إلى الكشف بلا سترة تحوط بالدين ؛ ثم انه جل وعز سلطانه يبلغ إلى القصور ، وهما قصران عظيمان خرابان ، دليل على بطلان الشريعتين وخرابهما 12 ؛ ثم انه علينا سلامه ورحمته ، يدخل من باب البستان المعروف بالمختص ، وهو دليل على التالي ، إذ كان التالي حتصا بعلمه الأساس والتأويل ، وأكثر العالم يميلون إليه ، وهو هيولى العالم الجرماني . ومن الشيعة من يعتقد يعبد التالي ، ومن الشيعة من يقول بان التالي مولانا ، وهذا هو الكفر لدنية : الدينية، حرابهما : خرابهم ، د يولى : هو لا ، ج 28 الشرك ، وإنما هو التالي الذي عجزوا الناس عن معرفته ، وهو الجنة المعروفة بالمختص ، متصلة بالجنة المعروفة بالعصار ، والعصار دليل على الناطق ، لأنه يعصر علم التالي فيخرج منه الحقيقة والتوحيد ، فكتمه عن لعالم الغبي ، ويظهر لهم الثفل ، وهو الكسب الذي لا ينفع به غير البهائم ؛ كذلك البستان المعروف بالعصار ، وهو خراب من الفواك الاشجار ، والرياحين والأثمار ، وبستان المختص عامر بالفواكهة والأزهار، الرياحيين والأشجار ، ومنه يخرج الماء إلى لحوض الذي يشربون منه لبهائم ، والماء هو العلم ، والحوض هو المادة الجاري من التالي ، الدواب هم النطقاء والأسس ؛ كذلك العلم يخرج من التالي إلى الأس س في كل عصر وزمان ، والسابق ممد الناطق ، ومن الفاتق إلى لراتق ، ومن السابق الشهيد إلى الطالب الطارق ؛ وهذين البستانين بين لسجدين المعروفين مسجد تبر ومسجد ريدان ، فمسجد ريدان محاذي ستان العصار ، ومسجد تبر محاذي بستان المختص ، ومسجد تبر دليل على الناطق ، والتبر دليل على الذهب ، والذهب دليل على ذهاب شريعته ، وهذا المسجد لم يصل فيه صلاة جماعة قط ، دليل على ان يس للناطق ولا لمن تبعه اتصال بالتوحيد ؛ ومسجد ريدان دليل على حجة الكشف ، القائم بالسيف والعنق ، الداعي إلى التوحيد المنكر عند سائر العالمين ، كما نطق عبد مولانا جل ذكره في القرآن على لسار لناطق السادس : «يؤم يدع الداع إلى شيء نكر» [6/54] ، وهو عبادة ولانا جل ذكره وتوحيده ، الذي انكروه سائر النطقاء والأسس وأئصة كفر ، كما قال عبد مولانا جل ذكره في كتابه : «قاتلوأ أئمة الكذ الغبي : العني ، ج .
أسس : الأساس ، ث لأسس : الأساس ، ث ج إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون » [12/9] . اراد لا أيمان لهم بمعرفة ولانا جل ذكره ، والأيمان هو التسديق وتوحيد مولانا جل ذكره ، صعب ستصعب لا يحمله نبي مرسل ، ولا وصي مكمل ، ولا إمام معدل ، لا ملك مفضل ، بل يحمله قلب صاف لبيب ، أو موحد راغب مستجيب ، لا يعبد غير مولانا جل ذكره بحقيقية الحقائق ، وترك ما كان عليه من الأديان والطرائق ، وعبد مولى الأساس والناطق ، ومبدع التالي والسابق ، الحاكم على جميع النطقاء والشرائع ، المنفرد عن جميع المخلوقات والبدائع ، ولكل شيء ضد بين يديه . فبإزاء الباطل الذي هو جنة العصار ، وهو دليل على الناطق ، حق يرفع ، وهو مسجد ريدان وهو و معة ، وبإزاء الحق الذي هو جنة المختص ، وهو التالي ، باطل يطلب فساده ، وهو مسجد تبر ، وهو الناطق ؛ والمولى جل ذكره ينصر أولياءه ، يهلك أعداءه ، ويتم نوره ، ولو كره المشركون المتعلقون بعلي ابن عبد ناف ، والكافرون المتعلقون بالناطق وعدمه ؛ فريدان خمسة أحرف ، دليل لى خمسة حدود ، النفسانيين والنورانيين ، والروحانيين والجرمانيين الجسمانيين ، وهو ذو معة ، العقل الكلي النفساني ، وذو مصة النفس لروحاني ، والجناح الرياني ، والأيمن الباب الأعظم ، وهو السابق والتالي معدن العلوم ومنه ابتناؤها . فريدان كلمتان : ريي ودان ، فري الأشياء15 وهم الحجج والدعاة والمأذونون والمكاسرون ، كما قال عبد مولانا جل ذكره : «وكل شيء أحصيناه في إمام مبين» [12/36] ، والأشياء الحفيقية والدين الأزلى ، والتوحيد الأبديي ، على يد ريدان يوم الدين ، وهو عبد ولانا وعولى الحخلق 19 أجمعين ، جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه ، 1 لطرائق : الطريق ، ب لأنباء : والأشياء ، ا ث.
الخلق : الحق ،ج سبحانه جل وعلا ان يكون ديان أو سلطان أو برهان أو الله أو الرحمن، ذ كان الكل عبيده في سائر الأدوار ، والمستغفرين له في الليالي الأسحار ، العابدين له ططعا وكرها في العيان ، سبحانه عن ادراك لأوهام والخواطر ، ويعرف في الإعلان والسرائر ، أو بباطن أو بظاهر، ذ كان لا يدرك بعض ناسوته ، وقدرة مقام جبروته ، وعظم جلال لاهوته . وما من المساجد مسجد سقطت قبته وهوى المسجد بكماله غير مسجد ريدان ، فامر مولانا سبحانه وتعالى بانشاء قبته ، وزاد في طول عرضه وسموه ، دليل على هدم الشريعة الظاهرة على يد عبده الساكن يه ، وانشاء توحيد مولانا جل ذكره فيه ، بالحقيقة اظهرا مكشوفا ، (ابتداء الشريعة الروحانية في عالم بسيط روحاني توحيدي لاهوتى حاكمي ، لا يعبدون غيره وحده ، ولا يشركون به أحدا في الس الإعلانية ، سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون به علوا كبيرا عمم ان مولانا علينا سلامه ورحمته ، ظهر لنا في الناسوت البشرية ، ونزوله عن الحمار إلى الأرض وركوبه اخر محاذي باب المسجد ، دليل على تغيير الشريعة واثبات التوحيد ، واظهار الشريعة الروحانية على يا عبده حمزة ابن علي ابن أحمد ومملوكه هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا وشدة سلطانه ، وحده لا شريك له ، ووقوفه في لاهر الأمر ، وحاشاه من الوقوف والسير والجلوس ، والنوم واليقظة : «ل أخذه سنة ولا نؤم ، له ما في السموات وما في الأرض» ، يعني النطقاء الأسس ، «من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه» ، يعني من ذا الذي قدر على اطلاق داع أو مأذون إلا بمشيئته ، «يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم» ، يعني من أدم إلى محمد ابن إسمعيل، «ولا يحيطون بشيء .
يعرف : أو يعرف، ث.
9 من علمه» ، يعني حجته ، «إلا بما شاء» ، وهو المشيئة أعظم الدرجات «وسع كرسيه السموات والأرض » ، والكرسي هو التأييد الذي يصل إلى الحدود العاليين ، «ولا يأوده حفظهما » ، وهما الجناح الأيمان والجناح الأيسر ، «وهو العلي العظيم» [255/2] ، العالي على كل من تقدم ذكره ومن تأخر ممن ينظرونهم الشيعة المشركون . وكان وقوفه عند الميل ، الميل دليل على التأييد ، إذ كانت الأميال يستدلون بها على الطريق ، كذلك التأييد يطرق العبد من المعبود ، ويعود إلى الوجود ؛ ونزوله إلى الأرض محاذي باب المسجد اشارة منه إلى عبده ، باب حجابه على خلقه ، والداعي إليه بتأييده وأمره ، إذ كان التأييد هو الأمر العالي الذي يكون بلا واسطة بشرية ، والباب دليل على الحجة ؛ ونزوله عن الحمار وركوبه آخر كان في نفس آذان الزوال ، وصلاة الزوال دليل على الناطق ، وتغيير مولانا جل ذكره في نفس الآذان دليل على ازالة لظاهر . ويكون اعتمادكم من موضع تغييره ، وهو يسمى المقام المحمود ، والمشهد الموجود ، والمنهل العذب المورود ، إلى قصر مولانا الحاكم بذاته، وهو المقام المحمود ، محاذي باب شريعة روحانية ، وعلوم حاكمية . وأنا ذكرها لكم في غير هذا الكتاب ، إن شاء مولانا ، وبه التوفيق فو جميع الأمور ، ولا حول ولا قوة إلا به وهو حسبي ونعم النصير المعين .
م ان مولانا علينا سلامه ورحمته ، لا بد له في كل ركبة من الاعادة إلى البستانين المعروفين بالمقس ، دليل على اظهار النشوء الثالث الخا من الكفر والشرك ، وهما الظاهر والباطن ، وهو توحيد مولانا جل ذكره ؛ ودخوله إلى القصر من الباب الذي يخرج منه وهو السرداب بعينه ينظرونهم : ينتظرونهم ، .
3 إلى الأرض ، 1 من : عن ، ث ليل على اثبات الأمر ، وكشف الطرائق ، بكتب الوثائق ، ورجوح الأمر إلى ما منه بدا روحانية غير تكليفية ، ولا ناموسية شيطانية ، ولا زخرف هامانية . اعاذنا المولى وإتاكم من الشك فيه والشرك به بمنته وفضله ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وأما نزوله في ظاهر الأمر إلى مصر وم العامة اهدناه ، ففيها تمكن الشيطان الغوي لعنه المولى ، من قلوب لحشوية ، والعقول السخفة 24 الشرعية ، مما يسمعونه من ألسن الركابية قدام مولانا جل ذكره ، بما يستقر في عقولهم السخفة25 من كلام الهزل والمزاح ، ولم يعرقوا ان فيه حكمة بالغة «فما تغنى النذر» [5/54] . فأول مسيره إلى المشاهد6 2 الثلاثة وليس فيها آذان ولا اقامة ولا صلاة جماعة27 إلا في الأوسط الذي هو المنهج الأقوم ، والطريق الأسلم ، التي من سلكها نجا ، ومن نخلف عنها هلك وغوى ؛ ثم انه علينا سلامه رحمته ، يسير إلى راشدة وهي يأضا ثلاثة مساجد متفاوتات ببنيانه وأحسن ما فيهم وأعلاهم وأفضلهم الذي يصلي الخطيب فيه 29 يوم الجمعة ، وتصلى فيه خمس صلوات على دائم الأيام ، وهو الوسطاني ، وهو دليل على توحيد مولانا جل ذكره ، و اثبات خمسة حدود علوية فيه ، وهو دليل على حجة الكشف ، والمسجدان اللذان معه متفاوتان في البناء دليل على الناطق والأساس ، وكذلك الناطق في ترتيب حدوده أفضل من الأساس ، والأساس أعظم شأنا في ترتيب خفة : السخيفة ، ج.
السخفة : السخيفة ، = .
غاهد : المشاهدة ، ب سماعة : الجاعة ، ج .
بنيانها : ببنينها ، - لخطيب فيه : فيه الخطيب ، ب .
الأوقات ، ث.
182 لباطن ورموزه من الناطق في المعقولات والبيان ، فلما ظهر التوحيد الت قدرتهما جميعا ، وسميت راشدة لأن بمعرفة الحجة وهدايته والأخذ منه ، يرشدون المستجيبون ، ويبلغون نهاية توحيد مولانا جل ذكره ؛ ثم انه علينا سلامه ورحمته ، يدور حول هذا المسجد الوسطاني في ظاهر الأمر، دليل على التأييد لعبده . وقدام المسجد عقبة صعبة الصعود لمن يسلكها ، وليس إلى القرافة محجة إلا على هذه العقبة ، دئيل على البراءة من الأبالسة أصحاب الزخرف والناموس ، وليس للعالم نجاة إلا بالبراءه نهم ، كما ان المحجة على هذه العقبة ، وهي صعبة مستصعبة ، لكن فيها افتكاك الرقبة ، وهو التخلص من الشريعتين الظاهر والباطن ؛ وأما ما رونه من وقوفه في الصوفية ، واستماعه لأغانيهم ، والنظر إلى رقصهم، فهو دليل على ما استعمل من الشريعة التي هي الزخرف واللهو واللعب ، وقد دنا هلاكهم ؛ وأما بئر الزيبق ، فهو دليل على الناطق ، من فوة واسع ، ومن أسفله ضيق ، كذلك الشريعة 31 دخولها سهل واسع ، (الخروج منها صعب ضيق ، لكن من يقفز في هذا البئر ويعرف سره ، يقف على معناه ، ويريد المولى نجاته ، خرج من بابه ، وهو دليل على أساسه ، والوقوع في الشريعة لا بد منه حتما لزما لكل أحد ، ويخلص المولى من يشاء برحمته منها ، كما قال الناطق في القرآن : «إن منكم لا واردها» ، يعني الشريعة ، «كان على ربك» ، يعني السابق ، «حتما قضيا ، ثم ننجي الذين اتقوأ» من الناطق، «ونذر الظالمين» ، يعنى أهل الظاهر ، «فيها جئيا» [71/19 - 72] ، يعني حيرانا حزينا دائما من خرج من هذا البئر سالما اخذ من الحطام ما يستنفع به ، كذلك لشريعة : الشريعتين ، يستنمع : ينتفع ، ج 8 من كان تحت الشريعة وعلم التأويل ورموزه ، وتخلص من شبكتيهما جميعا ، وعلم ما يراد منه ، وصل إلى التوحيد واستنفع بدينه ودنياه ، ومن قفز فيهما بغير معرفة ولا قوة ، وهما السابق والتالي ، انكسرت جلاه واندق عنقه ، دليل على ان من انقطع من السابق والتالي الله ين مما الأصلين المحمودين وخالفهما ، خسر الدنيا والآخرة : «ذلك هو لخيران المبين» [11/22] . وأما بئر الحفرة ، فهو دليل على الأساس هو أشد عذابا من بئر الزيبق وأتعب خروجا ، لأن من اعتقد الظاهر ، وهي الشريعة ، إذا بلغ الباطن ، اعتقد ان ليس فوق الأساس شيئا ، وانه الغاية والمعبود ، فيبقى في العذاب الأبدي ، إلا ان يريد المولى نجاته ، فيحتاج الداعي يتعب معه من قبل ان يكسره ويجبره ويخرجه مما هو عليه من الكفر والشرك . وأما لعب الركابية بالعصى والمقارع قدام مولان جل ذكره ، فهو دليل على مكاسرة أهل الشرك والعامة ، وتشويههم بين لعالم ، واظهار أديانهم المغاشم ، ويكشف زيفهم باستجرائهم على المخاطبة بحضرته ؛ وأما الصراع ، فهو دليل على مفاتحة الدعاة بعضهم بعض ، وقد كان للعالم في قتل سويد والحمام عبرة لمن اعتبر ، ونجاة ن الشرك لمن تدبر ، لأنهما كانا رئيسان في الصراع ، ولكل واحد منهم عشيرة تحميه واتباع ، وهما دليلان على الناطق والأساس ، وقتلهما دليل على تعطيل الشريعتين ، التنزيل والتأويل ، والهوان بالطائفتين ، أهل الكفر والتلحيد . وأما ما ذكروه الركابية من ذكر الفروج والأحاليل فهما 36 دليلان على الناطق والأساس ، وقوله : اوريني قمرك ، يعني استنقع : انتفع 34 .
ل : قتله .
35 كفر: لشرك ، 6 ج 22 اكشف عن أساسك ، وهو موضع يخرج منه القذر ، دليل على الشرك ، فإذا كشف عن أساسه ، واخرج قبله ، أي عبادة أساسه ، نجا من العذاب الزيغ في اعتقاده ، ومن شك هلك ، كما ان الإنسان إذا لم يبول ول يتغوط اخذه القولنج فهلك ؛ والنار هاهنا علم الحقيقة وتأييده جل ذكره ، فيحرق ما اتيا به الشريعتان كما انهم يحرقون فروج بعضهم بعضا بالنار ، دليل على احتراق دولتهما ، وانقضاء مدتهما ، واظهار توحين مولانا جل ذكره بغير شاك فيه ولا مشرك به ، لا ناطق جسماني ولا إساس جرماني ، ولا سابق روحاني ولا تال نفساني . ولا يبقى لمنافق حولة ، ولا لمشرك دولة ، ويكونوا أولو الأمر منكم ، وأهل الحساب منكم المتصرفون في جميع الدواوين منكم ، والعمال منكم ، ويكونوا الموحدون لمولانا جل ذكره في نعيم دائم ، واحسان غانم ، وملك قائم ، كما قال عبد مولانا جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه : «ونزعنا ما في صدورهم من غل» ، وهو التنزيل والتأويل ؛ «إخوانا» ، التوحيد ، «على سرر متقابلين» [47/15] ، يعني مراتب الدين الحقيقية ، وهو توحيد مولانا جل ذكره والعبادة له وحده لا شريك له . جعلنا المولى جل ذكره إياكم ممن نظر وابصر ، وتدبر في أفعال مولانا جل ذكره وتفكر ، كم قال : والذين «يتفكرون في خلق السموات والأرض» ، يعني النطقا الأسس ، «ربنا ما خلقت هذا باطلا ستحانك فقنا عذاب النار» [3 191] ، يعني حاشاك ان تدعنا في جهالة الظاهر وشرك الباطن ، و «قنا عذاب النار» ، يعني التخلص من الشريعتين جميعا فعليكم معاشر الإخوان الموحدين لمولانا جل ذكره ، العابدين له وحده ون غيره ، بالحفظ لإخوانكم ، والتسليم لمولانا جل ذكره ، والرضى بقضائه في السراء والضراء ، تنجوا من عذاب الدين وشقوة الدنيا بمنة مولانا وقوته . والحمد والشكر لمولانا وحده حسبنا ونعم النصير المعين .
تمت الرسالة 37 بحمد مولانا وحده ، قوبل بها وصحت .
في السراء والضراء ، لك 37 8 على يد عبد من عبيد مولانا الحاكم بذانا . جل ذكره حيسزة بن علي هادي المستجيبين في سنة الثانية من سنينه المباركة ، ج [19] السيرة المستقيم توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من لا بدخل في الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وإدران الأنام . بسم الله الرحمن الرحيم ، صفات عبده الإمام .
رسوم النطقاء الحشوية ، ومذاهب الظواهر الناموسية ، والزخاريف الشركية ، قالوا بان البارى سبحانه خلق آدم من التراب ، وتولى خلقت صورته بيده على مثال نفسه ، و يحتجون بذلك من القرآن ؛ واليهود قولون من التوراة بان خلق آدم وصورته على صورة إله بني إسرائيل وى . وهذا ما لا يليق في المعقولات والحقائق ، ولا يجوز لأحد ان ستحله لان الصورة هي جسم ، ومن كان له جسم فهو مجتمع الآلة ، فيكون آدم وأولاده يشبهون الباري سبحانه وتعالى عن ذلك ، فأين القرق بين العبد والمعبود ، والخالق والمخلوق ، والرازق والمرزوق ? وهذا محال ، ونفس الشرك والضلال، وقد بين القرآن تكذيبهم بقوله ليس كمثله شيء» [11/42] ، لكنهم آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بعضه . وأما قولهم انه بلا أب ولا أم فهو من الخال ان يكون جسم ناطق إلا من جسم مثله ذكر وأنث ؛ وأما التراب الطبيعي فما يظهر من حلق غير الدود والحيات والعقارب والخنافس وما شاكل ذلك ، وأما بشر فلا يجوز ان يكون من التراب . ولو كان كما قالوا بانها فضيلة لآدم حيث لا يخرج من ظهر ، ولا يدخل في رحم ، ولا يتدنس بدم ، فقد كان يجب بانه 4 يخلق محمدا من التراب ، ولم يخرجه من ظهر كافر، تكذيبهم : بتكذيبهم ، ب قولهم : قوله ، 1 * أهل ، 1 اان : ان ، ب 5 ولم يدنسه بدم جاهلة كافرة . والمسلمون كلهم يعتقدون بان5 والدي محمد كانا كافرين ، وماتا كافرين ، وان محمدا لا يقدر يشفع في أمته لا بعد ان يترك أمه وأباه ويتبرأ منهما6 ويختار أمته على والديه ويتركهما في جهنم ، وهذا كلام قبيح ظاهره ، وضيع باطنه ، لا يليق بالعقل ، ولا يحبله عاقل آدم هم ثلاثة : آدم الصفاء الكلي ، ومن قبله آدم العاصي الجزئي ومن دونه آدم الناسي الجرماني ، وجميعهم من ذكر وأنثى ، لا كما قالوا ثهل الزخاريف الحشوية بانهم من التراب . وحاشا الباري سبحانه وعز سلطانه ان يخلق صفيه وخليفته من التراب ، وهو من أهون الأشياء فإذا اخذنا الأمور على ظواهرها ، فكان يجب ان يخلق صفيه من أعز الأشياء وأجلها ، وهي الجواهر واليواقيت والزمرد ؛ وإن اخذنا القول علو ما قالته الحشوية الشركية ان البارى سبحانه خلقه من التراب لطهارة لتراب ، فالحجارة أطهر منه لأن التراب يمتزج بالنجاسة ، والأحجار ل دخلها نجس ، والماء أطهر من التراب الذي يطهر ولا يتطهر ، فلما رأيناه لم يذكر غير التراب ، علمنا انه اراد به حقيقية غير ما ذهب7 العالم إليه اعتقدوه . وقالت الحشوية المشركة بان البارى سبحانه سماه آدم لانه أدم الأرض ، اي وجه الأرض ، فجميع الدود والحيات والعقارب والخنافس ما شاكل ذلك خلق من وجه الأرض وأدمتها ، ولم يتسمى أحد بآدم غير هؤلاء الثلاثة ؛ وقالت طائفة منهم بانه سبحانه سماه آدم لانه مغير لون ، وهذا طعن في سلطان البارى سبحانه ونقص في صفيه : وكيف يجوز انه اصطفى شيئا وجعل صورتقح مغيرة ، وهو عيب عند العالم، 15) بان : ان ، ب.
3 جميعا ، ب.
ذهب : ذهبوا، ب.
كان الرجل أسود سبحان بارى البرايا عن نقض الخلق ، بل رفع درجة سفيه عن العيب لكنهم عموا عن ذلك واستكبروا عن السؤال ، فهم لا هتدون إلا بالسيف . وقالت طائفة من الشيعة الإسمعيلية المقصرة بان البارى سبحانه سمى الضد إبليس ، لانه بلا أب ولا أم ، ولم يميزوا ما قالوا، وقد شهدوا بان آدم بلا أب ديني ولا أم دينية، وان المسيح بلا اب ، فكان يجب ان يقال لكل واحد منهما إبليس حيث لم يكن لكل احد منهما أب ، ولم يكن لهم فرق بين الضد والولي ، وهذا محال زخرف لا يليق بالعقل ، ولا يقبله عاقل أنا اذكر لكم في هذه السيرة ما تحتاجون إليه من معرفة آدم واسمه ، اسم أبيه وبلده ، واسم إبليس ، واسم أبيه وبلده ، وحدود آدم بكماله بان شاء مولانا جل ذكره ، عليه توكلت ، وبتأييده نطقت ، وبقوته فتقت بعلمه رتقت ، وهو العلي الخبير العظيم . اعلموا ايدكم المولى بطاعته ان آدم الصفاء الكلي فهو ذو معة ، وقد خدم في دعوة التوحيد والعبادة ولانا العلي الخبير في الأعصار الماضية قبل هذا الدور الذي لقب فيه بآدم ، لكنه ظهر في ذلك الدور في عالم يقال لهم الجن وكانوا يعبدون لعدم ؛ وكان أصل ولادة آدم الصفاء ببلاد الهند ، بمدينة يقال له دمينية ، وكان اسمه شطنيل واسم أبيه دانيل ، وكان في ظاهر الأمر طبيب الأجسام ، وهو في حقيقية الأمر طبيب الأرواح بالعلوم التوحيدية ؛ فخرج من بلده إلى ان وصل إلى بلاد اليمن ، إلى مدينة كأنت تعرف بصرنة ، وتفسيرها بالعربي المعجزة . فلما دخل إليها ورأى أهلها مشركين ، دعاهم إلى توحيد مولانا جل ذكره وإلى عبادته الخبير : الخير ، ث .
الخبير: الخييية ، 4٠ . ي-و . «كير ، ث 58 سبحانه ، فاستجابوا على يده فصار البلد حزبين ، موحدين ومشركيت ب قال شطنيل الحكيم للموحدين : بينوا 13 عن المشركين ، اي ابعدول نهم ، فقبلوا منه وبانوا 11 عن المشركين ، فوقع عليهم اسم البن . وكان إبليس داعيا في الجن ، وكان طئعا للبارى سبحانه ، وكان اسمه حارت واسم أبيه ترماح ، وكان أصله من مدينة إصبهان ، وهو ساكن بالمعجزة، اسم إصبهان باليونانية دمير. ولم يكن في ذلك الوقت إمام ظاهر ، ولا حجة للخلق ماهر ، إلا12 الأنوار كانت قد اجتمعت في شطنيل ابن انيل ؛ فقيل انه بلا أب ولا أم لأنه إمام بذاته ، وقيل انه من التراب لان كان ظهوره من أوساط المؤمنين ، وهم بمنزلة التراب ، وقيل ان الباري سبحانه خلقه بيده لانه ابدعه من النور المحض ، وايده بالتأييد الكلي ، ومثل النور والتأييد كمثل اليدين ، لان النور الشعشعاني والحكمة لكلية هما محركان الحدود ، وبهما يتخلصون من الشك والشرك ، كما ن اليدين محركين الأجساد 14 وبهما يتطهرون من نجاسة البول والغيط 15 فلما اطلقه مولانا البار1 سبحانه أمر الملائكة ، وهم الدعاة ، بان يسجدوا لآدم ، أي يطيعوه ، فاطاعوه جميع الحدود والدعاة ، غير حارت ابن ترماح الإصبهاني، فانه ابي واستكبر ونظر إلى شطنيل ابن دانيل بعين الاستجابة ، واظهر لنفسه قدمة الخدمة في الدعوة ، وقال : «أنا خير نه» ، أي أعلى منه منزلة ، «خلقتني من نار» ، أي من علم الحقائق ونور بينوا : ابينوا ، ب.
بانوا : ابانوا ، ب .
ان ، ب .
يدين : اليد ، ب لأجساد : الأجام، غيط : الغائط ، 1 .
يار : البارى ، ب.
2 لدعوة ، «وخلقته من طين» [12/7] ، أي من مذاكرة المستجيبين الذين هم تربة المحجة البيضاء ، والماء هو العلم الحقيقي ، والماء إذا اجتمع لتراب صار طينا يصلح للبناء ، كذلك المستجيب ، إذا وقف على علم الحقائق ، صار بالغا يصلح للدعوة ، فبهذا السبب قال حارت : «خلقته ن طين» . وأما قولهم ان البارى سبحانه خلق آدم كصورته ، أي فرض طاعته على جميع العالمين كطاعته ، من اطاعه فقد اطاع البارى سبحانه ، ومن عصاه فقد عصى المولى جل ذكره ، لأنه خليفته ومنه الوصول إليه ؛ فاطاعوه جميع الحدود والدعاة غير حارت ابن نسأح الإصبهاني ، فاخرج من الدعوة وهي الجنة ، واسقط من جملة الحدود .
فجلس شطنيل بصرنة ، واطلق الحجج والدعاة ، وهم إثنا عشر، فلقب بآدم أي سيد الحدود وإمامهم ، وقيل أبو البشر لأن البشر هاهنا م الموحدون لأنهم بشروا بآدم وقبلوا منه التوحيد ، فصار أبوهم في الدين ؛ وكذلك زوجته حوى ، وهي حجته لقبت بحوى لأنها احتوت على جميع المؤمنين ، وقيل انها أم البشر لأنه منصوب لرضاعتهم بالعلم الحقيقي وتربيتهم وترقيتهم من درجة إلى درجة إلى ان يبلغوا حد لبلاغ . فلما كملت حدود آدم وبث دعاته ، وكثروا المؤمنون ، وتظاهر حارت ابن ترماح بضديته ، وصار البلد حزبين ، موحدين ومشركين امرهم شطنيل بالتبرى منهم ، أي من إبليس وحزبه الجن ؛ فإذا التفى جل من الموحدين بأخيه يقول له : امجر إبليس وحزبه ، فيقول : قد مجرته ، فبذلك تسمى مدينة صرنة هجرا ، أي أهلها هجروا إبليس وصحبه . وكانوا أهل الأحساء يسافرون إليها بالبيع والشرى ، ف خل إليها رجل من علماء الأحساء يقال له صرصر ، فكاسره بعض الدعاة واخذ عليه العهد من وقته وساعته ، واتى به إلى عند آدم وهو شطنيل ، فاطلقه عيا بالأحساء وأعمالها ، فخرج الرجل من وقته وساعته إلى الأحساء أعمالها، واخذ العهد بها على خلق كثير ، واوصاهم بتوحيد مولانا جل كره وعبادته ، والاقرار بشطنيل وإمامته ، والتبرؤ من إبليس وصحبته .
قال لهم : إذا دخلتم هجرا فعبسوا وجوهكم وقرمطوا آنافكم علو أهلها ، فان فيها رجلا يقال له حارت ابن ترماح الإصبهاني وله صحاب كثيرة ، وكلهم قد خالفوا أمر مولانا البار العلام ، وجحدو فضيلة الإمام ، فلا تخاطبوا أهلها بشيء من العلم إلا لمن يحضر معكم مجلس شطنيل الحكيم . فقبلوا من الداعي صرصر ، وفعلوا ما امرهم به ن العبسة والقرمطة ، فلقبوهم بالقرامطة إلى وقتنا هذا ، وصار ذلك سما في بلاد الفرس وأرض خراسان : إذا عرفوا رجلا بالتوحيد قالوا هذا قرمطي ، ويسمون مذهب الإسمعيلية القرامطة بهذه السبب . وكان بو طاهر وأبو سعيد وغيرهم من القرامطة دعاة لمولانا البار سبحانه عبدونه ويوحدونه ويسجدون لهيبته وعظمته ، وينزهونه عن جميع بريته فصبهم المولى جلت قدرته بالسادة ؛ وعملوا في الكشف ما لم يعمله أحد من الدعاة ، وقتلوا من المشركين ما لم يقدر عليه أحد من الدعاة ، ولم يسهل المولى سبحانه ظهور الكشف على أيديهم لما علم جلت قدرته عزت عظمته ومشيئته ، ما يكون من الخلف بعدهم من اضاعة التوحيد الضلالات ، واتباع بني العباس بالشهوات ، ووقوعهم في ي والغمرات. وقد آن وقت الكشف ، وازف أوان السيف والخنسف ، وقتل المناففين وهلاكهم بالعنف ، ولا بد من رجوع أهل الأحساء وهجر وديار الفرس إلى ما كانوا عليه من توحيد مولانا جل ذكره وعبادته ، ويسجدون له ولهيبته ولعظمته ، وينزهونه عن جميع بريته ، ويكونوا أنصار التوحيد كما كانت قديما اسلافهم . وابث فيهم دعاة التوحيد ، واجمع نمل 5 الأولياء والعبيد، واقهر بسيف مولانا جل ذكره كل جبار عنيد ، حتى لا يبقى بالحرمين مشرك بمولانا جل ذكره ولا كافر به ولا منافق عليه ويكون الدين واحدا بلا ضد ولا معاند ، ودلك بقدرة مولانا الحاكم لأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الصاحبة والولد ، وشدة سلطانه ، ولا حول ولا قوة إلا له وبه ، عليه توكلت وبه استعنت ، وإليه المصير ، وهو حسبي ونعم المعين النصير.
عدنا إلى آدم وحدوده ، فولادة آدم الصفاء ببلاد الهند وهي دمينية ، وظهوره من صرنة ، وأول حجته من اليصرة واسمه أخنوخ ، ثاني حجته من مدينة يقال لها سرمنا واسمه شرخ . فلما التقى به آدم واخذ عليه العهد ، ووجده كما يجب ، فقال له : اريد ان اجعلك أساس مدودي فتختار ذلك ؛ فقال له شرخ : إن شئت أنت شئت أنا، فجعله اساس الحدود وسماه شيتا ، فكان ولدا دينيا لا طبيعيا ؛ وثالث حجته وشع ابن عمران ، والرابع داويد ابن هرمس ، والخامس عيسى ابن يلخ ، السادس عابد ابن سرحان ، والسابع عزرويل ابن سلموا، والثامن هابيل بن بادس ، والتاسع دانيل ابن هرعطاف ، والعاشر عياش ابن هابيل، الحادي عشر إفلاطون ابن قيسون ، والثاني عشر قيدار ابن لمك ، فهؤلاء الإثنا عشر حدود شريعته ، وملائكة دعوته ؛ ولم يكن في شريعته تكليف لناموس ، ولا عبادة العجل والجاموس ، ولا رباط العابوس ، ولا شرك الكابوس ، بل كانت شريعة لطيفة توحيدتية . ثم رجعنا في وقتنا هذا على يد8 آدم زمانكم حمزة ابن علي ابن أحمد الصفاء ، «كما بدأنا أول خلق نعيده» [1٠4/21] ، ان مولانا جل ذكره الفاعل ذلك وهو القادر اتهار.
17 ياس الحدود : أساسا لحدوده ، ب .
8 ح 25 وأما آدم الثاني الذي نطق القرآن به19 انه عصى ربه ، فهو أخنوح هو حجة آدم الصفاء ، وآدم الذي قيل انه «نسي ولم يجد له عزما» [115/20] فهو شرخ المسمى بشيت ؛ فاختارهما شطنيل من جمه عدوده ، وجعلهما مقامه في الدعوة ، وكل واحد منهما يلقب بآدم لأنه علهما أبوين الموحدين وإمامين لمن نهما ، وهو الذي اسكنهما الجنة صار أخنوخ بمنزلة الذكر وشيت بمنزلة الأنثى ، واوصى أخنوخ بلسانه اخذ العهد على شيت من جديد بان لا يعبدا غير مولانا البار العلام ل ذكره ، ولا يشركان به أحدا غيره ، ولا يعصيان إمامهما شطنيل الذي هو الوسيلة إلى البار جل ذكره . ومولانا علينا سلامه ورحمته في وقت طنيل كان في ظاهر الأمر يسمى ناسوته من حيث العالم البشرى البار ، ومن هذا ضع يقولون الفرس با رخذايي ، أي عندهم با رخذركي لله ، فقالوا لمولانا الحاكم جل ذكره : با رخذاي ، يعنون بذلك الله عبد مولانا جل ذكره ، وأيضا تفسير با رخذاي الإله الأعظم وإله الآلهة، وهم كفرون ويتكلمون بهذا القول وهم لا يدرون ، ومنهم من يعرف هذا ويعتقد بانه الكفر ، وهو يتكلم به إن شاء أو ابى ، كما جرى على لسانه العادة ، كما قال : «و لله يسجد من في السموات و الأرض طوع كرها» [15/13 قال مولانا البار سبحانه لأخنوخ : «اسكن أنت» وزوجتك شرخ «الجنة» ، أي الدعوة التوحيدية ، «وكلا منها » ، أي تنالا المنزلة الرفيعة .
اولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين» [35/2] ، أي لا تدعيا نزلة شطنيل وفضيلته فتكونا من الناكثين العهد ، فازالهما «الشيطان كنها » ، أي عن العهد، «فأخرجهما مما كانا» [36/2] عليه - من المنزلة 19 عليه : فيه ، ث.
5 عنده . والشيطان غير إبليس وهو كان مأذونا من قبل إبليس ، ونافق معه لى شطنيل ، وكان اسمه هبل وبهذا السبب تقول العرب للصنم هبل ، يقال فلان هبل عظيم؛ والحية كان داعيا من قبى أخنوخ واسمه آنيل، الطاؤوس كان أذونا في الدعوة واسمه طايوخ . فلم يزل الهبال يترد لى آنيل الداعي والطايوخ 21 ويقول لهما : عندي نصيحة لسيدنا أخنوخ أخيه شرخ ، ولكما فيها صلاح ، حتى اوصلاه إلى أخنوخ وشريكه شرخ ؛ فلما دخل إليه، ومثل بين يديه، وخر له ساجدا، فقال له أخنوخ وهو آدم الثاني : عساك رجعت عن كفرك وما كنت عليه من نفاقك على الإمام ومعاونتك لإبليس وحزبه ، وبنت عنهما ، فقال له الهبال : وحقك وحق البار ما جئت إلا انصحا لكما وغيرة مني عليكما بما ظلمكما شطنيل وغصبكما عليه ، وقد سمعت مولانا البار سبحانه يقول بان الإمامة لأخنوخ، وشرخ خليفته في الدعوة. فاستحلفه أخنوخ فحلف له انه سادق في مقاله ، ناصح في فعاله ، فحمله شره النفس ، ورجوعه إلى القهقري والتعس ، ونسي شرخ ما اخذ عليه من العهد ، فاكلا من الشجرة بمقاومتهما لآدم الصفاء . وادعا أخنوخ منزلة ليست له بحق ، ف «بدت لهما سوءالهما» ، وهو ما اظهراه من زخرف الكلام الناموس من الشريعتين اللذين هما 22 بمنزلة البول والغائط 23 ، وصاحبيهما بمنزلة القبر والدبر، ف «طفقا يخصفان عل ما من ورق الجنة» [22/7] ، أي لم عرفا الحيلة الواقعة بهما ، يستران بالموحدين ظواهرهما . فلم ينفعهما ذلك ، ونودى بين المستجيبين أخنوخ عصى آدم إمامه ، واغواه الهبال الشيطان ، واسقطا من المنزلة التي كانا فيها ، فاقاما سنينا بكثرة يبكيا 21 طايوخ : الطاؤوس يوخ ، ب.
4 ج .
الغائط : الغيط ، ب ث .
لى ما فعلا ويسألان الإمام في العفو عنهما ، وهو ما قال في القرآن : اربنا» انا «ظلمنا أنفسنا وإن لم » تستغفر «لنا» مولانا «وترحثنا لنكونن من الخاسرين » [23/7] في الدين . فحمهما شطنيل وسأل البار جل كره بان يعفو عنهما ، فعفا عنهما بعد الوسيلة إليه بحد إمامته ، وعظيم نزلته، وهو قوله : «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه» [37/2]؛ لمات خمسة أحرف ، وشطنيل خمسة أحرف ، كذلك اجتمعت لإمام خمس منازل : حد الجسمانيين ، وحد الجرمانيين ، وحد الروحانيين ، وحد النفسانيين ، وحد النورانيين ؛ وردهما إلى المنزلة الت كانا فيها وقربهما إليه فلم يزل البار سبحانه يرحم أهل ذلك الزمان حتى تغيرت نياتهم ، مالوا إلى المشركين ، فغضب البار جل ذكره عليهم ، ونزع نعمته عنهم ، واظهر لهم نوح ابن لمك بشريعة غير ما كانوا عليه ، ودعاهم إلى عبادة العدم ، وتوحيد الصنم ؛ فمن قبل منه ودخل في شريعته سماه ظافرا ، ومن لم يقبل منه سماه كافرا ، وتشبه بما كان فيه آدم الصفاء من نصب الحدود وإقامة الدعوة ، وكان أساسه سام وإثنتا عشرة حجة بين يديه ، دعون الناس إلى عبادة العدم وإليه . فلم تزل شريعة نوح قائمة هكذا إلى ان ظهر إبرهيم ابن آزر واسم آزر أخنوخ فغير شريعة نوح بشريعته ، واقام إسمعيل أساسا لدعوته وإثنتا عشرة حجة وثلاثين داعيا يدعون لناس إلى عبادة العدم ، وتوحيد الصنم ، وإلى طاعة إبرهيم ، فمن قبل نه سماه مؤمنا ، ومن لم يقبل منه سماه كافرا . فلم تزل دعوته قائما بأثمته إلى ان ظهر موسى ابن عمران ، فغير شريعة إبرهيم بتريعته ، نصب هارون أساسه وإثنتا عشرة حجة يدعون الناس إلى عبادة من ل يشاهد ، وتوحيد من يعرف وإلى موسى . فلم تزل دعوته قائمة مده4 إلى ان ظهر عيسى ابن يوسف فغير شريعة موسى بشريعته ، واظه دعوته ، ونصب شمعون الصفاء أساسه وإثنتا عشرة حجة بين يديه ، وهو الحواريون يدعون الناس إلى عبادة العدم وتوحيده ، وإلى طاعة عيسى وانه الولد من الوالد الكلي ، أي حجة القائم جل ذكره ، لكنهم لم يفهموا منه كلامه ورموزه ، فمن قبل منه سماه مؤمنا ، ومن لم يقبل منه سماه كافرا . فلم تزل شريعته قائمة في جميع البلدان إلى ان ظهر محمد بن عبد الله بسيفه ، وقام على العالمين بعنفه ، ونسخ جميع الشرائع كافة بشريعته ، وهدم بنيانهم بنيته ، وبدل دعواتهم بدعوته ، ونصب أساسه ملي ابن عبد مناف وإثنتا عشرة حجة ، وهو المكنى بأبي بكر واسم عبد اللات ، وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن ابن عوف الزهري وعبيد الله ابن جراح الأنصاري ، وكان معاوية ابن صخر حجته من قبل ان ينصب عليا أساسه ، فلما نصب عليا أساسه عزل عاوية ابن صخر ، فبهذا السبب ادعى معاوية الخلافة بعد عثمان لأنه ان رابعهم في الأول، فلما نصب أساسه علي ابن عبد مناف لم يقبل نه معاوية ، وقال : أنا نصبني محمد من قبل ان ينصبك في الدعوة ؛ فمن قبل من محمد شريعته وترك ما كان عليه من دين آبائه وأجداده سماه سلما ؤمنا تقيا ، ومن لم يقبل منه ويترك ما كان عليه من دين آبائه وأجداده سماه كافرا منافقا شقيا ، وبذل فيهم السيف ، وسبى ذراريهم وأولادهم ، واباعهم في الأسواق والشوارع ، ولم ينفعهم ما كانوا عليه من دين آبائهم وأجدادهم . وما منهم أمة إلا ولها25 رسول خذوا الدين عنه وكلهم يقرون بان لهم إلها ، فلم يقبل منهم ما كانوا بعده : من بعده ، ٥ ا: لهم ، ث ح ليه ، وطلب الإقرقر به ، والطاعة له26 ، والزمهم بالجزية وهم صاغرون .
هذا القول لا يجوز إل لصاحب القيامة ، عبد مولانا الحاكم جل ذكره ، أنه ينكر عليهم أديانهم، ويعتقد بانها شرائع شركية كفرية، فيقوم عليهم لسيف والقدرة لمولانا جل ذكره ؛ وإلا فأصحاب الشرائع التكليفية كله يقرون بفعل بعضهم بعضا ، ويقول الحاضر منهم بان الماضي أخوه ، واته ت عند الله بعث ، وبأمر الله نطق ، فلم ينكر كل واحد منهم شريعة خيه ، وقد شهد لها بانها من عند الله . ولم قتل أصحابها وسبر ذراريهم وسماهم كافرين ؛ وما يجب هذا الفعل إلا على من تعدى وكفر طق بغير رضى الله ؛ فلما رأينا أمورهم متناقضة ، وأفعالهم للعقول والحق رافضة ، علمنا بانهم تشبهوا بقائم القيامة ، وطلبوا لأنفسهم لأخبار والعلامة ، وكلهم شيء واحد في القول والعور ، مختلفون في لصور فلم تزل شريعة محمد ابن عبد الله تتناسخ في أيدي أثمته إلى ان نقضى دوره ، وظهر ناطق غيره ، وهو محمد ابن إسمعيل الذي ختم الشرائع وتمها، كما قال جعفر ابن محمد : أولنا جرى في آخرنا ، وب تم الله أمرنا ، أي لا يكون بعدها شريعة تكليفية ؛ وكانوا الثلاثة الذي ابعهم سعيد ابن أحمد المهدي في دور محمد ابن إسمعيل ، وثلاثة خلفاء من قبلهم ، فصاروا سبعة تمام دور محمد ابن إسمعيل ، وكار اخرهم عبد الله المهدي ، وكان عبد مولانا جل ذكره . ثم تسمى المولى جل ذكره بالقائم وهو اسم عبده ، لكنه سبحانه تسمى بالقائم لقول عبده في القرآن : «شهد الله» ، أي شهد محمد ، «أنه» ، إشارة إلى 8 - ث سمي : يسسي ، ج ولانا جل ذكره ، «لا إله إلا هو» ، أي لاهوت مولانا جل ذكره ، «والملائكة» ، أي الحجج ، «وأولوأ العلم» ، أي الدعاة ، «قائم بالقسيط» ، أي عاليا عليا على جميع النطقاء والأوصياء والأئمة بالتوحيد وهو القسط ، «لا إله إلا هو العزيز الحكيم» [18/3] ، هو الحاكم جل ذكره ؛ نطق بان مولانا جل ذكره هو القائم على كل نفس بما كسبت ، وحو المعز وهو العزيز وهو الحاكم جل ذكره ، يظهر لنا في أي صورة شاء كيف يشاء، «إن الدين عند الله الإسلام» [19/3] ، أي سلموا أموردم لى المولى سعبحانه ورضيوا بقضائه ، فهم المسلمون له حقا والمؤمنون به الموحدون له تأليها وسدقا . وتسمى مولانا جل ذكره بالقائم لأنه أول 81) ظهر للعالم بالملك والبشرية في أيام النطقاء الناموسية الشركية ، فقام على العالمين بالقوة والقدرة ، واقام 29 للموحدين قسطه أي عدله في هذا الموضع ، واقام قواعد توحيده التي هي تمام البناء في وقتنا هذا بمشيئته .
إن قال قائل : فلم تسمى المولى سبحانه باسم العبد وما الحكمة فيه ? قلنا له بنوقيق مولانا جل ذكره وتأييده : ان جميع ما يسمون البارى جل ذكره به في القرآن وغيره وهو لعبيده وحدوده ؛ وأجل اسم عنده ي القرآن الله ، وظاهره خطوط مخلوقة ، وباطنه حدود مرئية مرزوقة ، وظاهره اسم ، وباطنه مسمى ، والمعبود غيرهما وهو المعنى الحقيقي ، وهو لاهوت مولانا سبحانه وتعالى عما يصفون . فلما كانت العبيد عاجزيت عق النظر إلى توحيد بارئهم إلا من حيث هم وفي صورهم البشرية اوجبت الحكمة والعدل ان يتسمى باسمائهم حتى يدركون بعض قائقه ، لكن في هذا الاسم المعروف بالقائم معنى دقيق عميت أبصار ما . من : ب ج.
تام : قام ، ج 0 - - ب .
5 لعالم 31 عنه ، لأن لا يجوز لأحد من الموحدين ان يقول لمولانا قائم لزمان ، لأن اسم القائم بالألف واللام ، ولا يجوز يأضا ان يقول لعبده لقائم ، بل ينقص منه الألف واللام ، ويقول قائم الزمان ، لأن قائمر أربعة أحرف وهم حروف الله ، والله هو الداعي ، والله اعني بالحقيقة مو الإمام ، وإمام أربعة أحرف ، والداعي والإمام والله كلهم عبيد لمولانا لقائم العالم الحاكم جل ذكره ؛ والألف واللام الزائدة في اسم مولان جل ذكره الذي لا يجب ان تزيد في اسم العبد ، فهي نفي التشبيه عن لأن الألف واللام همال 1 ، أي لا شبه 32 له في المخلوقين ولا شريك له ي القدرة والكمال ؛ وعبده يقال له قائم ، أي قائم بحدود التوحيد ، ليس له فدرة ولا كمال ، بل هو مختاج إلى ييد مولانا جل ذكره ، ليى قوة كماله سبحانه وتعالى عما يصفون . فالقائم ستة أحرف ، وهو عبود، وقائم أربعة أحرف ، وهو عبد ، وبين العبد والمعبود يأيضا لكتبة حرفين ، لأن عبد ثلاثة أحرف ومعبود خمسة أحرف ، والحرفان لزائدة هي م و ، والميم ف لحساب أربعون والواو ستة ، دليل على ان مميع الحدود الذين هم ستة واربعون ، وهم حدود الإمامة والتوحيد لمولانا القائم العالم الحاكم جل ذكره ، لا لعبده الذي هو القائم بهؤاء الحدود ، وهم العقل والنفس والكلمة والسابق وإننتا عشرة حجة ، والتا ن جملة الإثنا عشر ، وثلاثون داعيا ، فذلك ستة وأربعون حدا لمولانا قائم الحاكم العلي جل ذكره ، وهو الذي اقام القوة لقائم هؤلا لحدود ، أي إمامهم ، فبهذا السبب والحكمة تسمى مولانا جل ذكره القائم سبحانه وتعالى ذكره عن الاسماء والصفات علوا كبيرا 3 أبصار العالم : أبصارهم، ب شبه : شبيه ، ب بد : عبده ، ث ج والآن فقد دارت الأدوار ، وبطل ما كان في جميع الأعصار ، ولم بق من نار الشريعة الشركية غير لعيبها والشرار ، وسوف يخمد حرها يضمحل العوار ، وقد بدأت ظهور نقطة البيكار ، بتوحيد مولانا البار لملك الجبار ، العزيز الغفار ، المعز القهار ، الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الصاحبة والولد ، جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه . فلمولان الحمد والشكر على ظهور نور الأنوار ، وخروج ما كان مدفونا تحت الجدار ؛ فقد انعم علينا وعليكم بمباشرته في البشرية ، وظهوره لكم في لصورة المرئية ، كيما تدركون بعض ناسوته الإنسية ، ولا اقول ذاته أو فسه أو صورته أو معناه أو صفاته أو حجابه أو مقامه أو وجهه ل ضرورة على قدر استطاعة المستجيبين ، وما يفهموه المستمعين ، وتوعيه قولهم ويدخل في خواطرهم ؛ ولو فلنا غير هذا لما فهموا الكلام ، ولا تمعنا لهم النظام ، وإلا فمولانا جل ذكره لا يدخل في الأوهام والخواطرء لا يمتزج بباطن ولا بظاهر ، بل منه بدا كل شيء وإليه يعود كل شيء كل يوم هو في شأن» [29/55] ، لا يشغله شأن عن شأن . سبحان تعالى عن إحاطة الدهور به والأزمان ، لا يقف أحد من المخلوقين على افعال مولانا جل ذكره ، ولا يدرك غاية سلطانه ، ولا يستطيع الرقوف على كنه عشر عشير معشار سيرته وبرهانه ؛ ولو تدبروا العالمين ما يرون من أياته ، وبيان علاماته ، مشاهدة العيان لكان لهم كفاية عن طلبة العدم الخبر ، وعن كتبة التواريخ والسير ، وذلك ما يشاهدون منه ما لا يجوز ان كون من أفعال أحد من البشر ، ولا سمع به في التواريخ والسير. ولو جئت اذكر لكم عيان جميع ما اظهره مولانا جل ذكره من آياته ، بيان علاماته ، لما حواه قرطاس ولا كتبه قلم ، كما قال في القرآن : «ولو اظهره : اظهر ، ج د اخ أن ما في الأرض من» شجر «أقلام والبحر يمده» و «من بعدهره سبعة أبحر» ، لما «نفدت كلمات الله» [27/31] ، والله في هذا الموضع سوت مولانا سبحانه . لكني اذكر لكم في هذه السيرة وجوها قليلة لعدد كثيرة المنفعة لمن تفكر فيها ، ووحده وعبد مولانا سبحانه ، وعز عن حكومة الأوهام سلطانه.
فأول ما اختصر في القول ما فعله المولى سبحانه مع برجوان وابن عمار ، وهو يومئذ ظاهر ما يرونه العامة على قدر عقولهم ، ويقولون صبي السن ، وملك المشارقة كافة مع برجوان وإبمزبن عمار ملك المغارية كافة ، فامر مولانا سبحانه بقتلهم ، فقتلوا قتل الكلاب، ولم يخش من تشويش العساكر والاضطراب ، وأما أمر ملوك الأرض فما يستجري أحد منصم على مثل ذلك . ثم امر بقتل ملوك كتامة وجبابرتها بلا خوف من نسلهم وأصحابهمم، ويمشي أنصاف الليالي في أوساط ذراريهم وأول دهم بلا سيف ولا سكين ، وقد شاهدتموه في وقت أبي ركوة الوليد ابن هشام الملعون ، وقد اضرم ناره ، وكانت قلوب العساكر تجزع في مضاجعهم مما أوه من كسر الجيوش وقتل الرجال . وكان المولى جلت قدرته يخرج أنصاف الليالي إلى صحراء الجب ويلتقي به حسان ابن عليان الكلبي ي خمس مائة فارس ، ويقف معهم بلا سلاح ولا عدة حتى يسأل كله.
واحد منهما عن حاجته ، ثم انه يدخل في ظاهر الأمر إلى صحرا الجب وليس معه غير لركابية والمؤذنين ؛ وكذلك في وقت نفاق مفرج بن دغفل ابن جراح وإخوته وأولاده ، وبدر ابن ربيعة وجميع العرب كافة ، وكانوا أهل الحجاز مع سلطانهم حسين ابن جعفر الحسيني الذيي نافق بمكة ومجيئه إلى الرملة واجتماعه مع ابن جراح واولاده ، وما بالحضره 35 أحد من العسكرية ولا من الرعية إلا وهو كان يعتقد في كل الحضرة : من الحضرة ، ب .
5 وم وليلة بان حسين ابن جعفر الحسيني يجيء مع مفرج ابن دغفا أولاده ويكبسون القاهرة ، وكان الولى جل ذكره يركب كل يوم وليلة ، يخرج العتمة من القاهرة ، ويدخل صحراء الجب ناحية الجبل موضعا زعمون العالم بان مفرج ابن جراح يجيء من ذلك الموضع ؛ ولم يرجع لسيني إلى مكة حتى وقعت العداوة بينه وبين ابن جراح ، واراد ابن جراح ان يقتله ، ثم هلك بعد ذلك مفرج ابن دغفل ابن جراح ، وملوك لأرض كافة قد عجزوا عن هذا . ثم ان عجيب البرهان ، وعظيم القدر والسلطان ، انكم ترون من أمور تحدث بما شاهدتموها من المولى سبحانه ما لا يجوز ان تكون من أفعال أحد من البشر ، لا ناطق ولا أساس ولا مام ولا حجة ، فلم تزدادوا بذلك إلا عمى وقلة بصيرة ، وذلك ان الشمس حارة يابسة بالطبع لا بالتكليف ، وهي من الجمادات التي لا عقل لها ولا تمييز ، ومن طبعها تجفيف الأشياء وتغيير الألوان . ومن رسوم مولانا جل ذكره الركوب في الهاجرة والمسير في الرمضاء وفي الشتاء ، إذا كان يوم ريح جنوب صعب وغبار عظيم ، يتأدون الناس في بيوتهم ن ذلك الريح والغبار ؛ ثم يركب المولى سبحانه في ظاهر الأمر إلى صحراء الجب ، .
يرجع وما في الموكب أحد إلا وقد دمعت عيناه من لغبار والريح ، وكلت السنتهم عن النطق الفصيح ، ونالهم من المشقة التعب ما لا يقدر عليه أحد ، ومولانا سبحانه على حالته التي خرج بها من الحرم المقدس ؛ ولم يره أحد قط في وقت الهاجرة الهائلة ، والسموم قاتلة ، قد اسود له وجه في ظاهر الأمر ، ولا لحقه شيء من تعب ، ول قدر أحد منهم يقول بانه قد لحقه شيء من ذلك ، بل ان وجوههم سود ، وتجف منهم الألسن، وتكاد نفوسهم تبلغ التراق من ثدة التعب النصب ؛ ولا يقدر أحد منهم يقول بانه شرب ماء ولا اكل طعاما ولا 5 اه أحد عند بول ولا غائط ، حاشاه سبحانه من ذلك ؛ ومع هذا فقد رك خلق كثير من هو معه في المواكب 36 وكدهم بالنظر إليه لمثل هذه الأمور ، فلم يروا منها شيئا ، ولا يقدر أحد يقول ممن حضر مع مولان سبحانه في ظاهر الأمر في مواضع لا يحضرها كل الناس انه شاهده فعل شيئا مما ذكرناه ، من تعب او أكل أو شرب ، حاشاه سبحانه من ولك وتعالى عما يقولون المشركون علوا كبيرا . وهذا ما لا يقدر عليه أحد ن الملوك ولا غيرهم ، وأيضا ما يزعمون المشركون به مما اوراهم من علة يسمه من حيث أعلال قلوبهم ، وهو في ظاهر الأمر يركب في محفة مملها أربعة من الأضداد المشركين ، وتشق به في أوساط المارقين الناكثين المنافقين ، وما من العساكر قبيلة إلا وقد قتل ساداتهم والرعية كلهم ( عداوه في الدين ، إلا شرذمة يسيرة موحدين له ، مؤمنين به ، راضيين بقضائه ، ومن رسوم الملوك انهم لا يثقوا بأحد من عساكرهم ، ولا من أولادهم ، خوفا من غدرهم . فكيف من يزعمون انه مريض ، وليس يقدر يمشي ، وقد قتل جبابرة الأرض وملوكها ويمشي بينهم في محقة ؟
وهذا الذي ذكرته لكم في هذه السيرة وأصناف هذه الأفعال ليس في فعل أحد من البشر ، وما هو شيء يستعظم للمولى سبحانه ، وإنم كرته لكم لتعتبروا وتفتكروا . وبيان هذه الأفعال ليس هو فعل أحد من بشر ، وإنما هو فعل قادر على الأشياء كلها وخالقها ، العالم بما خفي ، والحاكم على أهل الأرض والسماء ، بل هو أجل وأعظم سبحانه وتعالى عما يقولون الملحدون ، ويصفون المشركون علوا كبيرا ، وفي أقل من هز برة لمن اعتبر ، وفكرة لمن تفكر . ومن ترك ما كان عليه قديما من دين 36 وأكب : الموكب ، ث ج .
يس : ليس ، ا ت ث د.
آبائه وأجداده واتبع السيرة المستقيمة ، التي من شاهدها يعانا فقد نج وبلغ المنتهي ، وصار من الملائكة العليا ؛ ومن وقف عند الناموس ، وما شرعاه الععجل والجاموس ، لم يحصل له من الدين غير الكناسة ، ولم ينفعه ناطقه ولا أساسه ، واهلك روحه ونفسه وحواسه .
فاسمعوا معاشر المؤمنين ما امرتكم به ، واستعملوا السدق وحفظ الإخوان ، وامروا بالمعروف ، وهو التوحيد ، وانهوا عن المنكر ، وهو الشرك ولانا جل ذكره ، وصلوا الأرحام الدينية ، وغضوا الطرف واحفظوا لفرج ، وكونوا راضيين بأفعال مولانا جل ذكره ، وسلموا أموركم إله تسلموا من عذاب الظاهر ، وتتجوا من شرك الباطن ، وتنالوا المنزلة العليا .
وإذا عبدتموه فلأنفسكم مهدتم ، وإن كفرتم بلاهوته فعليكم الختي العذاب عجلا وآجلا ، ومولانا سبحانه ليس بظلام العبيد . والحمد الشكر لمولانا وحده في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، وهو حسبنا نعم المعين النصير.
وكان فراغ تأليف هذه السيرة بتأييد مولانا سبحانه وجلت قدرته ف جمادى الأول ، الثاني من ظهور سنين عبد مولانا جل ذكره وملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد ، هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه ، وهو نعم النصير المعين ، والحمد والشكر لمولانا وحده . تمت 13] الموسومة يكشف الحقائق توكلت على مولانا البار العلام ، من لا يدخل في الخواطر والأوهام لا تحوط به الشهور والأعوام ، المنزه عن الناطق والأساس والإمام حكما يجل وصفه عن الحكام . الحمد لمعنى المعا ني رب المسمى والاسم ، والشكر للعلي الأعلى خالق الروح والجسم ، مبدع الآحاد والأزواج في القدم ، وباعث الأرزاق ومظهر القسم ، رب المشرقين والمغربين ، وإله الأصلين والفرعين ، ومن صلى له إلى القبلتين، واخذت له الدعوة في العالمين ، ومن اشارت إليه حدود الدعوتين ، وعبدوه جميعن الموحدين في الحالتين ، سبحانه وتعالى عن تشبيه المخلوقين والعبدين علوا بيراا.
اعلموا معاشر الموحدين ، رحمكم البار ، العزيز الجبار ، بان جميع المؤمنين والشيوخ المتقدمين تحيروا في أمر السابق وضده ، والتالي ونده ، يبعضهم قالوا بان السابق هو الغاية والنهاية والعبادة له وحده دون غيره ي كل عصر وزمان ، وهذا نفس الكفر ؛ وقالت طائفة منهم بان السابق - نور البارى لكنه نور لا تدركه الأوهام والخواطر ، وهذا نفس الشرك بأن يكون الباري سبحانه لا يدرك ، وعبده لا يدرك ، فأين الفرق بين العبد والمعبود ? وهذا محال ، ونفس الشرك والضلال ؛ وبعضهم قالوا ان لكلمة فوق السابق لكنها هي هو وهو هي ، لا فرق بينهما ، وهذا ما لا ليق في المعقول بأن يكون ذكر أنثى أو أنثى ذكر ، أو يكون أمير حاجبا أو حاجب أميرا ، أو يكون شمس قمرا أو قمر شمسا ، أو يكون ليل نهارا كبيرا : كثيرا ، ث.
ان : بان ، ت ث .
أو نهار ليلا ، أو يكون سماء أرضا أو أرض سماء ، وهذا محال . ثم انهم كلهم مجتمعون على ان السابق أصل السكونة والبرودة ، والتالى صل الحرارة والحركة ، فجعلوا عالم العدم الذي لا يرى السابق ، وعالم لوجود التالى ، وهذا نقض لقولهم بان السابق هو المعبود ، فكيف يكون ذلك جائزا ، وقد جعلوا التالي العالم الأكبر ، بل يجب من حجتهم استشهادهم هذا بأن يكون التالي أنضل من السابق ، لأن التالى صاحب الحرارة والحركة ، وهو طبع الحياة والوجود ، والسابق صاحب سكونة والبرودة ، وهو طبع الموت والعدم ، والحياة والوجود أفضل من الموت والعدم ، وهذا ما لا يليق بالعقل بأن يكون المسبوق أفضل من السابق ، أو المرزوق أفضل من الرازق ، أو المفتوق أعلى من الفاتق ، سبحان مولانا العلي الأعلى وتعالى عما يصفون .
لكنهم بحسب طاقتهم ومبلغ مادتهم من الزمان تكلموا ، وعلى مقدار لكان والإمكان تعلقوا ونطقوا . والآن3 فقد دارت الأدوار ، وظهر ما كان خفيا من مذهب الأبرار ، وبان للعالمين ما جعلوه تحت الجدار ، وعادت لدائرة إلى نقطة البيكار. فألفت هذا الكتاب بتأييد مولانا البار ، الحاكم القهار ، العلي الجبار ، سبحانه وتعالى عن مقالات الكفار ، وسميته شف الحقائق ، وسنذكر لكم فيه 4 ما يوفقه البار سبحانه ويرزقني من تأييده على مقدار ما اوجبه الزمان ، لا على مقدار ما تستحقونه ، ول عمل سبق لأحد منكم تستوجبونه ، بل تفضل منه ورحمة عليكم وانجاز ما اوعدكم به على ألسن حدود دعوته ، وعبيد دولة وحدانيته ، فل لحمد والشكر وحده.
2 - ب.
- ب.
البار: المولى ، ب .
ط37 قول بمشيئة مولانا جل ذكره وتأييده بان البارى سبحانه اظهر من نوره لشعشعاني صورة كاملة صافية وهي الإرادة ، وهو هيولى كل شيء وبه تكوينهم لقوله : «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» [36 81] ، وسمى تلك الصورة عقلا ، فكان العقل كملا بالنور والقوة ، تما بالفعل والصورة ؛ قد اجتمعت فيه الطبائع الخمسة واحصى فيه جميع ما هو كائن إلى لا نهاية له ، وجعله إمام الأئمة وجودا في كل عصر زمان ، وهو السابق الحقيقي ، وإنما سمى سبقا لأن خلقته وصوره بقت جميع الحدود إلى توحيد البارى سبحانه ، وهو مدروك محسوس ، كل ويشرب ، لا كما قالوا انه لا يدرك بوهم ولا بخاطر ، وكان أول ما بدعه العلي الأعلى سبحانه ، سماه علة العلل ، فكان عقلا كاملا القوة ، تاما بالفعل ، حليما بالسكون ، قادرا بالحركة ، أصل نقطة لبيكار ، هيولى الطبائع الخمسة طليفا شافا دبرا لجميع العالمين والعاليين ، وجعل فخر العالمين وعزهم به في الدين والدنيا ، وجعلا منازلهم على مقدار ما يقتبسون من نوره ويستقون من بحره العذاب الزلال . فقال مولانا العلي الأعلى سبحانه وتعالى لعلة الإبداع ، الذي و العقل الكلي : اقبل ، يعني اقبل على عبادتي وتوحيدي ، فاقبل ليهما بالسمع والطاعة ؛ وقال له : ادبر ، أي نوى عن جميع من يشرل يغيري ويعبد سواي ، فادبر عنهما ؛ فقال مولانا العلي الأعلى سبحانه : وعزتي وجلالي وارتفاعي في أعلى علو مكاني، لا دخل أح نتي ، أي ميثاقي ، إلا بك وبمحبتك ، ولا احترق بناري ، يعني ظاهر الشرائع الناموسية التي هي الحرارة اليابسة ، أحد إلا بتخلفهم عنك ونفاقهم عليك ، من اطاعك فقد اطاعنيي ، ومن عصاك فقد عصاني ، يك تبلغ المنازل العالية ، وقد جعلتك الوسيلة (ل، 8 . -ص رحمتي لجميع عبيدي وأهل طاعتي 52 لما سمع العقل ذلك من البار العلي سبحانه ، نظر إلى شخصه فراه بلا نظير يشاكله ، ولا ضد يقاومه ، ولا ند يعادله ، فاعجبته نفسه وظن نه لا يحتاج إلى أحد أبدا ، ولا يقوم له ضد يعانده ، ولا ند يقاومه ، وانه يقوم في جميع الأدوار وحده بلا ضد . فابدع مولانا العلي سبحان ن طاعته معصية ، ومن نوره ظلمة ، ومن تواضعه استكبارا ، ومن حلمه جهلا ، فصارت أربعة طبائع مذمومة ، بإزاء الأربعة طبائع المحمودة ، التي ي العقل وطبائعه ، وهي حرارة العقل ، وقوة التور ، وسكون التواضع برودة الحلم ، وليونة الهيوى الداخل في الطبائع الخارج منهم ؛ فقام إزاء كل آلة منها دينية آلة ضدية معاندة للعقل ، عاصية لأمره ونهيه رى روحه مثله وشكله ، وان إبداعه منه بغير واسطة بينهما فعلم العقل انها محنة ابتلاه بها مبدعه العلي الأعلى سبحانه حيث أى روحه بالكمال والقدرة ، فاقر عند ذلك بالعجز والضعف ، واستغفر ن ذنبه وتضرع إلى مولانا العلي الأعلى ، سبحانه وتعالى في معونته لى الضد ، وقال : لا إله إلا مولانا ، اعني بذلك انه لا إله كامل القدرة والسلطان إلا العلي الأعلى ، إله الألهة تبارك وتعالى ، الذي لا صد له ولا ند ولا شبه سبحانه وتعالى ؛ وسأله بان يجعل له عينا على لضد المخالف ، وخليفة ينوب عنه عند المؤالف ، ليستغني به عن مخاطبة لضد ومشاكلة الند ، فابدع العلي سبحانه من ذلك الشوق والتضرع فس الحدود ، وجعله ذا مصته توتاليا لخدمته ، اسمعا له طيعا لأمره ، جعل له نصف الحركة والفعل ، فصار بمنزلة الأنشى والعقل بمنزلة الذكر، بهذا السبب جعل «للذكر مثل حظ الأنثيين» [11/4] ، وجميع الحدو ولادهما ، فاراد بالذكر العقل ، والأنثى هي النفس ، والكلمة فوق لسابق الذي عرفوه الشيوخ ، والنفس فوق الكلمة ؛ والعقل فوق الكل هو روحهم بالحقيقة ؛ وهو السابق في القدم ونور في الظلم . وإنما قالوا الشيوخ المتقدمون لرابع الحدود سابق ، لأنه سبق إلى الشرائع الروحانية واظهرها ، ومن ذلك قالوا لكل ناطق شريعة ، وانه يقوم مقام السابق يي نقوم الشريعة الناموسية مقام الشريعة الروحانية التي هي شريعة سابق الحدود السفلية ، وإلا فالسابق الحقيقي هو العقل ، سابق السوابق لروحانية والجسمانية الذي سبق خلقه ونوره كل شي 0 سنذكر لكم في غير هذا الكتاب أسماء مولانا سبحانه التي سمى ها ناسوته وتظاهر به للعالم من وقت إبداعه العقل الكلي إلى حين ظهور آدم الصفاء وسجود الملائكة له ، وهو تمام سبعين دورا ، بين٦ كل دور ودور سبعون أسبوعا ، بين" كل أسبوع وأسبوع سبعون عاما ، والعا ألف سنة مما تعدون ، واذكر اسم العقل واسم الضد في كل دور منها ما تسمون به أصحاب الأدوار ، كما قيل لأهل دورنا هذا إنس ، ونشر لكم فيه ما تحتاجون إليه إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور؛ كننا نذكر لكم في هذا الكتاب الدور الأول ، وهو ظهور عقل ، لتقفو على حقائقه ، وتعتقدوا محض التوحيد ، وتعلموا بان مولانا سبحانه ل غيب عن العالم نوره وحجابه ، وان جميع حدود دينه موجودون في كل صر وزمان ، ودهر وأوان ، لمن طلب نجاة روحه ولم يعبد العدم ، ولم يسجد للأوثان والصنم.
ثم رجعنا إلى الضد الروحاني وظهوره من نور العقل الكلي ، وظهور النفس من بين نور العقل وظلمة الضد ، فعلى مقدار ما فيه من نور لعقل يفهم منه كلامه ويستفيد من نظامه ، وبمقدار ما فيه من ظلمة بين : وبين ، ب.
ن : وبين ، ب الضد يقدر على مكاسرة جنوده وشيعته ، ويعرف مكره ودقائق حيل ومداخلته ، لأن الضد الذي هو حارت لطيف شفاف ، تجري كوت جاري الدم ، لأن بدؤه وأصله من نور العقل ، وهو ظلمة عند نور لعقل ، نور عند غيره ، جسماني عند روحانية العقل ، روحاني عند ميره ، كثيف عند لطافة العقل ، لطيف شفاف عند كثافة العالمين ؛ ومثا لعقل مثل نار لطيف تطرحه في الحطب فيحرقه ويعود النار إلى عنصره يصير الحطب جمرا ، فالجمر كثيف عند لطافة النار ، لطيف عند كثاف لحطب ، لأنك إذا تركت الجمر ساعة واحدة اوراك ظلمة الجسد وك للون ، حتى إذا طرحت عليه الحطب يرجع يشتعل ويعود كاللون الأول لا يقدر أحد يطفيه إلا ان ينطفي وحده ، أو يطفيه بالماء العظيم ؛ كذلك ضد الروحاني لطيف شفاف بسبب بدايته من العقل ، ظلمة كثيه حيث عصى أمر العقل ، فإذا استولى على أفئدة المؤمنين افسدهم للطافته التي هي من بداية العقل كلطافة النار المتمكن في الجمر ؛ فإن كان المستجيب ضعيفا بلا قوة ، التي هي قوة العلم ، لم يزل الضا عمل 2 يلث فساده كما يعمل الجمر في الحطب حتى يصيره مثله ، ويصيرا ميعا رمادا لا ينتفع بهما ، وإن كان المستجيب صحيح اليقين ، قوى لحجج في الدين ، اطفأ نار الضد بماء الحقائق ، ولم يكن للضد عليه بيل بوجه ولا بسبب قام العقل من خلف الضد ، وقام النفس قدامه ، فراغ الضد عنهما يمينا وشمالا ، فاحتاج الععل إلى معين يكون له على يمينه ، واحتا لنفس لى معين يكون له على شماله لينحصر الضد بينهم9 ؛ فانبعث فدهم : افسده ، ب.
بينهم : بينهما ، ث.
من العقل الكلمة ، ومن النفس السابق ، فقام الكلمة على اليمين ، وقام سابق على الشمال ، فحار الضد بين العقل والنفس والكلمة والسابق راغ الضد من تحتهم ، فسمي حارت عندما حار في نفسه ، وسمي بع لك إبليس لأن بدايته من العقل بغير مراده ، بل ظهر منه كرها ذ ليس له أب ، لأن الابن يظهر من صلب الرجل إلى بطن الإمرأ ») إرادة الرجل وتحريكه ، وإن كان أيضا ولد ديني لا يظهر إلا بالدا وتحريكه . فلما لم يكن للعقل في تكوينه إرادة دينية ولا شهوة طبيعية قيل انه بلا أب ، أي ولد زناء ضد ، لأن ولد الزناء ضد أولاد الحلال وعدوهم ، وكذلك إبليس ضد أولاد الحلال وهم الموحدون الذين هم أولاد العقل والنفس . وقد شهد لهم جعفر ابن محمد وقال : المؤمن أخو المؤمن من أمه وأبيه ، أبوهما النور أي العقل ، وأمهما الرحمة أي لنفس .
وقد ذكرنا لكم في السيرة المستقيمة بان آدم الصفاء هو العقل - وكان اسمه شطنيل ، واسم إبليس حارت ، وإنما ذكرناهما في وقت ظهور الصورة البشرية ، وهو تمام سبعين دورا . وكذلك قلنا حارت أربعة أحرف : ح ثمانية ، ] واحد ، رت ستمائة ، ساقط يبقى من جملة الاسم تسعة ، والتسعة إذا كتبتها كانت أربعة أحرف : ت س ع 5 ، والاسمين حارت وإبليس ، إذا حسبتهما يبقى منهما أربعة أحرف ، لأن بقية اسم حارت تسعة وبقية اسم إبليس سبعة ، تسقط إثنا عشر يبقى أربعة أحرف سوى ؛ فقد حسبنا اسمه بالطول والعرض وزدوجا وفردا ، فوجدناه أربعة أحرف ، ووجدنا التاء التي في آخر اسم حارت أول حروف التسعة، ليل على ناموس الناطق وزخرفه في كل عصر وزمان ، وان أول النطفاء م : لهم ، ث .
2 هو آخرهم ، وإنما يتصور في الأقمصة بالتكرار كما ان الولي قائم في كل عصر وزمان ، فبهذا السبب أهل الشرائع يرون محبة الأعداء كافة ولا يرون محبة رجل موحد ، ولا يكون في الحجة أوضح من هذا ولا أبين منه . ثم رجعنا إلى العقل فوجدناه ثلاثة أحرف ، والنفس ثلاثة أحرف ، لكنهما يفترقان في حساب الجمل الكبير ، وكذلك جهال اصيعة ينظروف إلى العقل والنفس بعين الدعوة لا غير ، وهما يتفاضلان في المنزلة ، لأن العقل هو الذكر والنفس بمنزلة الأنشى ، والذكر هو المفيد والأنثى هو المستفيد ؛ والعقل إذا حسبناه في حساب الجمل الكبير وجدناه مائتين ، والنفس مائة وثلاثين ، فوجدنا اسم العقل زائدا عن اسم النفس سبعين درجة ، وهم حدود الإمامة والتوحيد . وأنا اعدهم لكم بمشيئة مولانا سبحانه حتى لا تشركون به أحد ا 11 من خلقه أولهم النفس وإثنتا عشرة حجة له في الجزائر وسبعة دعاة للأقاليم السبعة ، كما قال : «عليها تسعة عشر» [30/74] ، والكلمة وإثنتا عشرة حجة لا غير وسبعة دعاة للأقاليم السبعة ، لأن الكلمة نظير النفس ، والسابق وإثنتا عشرة حجة لا غير ، والتالي وإثنتا عشرة حجة لا غير، أن له مثل ما للسابق ، والداعي المطلق وله مأذون ومكاسران ، فصاروا الجميع سبعين حدا ، منهم تفرعت جميع الحدود العلوية والسفلية ، وهم كلهم من قبل العقل ، وهو الإمام المؤيد من قبل مولانا سبحانه وتعالى ، سقط منتهم من يريد ويرفع درجة من يريد بتأييد مولانا العلي الأعلى سبحانه وإرادته ، كما قال في القرآن : «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول ة كن فيكون ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون» 83 - 82/36] غيره ، ذ.
هؤلاء الحدود السبعون التي ذكرناهم هم أذرع السلسلة الذي قال في لقرآن : «خذوه فغلوه» [30/69] ، أي ضد الإمام إذا بلغ غايته وتمت نظرته ، خذوه بالحجج العقلية ، وغلوه بالعهد ، وهو الذبح الذي قالوا بأن لقائم يذبح إبليس الأبالسة ؛ «ثم الجحيم صلوة» [31/69] ، أن موامض علوم قائم الزمان الذي تتجحم العلماء والفهماء عند علمه ، أي صمتوا ويتحيروا ؛ «ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه» [69/ 3] ، أي ميثاق قائم الزمان الذي هو سلسلة بعضها في بعض ، وه سبعون رجلا في دعوة التوحيد ؛ «إنه كان لا يقمن بالله العظيم » [69 32] ، أي الضد الروحاني ، ما كان يقر بإمامة شطنيل وفضيلته ؛ فمثل حدود قائم الزمان التوحيدية بالسلسلة لأن دعوتهم منتظمة بعضها ببعض ، والسلسلة إذا حركها الإنسان من أولها تحرك وسطها وآخرها ، وإذا حركها من آخرها تحرك وسطها وأولها ، وإذا حركها من وسطها تحرك21 طرفيها ، وكذلك المستجيب ، إذا دخل في التوحيد على يد المأذون قوم ذلك مقام من دخل على يد الداعي ، ومن استجاب على يد لداعي ، يقوم مقام من استجاب على يد الحجة ، لأنهم كلهم يدعون إلى شيء واحد ، وهو توحيد مولانا العلي الأعلى وعبادته سبحانه تعالى عما يصفون . ثم ان جميع أهل الظاهر من جميع أهل الشرائح يروون في أخبارهم بان كانت السلسلة معلقة من السماء إلى مسجد بيت لمقدس ، وإذا كان بين خصمين حكومة اتيا إلى السلسلة ورام الجاحد التعلق بها، فإن كان سادقا في قوله ، دنت السلسلة إليه ، وإن كان كاذب باعدت السلسلة عنه ، فلم تزل هكذا حتى احتال رجل على رجل بلغت ، ب تحركا : تحرك ، ذ.
تعلق بها ، فارتفعت السلسلة من وقتها وساعتها إلى السماء ، ولم يروه بحد ذلك الوقت ؛ فهم يروون ظاهرها ولم يعرفوا معانيها ، ولم يسألو أرباب الحقائق عنها ، فضلوا عن الطريق ، وعميت أبصارهم عن النور لحقيق ، فعاشوا وهم أموات ، واجتمعوا وهم أشتات ؛ خسروا الظاه ولباطن ، ولم يصلوا إلى مكنون السرائر : «ذلك هو الخسران المبين» 11/22] ، فيه يذهب قولهم . اعلموا هداك المولى ياله بأن السماء الحقيقية هو العقل ، والأرض هي النفس ، والسلسلة هو علم العقل الإفادة للنفس على الدوام والظهور ، واليد هاهنا هو الداعي ، والخصمان هما المستجيب وضده ، فبانوا الموحدون من المشركين بعلم الإمام وإشاراته وعلاماته ، فمن ادعى انه مستجيب طالبوه بمعرفة الحدود وعلومهم ، فمن شهد له داعيه انه عالم حفظوه واوصلوه إلى غوامض العلوم ، فلم يزل الأمر هكذا إلى ان احتال رجل منافق واتصل على يد الداعي وعرف جميع الحدود وعلومهم ، ثم رجع إلى نفاقه وكفره تبين للمستجيبين زيغه ومكره ، فرفع العقل علمه [ليه وستره عن جميه المنافقين عليه . فهذه السلسلة الحقيقية ومعانيها ، لا كما ذكروه الجهال لحشوية ، ولو كان كما قالوا أهل الظاهر ، لم يكن في قولهم حكمة أن من كا ن في غل وهو في جهنم وعليه متوكلون الزبانية ، لا يحتاج إلى سلسلة لأنه لا يستطيع الخروج من النار ، ولو كان مسيبا فكيف وق غلوه؟ فإن قالوا بان الله اراد بالسلسلة تهديد أهل النار والتعظيم ليهم ، فقد بطلت حجتهم هاهنا ، لأنه قال : «سبعون ذراعا» ، ولو كان سبب التعظيم لكان يجب ان يقول ألف ذراع ؛ فلما لم يذكر غير صارهم : بصائرهم ، ث د ذ ك.
لنار: لظاهر ، ا.
2 سبعين ذراعا ، علمنا انه اراد بذلك شأخاصا معروفة دينية توحيدية ، ل جوز لأحد ان يتجاوز حدهم ولا يزيد فيهم ولا ينقص منهم ، وهم سبعون سوى م رجعنا إلى كلام العقل وبدايته ، لأن مولانا العلي الأعلى لبا سبحانه ابدع العقل ، وهو الإمام لم يكن سماء نطقيه » ولا سماء استقصيه ولا أرض نفسيه 5 ولا أرض طبيعيه لا عرش نورانيه » ولا عرش جسمانيه لا كرسي توحيديه 5 ولا كرسي للملك مبنيه لا ملائكة في الدعوة علويه 5 ولا ملائكة بالوهم وصفيه ولا لوح للحفط كليه 5 ولا لوح من الأشجار صنعيه ولا قلم بقدرة الجبار مجريه ه ولا قلم بيد الخلوقين مبريه لا شمس من الأفلاك دينيه 5 ولا شمس من الطبائ كونيه لا قمر زاهر حقيقيه 5 ولا قمر طالع هلاليه لا كواكب للعالمين 16 مهديه 5 ولا كواكب في الجو ناري لا جبال سائرات سحبيه 5 ولا جبال جامدات أرضيه لا بحار بالعلوم ممليه 5 ولا بحار زاخرات طبيعيه ولا جنة بالعهود مرضيه ه ولا جنة للناظرين مرتيه لا نار نورها في القلوب عقليه ه ولا نار نورها في الأمهات جزئيه ولا أرواح في القدم أزليه 5 ولا أرواح في العالمين غريزيه ولم يكن عند ظهوره أيام ولا أنام، ولا شهو ولا أعوام ، ولا ناقص لا تمام ، ولا حواس ولا أوهام ، ولا زمان ولا مكان ، ولا دهر ولا عالمين : في العالمين ، 2 أوان ، ولا ليل ولا نهار ، ولا غامر ولا عمار ، ولا بحار ولا قفار ، ولا للك دوار ، غير مولانا البار ، العلي الجبار ، سبحانه وتعالى عما يصفون عما اني اقول بتوفيق مولانا سبحانه وتأييده ان المولى سبحانه لا يدخل تحت الأسماء والصفات واللغات ، ولا اقول بانه قديم ولا أزل، مآن القديم والأزل مخلوقان جميعا ، والبار العلي جل ذكره خالقهم مكونهما ؛ حقيقية لاهوته لا تدرك بالأوهام والحواس ، ولا تعرف بالرأي والقياس ، ولا له مكان معروف فيكون حصورا فيه وتخلو باقية الأمكنة منه ، ولا يخلو منه مكان فيكون عاجز القدرة ، ولا هو بأول فيحتاج إلى آخر ، ولا بآخر فيكون له أول ، ولا بظاهر فيحتاج إلى باطن حتما ، ولا بباطن فيكون يستتر بظاهر جرما ، لأن كل اسم منها يحتاج إلى شكله ضرورة ، ولا اقول أيضا بان له نفسا ولا روحا ، فيكون يشبه المخلوقين يدخل تحت الزيادة والنقصان ، ولا أقول ان17 له خشخصا ولا جسما و « شبحا ، ولا صورة ولا جوهرا ولا عرضا ، لأن كل اسم منها لا بد له صرورة من شبه ستة حدود ، وهي فوق وتحت ويمين وشمال وخلف قدام ، وكلما يقع عليه اسم الشبه يحتاج إلى شبهه ، وهذه الستة محتاجة إلى الستة ، وهكذا إلى ما لا نهاية له في العدد ، والبار العلي سبحانه يجل عن الأعداد والأزواج والأفراد ؛ ولا اقول انه شيء فيقع به الهلاك ، ولا اقول انه لا شيء فيكون معدوما مفقودا ، ولا هو على شيء فيكون محمولا عليه ، ولا هو في شيء فيكون محاطا به ، ولا تعلق بشيء فيكون قد التجأ إليه، ولا هو قائم ولا جالس ولا نائم ولا ساهر ، ولا له شبه ولا ذاهب ولا جائي ولا مار، ولا لطيف ولا كثيف، ان : بان ، ث 25 لا قوي ولا ضعيف ، بل مولانا سبحانه منزه عن جميع الأسماء والصفات والأجناس واللغات والأشياء كلها.
بل افول ضرورة لا حقيقة بانه سبحانه باري كل شيء ومكون كل شيء ومصورهم ؛ من نوره ابدع الأشياء الكلية والجزئية ، وإلى عظمته سلطانه يعود كل شيء ؛ حقيقية لاهوته لا تدرك إلا صورة وهمية ، لا حقيقية مرئية ، لكنه سبحانه اظهر لنا حجابه الذي هو محتجب فيه ، ومقامه الذي ينطق منه ليعبد وجودا ظاهرا ، رحمة منه لهم ، ورأفة عليهم ، والعبادة في كل عصر وزمان ، لذلك المقام الذي نراه ونشاهده ، ونسمع كلامه ونخاطبه.
فإن قال قائل : كيف يجوز ان نسمع كلام الباري سبحانه من بشر، أو نرى حقيقيته في الصور؟ قلنا له بتوفيق مولانا جل ذكره وتأييده : أنتم جميع المسلمين واليهود والنصارى تعتقدون بان الله عز وجل خاطب موسى ابن عمران من شجرة يابسة ، وخاطبه من جبل جامد أصم وسميتموه كليم الله لما كان يسمع من الشجرة والجبل ، ولم ينكر بعضكم على بعض ، وأنتم تقولون بان مولانا جل ذكره ملك من ملوك الأرض ، ومن ولي على عدد رجال كان له عقل الكل ، ومولانا جل ذكره يملك أرباب ألوف كثيرة ما لا يحصى ، ولا تفاس فضيلته بفضيلة شجرة أو حجر ، وهو أحق بأن ينطق البارى سبحانه على لسانه، ويظهر للعالمين قدرته منه ، ويحتجب عنهم فيه ؛ فإذا سمعنا كلام مولانا جل ذكره قلنا : قال الباري سبحانه كذا وكذا ، لا كما كان موسى يسمع من الشجرة هفيفا فيقول : سمعت من الله كذا وكذا ، وهذه حجة عقلية نكر : ينكروا، ب.
يحصى : تحصى ، ب ذ لا يقدر أحدكم ينكرها . وقد اجتمع في القول بان لمولانا جل ذكره عقول الأمة، وان الشجرة والحجر لا تفهم وتعفل عن الله ، ومن يفهم ويعقل عن الله أحق بكلام الله وفعله ممن لا يعقل عنه ، وإن كانت لشجرة حجابه فالذي يعقل ويفهم أحق ان يكون حجاب الله ممن لا عقل ولا يفهم ، وكيف يجوز للبارى سبحانه ان يحتجب في شجرة يخاطب كليمه منها? ثم تحرق الشجرة ويتلاشا حجابه ، سبحانه الإله لعبود وتعالى عما يصفون المشركون ، لا يدرك ولا يوصف مولانا الحاكم جل ذكره وحجابه في كل عصر وزمان ، باختلاف الصور والأسماء ، كم طق القرآن : «كل يؤم هو في شأن» [29/55] ، لا يشغله شأن عن أن ، وهو القادر القهار العلي العظيم .
م اني اقول بتأييد مولانا سبحانه بان الله الذي يتصور من الكاتب القلم في اللوح ، هو مخلوق غير خالق ، لأن الله لا يتصور في شمي- بالا بأربع آلات : دواة ومداد وقلم وقرطاس وخامسهم الكاتب ، والله أربعة احرف ، فإذا تهجيت حروفه وجدتها أحد عشر حرفا : ألف لاثة ، لامين ستة ، هاء حرفين ، والكاتب تمام الإثنا عشر حرفا ، والكاتب لا يكتب الله إلا بعد ان يكمل له عقل وتمييز وحواس وخمسة ا3 ت لا بع يكتب بها ، ودواة ومداد وقلم وقرطاس، وأربع طبائع الأمهات لتي تتكون الأشياء منها ، وهيولى الطبائع الذي هو داخل فيهم خارج منهم بغير تجسيد ، فذلك تسعة وعشرون آلة من قبل ان يتصور الله اللوح ، والألف الذي في اللام خفي فيه وثماني وعشرون حفا ظاهرة وهم حروف 21 المعجم ، كما قال ان ثمانية وعشرين آلة ظاهرة غير العقل حروفه : حروفها ، ب.
بروف : من5 ب.
الذي عجزروا العالمين عنه ؛ والألف والباء والتاء والثاء يتشابهون بعضهم بعض ، غير ان الألف يكتب بالطول ، والباء والتاء والثاء تكتب لعرض ، والألف دليل على العقل وهو الإمام، والألف قائم بلا نقطة قوقه ولا علامة تحته ، والباء دليل على النفس ، وهي الحجة وتحته نقطة احدة ، لأن بينه وبين العقل حدا واحدا ، وهو الضد الروحاني فصارت نقطة الباء من تحت حيث عصى الضد أمر بارئه ، ونافق على مامه وهاديه ، ولو كان الضد طئعا لكانت نقطة الباء من فوق ، فلما سبق الضد صار حزبه أكثر من حزب النفس ، والتاء دليل على الكلمة رفوفها نقطتان دليل على الحدين اللذين فوقه ، والثاء دليل على الجنا الأيمن ، وهو السابق رابع الحدود ، ونقطه دليل على الثلاثة حدود الذين ثوقه في المرتبة ، وكتبتهم بالعرض دليل على طاعتهم للإمام الذي هو العقل وقبولهم منه ؛ والثلاثة الذين فوق السابق لهم أسماء كثيرة يقولوها لعامة ، ولم يعرفوا معانيها ، مثل القدر والقدير والقدرة ، والإرادة والمشيئة والكلمة ، والعزة والسلطان والعظمة ، وجميع الشيوخ المتقدمين لم يعرفوا فوق السابق غير الكلمة ، وقالوا بانها هي هو وهو هي ، كما ذكرناه ف ول الكتاب . اسأل المولى جل ذكره ان لا يؤاخذهم بما كقصروا عن بيان الحقائق ، واسأله التمام بفضله ورحمته .
ثم نرجع إلى الحروف ومعانيها على الترتيب ، فالجيم والحاء والخاء ف لصورة شيء واحد ، لكن بينهم فرق كثير في الحقيقة ، لأن الجيم دليل على شريعة الناطق الظاهرة ، والنقطة التي تحتها دليل على شريع لأساس التي هي تحت الظاهر مستورة فيه ، والخاء دليل على شريعة الأساس وهو التأويل ، والنقطة التي فوقها دليل على شريعة الناطق التي ي عالية على شريعة الأساس ، والجيم والخاء هما يمين وشمال كما قال 2 ي المجلس : اليمين والشمال مضلتان والنجاة فهي المحجة الوسطى ، الحاء دليل على شريعة قائم الزمان وهي شريعة روحانية بغير تكليف .
وحجة قائم الزمان تنطق وتقوم بالشريعة قبل ظهور القائم ، وحروف اسم حجته في وقت ظهوره ثلاثة أحرف ، واسم قائم الزمان أربعة احرف ، وأول الاسمين ح فسمي إبليس حارت لأنه تحير في الحائين اللذين هم حرفين قائم الزمان وحجته، وسمي أيضا حارت، لأنه تشبه بقائم الزمان وحجته وادعى منزلتهما ؛ والجيم سمي جيما لأنه جمع نواميس النطقاء وزخرفهم أجمعين ، وسمي خاء لأنه خليفة الناطق وحليفه ، وسمي حاء لأنه احتوى على علم الجيم والخاء اللذين هما الناطق والأساس ؛ والحاء في حساب الجمل ثمانية ، وكذلك قائم الزمان احتوى على علم الثمانية حذين هم حملة العرش ، كما قال : «ويحمل عرش ربك يومئذ ثمانية [17/69] ، وهو توحيد مولانا العلي الأعلى سبحانه وعبادته . وكذلك الميم والواو والراء والزاي والنون شيء واحد ، وهذه صورتهم عند زولهم : م و ر ز ن ، لكن الميم شكلته من خلفه مدورة ، والواو شكلته دامه ، وهذه صورتهما ، والنون يبقى على حاله لكن فوقه نقطة ، والميم دليل على محمد ، والواو دليل على وصيه وشكلتاهما دليل على شريعتيهما ، وشكلة الميم من خلفه مدورة ، كذلك شريعة الناطق ظاهرة ، وشكلة الواو قدامه ، كذلك شريعة الأساس باطنة ، ولولا الشكلتان اللذان على الميم والواو لما كانا يعرفان ، وكذلك محمد وعلي ، لولا ظاهر الشريعة وباطن التأويل ، لما كان يقع عليهما اسم الناطق والأساس ، النون دليل على شريعة قائم الزمان ، ليس لها ظاهر ولا باطن ، والنقطة تي فوقها دليل على ظهور قائم الزمان بالقوة والسيف ، والهاء 9 3 فوقهم ، ب 5 على اسم الهادي ، والهاء تكتب في آخر حروف الله ، كذلك الهادي لهر في آخر الأدوار وتمامها ، والألف دليل على ظهوره بالتأييا والسيف ، لأن الألف دليل على العقل ، واللام دليل على النفس، والياء دليل على استجابة العالمين ، والهاء دليل على اسم الهادي ، يعبدون مولانا الحاكم سبحانه وينادونه : يا إله الأولين والآخرين ، فحند ذلك يصير العالم بسيطا روحانيا ، والمذهب لاهوتيا شعشعانيا وجميع من ذكرتهم عبيد لمولانا الحاكم جل ذكره ، وهو المعبود لوجود ، لا يوصف باللسان ، ولا يدرك بالجنان ، الواحد الأحد لا كالآحاد ، الفرد الصمد لا كالأفراد ، مبدي كل شيء ومعيد كل شيء ، سبحانه وتعالى عما يصفون ، والحمد لمولانا وحده ، وهو حسبنا ونعم لعين النصير كتب في شهر رمضان الثاني من سنين هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا وحده وشدة سلطانه . تمت الرسالة بحمد مولان ومنه.
[14] الرسالة لموسؤخومة بسبب الأسباب والكنزرلمن ايقن 1 واستجاب وكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من لا دذل في الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك لأنام . حدود دعوته حروف بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد لمولان الذي ليس له في السماء نظير ، ولا في الأرض من هو به خبير ، ولا له شير ، ولا في العالمين له قهير ، ولا في العظمة من هو عليه قدير ابدح ن نوره الشعشعاني الكامل العقل الكلي ، وابدع من نور العقل النفس لقيفي ، وابدع من نور النفس الكلمة ، وابدع من نور الكلمة السابق ، وابدع من نور السابق التالي ، وابدع من نور التالي الأرض وما عليها ، والأفلاك الدائرات ، والبروج الإثنا عشر ، والطبائع الأربعة ، والهيولى الذي هو الطبع الخامس ، فجميع ما في الخلق الذي يسمونه العامة سماء ، هم الأفلاك يخدمون الأرض وما عليها بسبب النور الذي فيها، واظهار ناسوت مولانا العلي الأعلى منها ، ومعجزات لاهوته عليها ، وهو لمنزه عن الصفات واللغات ، سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا) إما بعد . فقد وصلنا أيها الأخ الشفيق ، ما كتبته مت لدنا في طلب لعلم الحقيق ، وما يتقوله 3 الفاسق الفسيق ، وليس علم التوحيد ، كعلم لفلاسفة والتلحيد ، ولا كما رتبوه الدعاة والعبيد ، ولا الدرة اليتيمة كالحجر الجلميد ، ولا الإحدانية كالواحد المفيد ، ولا العال الذي لا يدرا علة علم تعادلا ، بل الحقائق تأييد من المعل الأزل إلى عبده علة العلل ، والمعل هو الأحد ، والعلة هو الواحد الذي يفيد جميع العالمين ايقن : يقن ، ر33.
لوا كبيرا - 1 يتقوله : يقوله ، ث.
وهم الدعاة والمأذونون والمكاسرون والمستجيبون بعلمه ، وبما ايده المولى سبحانه من رحمته وحكمته ، وهو الواحد في كل عصر وزمان ، الذي هو لعلة معلم العالمين ومؤد بهم ، وسائر الناس بمنزلة الصبيان الذين في لكتب.
ما منهم صبي إلا ويجب عليه طاعة أبيه أكثر من طاعة المعلم ، وهو حبه أكثر منه ، لكنه يفزع من المعلم أكثر من أبيه ، لأن الأب قد فوض أمره إلى معلمه ، ونزه روحه عن مخاطبة ولده ، فالأمر الحقيقي الكلي للأب ، ولكن المعلم الذي يضربه ويعلمه الخير وينهاه عن الشر ، فمعلم الكتاب علة الصبيان وعذابهم ورحمتهم ، يضرب من يشاء منهم ويحست لى من يشاء منهم ، غير ان ليس للمعلم ان يعمل مع الصب خصال مذمومة : لا يسبه بالفاحشة ، ولا يضربه ضربا يكسر له عضوا ، لا يفسق به ، ولا يقتله ؛ فمتى فعل خصلة من الأربع خصال كان الأب خصمه ، وللمعلم ان يعتذر إذا جرى منه هفو في السب ، ولا يعود إليه ، وله يأيضا ان يعتذر إذا غلظ في الضرب ، وإن كسر للصبي عضوا يجبر ذلك العضو ، وينفق على الصبي من ماله إلى إن يبرأ وليس للمعلم ان يعتذر من فسقه بالصبي ، ولا يحتج بحجة إذا قتله، إلا إن يريد أبوه يعفو عنه بفضله.
كذلك 4 إمام الزمان ، وهو عبد مولانا جل ذكره ، وهو مؤدب العال ومربيهم بالعلم الحقيقي ، قد فوض المولى سبحانه جميع أمور عبيده لدينية إليه ، وجعله علة لهم ، وبه ثوابهم وعقابهم ، والمولى سبحانه المعبود الموجود لكنه منزه عن المشاكلة والمشافهة والمخاطبة ، وعن التربية الإفادة ، فجميع أمور الدعاة والمأذونين والمكاسرين والمستجيبين راجعة كذلك : وكذلك ، ث .
5 إلى الإمام في كل عصر وزمان ، يعزل منهم من يريد ، وينصب منهم من يريد ، ويعطي كل ذي حق حقه من العلم الحقيقي ، بمقدار ما يوفق المولى سبحانه . وليس له ان يدلس على المستجيب دينه ويستره عنه ، إن دلس عليه وستره عنه ضرورة فكشف6 له وقتا آخرا ، ويبلغه الغاية والنهاية ، وليس له أيضا ان يرد أمره وتربيته إلى داع مقصر فيكسر عضوه، فإن فعل ذلك من قبل ان يكشف أمر ذلك الداعي، ثم بان له تقصير ذلك الداعي فله ان يعزل الداعي وينصب غيره ، حتى يجبر كسر لمستجيب ، وليس له ان يدعوه إلى نفسه في العبادة ، وهو بمنزلة الفسة بالصبي ، وليس له منه توبة ؛ وليس له ان يحيد يالمستجيب إلى عبادة أحد من المخلوقين ، ولا يدعوه إلى توحيد أحد من العالمين ، وهو القتلر الحقيقة ، وليس له منه توبة إلا إن يشاء مولانا جل ذكره . والإمام هو لأمير ، وسائر الحدود بمنزلة العسكرية ، والمستجيبين بمنزلة الرعية ، وفرضت طاعته عليهم ووجبت حيث جعله المولى سبحانه قبلة لهم وإماما حت صلون به إلى معرفة باريى البرايا معل الكل ومبدعهم ، سبحانه وتعالى عما يصفون.
وفهمت ما ذكرته عن نفسك بأنك تريد جمالي بخاصة جمال الخدمة إصلاح المنطق فيه ، وقلت بأني كتبت في صدور رقاعي : معل عل لعلل صفات العلة ، وطلبت معانيه ، وذكرت ان علة العلل إشارة إلى السابق في كل عصر وزمان ، وهو موجود في العالم ، وطلبت فيه خرافات الشيوخ ، وقلت بان هذه العلة هو السابق لا تدركه الأوهام بالتفكير ، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير ، ولا تصفه الألسن بالتعبير ، -ث خ فكشف : فيكشف ، ث ل . و.
مبدع من العقل والحس والوهم ، والذي جمع ذلك ، اعلم ان هناك عل علم لا غير ، لا ذات نطق ولا سمع ، كما ادعاه من ادعاه ، ولا شخص وقع عليه عيان" ، كما حكاه من حكاه ، ولا إحاطة بتحقيق كان، كما سطره من سطره ، وذكرت عني ما لم اقله : اسأل المولى ان لا يؤاخذك ، وقلت باني ذكرت في صدور رقاعي ان هناك علة العل وعلة أخرى فوقها ، ومولانا الحاكم جلت قدرته معلها وصانعها ، وقلت : إن قال ضد فضولي ، أو ند ولد زناء ، حقق لي علة العلل والعلة التي فوفها والصفة التي لها ، وهذا كلام فاسد . وأنا بمشيئة المولى ابين لك جوابا يوقفك على الحقائق بحسب ما اوجبه الزمان ، لا باستحقاق نستحقه أنت ، ولا أحد من جميع العالمين كافة ، إلا قتضلا من المولى سبحانه ورأفة.
ذكرت بانك طلبت بهذه المكاتبة حالين أحدهما قهر الضد والثاني 1 تنفر قلوب المؤمنين ، وذكرت بان الغرض في جميع الأحوال ومن ميع العالمين بأن يوحدوا المولى جل ذكره لا غير ، وذكرت بان عندك لة كثيرة واضحة8 عقلية وشرعية تقهر بها من يتكلم ، وتحقق وتصحح بان مولانا جل ذكره إله منيع قادر قاهر معطر مانع ، وذكرت بان الضد يقول : إن صححتم لنا بان العلة غير مدروكة ولا موصوفة ولا محاطة عيان ولا بمكان ، فقد بطل قولكم بالقرب والدنو والخطاب ، وإ اعترفتم بالتحديد والصفات وتحقيق النظر والإحاطة ، فقد بطل ما عتقدتم وحصلتم تعبدون المخلوقين ، لأن ذلك واقع بالمخلوقين ؛ وسالت أن اعرفك ما تبني عليه مذهبك ، فإن كان أصل البناية انك تقول ان ايان : العيان، ب . / - 6 السماء علة ، ومولانا الحاكم جلت قدرته صانع تلك العلة ، فاسمع اطع ولا تتجاوز ، وإن كان لها معنى قد خفي عنك فأنا اعرفك به أنك بلغت بروحك في تأليف الرسائل والكتب ونسبتها إلي وطلبرن يذلك جمال الخندمة . وأنا ابين لك ما سألت عنه واجاوبك عليه بابا باب بمشيئة مولانا جل ذكره وتأييده ، والروح القدس واصل إلي في لرفة مين بغير واسطه روحاني ولا جسماني ، فله الحمد والشكر وحده .
علم ايدك المولى بطاعته ، وجنبك عن معصيته ، واعانك على حقائق دعوته ، اني ما اردت ان اجاوبك عنها ولا اكلمك عليها ، لأنك ما سألتني سؤال داع يسأل إمامه ، بل اظهرت لنفسك العلم والإفضال الحقيقة ، وهذا نفس الخطاء ، فرجعت إلى ما ايدني به مولانا البار يحعلام العلي الأعلى الجبار جل ذكره من علمه ، وما البسني من حلمه ، ما فوضه إلي من تعليم العالم وتأديبهم ، فعلمت بانه خطاء منك بخير تعمد، وهفوة بدرت. فكتبت هذا الكتاب بتوفيق مولانا جل ذكره باري الأرباب ، وبينت فيه جميع الفنون والآداب ، وجعلته كنزا لأهل التوحير من استجاب ، وسميته بسبب الأسباب. فإذا قرأت ما فيه فميز يعقلك عانيه ، وارقق في دقائق الحكمة أبوابه ومراقيه ، ونزه مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، عن جميع الأسماء والصفات ، والأجناس واللغات ، واشكره حق ما يجب عليك من كمال الشكر وأصناف حدوده بحسب استطاعتك ، ولا تنطق بالرأي والقياس ، فأول من نطق برأيه وقاس العلم بهوائه إبليس ، فاخرج من الدعوة واسقط من جملة الحدود ، اعاذك المولى سبحانه من ذلك وجميع المؤمنين الموحدي المخلصين .
والروح القدس : والروح يدس ، في جمي لمخطوطات .
-ب 2 فأول باب ذكرته ، ايدك المولى بالثبات ، انك تريد جمالي بخاصة حمال الخدمة ؛ اعلم ايدك المولى بطاعته ان ليس لك من الأمر لا ظاهر لا باطن ولا لأحد من جميع العالمين كافة ، لأن جمال الظاهر ما تريده لي من المال ، والخيل والجمال ، والعزة والمقال ، واليد الباسطة على أهل لغي والضلال ، فما لك عليه استطاعة ولا بفعله طاقة غير ما تتكل لسانك لا غير ، وكذلك جميع العالمين لا يقدرون على جمال نفسهم ، فكيف يقدرون على جمال من هو فوقهم ظهرا وباطنا ؟ وإنما جب ان يقول هذا رجل عالي الأمر لرجل هو دونه في المرتبة ، ولا يجوز ان يقول هذا لمن هو فوقه الباتة . وأما جمال الباطن ما تريده من إظهار العلوم الحقيقية ، ومادة الحكمة العلوية ، والغلبة لأهل الشراتع الحشوية ، فليس لك فيه مرام ، ولا لأحد فيه كلام ، إلا بتأييد مولانا بحانه وتعالى إلي عى كل عصر وزمان ، بغير واسطة جسماني و« روحاني ولا نفساني ؛ ولي ان انكر على الناس مذاهبهم ، واصحح قوالهم ، وليس لأحد من جميع العالمين ان ينكر علي لأن المولى سبحانه اصطفاني ، وابدعني من نوره الشعشعاني من قبل ان يكون مكان ولا إمكان ، ولا إنس ولا جان ، وهو من قبل ان يخلق آدم العاصي وآدم النسي بسبعين دورا ، بين 12 كل دور ودور سبعون أسبوعا ، يين كل أسبوع وأسبوع سبعون عاما ، والعام ألف سنة مما تعدون ؛ ما منها عصر إلا وقد دعوت العالمين إلى توحيد مولانا العلي الأعلى سبحانه وإلى عبادته ، بصور مختلفة ، ولغات مختلفة ؛ فمن العالم من استجاب إلى توحيده وعبادته ، ومنهم من نفر عن بيعته وكفر بنعمته ، وعبد ير: غيره ، ث .
بين : وبين ، ب .
2 الصنم واشرك في ربوبيته ، فاستحقوا العذاب الأليم والعقاب بما كانو يشركون . وأنا ابين لك في آخر هذا الكتاب أسماء مولانا العلي الأعلو سبحانه وتعالى في كل دور منها ، وهو ما كان يتظاهر به للعالم مرن حيثهم في الجسمانية ، ولاهوته منزه عن الأسماء والصفات والأجناس واللغات ، واسمي في كل دور منها وما كانوا يعرفون به أصحاب لأدوار ، واذكر اسم الضد الروحاني في كل دور منها المعروف بإبليس لتقف على ما لا يقف عليه أحد من المسلمين ، ولا من جميع أصحاب لشرائع المتقدمين ، وتقف على ما يهديك إلى الحقائق ، ويمنعك عن طرقات البوائق ، وتعلم اني اقدر على جمالك وجمال غيرك في ظاهر لدنيا وباطن الدين ، وأنتم لا تقدرون على جمالي إلا باللسان ، أو نية لقلب فقط.
وهاهنا باب ثاني مذموم اعاذك المولى سبحانه منه ، وذلك قول من قول من كافة الناس باني اخترعت هذا الأمر من روحي ، أو صنفت العلم ذاتي وقوتي ، ومولانا الحاكم جلت قدرته لا يعلم بذلك ول رضاه ، فينظر من حيث 14 هو إلى كلام لم يدركه عقله ولم يقف علو عناه، فيقول : قد رأيت وان رأيي أحسن من رأيه، واصنف كلاما أنظ ن كلامه ، فيجب علي ان اعرفه ما ليس عنده حتى يشكرني عليه هذا نفس الشرك في الإمامة . وأنا اعيذك من ذلك وجميع الموحدين المخلصين ، بل يجب عليك وعلى غيرك إذا قرأ لي كتابا ، او س لي لاما انكره عقله ، فليسأل عنه سؤال العاجز المستفيد المتعلم الراغب ويقر بانه لا يفهم ذلك الكلام، فيكون محمودا في سؤاله ، مشكورا أنيي : من ذاتي ، ث د حيث : -1 2 قاله ، ويستفيد مني في جميع أحواله ، فاجيبه عن ذلك بمشيئة المولى سبحانه.
وأما قولك باني كتبت في صدور رقاعي : معل علة العلل صفات لعلة ، فقد ذكرت بعض الكتبة بغير ان تفهمه ، ونسيت بعض الكتبة ولم تدركه ، ولم تنظر ترتيب الكتبة وما رسمته في سطورها ، وذلك لدود معروفة لا يجوز للكاتب ان ينقص من سطر أو يزيد في سطر ، ولو تي اردت ان لا تخفي معانيها على أحد ، لكتبتها في سطر واحد من اتو الرقعة إلى آخرها ، لكني جعلتها في الوسط لأنها ليست من الظاهر لا من الباطن ، لأن اليمين والشمال مضلتان ، والوسطى هي الطريق لى النجاة ، والوصول إلم ) - غاية الغايات ، ونهاية النهايات ، وهي عبادة مولانا جل ذكره وتوحيده سبحانه فأول اسطر الكتبة كان : توكلت على مولانا جل ذكره ، والثاني : وبه ستعين في جميع الأمور ، والثالث : معل علة العلل ، والرابع : صفات لعلة بسم الله الرحمن الرحيم . فهولي : توكلت على مولانا جل ذكره ، اردت به لاهوت مولانا الذي لا يدرك بوهم ، ولا يدخل في الخواطر والفهم ؛ ما من العالمين أحد إلا وهو معهم وهم لا يبصرون ، «يعلم حائنة الأعين وما تخفي الصدور» [19/40] ، وهو جل ذكره أعظم من ن يوصف أو يدرك ، من اتكل عليه فهو يكفيه جميع مهماته ، ولا يقول حد من جميع العالمين انه توكل عليه ولم يكفه ما همه ، سبحانه وتعالى من اقاويل المشركين وأباطيل الملحدين علوا كبيرا ؛ فلو اتكل عليه حسب توكله لكفاه جميع مهماته ، وجبر العالمين على مرضاته ، لكنه يتوكل عليم .
بلسانه ، وقلبه يحذر المشركين ، ويوري العالم عبادة ، وهو عابد الصنع اللعين ، فبهذه الأفعال استحقوا العذاب و«هم لا يعقلون [171/2] .
22 في السطر الثاني : ويه استعين في جميع الأمور ، اردت به ناسوت الحجاب الذي احتجب عنا فيه ، والمقام الذي ينطق منه ، وهو ما نراه ن صورة بشرية ؛ فإن قال قائل : كيف يجوز للباري سبحانه ان يحتجب في بشر وينطق منه ، وقد قلت انه لا يدرك? قلنا له : قد اجتمع سائر أهل الملة والذمة بان باري البرايا سبحانه لا يدرك ، وقالوا انه سأكن في السماء ، وقد استوى على كرسي العرش ، وانه احتجب في شجرة لا تعقل ولا تفهم ، وينطق منها مع موسى ابن عمران ، وانه كان يسمح لصوت من الشجرة يقول : يا موسى ادن مني واعرف قدري ، فاني ان لله، وكان أيضا إذا سمع كلاما من الشجرة يقول : قال الله لي كذا كذا ، وإذا سمع كلاما من الجبل يقول : قال الله لي كذا وكذا، ولم نكروا عليه قوله ؛ فنحن أحق وأولى بإجازة الحجبة والنطق والقول بانه سبحانه احتجب في شخص ناطق عالم صفي من اصفيائه ، وان خليفته وصفيه أحق وأولى بإجازة الحجبة والنطق من شجرة يابسة أو حجر أو صنم ، فهذه حجة واضحة عقلية لا يقدر الضد على ردها بوجه ولا ببسبب .
وفي السطر الثالث : معل علة العلل ، عطفا على القول توكلت علمو مولان جل ذكره ، ونحن نبين عنها بالمعل حتى لا تخفي على أحد ن العالمين ، أو يذهب ذهنه إلى غير المعنى كما ذهب ذهنك إليه ، ومثل ذلك قولك توكلت على الأمير في حاجتك ، والأمير فهو كلام بهم ، لكنك ترجع و تفصح عن قولك ، وتقول : أمير الأمر ، فيعلم جميع العالمين لمن اعنيت بذلك ؛ وعلة العلل فهو عبد مولانا جل ذكره ، هو القائم بأمور الحدود ، لأن الحدود هم أعلال العالم لأن العالم تحيروا 1 معانيها ، ث فيهم ، فأقوام جحدوهم ، وأقوام تغالوا في مراتبهم ، فجميعهم مرضى لقلوب ، والحدود يأضا محيرون في إمام الزمان ، فبعضهم يشكون في وينقصون من منزلته ، وبعضهم يتغالون فيه ويجعلوه المعبود الكلي ، فصار هو علتهم حيث تحيروا فيه ، واعتلت أديانهم بسببه ؛ ومن اعطاه حقه واقر له بالإمامة ، وجعله عبد مولانا جل ذكره ، وان ليس له حول ول ثوة إلا بمولانا جل ذكره ، زالت عنه الأمراض الدينية الحقيقية التي منها تكون الموتة الأبدية ، ومولانا سبحانه معل هذه العلة ، أي مبدعه مبدئها القادر عليهم ، وعليها.
وفي السطر الرابع : صفات العلة بسم الله الرحمن الرحيم ، وهم سفات هذه العلة المذكورة الذي هو الإمام ، وهي في آخر الكتبة ، لأن سم الله سبعة أحرف ، دليل على سبعة دعاة أصحاب الأقاليم السبعة، و الرحمن الرحيم إثنا عشر حرفا ، دليل على إثنا عشر داعيا أصحاب الإثنتا عشرة جزيرة ، وأيضا دليل على سبعة أفلاك و اثنا عشر برجا ، وهم كلهم موجودون في عصر مولانا جل ذكره ، مستخدمون تحت أمر هذ الإمام ومن قبله ، فصاروا صفاته ، حيث يقال : هذا داعي فلان ، أو مت أصحاب فلان ، فصاروا صفاته بهذا السبب ، وهم حروف بسم الله رحمن الرحيم ؛ فبهذا الوجه قلت في رابع السطور صفات العلة أي حدود الإمام بسم الله الرحمن الرحيم ، أي هؤلاء الدعاة إلى توحيد مولانا جلت قدرته ، معل الكل ومبدعهم ومبدئهم بلا شبه ولا شكل ولا نظير ، يفعل ما يشاء ، كيف يشاء ، متى يشاء ، بلا اعتراض عليه ، وهو العلي الأعلى بلا بداية ولا نهاية ، سبحانه وتعالى عما يصفون .
لباب الثالث أما قولك : وما سطرته في رقعتك بان العلة إشارة إلى لسابق في كل عصر وزمان ، وهو موجود في العالم ، وهو علة لا تدركه 2 الأوهام بالتفكير ، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير ، ولا تصفه الألسن بالتعبير ، مبدع من العقل والحس والوهم ، والذي جمع ذلك ، اعلم ان مناك علة علم لا غير ، لا ذات نطق ولا سمع ، كما ادعاه من ادعاه ، لا شخص وقع عليه عيان ، كما حكاه من حكاه ، ولا احاطة بتحقيق كان ، كما سطره من سطره .
اعلم ايدك المولى بمعونته ان جميع ما ذكرته فهو من خرافات الشيح لمتقدمين ، وما دلسوه على المستجيبين ، وستروه عن الموحدين ، وبنيت قولك على ما رأيت قي كتب الفلاسفة الملحدة ، والمنطقية المشركة، ملأنهم لم يعرفوا العلة وما معلها، فاشاروا إلى الأفلاك والطبائع ، وجعلو لة الأشياء ومكونها خامس الطبائع ، الذي هو داخل فيهم خارج منهم ، لأن الطبائع كلها من قوة الخامس تكونت ، وهو هيولى الكل وأصلهم خارج من عددهم ، داخل في جميع أفعالهم ، لا يقع عليه حرارة ولا برودة ولا يبوسة ولا رطوبة ؛ فبهذا السبب جعلوا له القدرة الخلق ، وقالوا بانه العلة التي لا نهاية لها ، وهو على كل شيء قدير هذا إيمان ممزوج بالكفر ، وتوحيد موشح بالشرك، وحكمة قد علاه الجهل ، لأن كل شيء وقع عليه اسم العلة لا بد لها من عال يعله ويكونها. فإن كانوا اصابوا بقولهم انها علة، فقد اخطأوا بقولهم انها علة العلل ، واشركوا بالمولى جل ذكره ، لأن خامس الطبائع الذي هو هيولى لطبائع الأربعة التي منها تكونت الأفلاك السبعة ، والأمهات والأستقصات من الأرض صعودها ، ومنها مادتها ، فصارت الأرض عن لتيك العلة التي اشاروا إليها كلهم ، فالقرار الأكبر ومعدن كل فخر لأرض ، والأرض زبد الماء ، والماء حياتها وحياة من عليها ، والماء فهو نبح من جبل المشيئة ، والمشيئة انبجست من الإرادة ، كما قال : نما 24 امعه إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون» [82/36 - 83] ؛ وأكي رادة فهو علة العلل ، وهو لعقل الكلي ، وهو القلم ، وهو القاف ، وهو القضاء ، وهو الألف الابتداء، وهو الألف بالانتهاء فقد بطل ما قالته الفلاسفة وما اعتقدوه في هؤلاء الجمادات التي ل مقل لها ولا تمييز ؛ ومثل الأفلاك كمثل الطواحين والنواعير التي لا عقل لها ولا تمييز ، تطرح قدام الطاحون الدقيق كله ولا تدري ، وإلى حواليه لغبار ولا تدري ، وكذلك الناعورة تروي ومضعا من الأرض و6الا دري ، وتشرق موضعا من الأرض وهي لا تدري ، فلا للدابة عقل ، ولا لآلة عقل، والبقار خامس الطبائع ، لأن البقار ليس هو من الدابة ول« من الآلة ، وصنعته وتدبيره داخل فيهم خارج منهم ، لكن البقار أيض ريب إلى البهيمة ، أو كالنعار الذي لا روح فيه ، لأن عقله على قدر همته ، وعلى ما تربى عليه طبعه ، فهو علة هذه الناعورة ، لكنه ليس علة العلل ، ولو اخرج البقار من تيك الصنعة التي دبرها إلى غيرها ، لما رفها وبقي متحيرا فيها ، وكذلك الأفلاك التي طبعها السعادات لا يقدرون على النحوس في أوقات السعود ، وأصحاب النحوس لا يقدرون على السعود في أوقات النحوس ، وهو اعني الطبع الخامس لا يقدر يغير ؤلاء الأفلاك فيقدر على الذي يدور دولابيا يدور رحاويا ، ولا الذي يصعد بالنهار يصعد بالليل ، ولا الذي يصعد في الصيف يصعد لشتاء . فقد بان عجز الكل منهم وان لهم علة أخرى أقوى منهم ، رأيناهم يخدمون البشر ، مستخدمين لهم في العلو والسفل، فعلمنا بان آدم الصفاء الكلي هو علة العلل ، ينتقل من صورة إلى صورة ، كما 16 هي 4 ب.
5 يشاء معلها ، مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الصاحبة الولد ، فعلة العلل حاضر في كل زمان ، موجود في كل أوان ، وهو عبد أمور ؛ فكيف يجوز لك أو لأحد من جميع العالمين ان يقول انه لا دركه الأوهام بالتفكير ، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير ، ولا تصفه الألسن بالتعبير ، وقد شهدت له بانه مخلوق ، وهذه صفة الخالق ، وكل خلوق مدروك ، وكل مدروك يرى ويشاهد بالعيان ، وكيف انك ثب واوضحت في قولك انه مدروك ، لأنك قلت انه خلق من العقل والحس والوهم ? ومن كان خلق العقل ، فهو يدرك بالعقل ، وكلهم مخلوقون دروكون.
ثم انك قلت : ان هذه العلة هو السابق في كل عصر وزمان ، ولا يجوز ان يقال لشيء سابق الأشياء غير من لا يكون فوقه مخلوق ، وأنت قد قلت ان العقل فوقه ، فكان العقل أحق بالسبق من مسبوقه ، ثم بعده الحس ، ثم بعده الوهم ، كما نزلته أنت في نسق كلامك ؛ وكيف يجتوز لك ان تعتقد بان السابق ليس بذات نطق ولا سمع ولا شخص يقع عليه العين ، وقد شهدت له بالسبق ؟ فإن كنت شهدت له يالسبق على غير عيان ، فقد شهدت بما لا تعرف ، وهي شهادة زور ، وإن شهدت له بغير احاطة ، فهو من المحال ، لأنه لا يجوز لك الشهادة على ما لا تحوط به ، وإن شهدت له بعقلك فقد ادركته وحاط به قلبك ، فهو مخلوق مدروك ، وإن قلت باني شهدت بما رأيت من علاماته للعالم ضرورة لا اثبات18 حقيقة ، فقد اشركته بالعال لها وبارثها الذي كونها ؛ وكيف انك لا تقدر تقول هذا بعد ان جعلت فوقها العقل والحس والوهم ؟ والكل مين : العيان ، ث د ر.
١ اثبات : لاثبات ، ث لل خلق العال العلي الأعلى ، الحاكم على أهل الأرض والسماء ، سبحانه تعالى عن الضد والند والشبه علوا كبيرا اعلم ايدك المولى بطاعته ان الأفلاك السبعة وهم حروف بسم الله ، ييل على سبعة دعاة أصحاب الأقاليم السبعة ، والبروج الإثنا عشر، وهم الرحمن الرحيم دليل على أصحاب الإثنتا عشرة جزيرة ، وهم حقائق الطبائع الأربعة لأن في أيديهن الطبائع الدينية ، وهم علم ناطق والأساس والإمام والحجة ، والطبع الخامس الذي هو الهيولى دليل على التالي ، والكل من الأرض ، والأرض دليل على السابق والأرض زبد الماء ، والماء دليل على الكلمة العليا ، والماء انبعث من المشيئة ، والمشيئة دليل على النفس الكلية ، والمشيئة خلق العقل وهو كة رادة ، وهو علة العلل ، وكل واحد منهم علة لصاحبه ؛ فبعض الناس ينفصون من درجتهم ، وبعضهم يزيدون في فضيلتهم ، فيعتل يتهم بسبب هؤلاء الحدود . وشطنيل الحكيم هو الإمام العظيم ، ظهرا في كل زمان ، هاديا في كل أوان ، وهو علتهم لأنهم إن شكوا فيه فقد كفروا واعتلت أديانهم إلى الأبد ، إلا إن يتوب عليهم فهو الغفار لرحيم . وجميع هؤلاء الحدود الذين ذكرتهم مشخصون في وقتنا هذا في حضرة مولانا الحاكم سبحانه وتعالى ، عال الكل ومبدعهم مصورهم ، وهو سبحانه منزه عن الكل ، وجميع ما في القرآن الصحف وما نزله على قاسي من البيان ، ومن الأسماء الرفيعة فهو يقع على عبده الإمام ، لكن بحسب طاقة العالم وما يتسع في خواطرهم نستطيع عليه ألسنتهم . قلنا انه المولى العلي لأنهم لم يعرفوا شيئا أعلى نه ، ونحن لا ندرك بعض ناسوته ، ولاهوته لا يدخل في الأوهام منهم : منهما، ب.
2 والخواطر ، ولا يعرف بالباطن والظاهر ، الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، لمنزه عن الصاحبة والولد ، سبحانه وتعالى عما يصفون ويعتقدون فيه للحدون ، ويتقولون المشركون لعلوا كبيرا الجزء الأول ، ويتلوه الثاني ، إن شاء مولانا وبه التوغيق الأمور ، معل علة العلل ، ومولانا حسبنا ونعم المعين النصير يجم لا [15] الرسالة الدامغة للفاسق الرد على النصيري لعنه المولى في كل كور ودور توكلت على مولانا البار العلي سبحانه .
أما بعد ، ايدكم المولى بتأييده ، إنه ورد إلي كتاب الفه بعض النصيرية الكافرين بمولانا جل ذكره ، المشركين به الكاذبين عليه ، الغاوي 3 للمؤمنين والمؤمنات ، الطالب الشهوات البهيمية ، وبرازة1 الطبيعية ، ودينه دين الصيرية الدنية ، فعليه وعليهم لعنة مولانا سبحانه ولعنة الخنازير العابدين لإبليس وحزبه ، وسماه كتاب الحقائق كشف المحجوب ، فمن ستحل الكذب قبل كتابه عبد إبليس واعتقد التناسخ وحلل الفروج و والبهتان، ونسبه إلى الموحدين الحقيقية ، وحاشا دين مولانا جل وعز من المنكرات ، وحاشا الموحدين من الفاحشات ، وحاشا لعبيد مولانا سبحانه الشركية، ان ينسب إليهم شيء من الشهوات البهيمية الدنية ، والأقاويل فمولانا سبحانه «يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور» [20/40] ، ويجازي كل «نفس بما كسبت وهم لا يظلمون» [22/45] . فلما قرأته وجب علي الاحتيأط عليكم معشر الإخوان والحفظ لأديانكم ، فكتبت هذه الرسالة ردا على ما الفه هذا الفاسق النصيري لعنه المولى ؛ كيدك يدخل أديانكم شبهة، ولا يقع عليكم عهمة.
فالحذر الحذر معشر المؤمنات ان تنظر واحدة منكن إلى رجل مؤمن أو احدة مخالف إلا بالعين التي تنظر بها إلى ابنها أو أبيها ، وتطلب كل منكن خلاص روحها بمعرفة مولانا جل ذكره ، وتعلم كل واحدة منكن ان مولانا جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه يراها حيث وفي برأزة : البرازة، خ 2 ي حالة كانت ؛ وأنتن تعلمن ان إحداتكن 2 تستحي من جارتها وتفزع ن جارها إذا4 كانت في حالة منكرة ، فكيف من لا تخفى عنه خافية ، في سر ولا اعلانية ، سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون علوا كبيرا نعوذ يمولانا من سخطه وعذابه ، ونتبرأ من كل من خالف توحيد مولانا بحانه وجل ذكره ، ولم يرو من شرابه . فعليكن معاشر المؤمتات بمعرفة ولانا جل ذكره والإقرار بوحدانيته ، والاعتراف بصمدانيته ، ولا تعبدون يره ولا تقرون6 بسواه في كل عصر وزمان ، ودهر وأوان ، ولا تلتفت احدة منكن إلى ورائها ، ولا تتعلق بمن مضى في الأدوار ، ولا بما ندرس من الشرائع والأعصار ؛ وليس يلزمكن غير طاعة مولانا جل ذكره وتوحيده ، والقبول من حدوده ، وحفظ فروجكن إلا لبعولتكن . وتعرف كل واحدة منكن بان جميع من مضى ووقع عليه الاسم والصفة2 ، مثل لسابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق والأساس والإمام والحجة والداعي ، كلهم عبيد لمولانا جل ذكره موجودون في عصرنا هذا شخصون ، وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم موجودون معنا عليكن بمعرفة المعبود الموجود مولانا سبحانه ، والتبري من الأضداد الموجودين معنا ، حتى لا تحتاج واحدة منكن تلتفت إلى ورائها لا إلى لي ولا إلى ضد ، ولا تعتقد بان مولانا جل ذكره الإمام ، بل الإما عبده وتملوكه لا يقدر على دفع مضرة ولا جر منفعة إلا بقوة مولانا جل حداتكن : إحداكن ، اج.
تستحي : تستحيى ، اج .
إذا : إذ ، اج.
تعيدوت : تعبدن ، اج .
قرون : تقررن ، اج لصفة : الصفات ، ص.
الأضداد : الأعداد ، اج 68 كره ، ومولانا منزه عن الأسماء والصفات والازدواجات ، سبحانه وتعالى عن أقاويل المشركين ، وأباطيل الملحدين علوا كبيرا أول ما قال هذا الفاسق النصيري لعنه المولى بان جميح ما حرموه مت القتل والسرقة والكذب والبهتان والزناء واللياطة فهو مطلق للعارف العارفة بمولانا جل ذكره . فقد كذب بالتنزيل والتأويل وحرف ، وما جان ه ان يسرق مال الناس ، ولا وسعة له في الدين ان يكذب إذ كان إصل دينه الكذب ، و[الكذب] أصل الكفر والشرك ، والسدق من لإيمان كالرأس من الجسد ، والقتل فما يستحسنه أحد إلا إن يكون كافرا بنعمة مولانا مشركا به غيره . وأما قوله انه يجب على المؤمن ان لا يمنع خاه من ماله ولا من جاهه ، وان يظهر لأخيه المؤمن عياله ، ولا يعترض عليهم فيما يجري بينهم ، وإلا فما يتم إيمانه، فقد كذب لعنه الله ، سرق الأول من مجالس الحكمة بقوله : لا يمنع أخاه من ماله ولا من جاهه ، ويستر بذلك على كفره وكذبه ، وإلا فمن لا يغار على عياله مميس بمؤمن ، بل هو خرمي طالب الراحة والإباحة ، رأكب هواه وضلالته ، إذ كان الجماع ليس هو من الدين ولا ينتسب إلى التوحيد ، لا ان يكون جماع الحقيقة وهو المفاتحة بالحكمة بعد ان يكون مطلقا لكلام ، مؤيدا بالحكمة الحقيقية . وأما قوله بأن يجب على المؤمنة لا نع أخاها فرجها وان تبذل فرجها له مباحا حيث يشاء ، وانة لا يتم نكاح الباطن إلا بنكاح الظاهر ، ونسبه إلى توحيد مولانا جل ذكره ، ?| فقد كذب على مولانا عز اسمه واشرك به وألحد فيه ، وحرف مقالة أوليائه الموحدين ، فعليه وعلى من يعتفده لعنة اليهود والنصارى والمجوس طلب هذا الفاسق التهمة في أبدانكن ، والفساد في أديانكن ولو نظرتن معاشر الموحدات في الأديان المضلة لبانت لكن الحقائق ، امتنعتن عن الشهوات والبوائق ، وتفكرتن في المجالس الباطنية التأويلية وأما وسائط مولانا جل ذكره فما منهم أحد طلب من النساء مناكحة الظاهر ، ولا ذكر بانه لا يتم لكن ما تسمعنه إلا بملامسة الظاهر. فعلمن انه لم يكن لهذا الفاسق النصيري لعنة المولى عليه بغية غير الفساد في ين مولانا جل ذكره ودين المؤمنين ، ودين مولانا لا ينفسد أبدا ، لكنه طلب الشهوة البهيمية التي لا ينتفع بها في الدين ولا الدنيا ، بل تضر وإتما هي شهوة ركبت من الطبائع الأربعة في سائر الحيوان ، فمن ختارها على دينه كان أشر من الحمار والبقر ، كما قال : «إن هم ا5 كالأنعام بل هم أضل سبيلا» [44/25] ، فمن نهى نفسه عن الشهوات البهيمية كان أفضل من الملائكة المقربين . والدليل على إبطال قول هذ لفاسق بان المجامعة الظاهرة تزيد في الدين ، وانه لا يتم هذا إلا بهذا فقد كذب ، فانه لو ان رجلا مؤمنا وحدا عارفا عاش مائة سنة ولم يتزوج حلالا1٠ ، ولم يعرف حراما ، لم ينقص ذلك من منزلته في الدين شيئا ، وكذلك لو ان امرأة مؤمنة موحدة عارفة بدين مولانا جل ذكره وتعبده حق عبادته وعاشت مائة سنة ولم تتزوج وماتت بكرا ، لم ينقص ذلك من دينها شيئا 11 ، ولو كان رجل كافر وامرأة كافرة ، وهما جميع يتناكحان ليلا ونهارا ويتناسلان ، لم ينفعهما ذلك ولا ينجيهما من العذاب ، فعلمنا بان جميع ما قاله هذا الفاسق النصيري محال وزور.
وأما قوله : الويل كل الويل على مؤمنة تمنع أخاها فرجها ، لأن الفر مثل أئمة الكفر ، والإحليل إذا2) دخل فرج الامرأة حدليل على الباطن امتنعتن : امتعنتن ، اج لالا : حلالة ، اج.
ن دينها شيئا : من منزلتها في الدين شيئا ، اج ؛ من منزلته في الدين شيئا ، ض .
إذا : إذ ، ص .
الا ومثوله على مكاسرة أهل الظاهر وأثمة الكفر ، والحرام على من غير المستحق فهو الزناء ، ومن عرف المباطن فقد رفع عنه الظاهر ؛ فقد كذب على دين مولانا وحرف واغوى المؤمنين وافسد المؤمنات المحصنات ، ليس كل من عرف باطن شيء وجب عليه ترك ظاهره ، وفي الأشياء ما لا يجب ترك ظاهره ، ولو علم تأويله على سبعين وجها ، منها الطهارة وباطنها البراءة من الأبالسة ، وطهارة قلوبكم من محبتهم والاتصال الإمام ، ولا يجوز لأحد ولا يستحسنه عاقل إذ 13 عرف باطن الطهارة نه يدخل الخلاء ويبول ويتغوط ، ويخرج من الخخلاء ولا يغسل قبله ولا وبره ، ولا يغسل وجهه ، ويتمضمض ويتنشق ويقول بانه قد عرف ، فاذ ترك ظاهرها يتوسخ جسمه وتنتن رائحته ويقع عليه اسم النجاسة ، بل جب على من عرف الباطن ان يزيد في طهره ونظافة بدنه ، إذ14 كان هو رسما مليحا يستحسن ظاهرها وباطنها15 ؛ وكذلك أي رجل عرف اطن ثوبه ولبسه ، وهو التقية والسترة وإقامة الشريعة مع أهلها واللطف بهم ، ثم انه ينزع ثوبه وسرباله ويرميهما ويمشي في الأسواق عريانا ، قيل إنه مجنون ، وقد خرج من المروة ، وترك الفتوة ، برمي ثابه وهتك عورته ؛ وكذلك من عرف باطن الزناء لا يجوز له ارتكاب ظاهره ، فيقع لليه اسم القبيح والفساد في دينه ، والعداوة بين الإخوان ومسبته.
الحذر الحذر معاشر المؤمنات ان تفسدن أديانكن بما ليس لكن فه ائدة ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وكل رجل ينكح امرأة مؤمنة بغير الشروط التي تجب عليه في الحقيقة والشريعة الروحانية كان نافقا على مولانا جل ذكره ، إذ كان فيه هتك الدين وهدم التوحيد ، فنعوذ بمولانا ذا : إذ ، ص .
: إذا ، س ض .
ظاهرها وباطنها : ظاهره وباطنه ، - اج .
لا جل ذكره من ذلك ونبرأ إليه من كل من كان 16 يعتقده ؛ ومن كانت لها بعل فلا شروط لها إلا لبعلها ، أو تبين منه وترجع في الرتبة إلى غيره وأنا اذكر لكم الشروط التي تجب عليكم في الكتاب الموسوم بالشريع الروحاتية فيي علم اللطيف والبسيط والكثيف ، و نبين كم ولجميع المؤمنين والموحدين والموحدات ما يجب عليكم في الشريعة من أولها إلى آخرها ، والغرض فيها ، إن شاء مولانا جل ذكره وبه استعين في جميع لأمور ، حتى تكون جميع شروطكم وكلامكم ومخاطبة بعضكم لبعض والتهنئة والتعزية وما تكتبونه في رقاعكم إلى الحضرة المقدسة بخلاف ما كون للعامة الحشوية الظاهرية والمشركين المتعلقين بكتب التأويلية العابدين للعدم بغير معرفة ولا روية ، ثم ان لا فرق بينهم وبين من عبد لصنم والشمس والقمر ، وتكونوا من العاليين الموحدين لمولانا جل ذكره ، لموجود في كل عصر وزمان ، سبحانه وتعالى عن إدراك الوصف علوأ كبيرا.
أما قوله الفاسق النصيري لعنه المولى انه قد كشف لكم المحجوب عني التوحيد ، فقد كذب في قوله لأنه كشف عن الكفر واظهره ، وبين الشرك واعتقده ، واختار أشر الطرقات وأنتنها ، ونطق بما نعيذ المولى منه سرا وجهرا ، بقوله في كتابه بان مولانا هو الروح الزكية الذي قيل في القرآن : «يسألونك عن الروح قل الزوح من أمر رتي» [85/17] ، وان ولانا جل وعز عن ذلك مصور الإنسان في بطن أمه عند الجماع ، وهذا ما لا يستحسنه يهودي في حبر من أحباره ، ولا نصراني أسقفه، وأنا اجل عبدا من عبيد مولانا جل ذكره ان 18 يكون مصور الخلق في يكنب : بالكتب ، اج : بان ، ز بطون بطون الأمهات ، وان يحصل عند المجامعة ، ويشاهد التصوير ف 19 الأمهات ، والتصوير من وفلاك وطبائعها الأربعة ، والأفلاك من أمه ويصير له جمادات لا عقل لها ؛ ومثل ما يتصور الإنسان في بط حس ونمو وتمييز الأكل والشر ، ومعرفة الأم والأب ، وهم من آبائه العقل الطبيعي ، كذلك يتصور الكلب والقرد والخنزير وجميع الحيوان والوحش ؛ ومن الحيوان من يكسب من العقل أكثر من الإنسان مثل الحمام الذي تدرجه من مرحلة إلى مرحلة مرة واحدة ، ثم انك تسيبه من مسيرة عشرين يوما ، فيرجع إلى وكره في يوم واحد ، ومت بني من تعلمه كلمة واحدة تؤول إلى صلاحه ونجاة روحه ألف مرة فلا يفهم، ومنهم من تتعب معه فلا يتعلم ، ومن الحيوان من هو أكثر نموا فعلمنا ان وأكثر حسا من بني آدم مثل الفيل والجمل والفرس والبغل .
الصور كلها من نطفة الذكر وحرارة الرحم وتأثيرات الأفلاك ، والقوة من لطبائع لتدبير الجنين ، وليس التصوير في ساعة النكاح ، كما قال هذا لفاسق النصيري ونسبه إلى ولانا.
ذكره؛ والنطفة تقيم ف وما واحدا ، ثم تصير دما ، ولم تزل تتغير من حال إلى حال إلى ان تصير خلقا سويا من الطبائع ، وكذلك البيضة تحضنها الدجاجة فيتكون من البيضة مثل تحضنها سوآء ، وهناك أعظم من هذا مثل المتنفس والعقرب والدود والتمل وما شاكل ذلك من غير نطفة ذكر ولا حرارة رحم ، بل تتكون من الطبائع والجمادات . فعلمتا ان هذا الخلق عبيده الدينية ، بل والتصوير لا ينتسب إلى مولانا جل ذكره ولا إلى يتسب إلى عبي 5 التصويرات الروحانية ، وخلقهم لمقيقية ، كما قال : ن : هي ، اج .
3 لتي : الذي ، ز س.
80 الخنفس : الخنفوس ، ص .
لا صنعة «الله ومن أحسن من الله» [138/2] صنعة ، والله هاهنا هو الداعي ، وصنعته أهل الظاهر ، وتغييرهم إلى التأويل والباطن ، ومن صنع شيئا فقد خلقه ، كما قال المسيح : من لم يلد من بطن أمه رتين ، لم يبلح ملكوت السموات ومعرفة الأرضين ، اعني الولادة لدينية ومعرفة النطقاء والأسس ، وكذلك قال الناطق : أنا و علي أبوا المؤمنين ، اراد اظهرا وباطنا ، وهذا الخلق والتصوير لعبيد مولانا الدعاة الى التوحيد ، ومولانا جل وعز لا يدخل في الأعداد ، ولا يعد الآحاد ، إذ كانت الأعداد والآحاد والأزواج والابتداء والانتهاء كلها منه بدت وإليه تعود ، سبحانه وتعالى عما يشركون .
أما قوله بان أرواح النواصب والأضداد ترجع في الكلاب والقردة الخنازير إلى ان ترجع في الحديد وتحمى وتضرب بالمطرقة ، وبعضهم في الطير والبوم، وبعضهم ترجع إلى الامرأة التي تثكل ولدها ، فقد كذب ملى مولانا جل ذكره واتى بالبهتان العظيم ، ولا يدخل في المعقول ول يجب في عدل مولانا سبحانه بأن يعصيه رجل عاقل لبيب ، فيعاقبه صورة كلب أو خنزير ، وهم لا يعقلون ما كانوا عليه في الصورة البشرية، ولا يعرفون ما جتوه ، ويصير حديدا يحمى ويضرب بالمطرقة ، فأين تكون الحكمة في ذلك والعدل فيهم ? وإنما تكون الحكمة في عذاب رجل فهم ويعرف العذاب ليكون مأدبة له وسببا لتوبته ؛ وأما العذاب الواقع الإنسان نقلته من درجة عالية إلى درجة دونها في الدين ، وقلة معيشته وعمى قلبه في دينه ودنياه ، وكذلك نقلته من قميص إلى قميص على هذا الترتيب ، وكذلك الجزاء في الثواب ما دام لد : يولد ، اج .
لآحاد : الانداد ، ز لته : فنقلته ، اج.
511 ميصه ، فهو زيادة درجته في العلوم وارتفاعه من درجة إلى درجة اللهوات إلى ان يبلغ إلى حد المكاسرة ، ويزيد في ماله وينبسط لدين من درجة إلى درجة إلى ان يبلغ إلى حد الإمامة ، فهذه أرو الباطنية وثوابها ، وما تقدم أرواح الأضداد وعقابها فمن اعتقد هذا كان عالما بتوحيد مولانا جل ذكره ، والعمل الصالح مع الإخوان ينتف به ويثاب عليه عاجلا وآجلا ، ويخشى من عقاب مولانا جل ذكره عاجلا آجلا ، ويعمل الحسنات ويتجنب السيئات ؛ ومن اعتقد التناسخ مثل النصيرية المعنوية في عليي ابن أبي طالب وعبده ، «خسر الدنيا والآخرة لك هو الخئران المبين» [11/77] .
وأما قوله ان25 المشركين هم النواصب الذين يشركون بين أبي بك وعمر وعثمان وعلي، فقد كذب وابطل في قوله ، وإن كان26 هذا هو الشرك فقد رضي علي بذلك ، وبايع أبا بكر وعمر وعثمان ، وهم يروون من علي بانه ضرب على خفه فمات عشرون ألف رجل من أهل النهروان ، ومن كانت هذه صفته لا يدخل تحت العجز ، فعلمنا بانه رضي بهم ومحمد نصبهم معه . وقد اتفقت الشيوخ المتقدمون بان الأساس زوج الناطق وشكله وشريكه في علم الباطن ؛ وقد قال الناطق بان الشرك هو خفي لا يبين ، كما لا يبين دبيب النملة السوداء على لسح الأسود في الليلة الظلماء ، فصح عندنا بان الشرك بخلاف ما قاله هقا الفاسق النصيري . نم انه إذا ذكر عليا يقول : علينا سلامه ورحمته ، وإذا ذكر مولانا جل ذكره يقول : علينا سلامه ، فيطلب الرحمة من لفقود المعدوم ، ويجحد الموجود الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، ولا : بان، | ص 51 كون في الكفر أعظم من هذا ، فصح عند الموحد العارف بان الشرك لذي لا يغفر أبدا بأن يشرك بين علي ابن أبي طالب وبين مولانا جل كره ، ويقول : علي مولانا الموجود ، ومولانا هو علي لا فرق بينهما ، الكفر ما اعتقده هذا الفاسق من العبادة في علي ابن طالب الجحود لمولانا جل ذكره ، والناطق والوصي والإمام والحجة كلهم عبيد لولانا جل ذكره في كل عصر وزمان ، ومولانا مؤيدهم سبحانه وحده لا شريك له .
وأما قوله بان محمد ابن عبد الله هو الحجاب الأعظم الذي ظهر مولانا الحاكم منه ، ومن لم يسدق بهذا الكتاب فهو من أصحاب هامان الشيطان وإبليس ، وعميت بصائرهم التي في صدورهم ، فقد كذب في جميع ما قاله المنجوس النصيري ، فما عرف الدين ولا الحجاب ، ومحمد كان حجاب علي ابن أبي طالب، وأما حجاب مولانا جل ذكره فلا ، وهذا قول من عقله سخيف ، ودينه ضعيف ، والحجاب هو سترة الشيء ليس إظهاره ، والذي اظهر المولى جل اسمه نفسه منه كيف يشاء بلا اعتراض عليه ، يقال له حجة القائم وهو المهدي ، وبه دعا الخلق نفسه إلى نفسه ، وباشر العبيد بالصورة المرئية ، ومخاطبة البشرية ، وكنه ولانا لا تدركه الأوهام والخواطر ، إذ كان العالمين لا يستطيعون النظر لى كليته ، ولا يدركون وصفه سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون علوا بيرا..
وأما إبليس وهامان والشيطان فقد اخطأ حزره وقياسه فيهم ، ونطق رأيه وطلب الشهوة البهيمية ، لأنه اراد بإبليس وهامان والشيطان أبا بكر لتيمي وعمر العدوي وعثمان الأموي ، ، وذكر ان : «الخمر والميسر 2 3 النصيري ، ز.
والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه» [90/5] ؛ وإنما كر أربعة أشخاص في نسق واحد ليس ثلاثة ، ثم استثنى بالخامس و سب هؤلاء الأربعة إليه ، بقوله : «رجس من عمل الشيطان» ، فصارو أولئك الأربعة من قبل الشيطان ، فصار هو أجل منهم وأعلى ، لأن العمل هو الصنعة والصانع هو المصور ، والمصور هو الخالق ، والخلق خلقان كما تقدم ذكره ؛ فخلق البشرية من نطفة الذكر وحرارة الرحم وطبائع الأفلاك ، وخلق الحقيقية الدينتة من كلام المفيد واستماع المستفيد ، وقبوله بعقله فيصير مستجيبا بالغا ، فينصبه حدا من حدوده ، صار خلقا سويا 28 ، فيقال هذا الرجل من صنعة فلان يعني من خلقه ؛ صاروا أولئك الأشخاص الأربعة شرعا سويا 2 ، والواحد رئيسهم شيطانهم الذي شاط على حقيقية التوحيد وعانده ومرق عن الحق وباعده ، وجحد مولانا وضادده ، فعليه وعليهم سخط مولانا وابعدهم الأجساد . وأما القلوب فمتباعدون عنه ، فصح عندكم معاشر المؤمنين والمؤمنات الطاهرات بان هذا الفاسق النصيري ما عرف مولانا جل كره ، ولا عرف إبليس ولا الشيطان ، فعبد إبليس ووحده بجهله وجحد مولانا ونعمته ، فنعوذ بمولانا جل ذكره من الشك فيه والشرك معه والكفر به ، ومولانا وحده لا شريك له في الجسمانيين ، ولا في الجرمانيين ، ول في الروحانيين ، ولا في النفسانيين ، ولا في النورانيين ، سبحانه وتعالو علوا كبيرا ، وتنزه عن الصفات الحذر الحذر معاشر المؤمنين والمؤمنات من ارتكاب الأهواء والفواحشر والشهوات البهيمية واتباع المنكرات ، وعليكم بمعرفة مولانا جل ذكره يا : سوآء ، ز ؛ سوي ، س ك و ؛ سوا ، ص ع غ ف ق ، سوأ ، ض ظ ويأ : سواء ، ز ؛ سوي ، س ك و ؛ سوا ، ص ع غ ف ق ؛ سوأ ، ض ظ 31 الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، ومعرفة وليه وحدوده التوحيدية القبول منهم فيما يرضاه مولانا جل ذكره ؛ واعبدوه عبادة كلية دون غيره من جميع من تقدم من النطقاء والأوصياء والأثمة والحجج والدعاة ، فكلهم عبيده ؛ فاسمعوا واطيعوا ما امركم به عبد مولانا جل كره وصفيه هادي المستجيبين ، المنتفم من المشركين ، بسيف مولانا بحانه وشدة سلطانه ، فقد «اقتربت الساعة وانشق القمر» [1/54] ودعوتكم «إلى شيء نكر» [6/54] ، وهو توحيد مولانا جل ذكره . فقد ظهر المستور ، وبينت لكم ما في الصدور ، ونشرت لكم ما في القبور وعولانا بكم لخبير ، والسلام على لؤمنين والمؤمنات ، والموحدين وانا جل ذكره والموحدات ، والحمد والشكر لمولانا وحده ، وهو حسبنا ون9 . ال انصير المعين .
ت الرسالة والسلام.
2 صفيه : وصيه، اج.
51 [16] الرسالة الموسومة بالرضى والتسليم لى كافة الموحدين ، وإلى جميع من شك في مولانا جل ذكره وفي ليه قائم الزمان عليه السلام.
ن عبد مولانا سبحان قدرة مولانا وتعالى لاهوته . لما رأى من أمور المستجيبين بخلاف ما شرطه عليهم من الوصايا في الرضى والتسليم لمولانا جل ذكره وعز اسمه ولا معبود سواه ، فكتب إليهم كتابا يكون صلاحهم في قراءته إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور . وهذه سخته حرفا حرفا ، فإن اراد مولانا جل ذكره بهم يخيرا فهم الفائزون في الدين والدنيا ، وإن اراد بهم سوءا فلا مرد لقضائه ولا دافع لحكمه ، وهو العلي العظيم.
وكلت على مولانا جل ذكره وبه استعين في جميع الأمور ، معل علة لعلل ، صفات العلة بسم الله الرحمن الرحيم . الحمد للأحد الصم لأزل ، ومعل علة العلل، والعالي بلا شبه ولا مثل، «لم يلد» من العقل الأول ، «ولم يولد» من النفس الكامل المفضل ، «ولم يكن له كفوا» [3/112 - 4] في العوالم والمحل ، الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ومصنوعاته . احمده في السراء والضراء ، واشكره في الشدة والرخاء.
سلمت جسمي الطبيعي الذي اظهره مولانا جل ذكره من اربع طبائح ، نفسي الذي ينمو بها جمسي وفؤادي وما سكن فيه من الروح الزكية ، العقل الكلية ، والحكم الروحانية ، والعلم الجرمانية ، والفهم الجسمانية ، الهيولى النعشعانية ، الدين بهم عرفت الولى جل ذكره ، ولحمي و شعري وبشري وجميع جوارحي إلى الإله الأكرم وحقيقية المولى الأعظم العالي المتعالي في القدم ، ورضيت لروحي بجميع رضي لي .
515 مولانا جل ذكره سبحانه . ما أعظم شأنه وأجل سلطانه، لا يدرك حقيقية لاهوته أحد من البشر ، ولا يقف على كنه معرفته أحد من أصحاب السير ، يفعل ما يشاء كيف يشاء بلا اعتراض عليه في حكمه ، وهو لمعبود الموجود سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون به والملحدون فيه علوا كبيرا . «يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه ال بما شاء، وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي لعظيم» [255/2] .
أما بعد . معاشر المس ييبين فقد بلغني ما اصابكم من الضعف في ديانكم ، والشك في صاحب زمانكم ، بما رأيتم من استتار الحقيقة ، إشتعال الشرك في الخليقة ، «فظننتم» بمولانا جل ذكره «ظن السوء وكنتم قوما بورا» [12/48] . أما تعلمون بان مولانا جل ذكره يبني يهدم ، وينقض غير ما يبني ، ويفتق الأشياء بحكمته ، ثم يرتق ، لكل فعل منها حكمة لاهوتية ، وأنتم عنها غافلون ؛ لا يظهر لكم حكمته إلا بعد حين ، ويبين لكم سدق المؤمنين الموحدين ، وتكذيب المشركين ، وزيف المتبهرجين ، وما احتوت عليه صدور الملحدين ، ليهلك من يهلك عن بينة ، ويحيا من يحيا عن بينة ، ومولانا جل ذكره على كل شي قدير ، لا يطفا نوره ، ولا يكشف عن أوليائه ستوره ، ولا ينقض شيئا إل يبني خيرا منه وأقوى وأعلى ، ولا يترك العالم سدى أبدا . وسائر الناس يقولون : لا يغلق الله باب الرزق عن أحد إلا ويفتح دون الباب أبوابا ؛ والباب هاهنا حجة العالم ومعلمهم الذي منه يدخلون إلى التوحيد معرفة مولانا جل ذكره ، والله هاهنا لاهوت مولانا سبحانه ، ومولانا جل ذكره لا يستر عبده الهادي إلى عبادته عن عبيده يأياما يسيرة إلا لما يريد من اظهاره على سائر العبيد ، ويؤيده بالقدرة والتأييد ، ويمهد الأرض 5] لى يده بالتسديد ، حتى لا يبقى على الأرض منافق إلا وهو صريه طشة مولانا جل ذكره ، ولا مشرك إلا وهو جديل بسطوته .
قد سمعتم معاشر المستجيبين في مجالس الحكمة بان القائم بالحق إذا ظهر ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويجعل السيوف مناجلا ، ويتخذ البيوت منازلا ، فعند ذلك ينزل من السماء قطرا ، وتنبت الأرضر باتا ، وتملأ الأرض عدلا وقسطا ، كما ملأت جورا وتللما ؛ وقد ايدني ولانا جل ذكره حتى فعلت هذا كله وقد شاهدتموه عيانا ، لأن الصليب دليل على الناطق ، لأن له إثنا عشر حدا ، وكذلك لكل ناطق إثنا عشر حدا . وقد قال عيسى ابن يوسف ، وهو الناطق الخامس لتلامذته : اني لامع إلى أبي وأبيكم ، فشدوا أوساطكم واحملوا صلبانكم والحفوني ، ثانما اراد بالصليب نفسه وحدوده الإثنا عشر ، وقد كسرت أنا شريعتهم لناموسية بالعلوم الحقيقية التوحيدية ؛ وأما الخنزير فهو الضد الروحاني المشبه روحه بمولانا جل ذكره وقد دعوته ورضي بذلك واقر لي بالعبودية سرورة لا ديانة؛ وأما السيوف فهو تأييد مولانا جل ذكره الذي ايدني به لصاد المنافقين والمارقين بقدرة مولانا جل ذكره ؛ وأما البيوت فهم السابق والتالي والناطق والأساس الذين اتخذوا العالم فيهم المعنوية ، وقد ينت لكم ولجميع الموحدين بانهم كلهم عبيد ، وهم منازل مثل .
تقولون منازل القمر ومنازل الفلك ؛ وأما قطر السماء فهو العلم الحقيقي الذي ايدني به مولانا جل ذكره ؛ ونبات الأرض استماع المستجيبين له وقبولهم منه ؛ وملأت الأرض ، وهو الداعي ، عدلا وقسطا ، وهو توحيد ولانا جل ذكره وعبادته جه3 ، كما ملأت جورا وظلما ، وهو زخرف لشريعتين.
وقد سمعتم ما تلي عليكم في مجالس الحكمة من امتحان الإماء وخفيته ونقلته من موضع إلى موضع نقلة الخفية لا نقلة التغيير والغيبة ، 512 الإمام فهو عبد مولانا جل ذكره وملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد ، مادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه ، ويكون فيه محق المارقين والمخالفين ، وهي محنة عاقبكم بها أنه سبحانه انعم عليكم ما لم ينعم على أحد في الأدوار، واظهر لكم من توحيده وعبادته ما لم يظهره في عصر من الأعصار ، واعزكم في قت عبده الهادي ما لم يعز أحدا قي الأقطار ، ولم يكن لصاحب الشرطة والولاية والسيارات عليكم سبيل إلا بطريق الخير ثم ان المنافقين قتلوا من إخوانكم ثلاثة أنفس ، فامر مولانا جل ذكره بقتل مأية رجل منهم ، والذي قال في القرآن «النفس بالنفس » [45/5] لا غير، فلم تشكروه على ذلك ، ولم تعبدوه حق ما يجب عليكم من عبادته ، ولم تكن نياتكم خالصة لوحدانيته ، ولم تقبلوا ما امرتكم به في كتبي من دق اللسان ، وحفظ الإخوان ، والرضى بفعل مولانا جل ذكره والتسليم لأمره ، بل داجيتموني في عبادته وتوحيده ، وشككتم في مواعيده ، وخشيتم المخلوقين ، ومولانا جل ذكره أحق ان تخشون عذابه وترجون رحمته وثوابه ، فبدلتم قولي غير ما قلت لكم من الهداية ، وجحدتم ما كنتم فيه من النعمة والكفاية ؛ فبدل مولانا جل ذكره شربكم الزلال بماء الحميم وسراب ، وغير أمنكم بالخوف والعذاب ، «وما ظلمناهم ولكت كانوأ هم الظالمين» [76/43] ؛ «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو أنفسهم، وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد» [11/13] لقضائه.
قد سمعتم ما جاء في المجلس بانهم يتفقهون لغير الله ، ويتعلمون العلم لغير العمل ، ويلبسون جلود الضأن ، وقلوبهم قلوب الذئاب ، وألسنتهم أحلى من العسل، وأفعالهم أمر من الصبر؛ أبي تغترون أ علي تتجبرون ? اني اقسمت لاتيحن لكم فتنة ، اترك الحليم منكم فيها 15 حيرانا ، والحليم هاهنا هو الداعي في وقتنا هذا ، والخطاب كان لكم ، أن جلود الضأن دليل على ظواهر المؤمنين وتزييهم بها من غير حقيقية ولا برهان، والقلوب دليل على الأئمة، فقال : قلوب الذئاب يعني أثمة الضلالة ، والألسن هم الحجج ، وأفعالهم أمر من الصبر يعني الضد الروحاني ابعده المولى من رحمته ؛ وهذه المحنة هي السبكة كما تسبك الفضة بالنار فيحرق ما فيها من النحاس وتبقى نقرة صافية ، ويصير له اسم آخر يقال لها حمي حرق ، ولا يقال للدراهم حرق ، وكذلك المستجيب ، إذا كان فيه شك ووقع في هذه المحنة ، خرج زيفه ، وظهر كان فيه حتفه . ومن كان ؤمنا بالغا في دينه ، سادقا في قوله ، صحيحا في فعله ، كلما زاده الزمان اتحانا زاد في نفسه يقينا وإيمانا ، كالفضة لصافية البيضاء التي كلما زادت عليها النار في حماها ، زادت فيي عوهرها وصفائها ، كذلك الموحد كلما اراد به مولانا جل ذكره امتحانا هو راض به صابر لحكمه ، ولبعضهم يقول : لو قطعتموني في محبتك ربأ إربا لما ازددت في محبتكم إلا حبا حبا ، و «يكون من المفلحين» [67/28] ؛ كما قال : «ولنبلونكم بشيء من الخوف» ، يعني في الدين والجوع» ، يعني مجاعة الأرواح من العلم الحقيقي ، «ونقص مز الأموال» ، يعني الكتب المذخورة ، «والأنفس» ، هم حدود التوحيد، والثمرات» ، يعني فوآئد العلم ، «وبشر الصابرين» ، يعني الموحدين «الذين إذا أصابتهم مصيبة» في الدين «قالوأ إنا لله» ، يعني سلمنا أمورنا إليه ، «وإنا إليه راجعون» [155/2 - 156] ، يعني في القوة والنصرة حتما جزما لازما لكل أحد ، بمشيئة مولانا جل ذكره وقدرته .
وهذه المحنة التي اصابتكم قد كنت اوعدتكم بها وحذرتكم من أفعال ستوجبون بها العذاب وأول ما كنت حذرتكم من نشتكين الدرزي والبرذعي وأصحابهما وما كانوا فيه من الأفعال1 الردية ، وكنت قد بينت لكم في كتاب البلاع النهاية بان السدق دليل على الإمام ، وأنا ذلك ، والكذب دئيل على ضد الإمام ، لأن السدق ثلاثة أحرف ، والكذب ثلاثة أحرف ، وهما يتشابهان في عدد الأحرف ، لكنهما يفترقان في الصورة والمعنى . واعلموا بان الدرزي والبرذعي نطقا بغير معرفة ولا علم ، وعملا لغير وجه مولانا جل ذكره ، واعليا البناء بغير أساس ، وما اصاب أحدا منهما ما اصابه لا باستحقاق وعدل من المولى سبحانه 2 على يدي ، وقد رفعت اسمه لى الحضرة اللاهوتية في جملة اسماء كثيرة ، وقد سألني رارا بكثرة ان ادفع إليه شيئا من كتب التوحيد مما الفته ، فلم افعل ذلك ، مما تفرست فيه من العاقبة الردية ؛ وقد قال صاحب الشريعة : احذروا من فراسة المؤمن فيكم فإنه ينظر بنور الله ، والمؤمن هاهنا هو الإمام ، وأنا ذلك ، الله هاهنا لاهوت مولانا سبحانه ، فنظرت فيه بنور مولانا جل ذكره وتأييده ، ولم افعل اسلمه شيئا مما طلبه ، فتردى بالكبرياء وقال : أنا خير منه وأقوك وأعلى ، ولم يعلم بان الغالب من اعانه المولى جل ذكره ، إنما أمره إذا أراد شييا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون» [36/ 82 - 83] .
أما البرذعي فأنا ارسلت إليه ودعوته إلى توحيد مولانا جل ذكره وعبادته ، فاقسم بمولانا جل ذكره انه لا يدخل في هذا المذهب إلا بتوقيع من مولانا جل ذكره ، فلما ارسل إليه الدرزي رسوله ، ومعه ثلاثة دنانير ، واوعده بالمركوب والخلع ، فمضى إلى عنده وفتح له أبواب لأفعال : الأعمال، س.
سبحانه : جل ذكره ، ز بلايا والكفر؛ وأما أصحابه كلهم مكتوبون عندي وعليهم وثائق بالشهو عادلة بانهم لا يرجعوا عما سمعوه مني أبدا ، ومتى ما3 رجع أحدهم كان بريئا من مولانا جل ذكره ، ومولانا جل ذكره بريئا منه يعاقبه كيف شاء بلا اعتراض عليه ، فإن اراد مولانا جل ذكره يعاقبهم بالقتل فلا الإرادة والمشيئة فيهم . وقد اوصيتهم كما اوصيتكم بانهم لا يلعنوا أحدا من تقدم ذكره ، ولا يستحسنوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ؛ فلم سرفوا انتقم مولانا جل ذكره منهم ، ونقلهم من القميص الذي عبدوه يه ، وله الإرادة والمشيئة فيهم ، فإن عذبهم فبسوء أعمالهم ، وإن رحمهم فتفضل منه ورأفة لا باستحقاق يستحقونه كنت قد كتبت رسالة إلى نشتكين الدرزي وعرفته بان لكل ظاهر اطنا ، روح وجسم لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ، والذي تطلبه أنت من الكشف ليس لك عليه قدرة ولا بفعله طاقة ، لأن له ورحا وجسما وما يدك منهما شيء ، لأن الروح هو العلم الحقيقي ، وأنت صفر منها ما عرف ما طحاها ؛ وقد اظهرت أنا من العلم الحقيقي المكنون ما تعجز أنت عنه وجميع العالمين ، وذلك بتأييد مولانا جل ذكره ، لا بحول وتي ، فله الحمد والشكر وحده ، وجسمه هو السيف الذي اوعدني به مولانا جل ذكره وهو لا يخلف الميعاد . فإن كنت تدعي الإيمان فاقر لي بالإمامة كما اقررت في الأول حتى تخاطب أصحاب الزيور من بورهم ، وأصحاب التوراة من توراتهم ، وأصحاب القرآن من التنزيل أصحاب الباطن من نفس التأويل ، وأصحاب المنطق من الآفاق الأفلاك والدلائل العقلية ومن أنفسهم حتى يبين لكل واحد منهم - س.
يبين : يتيين ، س .
5 عوار ما في يده من دينه ، وتصح 915ادة مولانا جل ذكره وتوحيده، والبراءة من إبليس وحزبه من غير ان تلعن أحدا من تقدم ذكره ، لأن اللعنة لا تزيد في الدين ولا تنقص منه ، وخاطب الناس بالذي هو أحسن ، فإن مولانا جل ذكره يحب المحسنين . فإذا فعلت هذا مالت قلوب العالم إلينا ، وارتفعت ألسنتهم عنا ، إلى ان يشاء مولانا جل ذكره هلاكهم ويدفع إلي سيف نقمته ؛ فعند ذلك يجتمع الروح والج الزمان والمكان والإمكان والسيف والعلم والسلطان ، ولم يبق منافق 14 تهلك شأفته ، ولا مشرك إلا وتدنى وفاته ؛ فمن فضل من السيف تؤخن منه الجالية كما ذكرت في كتاب البلاغ والنهاية ، فغيار النواصب فرد مته الأيسر صبوغا فختيا وفي أذنيه علاقتان من الرصاص وزنهما عشرون درهما ، وجاليته ديناران ونصف ، وهم يهود أمة محمد ؛ وغيار لذين يتمسكون بالأساس دون مولانا جل ذكره في أذني كل واحد نهم علاقتان من الحديد وزنهما ثلاثون درهما ، وفرد كمه الأيمرن صبوغا بالسواد ، وجاليته ثلاثة دنانير ونصف ، وهم المشركون نصارى أمة محمد ؛ ويكون غيار المنافقين المرتدين عن توحيد مولانا جل ذكره وعبادته في أذني كل واحد منهم علاقتان من الزجاج الأسود وزنهما وبعون درهما ، وصدر ثوبه صبوغا رصاصيا أغبر ، وعلى رأسه طرطور ن جلد ثعلب ، وجاليته خمسة دناير في كا سنة ، وهم المنافقون مجوس أمة محمد . فعند ذلك يتجلى مولانا جل ذكره لعبيده فيقال : لمن الملك اليوم» [16/40] وفي كل يوم ? ، ويقال : لمولانا الحاكم القهار ، العزيز الجبار ، سبحانه وتعالى عما يقولون المشركون به والملحدون فيه عوا كبيرا بالذي هو: بالتي هي ، س .
أنتم معاشر المستجيبين إياكم ان تكرهوا شيئا من أفعال مولانا جا ذكره فيكم ، أو تظنوا به ظن السوء فتكونوا من الخاسرين في الدين ، بل سلموا الأمر إليه تسلموا ، وكونوا راضيين بقضائه ، صابرين تحت بلائه، تاكرين لنعمه وآلائه، فإن مولانا جل ذكره لا يخلف الميعاد ، ولا يجوز للم العباد ، وهو متم نوره على يدي ، ولو كره المشركون . فابشروا بوعده واعبدوه حق عبادنه حتى يأتيكم اليقين .
رفعت نسختها إلى الحضرة اللاهوتية في شهر ربيع الآخر ، الثان سنة عبد مولانا ومملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين صن لنتقم من المشركين بسيف مولانا جل ذكره ، ولا معبود سواه ، والحمد ولانا وحده في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، وهو حسبي وعليه وكلت ، وهو نعم المعين.
تمت بحمد مولانا وحده .
[17] رسالة التتزيه (لى جماعة الموحدين و رفعت إلى الحضرة اللاهوتية واطلقت .
توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من ل يدخل في الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك لأنام . بسم الله الرحمن الرحيم ، دعاة عبده الإمام .
من عبد عرف مولانا في الظصور والكتمان ، وعبده في كل دهر أوان ، وسجد لوحدانيته في السر والحدثان ، الهادي إلى التوحيد الإيمان ، والناهي عن الفحشاء والبهتان ، وتملوك مولانا سبحان قدرة مولانا وتعالى مجده ، حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا سبحانه وشدة سلطانه ؛ لا يتكل عبده على مخلوق من البشر ، ولا يعبد شخصا ولا صور ، بل يعبد لاهوتا كليا ، وإلها أزليا ، وخالقا مليا ، المظهر ناسوته للعالم ، المسمى مقامه بالحاكم ، وهو المنزه عن الأسماء والصفات والعزائم ، سبحانه عن إدراك البشر بالأوهام ، وتعالى سلطانه عن السابق والتالي والناطق والأساس الإمام ، علوا عاليا عليا . إلى جماعة المؤمنين بالحاكم البار العلي، الموحدين عن كل حديث وأزلي ، نبتكم المولى وهداكم ، واعانن وإياكم ، على ما انعم به واعطاكم ، انه ولي قادر قدير.
إما بعد . فإني احمد إليكم مولانا الذي لا مولى لنا سواه ، وامركم إياي بالشكر لنعمه وآلائه ، بما اظهر لكم من إحدانيته ، وتنزيه لاهوته عن بريته ، وعبيد دعوته ، وتصحيح ما ذكرته لكم في الكتاب المنفرد بذاته، وتبطيل قول من قال بان مولانا هو الناطق أو الأساس أو الإمام؛ وما من هذه الطوائف أحد إلا وهو يزعم بانه مؤمن موحد ، وهو كافر شرك ملحد ، وإنما اخذوا دينهم بالرأي والقياس ، والمكابرة الاختلاس ، ونظروا في كتب الأضداد والأبلاس، فضلوا عن الطريق غاب عنهم النور الحقيق ، فهم لا يهتدون ؛ ولو نظروا بعين القلوب وليقين ، وميزوا حقائق الإيمان والدين ، وسلموا الأمر إلى صاحبه ، ستفاموا على الطريقة الوسطى ، لاستفادوا علما غدقا ، وكسبوا عقلا صافيا غرقا ، وسلكوا أوضح طريق ، لكنهم اضاعوا الصلة بالإمام اتبعوا شهوات الأنام، واشركوا بين البار العلام وبين الأوثان والأصنام فهم لا يفلحون . وقد ذكرت في الكتاب المنفرد بذاته ما يبطل مذهب لل فرقة منهم ، لكني اذكر في هذا الكتاب على اختصار الدقائق ومحض التوحيد والحقائق ، وهي كفاية للعاقل اللبيب والموحد الأديب لأن العاقل يسمع أول الكلام فيعرف وسطه وآخره ، ويسمع آخره فيعرف وسطه وأوله ، ويسمع وسطه فيعرف طرفيه ، والجاهل لا يعرف ظاهر النظام ، ولا معاني الكلام .
علموا ، هداكم المولى إليه ، بان جميع الأسماء المتعارفة بين المؤمنين ، مثل السابق والتالي والجد والفتح والخيال والناطق والأساس والإمام والحجة والداعي ، تقع على محمود وعلى مذموم ، لأن كل حد ي دعوة التوحيد مثله في دعوة الشرك والتلحيد ، ليكون ضدها قائما يإزائها ، وكلهم موجودون في كل عصر وزمان . وإنما قالوا الشيوخ لمتقدمون بان السابق والتالي والجد والفتح والخيال روحانيون في العلو لا شاهدهم أحد ، إنما ارادوا بذلك استدراجا للمؤمنين ، والثاني تدليس عليهم . أما ترون في قولهم لكل حد في العلو روحاني حد في السفل داكم : اهداكم ، س لكل : ان كل ، س.
5 جسماني يقوم مقامه ، فالناطق يقوم مقام السابق ، والأساس يقوم مقا التالي ، والإمام يقوم مقام الجد ، والحجة يقوم مقام الفتح ، والداء يعوم مقام الخيال . فقد صح وثبت بان لا ينفعكم غير عبادة الموجود ، وتوحيد المعبود ، وجميع الأسماء المستحسنة لحدود التوحيد ، وإنما تسمو بها أرباب الشرائع الناموسية تشبها بهم، واغتصابا لهم، ولنازلهم إلى يوم الوقت المعلوم ، كما قال سلمان الفارسي ، صلوات مولانا عليه ، للناطق والأساس وأصحابهما : كرديوا 4 بكرديوا 5 وحق ميزة 6 بترديوا7 تفسيرها بالعربية : علمتم فعلمتم حتى غلبتم صاحب الأمر وتشبهتم بأوليائه وادعيتم ما ليس لكم بحق فشبهوا الشيوخ المتقدمون الناطق بالسابق ، وقدموه على جمي الحدود ، خوفا من العالم وميلا لوثى الحطام ، وأجل المنازل وأعلاها الإمام ، وهو السابق بالحقيقة الذي ابدعه الباري سبحانه قبل جميح الحدود ، وهو العقل ، الذي يرون العامة بان الله خلقه قبل الأشياء كلها ، فقال له : اقبل ، فاقبل ، ثم قال له : ادبر ، فادبر ، فقال : وعزتي ما خلقت ولا اخلق شيئا أحسن منك ، وهو الإمام الذي احصى فيه كل شيء ، والأشياء الحقيقية هم الحدود الذين من قبل الإمام ، والإمام نور واحد ينقله المولى سبحانه كيف يشاء ، وهو يعرف العالمين" ولا يعرفونه : من نصبه الإمام من قبله فهو التالي لنه يتلوه في العلم ، وقيل له أيضا أساس لأنه أساس المستجيبين وأصل بنايتهم عليه ، ويجب على المستجيبين طاعته ما دام هو طائع للمولى سبحانه وللإمام الذي نصبه كرديوا : كرديو، ز ط غ ل ه.
كرديوا : بكرديو، ز طه ميزة : ميزه ، س غ ل .
ترديوا : بترديو ، ز ط ل ه لعالمين : العالم ، س بهذا السبب سمي الإمام لأنه يؤم بهم ، ويدلهم على عبادة مولانا سبحانه ، وسمي الإمام9 السابق لأنه أول من سبق إلى معرفة المولى سبحانه ، وسمي بالحقيقة الناطق لأنه ينطق بالحق في كل عصر زمان 1٠ ، ويدعو العالم إلى توحيد مولانا سبحانه ؛ وسمي خليفته أساسا لأن المستجيبين يبنون على كلامه في الدين ، وقيل انه التالي لأنه .
ن الإمام ويتلو علمه ، وسمي الداعي الجد لأنه جد في طلب العلم مت الإمام ، والناني يجهد في أمور المستجيبين حتى يبلغهم الدراجات لعالية ، وسمي المأذون فتحا لأنه يفتح باب العهد والميثاق على المستجيبين ، وسمي المكاسر الخيال لأنه يلوح بعلمه ومكاسرته مثل لخيال ، إذ كان له التلويح بالكلام بغير كشف ولا تبيان.
فهذه خمسة أشخاص محمودة توحيدية ، وجميع ما في الفرآن من الأسماء تقع على هؤلاء الخمسة ، غير ان الشيوخ ستروهم وجعلوا الأسماء لأصحاب الشرائع الشركية ، وجعلوا اسم العبد فوق اسم المعبود ، واقاموا الخمسة 12 كيما يخمدون نورهم ، ومولانا جل ذكره متم توره على يدي ولو كره المشركون . فقالوا بان السابق والتالي والجد والفتح والخيال روحانيون في العلو13 ، لا يشاهدوهم العالم ، فقد سدقوا قولهم في معنى واحد ، لأن هؤلاء الخمسة هم أرواح المستجيبين ، وهم غيبون عن عيون الجاهلين ، لكنهم لم يبينوا للعالم تشخيصهم ، وابعدوهم عن أفهامهم ، وجعلوهم في العدم ، طلبوا بذلك الوقوف عند ناطق الشريعة وأساسه وحدودهما . واقاموا بإزاء الخمسة الروحانيين الذين نطق بالحق في كل عصر و زمان : ينطق في كل عصر و زمان بالحق ، س جهد : يجتهد ، س.
لخمسة : ختمسة بإزائهم ، س .
العلو: - ز م حدود التوحيد ، خمسة جسمانية حدود الناموس والتلحيد ، حتى تكون الأشياء كلها مزدوجة متضاددة ، وتبين إحدانية المولى جل ذكره وانفراده عن جميع بريته ، وهو مبدع الكل وعال علتهم ومصور صورتهم الدينية ، لا يدخل في الأعداد ولا يقاس بالآحاد ، سبحانه وتعالى عم يصفون . والعاقل اللبيب لا يطلب العدم ويترك الموجود ، لأن المعدوم تقع في أخباره الزيادة والنقصان ، والموجود أنت تشاهده بالعقل والبرهان بالعيان ، وتقف على تبطيل العدم ، وتنفي عن مولانا جل ذكره جميع الأباطيل والتهم.
ومن أعظم الحجج العقلية المرئية 14 ، والدلائل الواضحة الرضية على تنزيه مولانا جل ذكره عن الناطق والأساس ، وانهما عبدان لمولانا جل ذكره ، وهما في وقتنا هذا مستخدمان لملك مولانا جل ذكره ، وهما عبد الرحيم ابن إلياس وعباس ابن شعيب ، السجلان اللذان قرئا لهم الألقاب الذي لا يجوز ان تكون ذلك إلا للناطق والأساس لا غير والدليل على ذلك أيضا حجة عقلية واضحة للعين مرئية ، باجتماع أمل لذمة والملة ، بان عبد الرحيم ابن إلياس الذي لقب بولي عهد المسلمين أقرب إلى مولانا سبحانه من عباس ابن شعيب الذي لقب بولي عهد لؤمنين ، ولو لم يكن لعبد الرحيم ابن إلياس فضيلة على عباس ابن شعيب غير ذكره في الخطبة والسكة والإعلان ، لكان فيه كفاية للعاقل لتميز ؛ وقد اجتمعت أهل الشرائع كافة بان الإيمان أفضل من الإسلام ، والمؤمنين أفضل من المسلمين ، فلو لا الحكمة البالغة التي اظهرها للعالمين في معرفة أشخاصهما وظهور مراتبهما ، لكان يجب ان يكون عبد الحيم ابن إلياس ولي عهد المؤمنين ، وعباس ابن شعيب يكون ولي 4 54 عهد المسلمين على مقدار قربهما وظهور مراتبهما ؛ فلما رأينا ألقابهما خلاف ظواهر مراتبهما علمنا علما يقينا ، وصح عندنا بان عبد الرحيم ابن إلياس هو الناطق محمد ابن عبد الله ، وعباس ابن شعيب هو الأساس علي ابن عبد مناف ، ومتمهما ختكين الداعي ، وهو المكنى أبي بكر ، ولاحقهم جعفر الضرير ، وهو عمر ابن الخطاب ، ومن دونهم قاضي القضاة أحمد ابن العوام ، وهو عثمان ابن عفان ، فهؤلاء الخمسة حدود الشريعة الظاهرة ، وهم أشباح بلا أرواح ، لأن الروح الحقيقية هو لإقرار بتوحيد مولانا جل ذكره والقيام بعبادته ، وهم 15 كلهم جاحدون قدرته ، كافرون بنعمته ، مشركون بعبادته ، جاهلون بأصول الدين المعادن ، غافلون عما مضى من الضغائن ، غير عارفين بما هو كائن ، من تل المارقين وبيع ذراريهم في سوق مازن ، يوم لا ينطق فيه كاهن ، ولا تنفعهم شفاعة مشرك خائن ، وترى المشركين مثل السكارى وما بهم سكر لا خمار ، بل تذهل عقولهم من هيبة الملك الجبار ، وما يدهمهم من أسيف والدمار ، وتجازي كل نفس بما كسبت وهم لا يرحمونة.
معاشر الموحدين لمولانا جل ذكره ، قد بينت لكم الطريق ، واوسعت لكم في المضيق ، فتجنبوا مسالك الشرك والضلال ، واتبعوا طرقات لهداية والكمال ، واعلموا ان كل رجل يكون رئيس قوم قدما عليهم كان إمامهم لأنه يؤم بهم في الكلام والفعل ، لكنهم محمودون ومذمومون ، بقوله : «قاتلوأ أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون» بر12/9] ، وهم رؤساء الشريعة الناموسية . وقد اعتقدوا المسلمون في كثير ن العلماء الإمامة ، مثل الشافعي وأبي حنيفة ومالك وسفيان الثوري وغيرهم ، ما يطول به الشرح ، وإنما قالوا انهم أثمة حيث يحرمون ٠ س .
بقولهم الحرام ، ويحللون الحلال ، فاقتدوا بهم فوقع عليهم اسم الإمامة فهؤلاء الخمسة الذين ذكرتهم كل واحد منهم إمام لمن يطيعه ويتبعه ويقبل منه ، وولي عهد المسلمين كبيرهم وإمامهم الأعظم لأنه بمنزلة الناطق محمد ابن عبد الله ، فقاتلوهم بقلوبكم ، وتبرأوا مما يعتقدونه ف ولانا البار العلام ، العلي الأعلى حأكم الحكام ، سبحانه وتعالى عما صفون ، ويجعلونه تحت الشكلية والبشرية ، تعالت قدرة مولانا وتنره لاهوته عما يصفون .
ولهؤلاء الخمسة الجسمانية الموجودة الظاهرة الشرعية لإقامة دعوة لتلحيد خمسة روحانية موجودة لإقامة دعوة التوحيد ، فأولهم وأعظمه فضلا ذو معة ، وبعده ذو مصة ، وبعده الكلمة والجناحان ، وهما المعروفان السابق والتالي ، لكن السابق الجسماني ليس هو كالسابق الروحانج لنوراني ، لأن السابق الحقيقي هو الإمام الأعظم ، وهو ذو معة الذي صبه المولى جل ذكره هاديا لعبيده ، وبابا لعبادته وتوحيده ، والأربعة من قبله كل واحد منهم يقع عليه اسم الإمامة بما هو مقدم على المستجيبين ، وإمام لهم إلى معرفة مولانا رب العالمين 16 ، بواسطة إمامهم إجمعين الذي هو العقل الكلي ذو معة 17 قائم بأمورهم ، وهو يريي لدعاة بالمعرفة والحلم ، ويروي المستجيبين بالرضاعة والعلم ، منه يأخذون العلم ، وإليه يرجعون في الخوف والسلم ، لأنه الوسيلة إلى رحمة مولان سبحانه ، والباب الذي يدخلون منه إلى توحيد مولانا سبحانه ، والمؤدب لذي يتأدبون به آداب التوحيد ، وعبادة مولانا المبدي المعيد ، الفاعل م يريد ، سبحانه وتعالى عما يصفون.
* سبحانه ، س.
و معة : - س 5 وليس لأحد من الحدود ان يؤلف كتابا ، ولا يقرأ على من استجاب ، إلا بأمر من ندب لهدايتهم ، ونصب لإمامتهم ، فإن قرأ عليهم كتابا بغير أمر ، فقد عصى القارى والمستمعون جميعا ، لأن الإمام ينطق بتأييد مولانا جل ذكره روحانيا بلا واسطة ، والدعاة يتكلمون من علمه تعليما مشافهة ؛ فإذا عملوا18 شيئا بغير أمر كان بالرأي والقياس ؛ وأول من عمل رأيه ، وقاس العلم بهوائه ، إبليس فاسقط من مرتبته ، واخرج مت دعوته ومنزلته ، ومن اطاع إبليس كان من حزبه وشيعته ، ومن كان من الحدود لائعا لإمامه سمعا منه جميع ما يؤيده من تأييد مولانا سبحانه وتعالى كان من الملائكة المقربين العالييت . وكان إمام من استجاب على يده ومعلمهم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحلل لهم الطيبات ما حلله مولانا سبحانه ، ويحرم عليهم الخنبائث وعبادة المعدومات والعوائث ، ويحثهم على توحيد مولانا جل ذكره وعبادته التي هي نهاية كل هبية ومثل الحدود مثل أئمة المساجد الذي كل واحد منهم إم سجده وحارته ، والهادي مثل الإمام الأعظم الذي يصلي يوم الجمعة بجميع العالمين كافة ، ويجهر بالقراءة في الصلاة ما لا يقدر يجهرها أحد من أثمة المساجد ، وينقص من الصلاة ركعتين ما ليس لأحد من أثمة المساجد ان يفعله ، وكذلك الخطيب فكانوا أئمة المساجد متبعين له صامتين عند خطبته ، مصلين وراءه ، والخطيب إمامهم كلهم ، من تكلم مند خطبته أو التفت إلى وراثه لم يجد فضل الجمعة وانقطعت صلاته ؛ إن صلى أحد في مسجده يوم الجمعة ولم يمض يصلي خلف الإمام الذي هو الخطيب ، كان عاصيا لله ، خالفا لما يعتقده ، إذ كان بظهور الخطيب فوق المنبر تعطيل جا لاليع المساجد والأئمة بها ، لأن له آيات عملوا : علموا ، ز 2 بينات ما ليس لأحد منهم أجمعين ، والمؤذنون في جميع المساجد يكونوا على من الإمام عند الأذان غير يوم الجمعة ، فإن المؤدنين يكونوا م الإمام صفا واحدا ، والإمام أعلى منهم بإثنتا عشرة درجة ، ويكونوا قيام وهو جالس على لنبر ويده اليمين على فائم سيفه .
كذلك جميع الدعاة أثمة من استجاب على أيديهم ، حتى 1 حضروا عند قائمهم وهاديهم ، لا يجوز لأحد منهم ينطق في الدعوة لتي ممثولها الأذان إلا من نحت أمره ونهيه ، وهو جالس على المنبر ، وهو مثول على مادته وفضيلته على الإثنتا عشرة حجة ، وهو يكون متقلد بالسيف ، وهو دليل على تأييد مولانا سبحانه ما ليس لأحد منهم ، ويظهر القرآءة جهرا ، وهو دليل على كشفه علم الحقيقة ما لا يجون مكأحد منهم يكشفها وهو يكشفها ، ويسقط من الصلاة ركعتين ، وهو دليل على ما يأتي به من اسقاط الناطق والأساس ما لا يقدر أحد من الحدود يفعله وحو يفعله ، وهو فوق المنبر يكون توجها إلى العالم دلي على قيامه على جميع العالمين بالتأييد والسيف من العلى ؛ وإن صلى كون تموجها إلى المحراب دليل على توجهه إلى سلطان مولانا سبحانه طالبا رحمته ، ولا يقرأ في كل جمعة غير السورتين المعروفتين بالمنافقين والجمعة دليل على انه يقوم في كل سبعة أدوار وتكون دعونه شيئا واحدا ، وأول الدعوة التبري من زخرف النواميس الذي هو نفس النفاق والشرك ، والآخر السعي إلى عبادة مولانا جل ذكره والاجتماع على توحيده ، وفي آخر قراءته يكون القنوت 21 ، دليل على عبادة مولاتا السر ، كما يعبدونه في الجهر ، كيما لا تكون عبادتهم نفاقا وريا 9 6 يوم ، : الووتين : الصورين ، ض ط ظ ف ل .
5 3 وهو ، س ض ط ظ غ ف ل ن .
لناس ، والركوع من وجه واحد دليل على استماعه التأييد ، والانحنا هو القبول والتخضع حتى يعي التأييد بكماله ، ثم قيامه دليل على اقامة دعوته وحانيا بغير تكليف ، والسجدتان دليل على عبادة مولانا في مقاء لناسوت ، وعبادته بحقيقية اللاهوت ، والجلوس بينهما عند التشهيد ليل على ما يظهره بين الحالتين من الوقار والسكون ، والجلوس عند لتسليم دليل على ما يكون في وقته من راحة النفوس من التكليفيات والشرعيات، ولا يلزم الناس في ذلك الوقت غير عبادة مولانا جل ذكره وتوحيده ، والإقرار بقائم الزمان وحدوده الذين ايد بهم عباده الصالحين، ملائكته الحافظين من الشريعتين ، ثم يسلم على اليمين والشمال دليل على تسليمه جميع أموره إلى بارين البرايا أجمعين ، ويكثر من الحول (القوة إليه ، ويقر بان جميع ما عمله بتأييد مولانا سبحانه وبقوة سلطانه ، وانه كسائر عبيده تحت الضعف والعجز ، وإنما فضله عليهم بالإمامة والناييد منه .
فهذه الخمسة أشكال الخمسة موجودة مزدوجة متضاددة واحدة للدين ودعوة التوحيد ، والأخرى للدنيا ودعوة التلحيد ، ومولانا سبحانه منزه عن حدود الدين والدنيا ، لا يدخل في الأوهام والخواطر ، سبحانه وتعالى عما يصفون والحمد والشكر له وحده ، وهو حسبنا ونعم النصير المعين كتبت مسودتها في شهر جمادى الآخر ، الثاني من سنة عبد مولان جل ذكره ومملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين بسيف مولانا وشدة سلطانه وحده لا شريك له . تمت 18] الموسومة برسالة النساء الكبيرة وكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى على جميع الأنام جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك الأنام . حروف بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبده الإمام ، سبحان من اظهر حكمته فاعجز بريته ، لظاهر لنا بصورنا ، تأنيسا لنا واطمأنية لعقولنا ، فخاطبنا بنا حكمة بالغة، اية معجزة ؛ استتر وقت شاء ، وظهر كما يشاء ، لا معارضة لحكمه ، ولا راد لقضاه ، جل وعز عن ذلك ، ولا معبود سواه ، وسلامه وصلواته ، رضوانه وتحياته ، على من اقيم للحق فبث التوحيد مطلقا ، وسدق في القول واثقا ، واثنى على حدوده من بعده السلام والرحمة ، الأقرب بالأقرب المبلغين عنه توحيد مولانا جل ذكره ، المترجمين عما امروا به عن لمولى جل اسمه ولا معبود سواه . لما خفي الأمر اخفيناه ، ولما ظهر ظهرناه ، لأن العبد مع مولاه مؤتمر لما امر به منته عما نهى عنه .
أنتن معاشر الموحدات لمولانا جل وعز وحدتن مولاكن من حيث امركن ، فستر توحيده وقت شاء واظهره كما شاء ، إذ كانت له المشيئة «لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون» [27/21] ؛ ولا يجب لكن عاشر الموحدات ان تخفين ما اظهره مولاكن ، ولا تخالفن ما امركن ب تتشركن به وأنتن لا تعلمن . ألم تسمعن في مجالسكن بان الشرك أخفى ن دبيب النملة السوداء على المسح الأسود في الليلة الظلماء? فتفكرن معاشر الموحدات فيما تقدم من مجالسكن تصيبن فيه حديث وقتكن ، لوصية لكن بالتبادر إلى ما دعيتن إليه من توحيد مولاكن على يد من حب لكن ، فمن قالت منكن اني وحدت المولى وما زلت عن وحيده ، ولا حاجة لي بالواسطة ، فقد خفي عنها طريق الحق .
تسمعن في مجالسكن مجالس الحكمة حديث الشمعة بانها كاملة على التوحيد ، وانها إذا تفرقت آلاتها لم تقم شمعة كاملة ، يقال للشمع حده شمع ، وللقطن وحده قطن ، وللنار وحدها نار، وللحسكة وحدها حسكة ، وزال عنها اسم الشمعة ، فإذا اجتمعت آلاتها الشمع والقطن النار والحسكة ، فحينتذ يقال لها شمعة كاملة . فاعرفن معاشر الموحدات لم ضربت لكن هذه الأمثال بان لا تقوم لكن معرفة التوحيد إلا بجميع حدود الدين . ألم ينطق مجلسكن بان القرآن شخص قائم؟ إذا اجتمعت سوره وأعشاره وأخماسه وآياته قيل له قرآن كامل ، وإذا تفرقت سوره آياته لا يقال له قرآن كامل ، وهو على الكمال على الإمام الذي هو عبد مولانا جل ذكره ، وقيل انه كلام الله ، والله هاهنا لاهوت مولانا الذي لا يحد ولا يدرك ، وإنما اظهر لنا الناسوت فرقا بنا واطمأني قلوبنا ، لأن ليس في طاقتنا مقابلة اللاهوت ؛ ومعنى القرآن كلام الله معنى ان الإمام من قبل المولى جل وعز ، فدل بذلك انه [ يصل إلى عرفة المولى جل ثناؤه أو يطاع ما امر به وينتهي عما ينهى عنه ، لأن لا يجوز لنا ان نتخير على المولى جل وعز ولا نقل لا لم ولا كيف ، وإنم يجب علينا السمع والطاعة لما يأمرنا به ؛ هذا واجب لنا ان نعمله مع بده، فلا بال مع أوامره الظاهرة، فمن ظن انه يوحد مولانا جل ذكره لا يقبل من أوامره الظاهرة ، فقد ظن عجرا ونرجع إلى ما تلا علينا في المجلس ، لأنه لا يجوز لنا ان نجيب شخصا ولا نقبل من كلامه ، وأنتن تعلمن يا موحدات ان المجلس نطق ارئه محذرا مما يرد بعده ومبشرا بما يأتي من بعد ذلك : سيطلع علمى منبري هذا تيس من تيوس بني أمية ، ويقوم من بعده فتى ثقيف ، آكل موال الأيتام ، والمتبري من دين الرحمن ، ويقوم الثالث فارغا من الدين من غير أهل الدعوة صفرا من العلم ، ثم تكون فترة وحيرة ، ويقوم بع ذلك الحق غريبا ويقوم به غريب ؛ فنظرنا إلى قوله : تيس من تيوس بني أمية ، فوجدناه عبد العزيز ابن محمد ، ونظرنا إلى قوله : فتى ثقيف آكل موال الأيتام ، والمتبريي من دين الرحمن ، فوجدناه مالك ابن سعيد ، ث نظرنا إلى قوله : يقوم الثالث فارغا من الدين ، تبرئا من الدعوة صف ن العلم ، فعلمنا انه أحمد ابن العوام ، إذ كان اشرط عليه مولانا جل اسمه انه لا يتكلم في الدعوة ، وانه لا يعرف فيها يشيئا ووجدناه صفرا من علومها ؛ وانقطعت المجالس ووقعت الحيرة ، وانعكست الأمة ، اخترعوا الأقاويل الباطلة إلى ان بلغ الكتاب أجله ، وجاء الوع المعلوم ، وظهر ما كان مكتوما ، ووحد المولى من وحده على يد من اختاره وجعله لذلك أهلا ، فاظهره وستره ، فاظهرناه عند اظهاره ، وسترناه عند استتاره ، غير معارضين لشيء من ذلك ، بل طائعين سلمين . ثم ظهر بعد ذلك غلم يكن منا اعتراض ولا تأول ولا ذلك أينا ولا بقياسنا، واستدللنا بالعلم ان استتار ذلك لقبح أعمالكم، وكثرة اعتراضكم ، وارتكابكم الاختيارات ، وليس لنا ذلك بل تفضل من المولى جل وعز ، فاظهر لنا ذلك على يد من تقدم اظهاره على يده ، ولم يغير لنا الشخص ، فلم نأثم بسكوتنا ، إذ كانت نياتنا صافية والخاطر توجها إلى أوامره ، جب علينا التوجه حيث وجهنا بلا اعتراض ول اختيار ، ولا لم ولا كيف تدبرن معاشر الموحدات ما تسمعنه وقابلوه منكن بعقل رصين، و(ب حصين ، فما يرضى منكن بالتقصير ، فقد بلغتن النهاية ، فإيأكن ان صرن آية . ألم تسمعن أيتها الموحدات ان المجلس نطق قارئه بان هذ الندي تسمعنه هو الباطن ، والذي في أيديكن مثل كتاب الدعائم مختصر الآثار والاقتصار هو الظاهر? فافهمن ما اشار لكن به ، إنما اراد بالظاهر الناطق، وبالباطن الأساس ، وقال لكن : سيأتي بعد ذلك وقت يصير باطنكن ظاهرا ، ويصير له باطن ، وهو باطن الباطن ، ويضمحل الظاهر الذي في أيديكن . فافهمن ما قال لكن ، أليس قد ترك لكن لباطن ظاهرا? فاوراكن ان الأساس قد انتقضت مرتبته المستورة ، وقد صارت في وقتنا هذا منزلته كمنزلة الناطق ؛ من أجل ذلك قرئ السجل لمكرم من الحضرة المقدسة ، ان المتختم في يمينه والمتختم في شماله مند مولانا بمنزلة واحدة . أليس المتختم في شماله الناطق وأصحابه ، والمتختم في اليمين الأساس وأصحابه ? أفتضيعن ما خرج من الحضرة المطهرة ولا تسقطونه ، ولا تقرن 6 به ، فلا تدعوا الإيمان إن كان ذلك أعوذ بالى منه ? ألم تسمعن ما تلا في السجل المكرم يأضا بالتهي ن تقبيل الأرض بين يدي مولانا جل ذكره? ألم تعلمن ان الأرض هي الأساس وان التقبيل اخذ علمه ? وقد نهاكن مولاكن عن ذلك فاقبلن إياكن المخالفة فتهلكن . ألم ينطق الكتاب بالنهي عن السجود للشمس القمر بقوله : «لا تسجدوأ للشمس ولا للقمر ، واسجدوأ لله الذي علقهن إن كنتم إياه تعبدون» [37/41]؟ أليس السجود الطاعة، فكيف جوز لمن يطيع الأساس في وقتنا هذا ? ألم ينطق مجلسكن بهذا? بذلك نطق سجل المولى المقرأ على رؤوس الكافة : ذهب أمس بما فيه جاء اليوم بما يقتضيه ، وغدا أفلا تظن انك توافيه ? والمجلس يقول : ل للتفتوا إلى أمس ، ولا تنتظروا غدا ، وعليكم بيومكم هذا فعنه تسألون .
الم يقل المجلس لكن : لا يجوز للمصلي ان يلتفت عن يمينه ولا عن في شماله : في الشمال، س.
بقرن : تقرون ، س ش ض ط ع ف ق ك م ن ؛ تقرن : 56 شماله ، ولا يرفع رأسه ولا يلتفت إلى وراء ظهره ، ولا يكون نظره إلا موضع سجوده ? واعلموا ان الصلاة هي الصلة بالمولى ، والالتفات عن بينه هو الرجوع إلى حد الأساس ، والتفاته عن شماله مشيرة إلى حد الناطق ، ورفع رأسه يرجع إلى العدم ، والالتفات وراء ظهره يرجع إلى القهقرى، والنظر موضع سجوده فهو ليومه وعصره وزمانه. فأيش تريدون بين من هذا لو تدبرتموه؟ ألم يقل لكن بان الطهر حدين الغسل والمس أما المسح فهو دليل على الإقرار عن تقدم لا غير ، وأما الغسل فهو دليل على الطاعة لمولى عصركن وزمانكن ، فتيقظن عن غفلتكن وارجعن إلى حقائق دينكن ، واقبلن ما قاله مولاكن ، وإياكن ارتكاب الهوى ، فم هلك من هلك إلا من أجل ذلك فانظروا3 يا موحدات ما كشفه المولى لكن شفقة علي كن ، وحنوا لكن -.
أفترى انه يريد جاهكن أو مالكن ؛ «من عمل صالحا نلنفسه ومن اساح فعليها» [46/41] . أليس المسلمون للناطق ، والمؤمنون للأساس ? ألم سمى عبد الرحيم ابن إلياس ولي عهد المسلمين? ألم يبين لكن انه الناطق؟ ألم يبين لكن ان أبا هشام هو الأساس ، إذ صيره ولي عهد المؤمنين ? فقد بينهما لكن انهما محمد وعلي ، فلا يجوز لكن ان تطعن أحدا منهما ، وقد نهى الدين عنهما . ألم تروا ان الولى جل وعز ق ملكهما الدنيا? أليس اشار لكن بانهما دنيان القدر ، لأن الدنيا سميت نيا لأنها دنية ، وان هذين الشخصين يتزيا بزي المولى جل وعز ، وقا حصلا ضدين ? فكيف تجوز عبادتهما في وقتنا هذا ، إلا ان يريد المولى حل وعز ان يجعل توحيده جارئا على يد من يشاء ، ويسميه بما يشاء ؟
أ يجوز ان يعترض عليه معترض ? فمن اطاع ذلك كان موحدا ، ومن فانظروا : فانظرن 55 مصاه كان معاندا . أتفرون من شيء قضاه المولى جل وعز? ألم تسمعن ي مجالسكن ان من صبر على قضاء الله عبر به قضاء الله وهو مأجور، ومن جزع من قضاء الله عبر به قضاء الله وهو مأثوم ? فإذا كان ولا بد ن عبور قضاء الله عليه رضي أو سخط ، فكان الواجب ان يصبر على بوره فيكون حمودا على ذلك .
ألم تعلمن يا موحدات انكن كتبتن على أنفسكن وثائق رفعت في ظاهر الأمر لعلام السرائر والضمائر ، تقلن فيها بانكن سلمتن أرواحكن وأموالكن وأولادكن ولحمكن ودمكن لمولانا الحاكم سبحانه ، راضيات بحكمه عليكن ? أفترى انكن اقرتن واشهدتن على أنفسكن بما ليس في قلوبكن ? فقد دل على انكن اضمرتن انه لا يعلم ما اخفيتن في سدوركن ، جل ثناء المولى وتعس معتقدوا ذلك . وإنكن إذا علمتن انه ملام الغيوب ، فيجب عليكن ان لا تخالفن ، لأنكن سلمتن جميع وركن إلى المولى الكريم ، فما اعتراضكن فيما حل بكن ، وإياكن ان تظنوا بمولاكن ظن السوء ، فتدور عليكن دائرة السوء ، إلا انه لا يخافن حدكن إلا ذنبه ، ولا يرجو إلا ربه ألم ينطق المجلس بالثلاث محن حين يقول المؤمن في الأولة : هذه هلكتي ، فينجو منها ، ثم تأتي المحنة الثانية فيقول : هذه مهلكتي لا حالة ، ثم تأتي الثالثة فتكون هنيهة ، وهذا المؤمن الذي يفزع من المحن هم الذين وقع عليهم الإيمان اسما على المجاز لا على الحقيقة ، والمؤمت لحقيقي هو الموحد ، والموحد الحقيقي فقد سلم جميع أموره إلى مولاه ، فما يخاف شيئا من المحن . أليس المحنة الثالثة كانت على النصارى واليهود ? ألم تعلمن ان اليهود هم المخالفون أهل الظاهر ، وان النصارى يخافن : لا يخاف، س ض.
33 هم أهل الباطن الواقفون مع اللعين صاحب الباطن ؟ فتنبهن رحمكن المولى وتلافين قلوبكن ، والرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطا - .
هذه وصية امرت بكتبتها واعراضها ، فاعرضت وصحت واطلقت لمن لحقته مني تربية في الدين حسبما يحن المريي على من رباه ، وموعظة مت اتعظ ، فمن قبل الوصية والموعظة فلنفسه وبقي على حالته الدين ، ومن لم يقبلها خسر آخرته ، وكتب اسمه في جملة المرتدين .
رفع إلى المولى في ظاهر ما اظهر لنا سبحانه ، فهو عالم الخفايا والأسرار ، وللمولى بعد ذلك رسل كثيرة في الدين يرسلهم كما يشاء، ثانما قصد بذلك على يدي رفقا بمن اتصل إليه وجلالة لهم وشرفا وعزا . والحمد والشكر للمولى وحده ، لا شريك له وبه استعين في كل الأمور.
7 [19] الصبحة الكائنة رسالة من هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولان بحانه إلى أصحاب نشتكين المعتقلين وكلت على مولانا الغفور البار ، حاكم الحكام وهو العزيز نزار ، العلي لأعلى وهو المعز القهار ، جل ذكره عن وصف كل ملك جبار ؛ بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبده المختار .
ن عبد مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، المنزه عن الأزواج والعدد ، وملوكه حمزة ابن عليا ابن أحمد ، هادي المستجيبين ، وإمام الموحدين ، وصفي بارى العالمين المنتقم من الكفار والمشركين ، بقدرة مولانا جل ذكره ، وبسيف نقمته ، وحوله وقوته، والابرار من حدود دعوته ، جل ذكره وعز اسمه ، ولا معبود واه إلى معاند ومن معه في الاعتقال ، المصابين من عالم الضلال .
علموا هداكم المولى إلى الحقائق ، وجنبكم عن الطوارق والبوائق عرفكم في وقتنا هذا شخصي الأساس والناطق ، وصورتي التال والسابق ، ليظهر لكم توحيد مولانا الخالق الرازق ، وان كان مولانا جل ذكره لا يقع عليه اسم ، ولا يتشخص بجسم، بل ينظر إليه كل إنسان من حيث هو ، ومبلغ منتهى عقله سبحان لاهوته المحجوب عنا ، وعز ناسوته المظهر لنا ؛ ظهر لخلقه كخلقه بخلقه 2 من حيث خلقه ، وهو لا يدخل في الوهم ، ولا يعرف بالخاطر والفهم ، سبحانه وتعالى عم قولون المشركون به والملحدون فيه علوا كبي ابن علي : - ص .
-ص ص 3( ما بعد . فإنه قد وصل إلي رقعة من أبي القاسم مبارك ابن علي لداعي ايده المولى بطاعته ، يشكركم فيها ، وذكر انه التقى بولد معاند غلامه حرسهما المولى ، ومعهما رقعة بالسؤال عني ، وتذكارهم للحضرة اللاهوتية التي لا تحتاج إلى تذكرة ، ولا تخفى عنها مخبرة . فكتبت اليكم هذه الأحرف لتقفوا عليها ، وتسكنوا إلى دقائق معانيها ، وتتحققوا ن نور الإمامة وهدايتها ، انها لا تنقسم في شخصين في وقت واحد ، اذ كانت الإمامة نورا كليا شعشعانيا ، لا يتجزأ ولا يدنسه ند ، ولا يقيره صد ، ولو كان في العالمين شيء أفضل من الإمامة لكان المولى جل ذكره في ظاهر الأمر تسمى به ؛ فلما لم يظهر الناسوت إلا باسم الإمامة علمنا انه أجل أسماء المولى جلت قدرته ، وان كان الإمام أفضل عبيده أعلاهم وهو خليفته والهادي إلى عبادته .
ما منكم أحد إلا وقد نصحته بحسب الهداية إلى دعوته ، فمنكم ن استجاب ونكث ، مثل علي ابن أحمد الحبال الذي كان مأذونا لي .
على يده استجاب نشتكين الدرزي ، ومثل العجمي والأحول وخطلخ ماجان3 ، وأشباههم ممن كتبنا عليهم الميثاق ، واباعوا الديانة لأسواق ، ومالوا إلى الشهوات والأعواق ، فاخذ مولانا جل ذكره منهم قصاص بالبراق، «وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين» [76/43] أما أنت يا معاند وأبو منصور البرذعي وأبو جعفر الحبال ، فما منكم أحد إلا وقد دعوته إلى توحيد مولانا سبحانه ، فابيتم ذلك إلا أبو جعفر الحبال ، فانه كان قد اجاب إلى مبارك ابن علي الداعي ايده المولى ، والذي منعه ولده علي قد كان ثقتي بمعرفتي ديانته وما هو عليه ، فالمولى عينه ويسدده ؛ فأما أنتم فملتم إلى الحطام الفانية ، ولقبتموه بسيد اجان : ماخان ، س.
لهاديين الناجية ، وهذا نفس الكفر والشرك ؛ فاسأل المولى جلت قدرته 4 ن لا يؤاخذكم ، ويسمع لكم بما سلف من ذنوبكم قد سمعت أنت يا معاند ، ومن معك من العكاويين الغططارس ، خاطبة المولى جلت قدرته في ظاهر الأمر ، لا تزيدوا الفتن ، أن كفيكم ؛ فلما جئتموني ونصحتكم، فذكرت لي انك لا تعود إلى شيء نها لما سمعته من المولى جل ذكره ، وقلت لك ولمن حضر بان لا يقدر قائم الزمان يقيم القيامة على أهل الكفر والطغيان ، إلا بسيف مولان وكوته في العيان ، وبينت لكم انكم تهلكوا نفوسكم وتحرقوها بالنار ، يبلغ دخانكم إلى المستجيبين الأخيار . وكانت هذه المخاطبة بيني وبينك في الليلة التي كانت صبحتها الكائنة ، فيا عجبا كل العجب ، ولا عجب من قدرة مولانا جل ذكره فينا وفيكم ، وقد زهق الباطل ، وامطر على العالم السحاب الهاطل ، بالعلم الروحاني الكامل ، وفد اعز من باء واذل من شاء ، «من بيده ملكوت كل شيء» [88/23] ، وهو على كل شيء قديره [2/2٠] .
قد كنتم يوم الكائنة زهاء عن خمس مائة رجل بالسلاح الشالك أنتم عند الحرم ، فقتل منكم نحو أربعين رجلا وهرب من هرب ، ولو لا رحمة مولانا جل ذكره عليكم لم يتخلص منكم أحد ، ومع هذا لم قتلوا أحدا من الأعداء ، ولم تجاهدوا في الشدة والشقاء ، كما كنتم ظهرون السب عند النعمة والرخاء ؛ وقد بلغ دخانكم إلينا كما ذكرت لكم من قبل ان يكون ذلك بتأييد مولانا جل ذكره ، فله الحمد والشك حده . فلما كان في اليوم الثاني ، وهو يوم الخميس ، لم يبق من لعساكر مشرقي ولا مغربي ولا عجمي ولا عربي إلا وركب من كارن جلت قدرته : - ز س ارسا ، وشد عليه من كان راجلا ، كل يطلب دماءنا ، ومعهم النفط النار ، والسلالم ونقب الجدار ، ولم يكن معي في ذلك اليوم غير اان عشر فنرا منهم خمسة لم يصلحوا للقتال ، فقتلنا من المشركين ثلاثة نفر رحنا منهم خلقا عظيماء لا يحصى بالنشاب ، وما غلبناهم بقوتنا ولكن بفوة مولانا سبحانه هلكوا ، وبسلطانه سيهلكوا . وقد سمعتم .
جرى من اعتزازنا في الخندق إلى حين خروجنا منه .
والآن فتأييد مولانا سبحانه واصل إلي ، ورحمته وأفضاله ظاهرة وباطنة علي ، وجميع أصحابي المستجيبين عزيزين مكرمين ، وفي الشرطة الولاية وعند أصحاب السيارات مقضيون الحوائج دون سائر العالمين ، ورسلي واصلة بالرسائل والوثائق إلى الحضرة اللاهوتية التي لا تخفى عنها خافية ، لا في السر ولا في الاعلانية . وقد اوعدني مولانا جلت درته في ظاهر الأمر ضافا إلى مواعيده الحقيقية التأييدية ، وهو منج واعيده وقت يشاء6 كيف يشاء بلا تقدير عليه ، وأنا إن شاء مولانا جل ذكره اذكركم للحضرة اللاهوتية ، وإن كان ما يخفى عنها شيء من أحوالكم ، لكن ابلغ البشرية في هذا اجابة سؤالكم . فابشروا واعلموا ان لفرج قريب أسرع من لمح البصر ، وسيعلموا المرتدون المنافقون لمن عقبي الدار ، والسلام عليكم أجمعين ورحمة المولى وبركاته .
وكتب في شهر شعبان الثاني من سنة عبد مولانا جل ذكره وصفي حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه ، والحمد لمولانا وحده في السراء والضراء، والشدة والرخاء، وهو حسبي ونعم النصير المعين - ما ، ص .
يشاء : شاء ، س غ ك 20] نسخة سجل المجتبى وكلت على مولانا علينا سلامه ورحمته ، وبه استعين في جمير الأمور ، معل علة العلل ، صفات العلة بسم الله الرحمن الرحيم .
من عبد مولانا بالحقيقية ، وإله الأزلية ، الواحد الصمد ، الحاكم لمنفرد ، جل ذكره وعز اسمه ، ولا معبود سواه ، ومملوكه حمزة ابن بن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين والمنافقين والناكثين ، بسيف مولانا أمير المؤمنين ، جل ذكره وشدة سلطانه وحده ، لا نستعين بغيره ولا نرجو رحمة أحد سواه يجى أخيه وتاليه ، وذي مصة علمه وثانيه ، آدم الجزئي الذي اجتباء علمه ، وهداه بحلمه، وعذاه بسلمه، أخنوخ الأوان، وإدريس الزمان، مرمس الهرامسة ، أخي وصهري ، أبو إبراهيم إسمعيل ابن محمد التميمي الداعي ، اطال المولى بقاءك ، وادام عزك وعلاك ، ووقاني فيك لأسواء ، وبلغني فيك المنى ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اما بعد . يا أخي أبو إبراهيم ايدك المولى بتأييده ، اني نظرت إليك بنور مولانا جل ذكره ، وبما ايدني به مولانا علينا سلامه ورحمته ، وما فيه ن صلاح الموحدين ، وفساد المنافقين ، وشدة عضد المؤمنين ، فجعلتك خليفتي على سائر الدعاة والمأذونين ، والنقباء والمكام ن، وجت الموحدين بالحضرة الطاهرة وفي سائر جزائر الأرض وأقاليمها ، واسميتك بصفوة المستجيبين ، وكهف الموحدين ، وذي مصة علم الأولين الآخرين ، وجعلت لك الأمر والنهي على سائر الحدود ، تولي من مئت ، وتعزل من شئت ؛ فما رأيت فيه من صلاح وعملته فهو أمري .
وما نهيت عنه فهو نهيي ، ومن خالفك فقد خالفني ، ومن اطاعك فقد اطاعني ، ومن اطاعني في دعوة مولانا جل ذكره وتوحيده ، فقد بلغ النهاية والغاية القصوى ، و «سدرة المنتهى عندها جنة المأوى» [14/53 - . [15 اعلم ذلك واستخر مولانا جل ذكره ، واخدم حق ما يجب عليا من الخدمة ، واعرف حق الحدود بحسب ما رسمت في كتاب الغاية النصيحة ، وابعد المنافقين عنك وجاهدهم جهادا مبينا ، واشكر مولانا جل ذكره على ما اولاك من نعمها العظيمة ، وآلائه السنية ، ليزيدك من فنله ويثبتك على طاعته ، انه ولي ذلك والقادر عليه 4 تقليد المجتبى والسلام.
نعمه : نعمته ، س [21 تقليد الرضى سفير قعدرة لحمد لمولانا وحده لا شريك له في السراء والضراء ، والشدة والرخاء ن عبد مولانا ومملوكه قائم الزمان ، هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا وشدة سلطانه ، إلى لشيخ الرضى سفير القدرة ، خر الموحدين ، وبشير المؤمنين ، وكلمتهم العليا ، أبي عبد اللة محمد ابز هب القرشي الداعي ، وفقه المولى وسدده توكلت على مولانا البار العلام ، العلي الأعلى حاكم الحكام ، من لا يدخل الخواطر والأوهام ، جل ذكره عن وصف الواصفين وإدراك إلأنام ؛ حروف بسم الله الرحمن الرحيم حدود عبده الإمام . من عبد مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الصاحبة والولد ، سبحاته حمد هادي تعالى عما يصفون ، ومملوكه حمزة ابن علي ابر لستجيبين ، المنتقم من المشركين والمارقين ، بسيف مولانا سبحانه وشدة سلطانه ، إلى لشيخ الرضى سفير القدرة ، فخر الموحدين ، وبشير المؤمنين ، وعماد المستجيبين ، وكلمتهم العليا أبي عبد الله محمد ابن هب القرشي الدا الفاتق ، السلام عليك ، فإن احمد إليك مولانا الرازق ، العلي لخلقه الحاكم المنزه عن التالي والسابق ، والأساس والناطق ، المتجلي خلقه من حيث خلق الخالق ، سبحانه لا يدرك بالأوهام ، ولا يعرف با لخواطر والأفهام ، وتعالى عما يشركون به الأنام ، علوا كبيرا تأييده أما بعد . فإني نظرت1 بنور مولانا جل هي كرره وبما ايدني من كشفت عن أسرارك ، وما بان لي من ظواهر أخبارك ، فلم يكن م إليك ، س لى يمر الليالي والأيام ، وفي الشدائد العظام ، غير التوحيد لمولى الأنام ، الحاكم على الحكام ، والتبرى من عبدة الأوثان والأصنام ، وسدق اللهجة في الكلام ، والنثر والنظام ، فعليك مني أفضل السلام ، فرفعت رجتك ، واضفت إلى مزلتك ، وهي المنزلة التي كانت للشيخ المرتضى قدس المولى روحه ؛ وأنت تسلمت علومه وحده ، وواريته في تريته ولحده ، وقد سلمت إليك جميع كتبه التوحيدية ، وجعلتك مقدما على جميع الدعاة والمأذونيت ، والنقباء والمكاسرين ، والمستجيبين الموحدين ، لا فوقك أحد أعلى منك غير صفوة المستجيبين ، وكهف الموحدين ، الشيخ المجتبى أخنوخ الأوان وإدريس الزمان هرمس الهرامسة ، أخي وصهري أبو إبرهيم إسمعيل ابن محمد التميمي الداعي ، وقاه المولى الأسواء وباغني فيه المنى .
فاستخر مولانا سبحانه ، واخدم حق ما يجب عليك من مذهب مولانا جل ذكره ، والطف بالدعاة وجميع الموحدين ، وامرهم بالمعروف وانهاهم عن المنكر ، واستحثهم على الخندمة اللاهوتية ، وامر النقباء بملازمة حدمنك ووفع ما يكون من الأخبار إليك ، وما يتجدد بالقاهرة وأخباره بمصر واعمالها . وقد جعلت لك الأمر والنهي على سائر المستجيبين ، من رأيت طريقه مستقيما ومذهبه رضيا حاكميا ، احسن إليه وقرب نك، وعرفني حاله، فإن كان مظلوما نصرته ، وإن كان ظالما قهرته، من حبس على جنية أو خطيئة وسومح بها فامض به إلى بيتك واضربه العصى ضربا وجيعا ، حتى يعود إلى خطاء لا يليق بالموحديق ، وذلك في بيتك موضعا لا تكون فيه الأضداد ؛ واجمع شمل الموحدين كن لهم في نفاسهم وأعراسهم وجنائزهم على السنة التي سمت لهم ورفع : وارفع ، ص ومن رأيت من جميع الحدود والدعاة والمأذونين والنقباء قصر عن الخدمة وبان لك منه زلة ، فابدله بغيره بعد ان تتبين لك جارحته بشاهدين قتين موحدين يشهدان في وجهه بخطائه ، فإن تاب فتب عليه بعد ان قسم بمولانا جل ذكره انه لا يعود ألى خطاء مثله ؛ واوصهم بحفظ عضهم بعضا ، ولا يمشي أحد منهم إلا ومعه شيء من السلاح واقله سكين.
أنت على الخدمة التي استندبتك إليها من الوقوف بالحضرة الطاهرة ، والأنوار الزاهرة ، والمقامات الباهرة ، وتكون على رسمك الذي سمت لك ، واخذر ان تتجاوز ما رسمت لك ، واستعمل السدق واخذر من الكذب والزيادة في الألفاظ والنقصان منه ، فإن الكذب على أخيك المؤمن هو الكفر ، فكيف الزيادة على ألفاظ المولى جل ذكره ، قل الحق ولا تستحي مني ولا تفزع «فما على الرسل إلا البلاغ المبين 54/24] ؛ واستعمل السدق ولو كان فيه المشقة ، ولا تتقدم إلى الحضرة إلا بعد ان تدعوك ، ولا تتكلم بحرف واحد إلا بعد ان تسألك عنه ، تتكلم بالدعاء الذي امرتك به في تقليدك الأول ، وتقول في أول السلام خفيا غير ظاهر ، منك يا مولانا السلام ، وإليك يعود السلام ، وأنت أحق بالسلام ، ودعوتك هي دار السلام ، تباركت وتعاليت ربنا لأعلى ذا الجلال والإكرام ؛ وتتم له الدعاء إلى آخره ، ولا ت في السؤال، ولا ترفع صوتك، ولا تحرك يدك، ولا تشير بعينك، ولا ترفع أسك عند الكلام ، وقل الحق ولا تخش إلا ذنبك ، ولا تعبد !
بك ، العلي الأعلى الحاكم الأحد ، الفرد الصمد ، المنزه عن الصاحبة والولد، ولا تخف عني جميع ما أنت فيه ، وما يتجدد في كل يوم من ترسور المستجيبين من خيرهم وشرهم ، وأوصيك بهم كما اوصاني بهم ولانا جل ذكره ، فكن لهم أبا شفيقا ومرييا رفيقا ، ومولانا جل ذكره بنا وبهم رفيق . وكلما يتجدد من المواثيق والكتب والأخبار فتوصلها إلى الجارية الموسومة لاكتيض الرقاع ، وتوصل جواباتها ، وتنفذ إلى ولد وحسين ، المأذونين في الدعوة ، ايدهما المولى بوصولهما إلى الجارية ، إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور ؛ واخدم خدمة تستوجب به الإنعام ، وتنج بها من الشرك والانتقام ، واشكر مولانا سبحانه وتعالى والواسطة المنعم عليك ، واحفظ الإخوان ، واعضدهم في السر والاعلان .
وتقرأ كتابي هذا على جميع الدعاة والمأذونين ، والنقباء والمكاسرين الموحدين ، لتقرر عندهم منزلتك ، وعلو درجتك ، إن شاء مولانا وبه توفيق في جميع الأمور ، في الدنيا والدين ، والحمد والشكر لمولانا حده وهو حسبنا ونعم النصير المعين وكتب في شهر شوال الثاني من سنين عبد مولانا وملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين والمارقين ، بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه ، عليه توكلت وبه استعنت ، ومنه الطلب به استعين .
ثم التقليد والحمد لمولانا وحده .
56 [22] نسخة تقليد المقتنى تقليدا ضمن . اعلم وفقك المولى ، ومنحك سبيل الهدى ، واعاذك من الغي والهوى ، وبشرك بما تحب وترضى ، وبارك لك في هذه الفضيلة ، وتبتك في هذه المنزلة الرفيعة والمرتبة الجليلة .
لعلوان : من قائم الزمان هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين المارقين ، بسيف مولانا سبحانه وشدة سلطانه ، ولا معبود سواه ، حمزة بن علي ابن أحمد.
لتوقيع : إلى المنيخ المقتنى بهاء الدين ، ولسان المؤمنين ، وسند الموحدين ، أبي الحسن علي ابن أحمد السموقي المعروف بالضيف ، وفقه المولى وسدده ، الحمد لمولانا وحده في السراء والضراء ، والشدة الرخاء . ينسخ في ديوان الموحدين إن شاء مولانا وبه التوفيق ، ينسخ في ديوان النقباء إن شاء مولانا وبه التوفيق ، ينسخ في ديوان الموحدي والحمد لمولانا على جميع الأحوال ، ينسخ في ديوان النقباء والمشيئة لمولى على عبيده . توكلت على مولانا الحاكم الأحد ، الفرد الصمد المنزه عن الأزواج والعدد ، سبحانه وتعالى عن الأسماء والصفات .
من عبد مولانا سبحانه وملوكه قائم الزمان ، ومن اشار إليه الفرقان ، عبد عرف مولاه 2 ووحده من قبل ان يخلق الكيان ، ولا الظلمة ول النوران ، ولا مكان ولا إمكان ، ولا عرش ولا دخان ، ولا أفلاك ولا بديدان، ولا دعاة ولا أصلان، ولا ظهور ولا كتمان ، معرفة لا شبهة فيها، ومحض نور لا ظلمة تطفيها ، العقل الأول، والإمام المفضل ، من ولاه : مولانا ، ز مقصد التوحيد ، وبه يعرف التمجيد ، وبقيامه يظهر في الناس الوعيد ، هادي المستجيبين ، المنتعم من المشركين ، بسيف مولانا جلت قدرته .
إلى رابع الحدود النفسانيين ، وتالي الروحانيين ، تالي السابق المفضل ، وصاحب القول المبجل ، اعني بالسابق الشيخ المصطفى نظام لمستجيبين ، وعز الموحدين ، أبا الخير سلامة ابن عبد الوهاب السامري لداعي ، اعزه المولى واسعده ، الشيخ المقتنى بهاء الدين ، ولسان لمؤمنين ، وسند الموحدين ، أبي الحسن علي ابن أحمد موني الداعي . السلام عليك ، فإني احمد إليك مولانا الذي لا مولى لنا سواه ، واشكره على سوابغ نعمه وآلائه ، واعبده سرا وجهرا واصبر على لواه ، فعن قريب يبلغ الكتاب أجله ، والمؤمن أمله ، ويرتفع الظاهر وملله .
أما بعد . فإني احمد إليك مولانا جل ذكره الذي انعم عليك ، اطال لمولى بقاءك ، وادام عزك وعلاءك ، بنعمة كنت عنها غافل ، واحسن إليك فيها بما يكل عنه القائل ، واعطاك عا سانيا طائل ، وجعلك من الملائكة المقربين ، والحدود العاليين . ومن إنعامه عليك ، بما ايدني به سبحانه إليك ، عند سماع 3 لفظك ، ومعجز تنميقك، وأحكام تأليفك كأني نظرت إليك قديما ، وعرفتك بالذكاء والفطنة شخصا حليما ، فاشرقت زهرة ألفاظك ، في سماء عقلك واضمارك ، وفكرك وأوهامك، وفاح نسيم زهرتك عن صحيح عقيدتك ، فاستحقيت بذلك علو المنزلة ورفع الدرجة ، ولم يمكن الزمان لما تقدمت مراتب الحدود ان نقطعها ، فجعلناك الجناح الأيسر ، إذ كان الأيمن قد تقدمك ، وهو سلامة ابن عبد لوهاب ، وتلك منزلة كانت مؤهلة لك إلى يوم الوقت المعلوم ، لأنه مرتبة التالي ، ومنه يظهر الفعل إلى كل مستمد منه من بعد السابق 2 سماع : اسماع، ص.
35 لعالي ، فالقوة للسابق مستورة مكتومة ، والفعل للتالي بأفعال صحيحة علومة ، وليس يجري عصرنا هذا كسائر الأعصار ، ولا حدوده تقاس بمن تقدم في الأدوار ، وتالينا يقوم بها أعلى من كا حد قام . فاخد بركة المولى في الحد الجليا . الذي اقلت له واستعد لك كأخيك الجناح الأيمن ثلاثين حدا دعاة ومأذونين ، ونقباء ومكا سرين واعلم ان أول السبعة المفترضات سدق اللسان ، والسدق هو الولي وضده الكذب ، والسدق والكذب يتشابهان في التخطيط ، كذلك الضد يتشبه بالولي ، لأن المولى جل اسمه لا ضد له ؛ وكذب نلاثة أحرف .
سدق ثلاثة أحرف ، فإذا حسبناهما في حساب الجمل افترقا ، لأنك قول ك عشرون ، ذ أربعة ، ب إثنتان ، الجميع ستة وعشرون حرفا ، وهم لى إبليس وزوجته وأربع وعشرون أولادهما ، فمن تبعهم خرج من توحيد ؛ والسدق : س ستون ، د أربعة ، ق مائة ، فذلك مائة وأربعة وستون حرفا ، دليل على مائة وأربعة وستين حدا ، يكون للإمام منه تسعة وتسعون حدا ، كما قال : ان لله تسعة وتسعون اسما ، من احصاها دخل الجنة ، أي لإمام التوحيد تسعة وتسعون اداعيا من عرفهم دخل حقيقية دعوة الإمام المستجنة بأهلها ، اعني محيطة بهم ، والجناح الأيمن وثلاثون حدا ، والجناح الأيسر وثلاثون حدا ، فذلك مائة واحد وستول حدا ، يبقى ثلاثة حدود وهم النفسانية ، الجواهر الثلاثة المكنونة الت فوق السابق لا تنكشف ولا تتشخص إلا في عصر قائم الزمان ، وهم اليرادة والمشيئة والكلمة ، نطق المسطورة «إنما أمرة إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون» [82/36] ، وقال : «وما تشاعون إلا أن يشاء الله» 30/763] ، وقال : «ولولا كلمة سبقت من ربك» [19/1٠] ؛ فأم إرادة فهو ذو معة وهو قائم الزمان هادي المستجيبين ، المنتقم 5 المشركين ، بسيف مولانا وشدة سلطانه ، وأما المشيئة فهو ذو مصة ، النفس الكلية ، الحجة الصفية الرضية ، الشيخ المجتبى ، صفوة المستجيبين ، كهف الموحدين ، أخنوخ الأوان وإدريس الزمان ، هرمس الهرامسة ، خي وصحري أبو إبرهيم إسمعيل ابن محمد التميمي الداعي ، وفقه المولى وسدده ، واعانه وبلغني فيه المنى ، وأما الكلمة ، أخي الشيخ لرضى ، سفير القدرة ، فخر الموحدين ، وبشير المؤمنين ، وعماد لمستجيبين ، وكلمتهم العليا ، أبو عبد الله محمد ابن وهب القي الداعي ، اعانه المولى ووفقه وسدده . فاحمد المولى جلت قدرته ، واشكره ملى تواتر نعمته ، واكتب الميثاق على المستجيبين بضبط الحلية وأحكام لشهادة ، وكن بهم رقيقا، وعليهم شفيقا.
فبهذا اوصاني مولانا جلت قدرته في ظاهر الأمر ، وانسخ 4 الميثاق الرسالة من عند الشيخ سفير القدرة اللاهوتية ، وارفع المواثيق مع من ستدف لك من شيخي التوحيد وأوتاد التمجيد ، الأخوين المبأركين المحبين الناصحين ، جزاهما المولى عني خيرا ، واعرف حسن ابن هبة الرفاء ، نقيب النقباء ، ليكون هو وأصحابه فيما يعرض لك في المدينة ن المهمات ، ولا يكون أخذك على المستجيبين خرجا عما في تقليد خيك المصطفى عزه المولى ، وسلام المولى عليك سلام رضى ومحبة «على سائر الموحدين ، ورحمة المولى وبركاته وكتب هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا وشدة سلطانه بخطه في يوم الجمعة ، الثالث عشر خلت من شعبان ، الثالث ن ظهور سنينه المباركة ، والمولى حسبنا وبه استعين ، ونعم النصير المعين سبحانه وحده لا شريك له سخ : نسخ ، ص.
عزه : اعزه ، س.
3 [23] مكاتبة ( لى أهل الكدية البيضاء توكلت على مولانا وحده ، المنجز لعبده الإمام الهادي وعده ، إلى لكدية البيضاء ، العاليون أهلها سلام عليكم بحسن نياتكم ، وحميد أفعالكم ، سلمتم من المحنة إذ أنتم بين يدي مصورين ، بلطائف الأمور ومجاري الأحكام مطمئنين ، مشيئة المولى نافذة فكونوا راضيين مسلمين ، ولا تشردوا كتبكم عني ، وارسلوها إلي على يد الشيخ سفير القدرة اللاهونية ، اعزه المولى بي ، يان لم يعرف الرسول فليسأل المستجيبين عن حسن ابر هبة الرفاء، قيب النقباء، تدفع إليه كتبكم، فإنها واصلة على يده، والوصاية بترلك الاصغاء إلى شناعات الأوغاد ، فإنها محنة واقعة بأهلها ، والسلام وكتب قائم الزمان بخطه ، والحمد لمولانا وحده .
5 24] رسالة الانصناء من هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولان اله العالمين ، بتأييد المولى جل وعلا نطقت ، وبتوفيقه فتقت ، وإليا ي عميع الأمور ارنجعت وانتم معاشر الموحدين بالانصناء ، كثر المولى عددكم ، وزكى أعمالكم ، إلى توحيد مولانا دعوتكم ، الذي لا مولى لنا سواه ، معل علة العلل ، منزه عن القدم1 والأزل ، ظهر لنا فينا جل عن التشبيه المثل ، إنسية لعقولنا ، وشفقة منه علينا ، سبحانه وتعالى عن الصاحبة والولد ؛ اصطفاني من بين عباده ، واقامني دعيا إلى حيده في كل عصر وزمان ، لم اعرف غيره ولم اتوجه إلا إليه ، سبحانه ما أعظم شأنه وأجل سلطانه . وأنتم المستجيبون لوحدانيته ، المسدقون بصمدانيته ، لراضيون بقضائه ومشيئته ، وان مولانا سبحانه وحده لا شريك له عالم يسائركم ، مطلع على ما في ضمائركم، مجازا لكم على قدر أعمالكم أنتم معاشر الموحدين نحوكم يرنو طرفي ، وما عنكم من توحيد مولانا جل ذكره شيء مخفي ، إلى توحيد مولانا دعوتكم ، ومن خلفه حذرتكم ، وبانجاز وعده بشرتكم ، فلكل أجل كتاب ، ولكل مقال جواب ، بالصبر جاوبتكم ، وبالرضى والتسليم امرتكم ، والمولى اوع ي هو منجز مواعيده بما يشاء كما يشاء ، لا معارضة لحكمه ولا راد قضائه ومشيئته ؛ فكأني بكم وجيوش الفرج قد نزلت ، وأعلامه قد شرت ، ومستوراته قد كشفت ، فكونوا لذلك مستعدين ، ولعج القدم : القديم ، س جاز: مجازي ، س.
565 مستبشريمن ، تكونوا يومئذ من الفائزين ، الذين «لا خوف حكزنون» [38/2] .
ييم هم وكتب هادي المستجيبين في عشرة من جمادى الآخرة ، الثالث من نينه المباركة ، والسلام عليكم ورحمة المولى وبركاته ، وهو وثقتي ، وبه استعين . تمت.
ي ذكره : سبحانه، س.
ولا راد : ولا رد ، س.
25] شرط الإ مام صاحب الكشف توكلت على مولانا جل ذكره ، الحمد لمولانا الحاكم منشي الحق ومؤريده، وقامع الباطل بالحق ومذل أهله ومبدده، ومؤيد أوليائه وعبيده وماحق الجحدة الكافرين وعندته ، الذين شكوا بنعمته الكاملة ، وبركاته لشاملة ، ومواده المترادفة المتواصلة ، وصلواته على من اختاره من عبيده ، القائم بكشف السر عن أمره ونهيه ، وموضح الطريق للمستبصرين ، وموهن كيد أهل الضلال الخائبين ، اعني قائم الزمان وعبيده الحدود المستخدمين.
من العبد المختار إلى كافة إخوانه الدعاة إلى توحيد المولى الإل لحاكم الجبار ، والمعدلين للقضاء بين الموحدين الأبرار ، والعرفاء الأنصار قد وصلني ، اطال المولى بقاء سادتي وإخوتي الشيوخ ان الأحكا في فرائض الرضى والتسليم في سبب زيجة الموحدين والألفة بين الإخوان والأخوات ، مرتجة عليهم ، وان لا علم لهم بما توجبه شروا الديانة ، وكيف تكون المصاحبة بينهم ، فيجب ان يعلموا ساداتي ان شروط الرضى والتسليم ليس تجري مجرى غيرها من الزواج ، لأن الرضى التسليم شيء من أمور البارى سبحانه ، فمن نقضها فقد خالف أمر ولانا جل ذكره ؛ والذي توجبه شروط الديانة انه إذا تسلم إحدى الموحدين بعض أخواته الموحدات فيساويها بنفسه ، وينصفها من جميع ما في يده ، فإن اوجب الحال فرقة بينهم فايهم كان المتعدي على الآخر: خإن كانت الامرأة خارجة عن طاعة زوجها ، وعلم ان فيه القوة والإنصاف لها ، وكان لا بد للامرأة من فرقة الرجل ، فله من جميع .
لكه النصف ، إذا عرفوا الثقات تعديها عليه وانصافه لها ، وإن عرفو 5 الثقات انه محيف عليها وخرجت من تحت ضرورة خرجت بجميع ما ملكه، وليس له معها شيء في مالها ؛ وإن كانت هي المخالفة له وليست دخل من تحت طريقته ، فله النصف من جميع ما تملكه ، ولو انه ثوبها الذي في عنقها ، وإن اختار الرجل فرقتها باختياره بلا ذنب لها إليه ، لها النصف من كل ما يملكه من ثوب ورحل وفضة وذهب ودواب ، وما حاطته يده لموضع الإنصاف والعدل فليتحققوا السادة هذه المكاتبة ، ويعملوا بها وبهذا الشرط ، فهكذا جري الحال بالعدل والانصاف.
السلام عليكم ، والحمد لمولانا وحده لا شريك له 5 26] الرسالة التي ارسلت ايلى ولي العهد عهد المسلمين عبد الرحيم ابن إلياس وكلت على أمير المؤمنين ، جل ذكره وبه استعين ، في جميع الأمور من عبد أمير المؤمنين ، ومملوكه هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، يسيف أمير المؤمنين ، إلى ولي العهد عهد المسلمين وخليفة أمير المؤمنين .
اما بعد . فقد حان لولي العهد ان يكشف القناع ويعرف لم تسمو ابن عم أمير المؤمنين ، وحاشا مولانا جل ذكره من الأب والابن والعم والخال : «لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد» [3/112 - 4] . وإنما سماك بهذا الاسم ، ولقبك بهذا اللقب في الزمان الماضي الذي خدمت يه ، وتوليت عهد المسلمين وتسميت بزعمك بالشكلية والقرابة ، فاراد مولانا جل ذكره ان يعرفك منزلتك في هذا الوقت كيما تطلب العفو عما مضى . والآن يجب على ولي العهد التضرع إلى مولانا جل ذكره بان يعفو عنه ويمحى اسمه من الخط والمكاتبات والمخاطبات ، ولا يقل بن عم أمير المؤمنين ، إذا كان هو سبحانه نزها عن الشبهات ، ولا يقل مو أيضا في مخاطبة أو مكاتبة ، سلام الله عليه ، إذ كان الله عبده، انت أول حرف ، وسلام العبد لا يكون على المولى ، بل يكون سلام المولى على العبد ، واحسان مولانا عليك قديما وحديثا في كل عصر زمان . وقد قلدك وثبت الحجة عليك ، والآن فقد استدارت الأدوار، وطلع شمس الشموس وقمر الأقمار، واوجب زمانا هذا كشف الاستتار ، ومحض التوحيد والاظهار ، وعبادة مولانا الواحد القهار . وقد اديت الهداية ، ونصحتك بالكفاية ، بان تظهر عبادة مولانا على رؤوس إذ : إذا، ص.
لأشهاد ، وتقر بلسانك انك عبده وملوكه ، ولا تتقرب منه بنسب ، شرفت بخدمة النسب ، إذا نصحت مولاك في عبادته ، وإن لم تنصح بل تقر له بالعبودية إذ لا حسب ولا نسب ، ومن قاله «خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الحنيران المبين» [11/22] . وقد اعذر الهادي ، ونادى المنادي ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين» [54/24] . والسلام عليك ورحمة المولى وبركاته تمت الرسالة والحمد لمولانا وحده ، وهو حسبي ونعم النصير المعين 51 27] رسالة خمار ابن جيش السليماني العكا ويي وكلت على أمير المؤمنين ، جل ذكره وبه استعين ، في جميع الأمور من عبد أمير المؤمنين جل ذكره مولانا سبحانه ، وملوكه هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف أمير المؤمنين ، جل ذكره ، إلى إبليس الأبلاس ، ومعدن الشرك والوسواس ، النغل ال ن ، والمسيخ الحزين ، خمار ابن جيش السليماني العكاوي .
أما بعد . يا خمار إن كان اسمك في الأصل حارت إبليس لا يغرك إمهالك في الدنيا ، وما أنت عليه من كفرك وشركك وكذبك على مولانا العزيز ، علينا سلامه ورحمته ، وتشبهك بالمولى جل ذكره الذيي «ليس لمثله شيء» [11/42] ، الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، علين سلامه . ثم تزعم بلعنتك انك أخو من لا تدركه الأوهام والخواطر وتستمر بذلك على شركك ، وجلبت على العالم الغبي المعكوس (بخيلك ورجلك» [17/ 64] . فالحذر الحذر على نفسك ما أنت عليه وانظر لروحك قبل قيامي بالسي على جميع المشركين وأنت أولهم فالحذر الحذر ، واطلب العفو قبل السفر ، واعلم حق مولانا أمير المؤمنين جل ذكره وشدة سلطانه ، واخش عذاب نيرانه ، وارجع عما أنت عليه ن كفرك وشركك.
وكن أنت عوض الجواب تجيء مع رسلي وغلماني إلى معدن الدين التوحيد بأمر أمير المؤمنين ، ونعرض عليك الإيمان بمولانا جل دكره ، وأني فرار بوحدانيته ، وتسأل العفو عماا جنيت من كفرك واشركت روحك بمولانا جل ذكره ، ولا كرامة ولا عزازة ولا مسرة حتى وتتضرع إلى عما : ما ، س ع ك ل.
حمة مولانا أمير المؤمنين جل ذكره بان يعفو عن عظيم كفرك وشركك وإن طلبت بهذا الاسم والدعوى حطام الدنيا ، فأنا اسأل مولانا جل ذكره ان يعطيك ما طلبته من الحطام ، وإن ابيت ذلك واستكبرت ، «فاخرج منها فإتك رجيم و عليك اللعنة إلى يوم الدين» [15/ 34 3] ، وهو يوم فيامي بالسيف على جميع المشركين ؛ ثم امرت العبيد ضربك بالسياط واشهارك بالقاهرة المقدسة وشوارع مصر وأزقتها ، فإن تبت ورجعت عن قولك وإلا امرت العبيد بسلخك ، وحشوت سلخك ببنا ، وصلبتك على باب زويلة وباب الفتوح لينظروا شيعتك ومحبيك ضيحتك عند أمير المؤمنين جل ذكره ، ونصلح بقتلك العباد ، ونمهد البلاد ، ثم نبتدي بمن هو مثلك، فنقتلهم قتل الكلاب، وأقواما آخرين ي العذاب ، حتى يؤدوا 2 الجالية وهم صاغرون وذلك بقوة مولانا جل ذكره لا شريك له ، وهو حسبي ونعم النصير المعين .
يؤدوا : يؤدون، س ص ض ط ع ف ك ل م ن .
5 28] الرسالة المنفذة- إلى القاض وكلت على أمير المؤمنين جل ذكره وبه استعين في جميع الأمور، بعل علة العلل ، صفات العلة : بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد أمير المؤمنين ، ومملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف أمير المؤمنين ، وشدة سلطانه ولا معبود سواه ، إلى أحمد ابن محمد ابن العوام الملقب بقاضي القضاة .
ما بعد . فقد تقدمت لنا إليك رسالة نسألك عن معرفتك بنفسك ، قصرت عن الإجابة ، قلة علم منك بالحق اواهجانا به . وكيف يجوز لك ن تدعي هذا الاسم الجليل وهو قاضي القضاة ، وليس لك علم حقائق القضايا والأحكام ? فقد صح بانك مدع لما أنت فيه ، فيجب عليك ان تعلم نفسك وتدريها ، فإن كنت قد جهلتها فأنت فرعون الزمان ، وفعلك لاحق بعثمان ابن عفان ، فيجب عليك ان تقلع عما نت عليه ، وتتبع سير أصحابك المتقدمين أبي بكر وعمر، وتزيل تلثيمة لبياض عن راسك والعمامة والطيلسان ، وتلبس دنية طويلة سوداء بشقائق صفر طوال مدلاة على صدرك ، وتلبس دراعة بلا جيب ، بل تكون مشقوقة الصدر ، وتكون مرقعة بالأحمر والأصفر والأديم الأسود الطائفي ، وتكون قصيرة عليك لتلحق في الشكل بعمر ابن الخطاب ، ويكون لك درة على فخذك لتقيم بها الحدود على من تجب1 عليه ، أنت جالس في الجامع ، ويكون لك في كل سوق صاحب يتزايا بزز بيده درة يقيم بها في سوقه الحدود على من وجبت عليه ، مثل الزاني لسارق والقاذف وشارب الخمر ممن هو من أهل ملتك ، وتكون تتولى ب : وجبت ، س.
7 الخطبة بنفسك ، وتطلع على المنبر بلا سيف تتقلد به ، ويكون ممر مجيئك من دارك إلى الجامع وأنت ماش حفيا لتكون في ذلك لاحة بأصحابك المتقدمين أبي بكر وعمر وإياك ثم إياك ان تنظر لموحد في حكم ، لا أنت ولا عادلتك ، تهادة نكاح ولا طلاق ولا وثيقة ولا عتق ولا وصية ؛ ومن جلس بين ديك على حكم فتسأل عنه ان يكون وحدا فترسله ل ع رجالتك، لاحكم أنا عليه بحكم الشريعة الروحانية التي اطلقها امير المؤمنين سلامه علينا3 . فانظر لنفسك فقد اعذرتك مرة بعد أخرى وانذرتك .
وكتب في شهر ربيع الأول ، الثاني من سنة عبد مولانا وملوكه هاد المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا أمير المؤمنيت ، وهو حسبي ونعم النصير المعين محكم : حكم ، اد سلامه علينا : علينا سلامه ، س 55 [29] المناجاة مناجاة ولي الحق باسمك اللهم سبحانك، القديم الأزلي عرشك، الشديد بطشك، نو لإنوار في كل مثوى ومكان ، خالق الأشياء وبارئها ، ومعل العلل وشهدت بانه قبل ومجريها . قدوس قدوس ، يا من اقرت له النفوس لدهور الداهرة معبود ، وفي الأزمان الغابرة موجود ، رب الأنوار لحلملوية، العناصر الأزلية ، والعزة الفردانية الصمدية ، واحدي الذات ، سرمدي لثبات ، مبائن للصفات ، باري البوايا القدم ، فاوجد ذاته لهم كما حكم ، حكم بالحق فلم يدع إلى عدم ، فهو الظاهر لتثبيت الحجة على الناس ، وهو الباطن الذي لا يدرك بالحواس . اقام قدرته في العالم الذي المراة .
برأه ، وكل ناظر إليه على قدر صفائه ، كالناظر إلى وجهه في ع الإيمان به سبحانه شاء فاحدثهم بلطفه خلقا ، وظهر لهم كهم حقا وسدقا ، ثم تأنس إليهم ، فثبت الحجة عليهم ، إذ هم يعجزون عن ادراك كيفيته ، ولا يبلغون بقوة عقولهم ماهيته . فحقيق حفيق على م لم يصح له الوجود ، ولا معرفة الحدود ، ان يلزم الإنكار والجحود ، لكنه تعالى ذكره عدل ، واحسن إلى الخلق فيما فعل ، إذ قام فيهم ظاهرا موجود ، والزمهم حفظ الموائيق والعهود ، وعرفهم نفس العبادة من العابد المعبود ، بواسطة الإمام وطاعة الحدود .
بالي فتعالى ع ك الأزل ، قبل الازل ، ومزيح العلل ، ومفني الدول الأول، لذي لم يزل بأ علنا في ظهوره ، ظاهرا فيما بطن ، يقوم بناسوته في كل عصر وزمان ، ليس بمحصور في الناسوت ، فيغيب عنه علم الملكوت لكنه يتجلى و انى ولا يتدلى ، ظهوره من غير زوال ولا تنقل، وغيبه ن غير حركة ولا تقلقل ، بل ظهوره .
لنيء اقباله عليه ، وغيبته به توفية منه إليه.
تعالى بديع العقل والأجناس ، المكون بأمره الهيولى والأشخاص خالقها وبارئها ، ومحركها إلى أغراضها ومجريها ، القائم بالناسوت العجز حينا ثم بالقدرة ، الموحي إلى كل معلول منه أمره ، الجاعل لكل علة منه قاما معلوما ، ورسما مرسوما ، يسبح في دائرته ، ويدور على مرك درايته ، ولا يخرج من أفق رايته1 ، يطيعه في فعله ، ويسبحه بعقله .
سبوحا له سبوحا ، منزه عن الضد والأنداد سبوحا ، لا يحيط به رسم ، و لا ينطلق عليه اسم ، ولا ينحصر في العلم ، ولا يتصور في الوهم ، بل ينتهي المخلوق من حيث هو إلى ويهجم به الطلب إلى جتب وشكله . وهل يرى الناظر في النور إلا بمثل ما يرى فيه من الكثافة ، هل يدرك الكثيف للطيف إلا بمادة من اللطافة ? استبشروا معاشر الموحدين بكا امدكم به مولانا جل ذكره على يد ولي مانكم بتأييد من لطيف حكمته ، واحمدوه على ما نشر عليكم من ظل رحمته ، إذ اوصلكم وهدا إلى ولاية وليه ومعرفته ، فاعملوا بطاعته ، وتمسكوا بمحبته ؛ واعلموا انكم عبيده في قبضته ، وهو رب العرش ولاكم ، يعلم سركم ونجواكم ، وينظر إلى أعمالكم و كم ، فاجتنبوه في السر والجهر ، إنه عليم بكم ذو خبر فقد فاز منكم من كان له ولا وبعهده وميثاقه وفيا ، وبحكمه رضيا : أولائك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا ؛ وأما من لاذ بحرمه ، وانفرد بكتمان سره ، فقد فاز بنائله وبره ، هو صاحب العزة والنصرة ، ومالك القدرة ، ومفني الفقر والعسرة لمستولي على الكرة ، مرارا غير مرة ، ومجلي حنادس ظلمات الفترة ، وايته : رديته ، ز.
وهو: فهو، س ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن .
5 ومؤمن أوليانه من الحسرة ، ومعنى الحج والعمرة ، سابق الخلق وقديمه وصاحب الحق ومقيمه ، غاية القصد والغرض ، المبرى من السقم المرض ، ومن عليه في حكمه لا يعترض ، الإمام الشديد ، صاحب لنص الوكيد ، والأمر الرشيد ، والقصر المشيد ، والنور العتيد ، والقوة التأييد ، والدعاء والتمجيد ، الظاهر في كل عصر جديد ، صاحب لقدس والطهارة، ومعنى الرمز والاشارة، مولانا الإمام القائم الحاكم بأمر الله.
للهم يا مولانا بوليك وحدودك ، اجمع شمل أوليائك الموحدين ، وكن بنا وبهم حيظا أمين ، وانقذهم من سقط الهلاك ، واجعلهم م الأملاك ، سالمين من حر نارك ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، ولا إله يا مولانا سوى النور المحتجب بحجابك . خلصني يا مولاي من هذا العال لدني ء الفاني ، واعني بالقيام على قضاء حقوق أوليائك الموحدين إخواني ، واجعلني بينهم بالعقل متخلقا ، وبولاء وليك ميقنا متحققا بسبب أنوارك يا مولاي متعلقا . يا من قصر عن دونه جدي ، وذل له يي ، وأتى إليه قصدي ، واعلنت له خلصا حمدي . ها أنا يا مولاي توجه إليك ، ومتكل في النجاة عليك ، فلا تبعدني من المحل القريب ، لا تطل سفري عن العالم النجيب ، ونجيتي يا مولاي من العفلة عن الحق القاصد ، والاشتمال بالغرور البائد ، إليك هربت من ذنوبي .
واملتك لكشف كروبي ، وستر عيوبي ، فامنن علي برضاك ، واحححني علو لائك ، والبراءة من أعدائك ، فما لي مولى سواك ، لك زيارتي وإليك معنى إشارتي ، وحبك طهارتي ، وأنت ذخيرقي ، في دنياي وآخرتي ، فتسدق علي بنظرة منك تحييني ، وتعطفك علي يغنيني الدنيء : دتي ، س ض ط عغ ف ق وبرضاك تنجيني . فإن منعتني فمن يعطيني ، وإن ابعدتني فمن يدنيني ؛ فأنت صاحب العاجلة ، وإليك حكم الآجلة ؛ من طلب من الدنيا اعطيته ، ومن طلب من الآخرة دللته وهديته ؛ سماء مجدك مطلة ، سحائب جودك منهلة ، وأنت المغني من كل قلة ، والشفاء من كل علة وأنا عبدك اللائذ بحرمك ، الزائر لكرمك ، الشاكر لنعمك ، المستقيل من نقمك ، المستجير بك في الدنيا من الحيرة والفقر ، وفي الآخرة من عذاب القبر غلط الخلق عن ضياء نورك بك ، فاستوحشوا من جهة ما ظهر لهم ن شبه مجانستهم ، فشكوا فبقوا حياري ، بما تراءي لهم سكاري ، عاجزين شاكين جاحدين ، وانس بك الموقنون بعهدك ، والمؤمنون بميثاقل عقدك ، بما ايدتهم بلطف تأييدك ، إظهارا وأسرارا . فظاهرك قبلة العارفين ، وباطنك سر العابدين ، عبدوك منه لما عرفتهم بنفسك كهم أنت الموجود في الظاهر ولا غيرك ، والمعبود في الباطن ولا دونك ؛ ثريب تجيب دعوة الداعي إذا دعاك ، بعيد على من لم يسمع نداءك ، بورك في قلوب أوليائك يتلألا ، وكلامك على ألسن حججك يتجارى وليك بحر البحور ، ونور الفرقان والزبور ، وآية الكرسي في سائر الدهور إليك بك التجينا ، وإليك انبنا ، «وإليك المصير» [2/ 285] ، وأنت علام الغيوب . احفظنا من فتنة الدجالين ، ومن غرور الغاويين ، ومن بلس كل شيطان مارد رجيم .
بسم الواحد القديم ، الرحمن الرحيم ، نور بنورك قلوب أوليائك العارفين ، وبصر أصفياءك الطالبين ، المخبتين بنظرة اليقين ، واجل الران عن قلوبهم ، وثبت الإيمان فيها بمعرفة التوحيد . يا من له العزة والتمكين ، انصرنا على أعداء الدين ، المارقين الجاحدين الناكثين ، الذين 5 نكثوا عهدك ، وجحدوا ميثاقك وعقدك ، ومرقوا من دينك ، واظهروا النعساد في أرضك ، فدمر عليهم بدمارك ، كما دمرت على قوم عاد وتمود ، ودمدم عليهم بيوتهم إنك علام الغيوب ، تؤتي الملك لمن تشاء ، تمنع الملك من تشاء ، وتعطي وتجاري وتعفو وتغفر لمن تشاء ، وأنت العادل في حكمك ، الممضي لأمرك . رضينا وسلمنا أمورنا إليك ، إنك حميد مجيد جواد كريم ؛ تجاوز عما مضى ، واعف عنا واغفر لنا ذنوبنا، و يدل سيئاتنا بوعدك السادق واحسانك القديم ، فنحن عبيدك الخناضعون الخاشعون المنتظرون لجميل احسانك ، المسدقون بوعدك وامتنانك .
ولي الصالحين ، وغاية الطالبين ، وإنس العارفين ، ورجاء الموحدين ، ك اهتدينا ، وبنورك ابصرنا، وعليك اتكلنا، انك أهل التقوي ورب المغفرة ، فلك الحمد كما مننت يا مولانا . والحمد لمولانا وهو حسبي ونعيم لنصير المعين 30] الدعاء المستجاب سبحانك يا مبدع الأشياء لا من شيء كان ولا من مادة ولا بآلة ولا جمعين ولا بمثال صورة معلومة عنده ، بل بوجوده وعلمه وارادته اجراه انشأها ، وانشأ كل شيء منها بتقدير محكم وفعل متقن .
سبحانك يا مخترع العالمين بما فيها من غرائب الصنع ولطيف التدبير ، وخفي الحكمة والتقدير ، بأمرك الذي هو الإبداع المحض علة لجميع لأشياء الموسومة بالأيش .
سبحانك يا مبدع العقل التام ، ومعقل جميع الخلقة فيه بالقوة حتى م يخرج عنه شيء منها ، وخالق النفس المنبعثة منه لإظهار ما تضمنه ذاته من الصور المبروزة فيه سبحانك يا من جعل النفس علة لإخراج جميع التراكيب من الدوائر والأجرام والأمهات ، وجعل الأمهات والأجرام والدوائر علة لإظهار لمواليد التي هي الغرض والقصد ، وجعل قرار المواليد على أشرفها وأعلاها الذي إليه انتهت صفوة العالمين وهو البشر ، وجعل منتهى غاية صفوة البشر وشرفه وكب لطافته على الأساسين اللذين بهما قامت تدابير ف هذا العالم الجسماني ، ومن جهتهما ظهرن آثار العقل النفس ، وبهما نصبت الحدود وغيرها في هذا العالم وجميع ما فيه .
بحانك يا من تعاظمت منته بهما على عالم ، إذ كانا سببا هدايتهم إلى محرفتك .
بحانك يا من جعل قرار هداية سكان العالمين من الروحانيين الجسمانيين على تأييد الأصلين الأعليين الأنورين اللذين بهما استفتحت الخيرات ، وظهرت البركات ، على جميع الخلائق من لبسيط والكثيف، 52 وبهما ظهر تجريد توحيدك الحق واثباتك المحض الذي لا يشوبه تعطيل ولا الحقه تشبيه سبحانك يا1 من جعل بقاء الكل ودوامه بالإبداع المحض الذي ؛ صو أمرك المقدس عن الخلقة .
سبحانك يا من تعزز بالكبرياء والجبروت .
سبحانك يا منفرد بالعظمة والملكوت.
سبحانك يا من لم يزل دهرا ولا زانا ولا مدة ولا مكانا سبحانك يا من تعاظم ان يكون كمثله شيء أو يلحقه وصف واصف ن خلقه.
سبحانك يا من تعالى عن المساواة والتشبيه .
سبحانك يا من لا تلحقه صفة ولا له صفة .
شهدت وآمنت وايقنت أولا وآخرا ، وباطنا وظاهرا ، بانك الله المبدن العزيز الواحد الأحد ، الذي لم يتكثر ولم يتزايد ولا يتناسب ، وانك باري لا باري لك ، وخالق لا ضد لك ، وقادر لا مقدور عليك ، وغالب لا منجى ولا ملتجاء منك إلا إليك ، وحاكم لا محكوم عليك ، تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد ، بأمرك العالي الممجد عن مقارنة الأصوات اللغات.
اسألك يا مولانا وسيدنا بعظيم جلال قدرتك ونور سلطانك ، التي مننت بها على جميع المبدعات والمخلوقات ، وجعلتها سببا لبقاء هوياتهم بقضلك ورحمتك.
اسألك يا مولانا بأول شيء ظهر منها بما تحويه هويته ، ويستخرجه قول من توحيدك وتتريهك ونفي التشبيه عنلك ، بمنتك عليه بتاليه المنبعث من - صورة ذاته ، لإظهار مقصود حكمتك ، وارادتك المنبجسة من أمرك ، لسالك منازل الخلقة بما ظهر منها عند المزاوجة بالافادة والاستفادة من نواع الصور الروحانية والجسمانية .
اسألك ان تمن علي بخالص معرفتك ، وحميد طاعتك ، والبلوغ إلى مرضاتك، والثبات على أمرك، والتجنب لنهيك، والصبر على ما ينالن ي عبادتك من شدائد المحن والبلوى التي بها تهذبت النفوس وبها فت.
يا أرحم الراحمين بحقك على من لا يصرف هويته عن تسبيحك وتقديسك وتمجيدك إلى سواك ان تتفضل علي بذلك ، وان تهب لي النصر والغلبة على شهوات نفسي وخبائث وساوسها ، وشرورها المدخلة علي النقص والتقصير في طاعتك.
يا مولانا وأنا عبدك المعترف بعظيم جرمه نيبا إليك ، تذللا لديك ، تضرعا خاضعا لك ، عترفا بألوهيتك ، متكلا على سعة رحمتك ، واثقا جودك ، خئفا من عقوبتك ، تبرئا من كل عدو لك ، تموسلا إليك حبة أوليائك ، بريئا من حول نفسي وقوتها ، موقنا بان الحول والقوة لك ، لا شريك لك ، ولا دافع لأمرك ، ولا راد لحكمتك . تجاوز عني اغفر لي ذنبي ، واجعل معرفتك التي مننت بها علي مخلدة في نفسي لا تزائلها ولا تفارقها كيف ما دار بها الحال ، برحمتك وفضلك الشامل لجميع أوليائك وأحبائك ، لا إله غيرك ولا معبود سواك . أنت العزيز الحكيم ، تفل سعيي ، وأجعل ما لمع في نفسي ، وعبره لساني بمقدار فوتي واستطاعتي ، ومبلع جهدي من هذا القول كفارة لعجزى وتقصيري ، وتخلفي عما يلزمني حن حمدك وشكرك ، وإن كان تسبيحك تقديسك وتمجيدك ما لا سعة للمنطق بعبارته ، ولا توهم للنفس لدركه ، 5 بل هو أعظم وأجل من ان يكون للعقول المهذبة نحو دركه امتداد ولا احاطة .
اسألك يا مولانا برأفتك واحسانك ، ان ترزقني قوة بصيرة تتسع به نفسي في معرفة توحيدك ، ويطول بها لساني في تلاوة حكمتك ، ويشتد بها شوق هويتي إلى نعمتك ، إذا فاضت من تأقي أوليائك ، حتى لا تسكن عن المسافرة في درجات التعاليم التي بها يوقف على تعظيمك .
يا ذا الحق لا اشارة تلزمك ولا أينية ، ولا كيفية ولا مائية2 ؛ تعاليت تعاليت عما يقولون الجاحدون ، ويتوهم الجاهلون ، المقصرة التائهون ، من نفي ألوهيتك عند الاثبات المحض للاكق بعظمتك وجلالك علوا كبيرا تم الدعاء والحمد لمولانا وحده .
باثية : ماهية ، س.
9 31] التقديس دعاء السادقين دعاء لنجاة الموحدين العارفين .
توكلت على مولانا الحاكم المعبود وحده ، المنجز لعبده الإمام الهادي عده . توكلت على مولانا حاكم العقل ، ومعل الأصل ، المنزه عن الممثول والمثل ، المتعالى عن الجنس والشكل ، ومولى الكل .
لعقل إبداعه ، والفكر إحداثه ، والقديم سلطانه ، والأسماء لحدوده والصفات لعبيده ؛ فكل عقل عاجز عن تعظيمه وتوحيده ، وكل فكر حائر عند تنزيهه وتجريده . التوحيد له جلت آلآؤه اقرارا ، والاشارة إليه افكارا ؛ عجزت العقول عن كنه معرفته ، وحارت الألباب في تدبر حكمته ، فهي لعجزها مسرة مقرة مذعنة أسيرة ، بانه جلت الآؤه معبود الأزمان والمدد .
بحانه وتعالى عن الصمد والعدد ، وتنزه عن كل إله يعتقد، ومعبو يوحد ، وإلى جب ه يستند . فجواهر العقول الصافية عند تحديد ظهوراته خاسئة حسيرة ، مسلمة عند خطرات عظمته مذعنة أسيرة ، ونفوس الأولياء الأطهار راجعة بكلتيتها إلى مبدعها ناعمة قريرة . قد سلمت 4 عبادتها وتوحيدها من التعطيل والتشبيه ، ووقفت بولي زمانها على حقيقية التوحيد والتنزيه ، وتقربت إليه بحدوده الطاهرين الأوحاد ، وتحققت سدقهم في الشهادة على أعمال العباد ، وتشرفت بمباشرت لملائكة الأطهار ، وتقدست بما اتحد بها من لطائف الأنوار اللهم يا مولى الأنام ، وحاكم الحكام ، بعظمة هذا التنزيه والتقديس ، وبإجلال الظهورات الملكوتية لبريتك على سبيل التأنيس ، واقامة الحجة عن : عند ، س ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن .
عليهم ببيان التوقيف ووكيد التأسيس ؛ اللهم اجعلنا بوليك وحدوده لآيات التوحيد مسدقين ، ولطاعتك وطاعتهم في التسليم لأمرك موقنين اعصمنا برأفتك وصونك من غرور الدجاجلة المتشبهين ، والدعاة إليهم لأنجاس المارقين ، وامهلنا لانجاز وعدك لأوليائك المخلصين ، إنك عل لك قدير ، وبإجابة هذا القسم وباجلال ألوهيتك ك م التقديس ، والحمد لمولانا وحده ، وهو حسبي ونعم المعين النصير ل جدير.
2 32] ذكر معرفة الإمام أسماء الحدود العلوية ورحانيا وجسمانيا .
توكلت على مولانا الحاكم المعبود ، وإليه اشرنا بالوحدانية في سائر لدهور . الأسماء الواقعة على مولاي قائم الزمان : الأول منها علة العلل ، والثاني السابق الحقيقي ، والثالث الأمر ، والرابع ذو معة ، الخامس الإرادة . العقل الكلي روحاني ، واسمه جسماني : حمزة ابن علي ابن أحمد هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولان سبحانه وشدة سلطانه . ومن بعده النفس الكلية ، الحجة الصفية الرضية ، أخنوخ الأوان ، وإدريس الزمان ، هرمس الهرامسة ، الشيخ المجتبو وحاني ، واسمه جسماني : أبو إبرهيم إسمعيل ابن محمد ابن حامد التميمي الداعي . ومن بعده الكلمة ، الشيخ الرضى ، سفير القدرة ، فخ الموحدين ، وبشير المؤمنين ، وعماد المستجيبين ، وكلمتهم العليا روحاني اسمه جسماني : أبو عبد الله محمد ابن وهب القرشي الداعي . ومن بعده الجناح الأيمن ، الشيخ المصطفى ، نظام المستجيبين ، وع الموحدي .
وحاني ، واسمه جسماني : أبو الخير سلامة ابن عبد الوهاب السامريي لداعي . ومن بعده الجناح الأيسر ، الشيخ المقتنى ، بهاء الدين ، ولسان لمؤمنين ، وسند الموحدين ، الناصح لكافة الخلق أجمعين ، روحاني ؛ سمه جسماني : أبو الحسن علي ابن أحمد الطائي السموقي الدا .( كر معرفة الأربع حرم : أسماؤهم إسمعيل محمد سلامة علي ، كناهم بو إبرهيم أبو عبد الله أبو الخير أبو الحسن ، منا هم النفس الكلية سفير القدرة الجناح الأيمن الجناح الأيسر ، ألقابهم المجتبى صفوة المتجيبين كهف الموحدين ، المرتضى فخر الموحدين وبشير المؤمنين ، المصطفى نظاء 22 لمستجيبين وعز الموحدين ، الشيخ المقتنى بهاء الدبيين الموحدين . والحمد لمولانا إله العالمين .
تمت والسلام ولسحسان المؤمنين وسند 22 33] رسالة التحذير والتنبي سم الأزلي القديم ، والمولى الكريم ، والرب الرحيم ، الواحد المنزه عن سفة الآحاد ، والفرد الذي لا يشاكل الأفراد ، المتعالى عن سمة الأعداد والأنداد ، المولى التعاظم عن معنى الصاحبة والأولاد ، الحاكم الذي حضعت لهيبته جميع العباد . لم يتجانس مع المتجانسين ، ولم يبلغ كن وصفه الواصفين ، ولا تدركه أبصار الناظرين ، ولا تحوط بهويته أفكار لتفكرين . مبدع المبدعات بقدرته ، وموجد الأشياء بمشيئته ، الذي اوج القلوب عرفان طاعته ، فاخذت القلوب من معرفته ما احتملت ، وكش لها من مكنون سره ما علمت ، ابدع الأشياء بلا مثال ، وهو الباقي الذي ما لملكه زوال ؛ انفرد بالإلاهية ، وايد أهل طاعته بروح قدسية ، ابدع الحدود الروحانيات ، ورفع بعضهم على بعض درجات ، وخصي وفضلني عليهم بالتأييد والبركات.
فالحمد لمن ابدعني من نوره ، وايدتي بروح قدسه ، وخصني بعلمه ، فوض إلي أمره ، واطلعني على مكنون سره . وأنا أصل مبدعاته ، صاحب سره وأماناته ، المخصوص بعلمه وبركاته . أنا صراطه المستقيم ، وبأمره حكيم عليم . أنا الطور ، والكتاب المسطور ، والبيت المعحور . أن صاحب البعث والنشور . أنا النافخ بإذن المولى سبحانه في الصور . أنا نأمام المتقين ، والعلم المبين ، ولسان المؤمنين ، وسند الموحدين . أنا صاحب لراجفة ، وعلى يدي تكون النعم المترادفة . أنا ناسخ الشرائع ، ومهلك أهل الشرك والبدائع . أنا مهدم القبلتين ، ومبيد الشريعتين ، ومدحضر الشهادتين . أنا مسيح الأمم ، ومني افاضة النعم ، وعلى يدي يحل بأهل لشرك النقم . أنا النار «الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة» [6/1٠4 -7] .
أنا ممد الحدود ، والدال على توحيد المعبود ، ومفني أهل الشرك والجحود أنا مجرد سيف التوحيد ، ومهلك كل جبار عنيد . أنا قائم الزمان ، وصاحب البرهان ، والهادي إلى طاعة الرحمن .
فالويل كل الويل لمن حاد عن طاعتي وصدف ، وبتوحيد المولى سبحانه وبإمامتي لم يعترف . فقد اوحى إلي سبحانه انه لا بد حتما من نجاز الوعد المحتوم ، وقتل كل كافر ظلوم ، وافنى أهل الشرك والعناد، المنافقين والأضداد ، واملك بسيفي جميع البلاد ، واحكم على جميح لعباد ، ففريق يسعد ، وفريق يحل به العذاب السرمد . فمن امن قبل لهور الوعد ووحد المعبود ، واقر بإمامتي وعرف مراتب الحدود ، نال المفاز ع الأبرار ، وحل في دار النعيم والقرار ، ومن لم يعرف الحدود ، ول يوحد المعبود ، فليلزم الانكار والجحود ، ويؤدي الجزية ويحل به العذاب ، وتنقطع به الأسباب . فلا بد حتما من فناء المنافقين ، وقتل الفاسقين ذل الكافرين ، ويؤدوا الجزية وهم صاغرون ، ويلزموا1 لبس الغيار وهم كارهون ، وينزل ميهم المحق والتغيير ، ويحل بهم خزي الملك القدير ابشروا أيها الموحدون بملك ذراريهم وأموالهم وأرضهم وخراب ديارهم ، وسبي حريمهم وأولادهم، واخلاط دم رجالهم بدم4 كلابهم، ويوسمون يسمة العبيد ، وتملك ضعفاؤكم منهم كل جبار عنيد ؛ يومئذ يطلبون الخلاص ، فيقول : للكافر يومئذ لا مناص ، ما لهم من شافعين ، لا سديق حنين ، بل غلبت عليهم شقوتهم من قبل هذا وكانوا عن هذا نمافلين . لقد دعتهم الحدود فلم يجيبوا ، وعن غيهم وجهلهم لا يحيدوا يلزموا : ويلزموا ان ، ز.
اموالهم وأرضهم : وأرضهم وأموالهم، س.
دم : دماء ، س خ.
دم : بدماء ، س ح.
لقد تبهوا إلى المعرفة فلم ينتبهوا ، وحذرواء من العذاب فلم يحذروا ، فما عميت أبصارهم ، بل عميت قلوبهم ، وجهلت نفوسهم بكفرهم وغيهم ، وصدوا عما دعوا إليه ، واعرضوا عما دل الحق عليه . فسوف ندموا على ما فرطوا ، ويدروا ما كانوا عليه قد ارتبطوا ، فلا تصغوا إلى زخرفوا ، ولا تجيبوا إلى ما الفوا ، واطلبوا الحكمة من معادنها ، ولا تشتغلوا بالدنيا وحطامها .
فلا بد من انقطاع المياه 6 الواردات ، وتكثر فيكم البلايا والإمتحانات ، صبروا على الإمتحان ، تنالوا المغفرة والإحسان . وصونوا الحكمة عن غير هلها ، ولا تمنعوها لمستحقها ، فان من منع الحكمة عن أهلها فقد دنس بانته ودينه ، ومن سلمها ثملى غير أهلها فقد تغير في اتباع الحق يقينه ، عليكم بحفظها وصيانتها عن غير أهلها والاستتار بالمألوف عند أهله ، ولا تنكشفوا عند من غلبت عليه شقوته وجهله، فأنتم ترونهم من حيث يرونكم ، وأنتم بما في أيديهم عارفون ، وعلى ما الفوه من زخرف ولهم مطلعون ، وهم عما في أيديكم غافلون، وعما اقتبستموه من نور لحكمة محجوبون . لقد اخرسوا ونطقتم ، وابكموا وسمعتم ، وعموا ابصرتم، وجهلوا وعرفتم فاحمدوا المولى سبحانه على ما افاض عليكم من ظل رحمته وبصركم من علمه ، وخصكم من نور حكمته ، فالحمد له حدا ل انتهاء لآخره ، كما لا ابتداء لأوله . واشكروني واعرفوني حق معرفتي ، فأنا القائم فيكم بأمره ، المؤيد بروح قدسه ، واعرفوا منزلتي من حدودي ودعاتي ، واعرفوا الحدود بأسمائهم وصفاتهم ، ونزلوهم في رتبه حذروا : احذروا ، ص لياه : الامياه ، ز ص .
61 ومنازلهم ، فإنهم أبواب الحكمة ، ومفاتيح الرحمة . واوصيكم بحفظ بماخوانكم ، فإن بحفظهم يكمل إيمانكم ، فاجيبوا دعواهم ، واقضو حاجاتهم ، واقبلوا معذرتهم ، وعادوا من ضامهم ، وعودوا مرضاهم ، ويروا صعفاءهم ، وانصروهم ولا تخذلوهم فاسمعوا أيها الموحدون قولي وافهم ما نطقت به الحكمة ، واقبلوا ما امرتكم ، وانتهوا عما نهيتكم ، وارنعبوا ما اوعدتكم . والسلام على تبع الحق ، وسدق ما اوعد به اله الخلق ، واعتمد في دينه على التوحيد والسدق .
والحمد لمولانا7 وبه نستعين ، وهو حسبي ونمم النصير عين.
1 3 وحده ، س .
34] السالة الموسومة بالاعذار والانذار لشافية لقلوب أهل الحق من المرض والاحتيار وكلت على مولانا الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته .
ن هادي الأمة ونذيرها ، ومخلص الأولياء ومجيرها محنة الأنام ، لنصوب للمستجيبين ادهديا وإماما .
ما بعد . فالحمد لمن البسني المجد ، وقلدني مقاليد الإمامة في الصدر الورد ، فله الحمد المقيم ، والثناء العميم . لا يوصف بصفات المخلوقين ، نيتجانس مع المتجانسين ، ولا تحويه الأوهام والظنون ، تعالى عن الكيفية والنون ، وجل ان ندركه ثواقب الأبصار والعيون ، أو ينعت بحركة أ سكون . فذاك إلهكم وإله آبائكم فاعبدوه.
واعلموا أيها الإخوان المخلصون في دينهم ، المتميزون عن جميع البرايا عتقدهم ويقينهم ، عصمكم مولانا بطاعته ، وأنالكم أمنيتكم بمنته رحمته ، ان خير ما اقتنى للمعاد ، واذدخر لخلاص النفوس من الزاد ، لبالغة في حسن الولاء والاعتقاد ، والثبات على ما كفرت به الطوائف من جميع العباد . فقد اوحى إلي سبحانه انها البغية منكم والمراد ، لتقوم لحجة على أهل الفسوق والعناد .
واعلموا اني أنا الإمام المطلوب والمراد ، وعلى يدي يكون جزاء عباد ، واحذروا ان تستفزكم الألسنة الكاذبة ، أو تتخطفكم الأمة لخائبة ، ولا تأيسكم المهلة من ظهور حقكم باشهار كلمة الاخلاص .
فعلى يدي يكون الجزاء والقصاص ، ولي يسأل في المغفرة والخلاص ، فتمسكوا بالحدود ، وكابدوا الأمر بكل مجهود ، واحذروا لهم المخالفة اديموا لهم والمؤالفة ، وارتبطوا بهم ارتباطا ، واغتبطوا بما القوه «الكم فحا واغتباطا .
على يدي يكون ثواب من لاع واتبع المرسوم ، وعقاب من عصى وحاد عن الحق المفهوم ، يوم قيامي بسيف مولانا الحاكم سبحانه ، ومجازاتي للخلائق أجمعين ، واخذي لكم الحق بالقصاص ، وانالة احساني لأهل الوقاء منكم والاخلاص ، وانتزاعي النفوس من الأجساد ن أهل الفسوق والعناد ، وقتلي الوالدين والأولاد ، وانيلكم أموالهم سيي سائهم ، وقتل رجالهم ، حتى انهم يطلبون الخلاص فلا مناص يؤخذ لكم من عدوكم بأوف القصاص ، وتنبث الكلمة في الأقاليم، فلم يجدوا المنافقون لهم وليا ولا سديقا حميم . فمن جاءكم طائعا، اتاكم سمعا خاضعا ، نال الفوز والغفران وسعد بسكنى الجنان ، ومن فسق عن أمر ربه، واستولى لصدأ على عقله ولبه ، كان وخوذا بفعله وذنبه . وهذا الأمر على يدي عن قريب يكون ، وترى الأولياء ما يسر قلوب وتقر به العيون.
انيبوا إلي يا أهل طاعتي ، الموحدون المنزهون لمولانا جل ذكره من تطلع على الأفئدة» جميع أهل شيعتي ، فأنا النار «الموقدة ، الت [6/104 - 7] ، لا يخرج عني أمر ولا يخلو مني عصر أنا صاحب المنزلتين ، ومبيد النريعتين ، ومدحض الشهادتين . أنا صاحب الراجفة وعلى يدي تكون النعم المترادفة .
اعلموا أيها الإخوان ان غيبتي كم غيبة امتحان لكم ولجميع أهل الأديان ، فمن وفى منكم بما وثق عليه ، ولم ينكص على عقبيه ، سأوتيه أجرا عظيما ، وانيله مقاما كريما ، ومن انعكس وارتكس ، وصد عن الحق وابلس ، واصغى إلى لشيطان بما زخرف ووسوس ، ادخل تحت الجزية ، واوقع به الذمة والجزية ، جزاء بما احتقب وانقلب إلى شر زخرف الشيطان ، ولا نقلب ، ذلك لما1 عاند وكذب ؛ فلا تميلوا إلى رغبوا في الزور والبهتان ، واقبلوا على دعاة الرحمن ، واجتنوا من ثمرات الحكمة والبرهان . تكونوا من أهل الفور والغفران، فسوف يرد إليكم أمر ترونه عن قليل ، يشفى .
الصدور والغليل ؛ ويكون لأهل التوحيد عند لعو نعمة شاملة ، وعلى مخالفينهم نقمة كاملة ؛ يرد بها الرجل النائي عن دياره ، المنقطعة أخباره ، الغائب في الحجب ، الناظر في البعد والقرب ، وهو أحد الأنصار ، وبمعرفة رتبته ينال التدين والافتخار ، لا من الترك ولا من الخنزر ، يكنى في ظهوره بالمظفر ، يرى كأنه غريب ، ؤيد في فعله مصيب.
تيقظوا من رقدتكم ، واقلعوا عن سهوتكم ، ققد ازف الظهور ، وحان الوقت المقدور . وقد انفذت إلى أهل طاعتي ، ومن هو متمسك بإمامتي ، هذه الرسالة اعذارا وانذارا ، وهدى واستبصارا . فكوتوا أيها الإخوان على أهبة2 من أمركم ، ولا تظنوا الذي أنتم فيه شرا لكم ، بل و خير لكم ؛ فما تمر بكم إلا أزمان قلائل ، حتى ترون مخالفينكم قد رملت منهم الحلائل ، واوقعوا في الغوائل والمهالك ، وسلبوا الأموال الممالك ، وسلموا إلى مالك ، والزمهم بالغيار ، واوقع بهم الدمار ، واخذ لكم منهم بالثار ؛ كنيتم بالأعراف، ووصفتم بالأشراف، فمن شهدتم له از ، ونال النعيم وحاز ، ومن لم تستجيزوا له مقال ، لم ينسب من أهل لدين والأفضال ، وكان ذلك عليه عذابا ووبال.
فأنتم أفضل الأمم ، وخير من وطئ الأرض بقدم ، لأنكم عبدتم لوجود ، وانعكفواهم على عبادة العدم المفقود ، فسوف اجعل أكابرهم أصاغركم أعبد ، وعزيزهم لأ دكم يطيع ويسجد ، واقتل المشركين : لما ، س ط ع .
اهبة : هبة ، س ص ض ط ظ ع ق ك.
ارملت : رملت، ص 2 والمرتدين جمعين.
فافهموا وصيتي ، ولازموا حدودي ، فطاعتكم لهم سيف مولانا الحاكم 4 إله العالمين ، وبارى الخلائق كطاعتي.
السلام على من إل تمت بحمد مولانا وحده .
اناب ، وتمسك بحدودي وتاب 55 [35] رسالة الغية لرسالة التي وردت على يد أبي يعلا وهي رسالة التحذير بعد الغيبة بشهور عدة وكان الخاص بها أهل جزيرة الشام .
وكلت على مولانا القاهر للقدر ، الظاهر لتأنيس الصور ، المنزه عن العدم إذا استتر.
الحمد لمولانا المطلع على السرائر ، العالم بما تكنه الضمائر ، الباعث كل ناطق ورسول ، المنزه عن كل قول ومقول ، الواحد لا من عدد ، المنزه عن الصاحبة والولد ، أول الأعداد ونهايتها ، الهزه عن الأضداد ودعاتها ، المبدع لكل اسم وصفة ، المشار إليه بكل معنى ولغة ، المتظاه لخلقه بالأولية ، المشار إليه بالكلمة الأزلية ، سبحانه وتنزه عن سوء الظنون ، وتعالى عن صفات خلقه وما يدعون ظهر لنا ناسوت صورته تنيسا للصور ، فحار فيها الفكر حين افكر؛ عجزت العقول عن ادراك أفعالها ، واعترفت بالعجز والتقصير في علومها ، فصمتت الألسن عن النطق وخرست إذ لم تجد لمستخدمه سبيلا إلى توحيد بارئها . وكيف تنطق بتوحيد من لا حد له ولا بداية لا أولية ولا نهاية ، إذ القدم معترفة بإيجادها ، ولم تكن النهاية اقرت ذاتها بالحدث ، إذ كانت التهاية حدثت من بعد البداية ، فسبحان ن البداية ابداعه ، وهو نهاية كل شيء وفناؤه بتقدير أحكامه امتن على خلقه بوجود صورته من جنس صورهم ، خاطبتهم الصورة بالمألوف من أسمائهم ، فانست العقول إلى ظاهر صورته ، واستدرجهم إلى معرفته ، بلطيف حكمته ، تنانا منه على خلقه . فبخفائه لعظيم قدرته ثبتت الصنعة واستقرت ، ولو انكشف لها 5 معرفة مبدعها من غير تأنيس ولا تدريج لصعقت لقدرته وخرت . فسبحان ولانا الحاكم على الحكام ، المنزه عن صفات جميع الأنام ، وما تلفظ به الألسن وتخطه الأقلام معشر الموحدين ، لمولانا مالك يوم الدين ، الذين هم بجميع أحكامه يهم راضيين مسلمين ، الذين يتيقنوا انه مالك أرواحهم وأروأح جميع العالمين ، اقررتم بتوحيده واشهدتم على أنفسكم بالبراءة من العبادة دون ي الميثاق ، الشديد الوثاق ، فذروا ما تحدثكم به نفوسكم من لاختلاق ، واحذروا ان يكون مثلكم مثل رجل في يده صبر ، طمع انه كون حالي المذاق سيغ المطعم ، فلما ذاقه صعب عليه مرارته ، فد. 3مي به من يده ولم يعلم مقدار منفعته.
واعلموا معشر الموحدين ان العالم بين قسمين يهلكون ، ومن كثرة اعتراضهم وسوء رأيهم وفساد ظنونهم يتلفون ، فواحد منهم في يده حطام يخشى على زواله منه ، وهو مرزوق إياه بعد ان كان خاليا منه ، فهو يخشى على زوال ما في يده معار غير راض باخذه منه ، كما كان لحالبه بالتمسكن والتخضع ، فهو وهو مقل كان مسكينا ضعيفا ، وعند عطاه واتساع أمر دنياه جبارا قويا ، ظن انه ماله حتى إذا سلب عنه ظل تضبانا حيرانا ، يظن انه اعطي ذلك بعمل أو باستحقاق ، يحب1 عطاه و يأسى على أخذه منه ؛ وآخر مقل من حطام الدنيا أين ما رأى له مكسبا سعى نحوه وتسبب إليه ، فهو بالقليل الحقير يبيع دينه ، ويسأل الباري ان يعينه ، فهو ما يؤدي ما افترضه عليه ، ويسأله ان لا يضيعه ويوسع عليه . فالحذر الحذر معاشر الإخوان من هذين القسمين يحبة : يجب، س ض ظ ع غ ف ق ك ل م ن.
معاشر : معشر ، س ح .
5 لأخسرين، وتكون أعمالكم قبل طلبة أغراضكم تصح أديانكم، تصفوا نياتكم تحسن أعمالكم ، وتكون طلبتكم خلاص أرواحكم تقضى حوائجكم ، فإن حطام الدنيا مناله منال سهل ، ولكته مضمحل فان، اكتساب الدين صعب ، ولكنه دائم باق فالحذر الحذر معاشر الإخوان من عالم الفناء، وعليكم بعالم البقاء.
معاشر الإخوان من كان في يده حطام وخشي على زواله لأجل دينه خذه منه الذي استخلفه عليه . معشر الإخوان من قلت ثقته بمولا صحشي من يشر مثله اوقعه بارئه فيما منه فزع وحذر. معشر الإخوان اخلصوا نياتكم في أديانكم ، يكفيكم مولاكم كيد أعدائكم . معشر لإخوان تكون خشيتكم من القادر الذي لا يقدر عليه أحق من ان خشون المقدور عليه . معشر الإخوان إياكم النفاق ، فإن النفاق باب لتشتت والافتراق . معشر الإخوان لا تكون خشيتكم من عدوكم مثل حشيتكم من بارئكم . معشر الإخوان من خشي من بشر مثله سلط عليه ، ان الموحد الديان ، بتوحيد مولاه شجاع غير جبان . معشر خوان لا تصح الديانة إلا عند الامتحان ، ففي وقت السلامة والعافية يكون العالم متساويان ، لا فاضل فيهم ولا مفضول ، وإنما تنال الدرجات ، وارتقاء لمنازل العالية المرتفعات ، بالصبر في وفت الشدة عند الملاذ ونيل المكاره الغضو عن بلوغ الأغراض ، فمن صبر على المكاره نال المسرات حذروا معاشر الإخوان من غلبات النفوس الضدية ، على النعوس الولية، فإنها إن قهرتها اوردتكم إلى لصادر ، واوقعتكم في المحاذر ، وإن مي اقهرت واخمدت6 وقصرت وقع بك البقاء في اللذة، ونلتم آمالكم عاشر: معشر، س غ عاشر: معشر ، س غ ف ق .
معاشر: معشر، س أخمدت : وخمدت، س.
وحمدتم العاقبة في جميع أفعالكم ، فالصبر على الشدة قريب أمدها ، حميد عاقبتها طويل لا يضمحل بقاؤها . معشر الإخوان لا يكون مثلكم مثل رجل معه حمأ ثار به فغشى على بصره فاورده العمى . معشر لإخوان إذا كنتم تتحققوا ان مولاكم لا تخلو الدار منه ، وقد عدمت ابصاركم فأي حائل حال بينكم وبين النظر إليه? فليس ذلك ١ أعمالكم السيئة ، وأفعالكم القبيحة الردية . معشر الإخوان لا تكونو كالذي بخرت عليه معدته فخانه ما كان يثق به من نظره . معشر الإخوان من صح له غذاؤه صح له نظره وما يراه . معشر الإخوان تيقظوا من ومتكم ، واقلعوا عن سهوتكم فإن حدث المصائب تأتي عند ساعة ننوم ، والنائم غافل عما هو كائن ، وإن المستيقظ إذا رأى محنة جتنبها ، والنائم عند لذة نومه يعتر بها .
واعلموا معاشر الموحدين لمولانا الحاكم المعبود ، سبحانه وتنزه عن الحد المحدود ، ان قائم زمانكم يطالبكم بما يطلعه عليه مولاكم من فسأد نياتكم وقبيح أعمالكم ، وقد اشهدتم في مواثيقكم بعضكم على عضه ، وثبتم عليكم الحجة ، ولم يبق لكم معذرة بما شرطتموه على أنفسكم ، ورضيتموه من الفعل فيكم ، فمالت نفوسكم إلى هوائها وتاهت لما اشرفت عليه من بلائها ، اساءت ظنونها فيما ظنته من بقاء لذتها وسلامتها من مكروهها ، فرجعت عما كانت به اقرت ، وشحت على ما كانت له سلمت ، فليس برجوعها يبقى عليها محصولها ، ولا بجودها ينفعها انكارها ، ألا ان كل مستودع تقبض منه وديعته ، وكل أمين لا يخون فيما اتمنه . فكونوا معشر الإخوان ممن رضي وسلم بغير مطالبة ، عن طيبة نفس منه بغير مغالبة ، فمن سلم أمانته عن رضى مضه : بعض ، س ظ ع غ ف ق ك ل م ن واختيار بقي عليه وكتب من الأبرار ، ومن كان تسليمه فعا من حادث قع به ، يسلم منه ، وقع فيما يفزعه ويحذره . معشر الإخوان الحذر الحذر ن تكونوا ممن يخشون على تمزيق أقمصتهم وغيبة صورهم فيوقع بهم مولاهم ما يخشوه ويحذروه ، ذلك لقلة ثقتهم بمولاهم وخشيتهم مز بيده عشر الإخوان ارضوا وسلموا في السراء والضراء والحدثان ، فبهذا على فوسكم اشهدتم ، وعلى هذا في مواثيقكم اقررتم ، وقلوا الاعتراض فيم بظهر لكم من خير وشر ، واحسان وضر ، يخفف عنكم المحنة ، ويكشف منكم الغمة ، فليس بينكم وبين عالم الجهل فرق إلا الرضى والتسليم ، الرضى والتسليم نهاية العلم والتعليم . فعودوا إلى نفوسكم فيقظوها ، وإلى صحائفكم فبيضوها ، بتجديد حسن الاعتقاد ، والرب ع عما حدث ليكم من الفساد ، فقبيح بالعالم منكم ذي المنزلة الرفيعة ان يأتي بأفعال لجاهل العمي البصيرة ، ومن انتسب إلى قوم يأتي بأفعال أضدادهم ؛ إذ كانت العامة أهل الجهل والغمة ، يعتقدون انهم آمنون من كل حادث إلى وقت وعدوا به ، ومهما يجري عليهم من الأفعال خيرا أو شرا ، طابت به نفوسهم ورضيته، واطمأنت إليه قلوبهم، ويقولون مرحبا بما اصابنا كذا حكم كذا قضى ، فيجب على من عرف الحق واقر به ان يكون أجود يقينا ، وأحسن عاقبة ممن هو مرتهن مصر على باطل مجاهد عليه وناصر له .
اعلموا معشر الإخوان ان مولاكم غني عن عباداتكم ، منزه عن ياناتكم ، لا يزيد في ملكه طاعة من اطاعه ، ولا ينقص من ملكه عصية من عصاه ، وإنما هي أعمالكم ترد إليكم ، وما اتاكم من صعوبة مانكم فهو من سوء أعمالكم . معشر الإخوان تيقظوا من فلة ، وتداووا قبل تمكن العلة ، فإن العلة إذا جفت عن الملاطفة ليس يشفيها إلا الحديد . معشر الإخوان تيقظوا قبل ظهور الصورة ، فكل عبادة عن ظهورها مجبورة . معشر الإخوان من كانت عبادته جبرا لم ينل منه فائدة . معشر الإخوان احذروا من النهر الغرار ، فإنه كدر الماء بعيد الغمة يل الرزق . معشر الإخوان احذروا من النهر الحلو المذاق ، القتال النفوس النفاق . معشر الإخوان احذروا من النهر البعيد الغور الوسخ القعر الخاليي من الرزق والخير ، الدال على السوء والشر أبعد كتب الميثاق ، وتوحيد الخالق الرزاق ، ترجعون إلى عبادة العبيد ، كالملتطخ بالعدرة الصديد . فيا لها من محنة ما أقواها ، ومن بصائر ما أعماها ، ومن فوس قد عدمت هداها. ألم يبين لكم قائم زمانكم ويكشف كل ستر، حجة على من ادبر ، وتولى وكفر ، إذ يقول في الميثاق انكم أبرياء ممن ضى أو حضر أو ينتظر ، انها لإحدى الكبر عشر الإخوان احذروا ان تكونوا ممن في يده جوهر ، وقع به من خيل على عقله واعطاه جندلا واوهمه انه جوهر ، وليس هو بجوهر . معشر لإخوان لا تكونوا ممن آمن ثم كفر ، فتدعون من أهل البدع والغير معشر الإخوان قد قرب إليكم ما تباعد عنكم . معشر الإخوان توقوا الظلمة عند طلوع الفجر ، فإنها أشد الليل وسادا وظلمة . معشر الإخوان توقوا المحنة8 في آخر الفترة ، فإن في آخر الفترة يكون ثوران القدرة عشر الإخوان ألم تعلموا ان مولاكم يرأكم من حيث لا نرونه . معشر الإخوان احسنوا ظنكم بمولاكم يكشف عن أبصاركم ما قد غطاها من سوء ظنكم به . معشر الإخوان لا يكون مثلكم مثل مسافر من بلدة يريد طنه ، توانى في الحفظ من زاده ، ففرغ زاده في الطريق ، فرام الرجوع (تحنة للمة ، س إلى تلك البلدة التي خرج منها ، فلم يقدر على الرجوع إليها ، ورام الوصول إلى وطنه فلم يستطيع الوصول إليه ، فبقي لا إلى هؤلاء ولا ملى هؤلاء .
معشر الإخوان ان الساعة تقوم على أشر أمة ، بخير أمة ، فاحرصوا ان تكونوا من القوام بها ، ولا تكونوا ممن تقوم عليه ؛ واعلموا انكم إنما فضلتم على البهائم وجعلت لكم متاع ورزق إلا لما فرض عليكم من معرفة مبدعكم ، وتوحيد باريكم ، فالجاحد بعد الاقرار ، أشد جهلا من الحمار . معشر الإخوان احذروا من غرة الشيطان ، فإن الضد يظهر من يت الولي ، ظاهره ديانة وباطنه خيانة ، قالحذر الحذر منه ، فإنه أول النقمة وآخر المحنة .
عشر الإخوان قد رأيتم ما جرى من قصص عبد مولانا جل ذكره ملوكه عبد الرحيم ابن إلياس ولي عهد المسلمين ، وما نص عليه ، كل ذلك ليوفيه قسطه ويظهر ما في نفسه من الاستتار إلى نطظر العيان ، واشركه مولانا الحاكم سبحانه في العهد المألوف وفي نطبة على المنير وفي السكة على الدينار ، فاشار إليه العمي البصيرة ، وسارع إليه كل مشتت ذي حيرة ، فلما ظهرت أفعاله ، وبان للناس قبح باطله ومحاله ، رجعوا إلى نفوسهم بالويل والحرب ، ولم يفيقوا إلا بعد العطب .
معشر الإخوان إن بعد كشف التوحيد وظهور صورة المعبود وقبول تيك لصورة لتوحيدكم بوجود العبادة ، وتصحيح الديانة، لا ينتقل بعد تيك الصورة التي اشير إليها بالتوحيد وقبوله فيها ، إلى سوائها ، ولو ان الأم كما تظنون لفسدت العبادة ، وعطل ما اوعدتم يه من شروط القيامة .
الحذر الحذر من اتب 4 الشيطان إذا ظهر ، فإن أعلى ما يكون الباطل أتي عليه الحق فيخمده 5 معشر الإخوان اعلموا ان عبد مولانا وملوكه قائم الزمان قد اوفاكم لجة ، وارشدكم إلى المحجة ، فليس يبقى بعد وفائكم إلا وقوع الفعل فيكم. فتيقظوا رقدتكم ، واف39يفها من غفلتكم ، واستشعروا نصيحتكم ، فكأني بكم وقد اتاكم منكر ونكير ، وزعقا فيكم : اتتكم لصيحة يا غافلون . فحينئذ توفون أجوركم وأنت لا تظلمون .
فسبحان مولانا عما يظنون الجاهلون ويدعون المبطلون ، وهو حسبنا وبه نستعين في جميح الأمور ، وهو المعين والنصير تمت والحمد لمولانا وحده .
36]) كتاب فيه تقسيم العلوم واثبات الحق وكشف المكنون .
اليف إسمعيل ابن محمد ابن حامد التميمي الداعي المشخص ذي مصة ، الممتص علمه من قائم الزمان حمزة ابن علي ابن أحمد ، هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا الحاكم جل ذكره .
توكلت على مولانا البار الأزلي ، وتوسلت إليه بوليه قائم الزمان حمزة ابن علي . الحمد لمعل علة العلل وأزل الازل ، الظاهر بلا تحديد القدم ، ولا بمحدث سبحانه وتعالى عن وصف الأمم تقرب إلينا بنا، وآنس عقولنا بصورنا، وظهر لنا بجميع أفعالنا لتقبله أفهامنا ، فلا نقول ان هذه الصورة المرئية هي هو فنجعله محصور حدودا ، جل وعز عن ذلك وتعالى علوا كبيرا ، بل نقول ان هو ستتارا وتقربا وتأنيسا بغير حد ولا شبه ولا مثل ، كما نطق القران : أو كسراب بقيعة يحسبه الظمان مأء حتى إذاجاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده» [39/24] الآية ؛ فمثل هذه الصورة كالسراب الذي تعاينه ماء ، فإذا جئته بحد العيان لم تجده ماء ، كذلك هذه الصورة الظاهرة راها بعين الطبيعة فتظنها صورة كصورتك ، فإذا دنوت منها بعين العلم م تجدها صورة ، ووجدت الله عندها . كذلك لاهوت مولانا هو الأزلي الأبدي الذي لا يحد ولا يوصف ، وأيضا مثل هذه الصورة الظاهرة ذ رأيتها كمثل الناظر في جوهر المرآة ، فهو يرى نظير صورته بغير لمس و ادراك كيفية ، ولا تحديد ماهية ، فإذا اردت تلمسها لمست صورتك ، وإذا غيرت ما بصورتك تغيرت في عينك ، وذلك إذا1 كان نظرك سالما من إذا : إذ ، ص .
القذى والرمد ، وإن كان به عارض أذية ، لم تنظر تحقيق صورتك كذلك 2 ناظر هذه الصورة المرئية بمقدار علمه وتحقيقه يكون نظره لها .
واشهد ان ما ظهر وما بطن ، وما خفي وما علن ، «حكمة بالغة فما تغن الثذره [5/54] ابدع لنا نورا عشعشعانيا جعله عنصرا لانبعائات العلوم الحقيقية ، وانشاء الصور النفسانية ، فهو العقل الكلي والسابق الأول ، ذو البدايات النهايات ، منه انبنت الأشياء وإليه تعود الأشياء ، والمولى سبحانه منزه عن جميع هذه الصفات ، لا شيء كمثله وهو السميع العليم . ذلك لنور القائم في كل عصر وزمان ، ووفت وأوان ، وفترة وأطمان ؛ ينقله المولى سبحانه في كل عصر وزمان ، باسم وصفة دعيا إلى التوحيد المحض ، لم ينطق في الدعوة الشركية ، ولا يعرف : الدعوة اللاهوتية عبد مولانا سبحانه وملوكه حمزة ابن علي ابن أحمد في عصرنا هذا3 هادي المستجيبين ، المنتقم من الكفار والمشركين ، بسيف مولانا جل ذكره عز اسمه وجل سلطانه ، ولا معبود سواه.
أما بعد . فإنه لما سأل من رغب إلى الجواب عن كتاب يسمى تقسيم العلوم وكشف المكنون ، امرني مولاي قائم الزمان ، والنور التمام ، عليه ن معبوده أفضل التحية والسلام ، بتصنيف هذا الكتاب ، فرجعت إلى روحي لأنظر مبلغ فهمها ومجهود طاقتها ، فوجدتها عن ذلك عاجزة لم يمكني مخالفته ، وعلمت علما يقينا انه لم يأمرني بتصنيف هذا لكتاب إلا ومواده تطرقني ، وبعلمه يهديني ، إذ كانت من المولى جل كره المواد إليه متصلة ، وهي عن سائر الناس أجمعين منعزلة ، فتيقنت رلك : وكذلك ، س .
في عصرنا هذا : - س 5 ن القوة منه إلي واصلة ، إذ كنت منه امتص ، والذكر لي منه مختص فحسست عند حلول أمره بقوة لم اعهدها قديما من عمري كله ، فالفت هذا الكتاب بما ايدني به تلقينا ، وفي الصحف روحانيا ، فماء كان فيه ى صواب وجزالة خطاب فهو منه ورأجع إليه، فماء كان فيه من خطا وزلل6 فهو مني وإلي منسوب . على المولى توكلت وبه استعنت ، وبوليه ائم الحق" اعتصمت وتوسلت ، ولا حول ولا قوة إلا بالعلي الأعلى البار العلام ، وهو حسبي ونعم النصير المعين .
العلم ينقسم على خمسة أقسام : قسمان منها للدين ، وقسمان منها طبيعة ، والقسم الخامس فهو أجلها وأعظمها قدرا ، وهو القسم الحقيقي الذي هو المراد وإليه الاشارات ، ومن أجله قامت الدار ، وظهر بين اهلها أمر مولانا الحاكم البار ؛ وكل قسم من هؤلاء8 الأربعة أقسام ينقسم على أقسام شتى يطول فيها الشرح والخطاب ، وليس في ذلك غرض القسم الخامس هو شيء واحد لا يتغير ولا ينتقض ولا يتجزأ ولا يتلاشى ، وسنأتي على الغرض في موضعه إن شاء مولانا وبه التوفيق في جميع الأمور.
فأما العلمان المتقدمان فهما علما الدين ، أحدهما علم الظاهر، والآخر علم الباطن ، وهما زوجان لا توحيد فيهما ولا في عصر يظهران يه بشرع . فأما العلم الأول فهو الظاهر وأصحابه النطقاء ، أولهم نوح وإبرهيم وموسى وعيسى وسحمد ، لقد اخرج آدم من عدد هؤلاء القوم ذ كان العزم هو الحتم والقطع والجزم ؛ نطق الكتاب عن آدم انه لم فما : وما ، س .
فما : وما، غ ف ق ك ل م ن .
خطاء وزلل : زلل وخطاء ، س .
الحق : الزمان ، س هؤلاء : هذه ، س يجد له عزما ، فصاروا أولو العزم خمسة ، وكل واحد من هؤلاء النطقا اتى بظاهر اقامه لأصحابه ومستحقيه ، وكان بين يديه أساس ووصي كون له خليفة بعد وفاته ؛ فكان لنوح سام ، ولإبرهيم إسمعيل ، ولموسى يوشع ابن النون من بعد هرون ، ولعيسى شمعون ، ولمحمد علي ابن أبي لالب ؛ فلم ينتقل كل واحد من هؤلاء النطقاء حتى اشار إلى أساسه ، قام الأساس بتأويل ما اتى به الناطق ، فصاروا زوجين ، وبهذا نطق كتاب : «ومن كل شيء خلقنا زوجين» [49/51] ، فدل بان الفرد الذيي بينهما هو المراد وهو المطلوب ، وإنما الزوج الأول دل على الثاني والثاني دل على الثالث ، وهو المراد والغاية والنهاية ؛ نطق القرآن بهذ المعنى : و «ضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبه العذاب» [13/57] ، فدل بان الظاهر من قبله العذاب ، وانه وصاحب عذاب ، والباطن فيه الرحمة ، ولم يغل هو الرحمة ، وفي الشيء ما اودع يه ، وليس هو الشيء بعينه ، فدل بان الباطن يدل على الرحمة ، وهو لقسم الثالث في الدين ، وهو القسم الخامس في العلوم ؛ والاشارة إلى لظاهر والمعنى لصاحبه وهو الناطق ، والاشارة إلى الباطن والمعنى لصاحبه وهو الأساس ، فدل بهذا بان الناطق ليس هو المراد ، ولا الأساس هو المراد ، لانهما عبدان مستخدمان دالان على مدلول ، وذلك المدلول هو المراد ، وهو للعلوم القسم الخامس ، وهو للدين القسم الثالث ، كما تقدم القول فيه ؛ لان القسمين الأولة للدين ، والقسمين الأخرى للطبيعة ، يبقى القسم الحقيقي وهو الفرد وإليه الاشارات . وإنما ذكرنا قسمين الطبيعة لوقوع العلم عليهما ، والأربعة اقسام قسمان للدين رفسمان للطبيعة ، والعلم واقع عليهما بمجاز اللفظ لا بالحقيقة ، والحقيقة اقعة على القسم الخامس 5 إن قال قائل : ما بال الأسس المتقدمين لم يدعي في أحد منهم المعنوية إلا في علي ابن أبي طالب من بينهم ، فان الدعوى فيه إلو قتنا هذا قلنا له : تريد ان تعرف الأعصار المتقدمة وكيف هي ومراتبها وقوة إصحابها من ضعفهم ، ليبين لك كيف ادعي في علي دون من تقدمه .
علم أيها الطالب المسترشد إلى حقائق الأشياء ان آدم المشار إليه قد كان قبله أعصار ، وهم الطم والرم والحن والجن والبن فأما البن فهم قوم ق تخلصوا من الشبهات وعرفوا المعبود فعبدوه ، وكان المولى جل ذكره وعن سمه ظهرا مرئيا يؤآنس بالأسماء والصفات ؛ فلما فاجروا المعبود ومالوا عن الحق وصاحبه وارتكبوا الأهواء في دينهم ، احتجب المولى سبحانه نهم لسوء أعمالهم ، واظهر لهم آدم المشار إليه وهو آدم الأدنى ؛ نطق الكتاب يصف خلقه انه خلق «من سلالة من طين» [12/23] 5 وذلك أنه اشار إلى خلق الدين ، وكان عند فساد المتقدمين في أديانهم ، وآدم الجزئي وآدم الثالث وهو شرخ يخدمون بين يدي آدم الصفاء الكلي الجن قد انعكسوا وحادوا عن المولى جل ذكره ، وكان آدم وحزبه ، أولاده الذين هم من حوا ، وهم المؤمنون الموحدون الذين لم يحيدوا عن عرفة المولى جل ذكره ، ولم يقم آدم بشريعة ظاهرة وبذلك نطق الكتاب حكاية عنه انه «لم» يجد «له عزما» [115/2٠] ، والعزم هو الحتم القطع والجزم ، وهذه صفة الشرع الناموسي .
وجماعة ذلك العصر منعكسون متبعون آراءهم ، وجرت قصة هابيل فابيل والغرائب والعجائب التي حكيت عنهم ؛ وآدم الأدنى الجزئي اصحابه في جبل سرنديب يدعون إلى توحيد المولى جل ذكره ، وإبليس وجنوده قد ملؤوا الآفاق بكفرهم وارتكابهم الأهواء في دينهم ، 4 إلى ان قام نوح ابن لمك ناطقا ، وهو أول من قام بشريعة ، ونهى عن لاعة آدم ، واشار إلىء العدم وإلى نفسه ، ومن أجل ذلك أيضا سمي آدم الثاني لانه كان أول من تأدموا أهل شريعته منه ، وقام9 للمخالفين بمنزلة الأب وأساسه سام ؛ وقام إبرهيم وأساسه إسمعيل ، ومبلغ قوتهم في معرفة التوحيد كمبلغ العلقة من خلق الإنسان ؛ ثم قام موسى ابن عمران وأساسه هرون ، وأهل عصره ومبلغ أفهامهم في معرفة التوحيد كمبلغ المضغة من خلق الإنسان ؛ وقام عيسى ابن يوسف وأساسه شمعون صفاء ، ومبلغ أفهامهم في معرفة التوحيد كمبلغ العظم من خلق الإنسان ، وقد كانوا هؤلاء كلهم من أهل الفهم والدراية والعلم الدنياني والطب والفلسفة، والنجوم والهندسة، ومن أهل الكلام، غير انهم كلهم كانوا يشيرون إلى توحيد العدم ، ولم - يعرفوا المولى جل ذكره ، ولا يعرفوا غير السابق ، وهو نهايتهم الذي كان هو والتالي يمدونهم ، والعقل الكلي وحجته بين أيديهم لا يعرفوهم ، والمولى جل ذكره محتجب عنهم لخلفهم .
وقام محمد وأساسه علي ابن أبي طالب ، ومبلغ عقولهم وأثمة دينه إلى ان انقضى دوره ، وظهر ناطق غيره وهو محمد ابن إسمعيل ، وإلى الخنلفاء المستودعين وهو إلى أحمد ابن الحسين ابن محمد ابن عبد الله بن ميمون القداح ، وهو من ولده سعيد ابن الشلغلغ المهدي ، وكانوا مؤلاء مبلغ عقولهم في معرفة التوحيد كمبلغ العظم إذا كسي لحما، صار صورة مخططة مشخصة بلا روح من الإنسان الحي الناطق ، فلم وجب الحكمة من المولى جل ذكره ان يظهر ما بين أقوام مثلهم مثلا قام : اقام ، ص ٠ ولم : ولا : ز ص ط ظ ع ك ل مثل : كمثل، س غ.
[ل) الميت ، نطق الكتاب يقول : «إنك ميت و إنهم ميتون» [30/39] ، يعني أثمته وأهل دوره . ولو اشار بذلك لموت الطبيعة لكان هجنة على لحكيم ان يخاطب من اقامه لتعليم الناس لم 13 يعلموه الجهل والصبيان والكفار ، غير ان الصورة المخططة الكاملة الخلق لم يبق لها 1- يء غير سلوك الروح فيها ، فتصير حية ناطقة ؛ والروح فهو محرفة لتوحيد ، فلأجل ذلك قلنا ان الناطق والأساس ، وإن كانا أقوى من جميع من ا تقدم ، لم يعرفوا المولى جل ذكره ، ولو عرفوه لكان بين يديهم ظهرا مكشوفا ، لكنه بحكمته احتجب عنهم لقبائح اعتقاداتهم.
العقل الكلي وحجته في ذلك العصر بين يدي الناطق والأساس يشدو أمرهم ويقووا عزمهم لظهور الحكمة وتربية صورة التوحيد ، حتى تبلع كمالها بوفاء عصر الناطق السادس وقيا الناطق السابع. فلما اوجبت لحكمة ذلك وقرب ظهور المولى جل كره بالصورة البشرية الملكية العالية كملكة الدنيا ، اوجب ظهور العقل الكلي وحجته يشدوا أمر الناطق ، غير انهم لم يدخلوا تحت شرعته ولم يقبلوا من دينه . فأما العقل الكلي فكان له الرأي والمشورة في ذلك الوقت ، وأهل ذلك العصر من شيوخ لجاهلية يركنون إليه ويقبلون مشورته ، وإنما كان محمد قد انتسب إليه حد التربية، وكذلك الأساس انتسب إليه بحد التربية ، وإلا ليس هو أبو لناطق الجسماني ولا الأساس ، لأن الناطق الجسماني كان ميلاده جبال الشام وتربى مع القوابل يسافر مارا وجاي إلى الحجاز إلى ان عمل على جمال كانت محرمة لأبي طالب فانتسب إليه ، والأساس كان يلاده بمكة ، غير ان عصر الناطق أبين وأقوى من سائر الأعصار من : لمن ، س ص ض ظ ع غ ف ق ك ل م : بما ، س.
( لتقدمة ؛ فلأجل ذلك ادعوا الوحدانية في علي ابن أبي طالب دون سائر الأسس المتقدمين ، ووجه آخر ان في القرآن وفي سائر الأعصار سارة إلى ذكر ظهور علي الأعلى ، ولم يقل علي الأعلى إلا وقد علم المولى جل ناؤه ان يقوم شخص يسمى عليا ويدعى فيه الوحدانية . فقال هم جبريل 14 : مولاي ومولاكم علي الأعلى فاخذوا عنه ذلك بالدعاو لا بالحقيقة ؛ ومن ذلك قال الناطق لما ذكر المعراج فقال : أنا في السماء الرابعة حتى رأيت ملكا أشبه الناس بعلي والملائكة تزوره ، فقلت لجبريل 5) : يا حبيبي هذا أخي علي سبقني إلى السماء ، فقال لي : لا لكن الملائكة اشتاقت إلى علي ، فخلق الله لهم ملكا وسماه عليا الملاثكة تزوره ؛ وكان الأساس لم ينظر إلى لسماء التي ادعاها الناطق وكان الناطق يظن ان عليا أساسه وانه16 ينتقل إلى ذلك الشخص الذي يسمى عليا . وأما السماء الرابعة والمعراج فهو رقي إلى معرفة ترتيب النطق وارتفع فيه وفي بتيانه ، لأنه كان ستجيبا يخدم في شرع عيسى م صار مكاسرا ، ثم صار ناطقا ، وهذا سبب المعراج لانه عرج به من نزلة إلى منزلة ، فلما ارتقى ف هذه المنازل قيل له ان في الظهورات لآتية صورة تظهر في السماء الرابعة ، ولم يقل له انه هو السماء ، وإنم يل له فيها السبع سموات هم الأئمة المستورون ، فأولهم سماء الدنيا وهو سمعيل ابن محمد ، والسماء الثانية وهو محمد ابن إسمعيل ، وظهر السماء الثالثة وهو أحمد ابن محمد ، وكان في وقته قد قرب الفرج يقرب السماء الثالثة من السماء الرابعة ، وظهر المولى جل وعز في وقت ببريل : جبراييل ، س .
جبريل : جبراييل ، س.
نه : وهو، س ص .
2 أحمد ابن محمد في صورة بشرية ، ولم يكن لنلك الصورة ملك في الدنيا لانه ظهر في صورة اسماها أبا زكريا ، وظهر العقل الكلي بين يدي الدعوة في صورة اسماها المولى سبحانه قارون ، وكان عجميا كبيرا في لم يشرك في التوحيد ، وفي أخر وفته وهو شيخ ارسل بالمهدي بديار ليمن ، واظهر المولى حجته وهي النفس الكلية بأبي سعيد الملطي ؛ فلم انشئت السماء الرابعة ، وهو قيام عبد الله ابن أحمد ، وهو من ول ميمون القداح ، ظهر المولى سبحانه بصورة اسماها عليا ، وكان اسم الصورة الظاهرة قبلها المكنى بأبي يا طالب ، فصار علي ابن أبي لطالب ، وهو علي الأعلى الذي !
الاشارات ؛ وظهر السماء الخنامسة هو محمد ابن عبد الله ، وسمي يأيضا المهدي سترة ، وهو يأضا من ولد قداح وكان من ولد الحسين ، وظهر المولى جل ذكره بصورة اسماها لمعل ، وكان ظهوره جل وعز بديار تدمر وديار الشرق في زي تاجر في لعالم لك الوقت ، غير ان كانت الصورة الظاهرة لها هيبة في قلوب متظاهرة بالجدة والايسار ، حكمة بالغة ؛ وظهر السماء السادسة ، وهو لحسين ابن محمد وهو من ولد ميمون القداح أيضا ، وبقيت صورن التوحيد باقية على حال ظهورها ؛ وظهر السماء السابعة ، وهو قيام عبد لله بالأمر أبي المهدي ، وصورة التوحيد باقية على حال ظهورها ، وكان عبد الله قد تسمى أحمد ، فلذلك تسمى سعيد ابن أحمد ، وهو المهدي الذي تسمى باسمه تمهيدا له واستئناسا للعالم باسمه ، وكان الكرسي وهو لذي استودعه المولى المعل جل اسمه الوديعة وامره بخدمة مولانا القائم جل اسمه ، وكان أول ظهور المولى للعالم بصها بيرة اسماها القائم، وأول ما ظهر بمملكة الدنيا في ذلك الوقت فخذ أيها الطالب الراغب ما اتيتك بقوة ، وكن من الشأكرين ، وهذ ١ ظهر لنا من الكلام في الظهورات ، والمولى جل ثناؤه بذلك أعلم أحكم ، لا شريك له في ملكه ، ولا معترض تقليه في فعله . ولا لكم ن ترغبوا إلى ذكر ما تقدم لأنكم في عنه بالوجود ، وظهور مولانا لحاكم سبحانه بين أيديكم ظاهرا مكشوفا ، وحجته جل ذكره ظاهر رئية ، قد اغنى ذوى العقول بها عن البحث فيما تقدم .
ما الظاهر ونرجع إلى ذكر الخمسة أقسام ، فذكرنا القسمين اللذين والباطن ، وذلك باقامة الحجج بان الظاهر ليس هو المراد ، فوقع العل عليه على المجاز ، وكذلك الباطن ليس هو المراد ، لان المراد المطلوب هو توحيد المولى جل ذكره الذي فيه النجاة ، قوقع العلم يأيضا على القسم ثاني الذي هو الباطن على المجاز لا بالحقيقة ، والمعنى لصاحبيهما ناطق والأساس ، وهما عبدان لله جل وعز اسمه ليس فيهما توحيد ، وهما في عصرنا هذا عبدان لمولانا الحاكم جل ذكره مستخدمان لملكه، عرفهما من عرفهما ويجهلهما من استغنى عن العلوم .
و ما القسمان اللذان بعدهما ، وهما الثالث والرابع ، فهما علمان : ملم طب الطبيعة وعلم طب الحيوان الناطق الذي هو الإنسان والذي هو لبهائم ، فأحدهما يسمى تطببا والآخر يسمى بيطارا ، وهما جميعا مجربان لا معالجان ، لانهما يعالجان ما لا يعرفان ؛ وإنما اخذوا علومهم قليدا عن المتقدمين من الفلاسفة ، عمل أهل الظاهر الذين اخذو علومهم عن النطقاء ، والفلاسفة فأكثر ما بلغوا إليه انهم شقوا جوف لإنسان ، وابصروا ما فيه وحكموا عليه ، وليس فعل من قتل ومات وشق لانسان جوفه كفعل من هو بالحياة ، فقد زال صحة حكمهم على لحي الناطق . وكم قد ترى من عتطبب بالغ منعته مدل بطبه يل ذكره : سبحانه ، س .
بى : عن ، س غ مالج فقتل في علاجه ، كذلك طبيب العين والجراحات اعموا كثيرا كذلك البياطرة ومعالجون الطير كلهم قتلوا كثيرا ، وإنما تلحقهم انفاقات في الأشياء وحكومة على رؤية الأهواء ، وهي أقوى حجة لهم وهي أضعف حجة 19 بمعرفة الحقائق ، وان الأربعة أقسام ليس لها حقائق وإنما لحق في غيرها لما اسقطت القسمين اللذين للطب رجعنا إلى أقسام الدين فاصبنا قسمين الظاهر والباطن لا حقيقية فيهما ، واصبنا القسم الثالث هو من هذه الجهة توحيد مولانا جل ذكره ، فهؤلاء الأربعة أقسام والخنامس أجلها ، ومن ذلك وقع الفضل على الخامس من كل يء : أولها طبائع الأربعة والخامس أجلها ، والحجج الأربعة ووالإمام خامسهم وهو افضلهم ، وجملة الحساب أربعة والفرد خامسهم ، لانك تقول واحد حدا فلا يفهم حتى تزيد عليه آخر فيصير إثنين ، ثم تقول آخر فيصيرو ثلاثة فيبقى الفرد ناقصا لقوله : «ومن كل شيء خلقنا زوجين» [51 4] ، فتزيد آخر لتتم أربعة ، فإذا زدت عليها اوحدا صح التوحيد أربعة أفراد ، زوج ظاهر وزوج باطن ، والتوحيد في غيرهما ، وهو القسم لخامس .
وهذه معرفة تقسيم العلوم واثبات الحق وكشف المكنون . وانه لما استتر مولانا البار سبحانه في عصر آدم الصفاء الكلي وشكوا العالم وطلبوا لعدم ، كان اسم مولانا جل ذكره ومعرفته مكنونا ، ستورا لا يجوزك لا ذكره ، بل هو مخفي في الصدور ، إلى ان ظهر المولى جل ذكره لصورة القائمية ، وكان ظهور الصورة واستتار التوحيد لحكمة اوجب « لهم ، س.
بؤلاء : وهؤلاء ، س ص .
2 لك ، ولم يقدر أحد من الموحدين يتظاهر للمولى جل ذكره بالتوحيد فصار مكنونا مستورا ، وكذلك وقت قيام المنصور والمعز والعزيز. ولما قام ولانا الحاكم جل ذكره وكلهم واحد ، وإنما حكمته اظهرها لنا ، فلم قام مولانا الحاكم جل ذكره بصورة التوحيد انكشف المكنون ، ووحد مولانا الحاكم جل ذكره ظهرا مكشوفا بين يديه ، فلا ينكر ذلك ولا قتل عليه ولا يحبس ، فصار كشف المكنون هو توحيد مولانا جل ذكره ، لانه لا مكنون يعادله ولا أجل منه ، فانكشف في وقتنا هذا وزال كل مستور ، وزهق المغرور ، وانجاز وعده لا يبور فمن ادعى التوحيد ، وتبرأ من التلحيد ، وعرف المولى جل ذكره ، ووحده بحسب ما انكشف له ، وقصده من حيث امره ، وتوجه إليه من النور الذي ابدعه وقبل عنه ما اوعده ، وعرف قائم الزمان الموعود لعصر بالتمام ، كان من الفائزين الذين لا خوف عليهم من الرجوع إلى إبليس اللعين ، ولا هم يحزنون على مفارقة غطريس المهين ، بل هم على طاعة ادي المستجيبين منعكفون ، ولما يتلى عليهم من علوم التوحيد سامعون « أولاثك هم الفائزون» [20/9] . والحمد والنعمة لمولانا وعليه متكلنا السراء والضراء ، والشدة والرخاء ، وهو حسبي ونعم النصير المعين .
ثم كتاب تقسيم العلوم واثبات الحق وكشف المكنون ، وكان فراع سلخ المحرم ، الثالث من سنين ظهور عبد مولانا وتملوكه هادي المستجيبين ، المنتقم من المشركين ، بسيف مولانا سبحانه وبه استعي 25 [37] الموسومة برسالة النناد والسبيل الواضح للطالب المرتاد الحمد لمولانا الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، السابق وجوده وجود ل شيء ، والناطق بتمجيده كل مؤمن حي ، مبدى الخلق ومعيده ، ومؤيد بروح القدس حدوده وعبيده ، المنفرد بالقدرة الإلهية فلم يساوي ند، والقاهر فوق عباده فلم يناويه ضد، «لم يلد ولم يولد ولم يكن له فوا أحد» [3/112 - 4] ؛ لم بلغ هويته غوامض الأفكار ، ولا تدرك لبصائر والأبصار، ولا تحوط به الرسوم ، و «هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم» [255/2] ، مبدع المبدعات ، المشار إليه بجميع اللغات هو مبدع الأسماء والصفات ، العالم بما كان وبما هو أت ، لم يدركه ظر الناظر ، ولا يحوط به فكر ولا خاطر ، وهو الأول والآخر. عجزت عقول عن ادراك ذاته ، وكلت الألسن ان تحيط بكنه صفاته ، فرجعت العقول عن ادراكه مقصرة ، والأبصار عن رؤيته حاسرة .
ظهر لخلقه كخلقه تحانا اوتنانا واختبارا ، فكان امتحانه لأوليائ اختباره لهم هدايتهم إلى معرفته وتوحيده ، فاجابوا إلى طاعته ودعوته ، اقروا بربوبيته ، وسدقوا بلكمته ، فاستنقذهم بعبده الهادي من الظلمات لىء النور ، ومن العذاب إلى الثواب ، ومن النار الهاوية إلى الجن العالية ، «لا يمسهم فيها نصب، ولا يمسهم فيها لغوب» [35/35] ، لك الفرقة الناجية من جميع العالم ؛ وباقي الفرق دعاهم إلى معرفته فصدوا عن سبيله واستوحشوا لما ظهر لهم من شبه مجانستهم ، فرجعوا إلى العالم المنكوس بكفرهم وعجزهم ، ورضوا به لجهلهم وغيهم فكانوا في الجحيم مخلدين ، وعن معرفة الحق عاجزين (2 لما كانت الجنة من حيث الحس المحيطة بأنواع الأشجار المثمرة الأمياه1 الجارية ، تعلقت بها أوهامهم وطلبوا العدم الذي ما له حقيقية لا محصول ، إذ عجزوا عن المعاني المعقولات ؛ ولو عرفوا الجنة لسارعوا إليها ، وكانوا مخلدين فيها وعلموا انها موجودة ، وان البارى سبحانه ما حالهم على عدم ، بل كان جميع ما اوعدوا 2 به موجودا بوجوده . وأما عمهم بان الجنة «عرضها السموات والأرض» [133/3] ، فقد جهلو معنى هذا القول ، فإذا كان عرضها السموات والأرض فكيف يكون للولها ، وأين تكون النار منها ? ولو عرفوا الطول عرفوا العرض ، وكل شيء طوله أكثر من عرضه ، وإذا رجعنا إلى المعاني في الحقيقية ، وجدن لجنة هي الدعوة الهادية المهدية ، وأثمارها العلوم الإلهية الحقيقية ، التي بها يتخلصون الموحدون من جهلهم من داء الشرك . وأما معنى الطول العرض فإن طولها هو العقل الكلي الذي هو قائم الزمان إمام المتقين ، القائم بالحق ومجرد سيف التوحيد ، ومفني كل جبار عنيد ؛ وكان عرضه ثل النفس القابل لبركات العقل والتأييد الذي كان منه وجود جميع الصور الروحانية كوجود الولد من الأم ، وكان عرض كل شيء غير نفصل عن طوله ، كذلك كانت النفس غير منفصلة عن العقل لقبول لمادة الإلهية ، فمن تغذى وروي من علوم هؤلاء3 الأصلين ، فقد أكل من أثمار الجنة وشرب من مائها بالحقيقة والمعرفة من غير احالة العدم ، هذا ذكر الجنة العالية التي عرضها المسوات والأرض .
وأما النار فهي من حيث المحسوس المحرقة للأجسام، ومن أسمائها ما حمد ومنها ما يذم ؛ فأما النار الكبرى والنار «الموقدة لتي طلع عله لأمياه : المياه ، س غ .
اوعدوا : وعدوا ، س.
ؤلاء : هذين ، س.
25 الأفئدة» [6/1٠4 - 7] ، فإنها مثل العقل لانه مطلع على سراكر العالم عالم يجميع اعتقاداتهم ؛ وأما المذموم منها نار العذاب وهي الهاوية والجحيم ؛ وهذه الأسماء معنى الشريعة التي هووا أهلها وغووا ولقوا فيها العذاب ، ولو قيل لهم : اخرجوا منها ، ابوا واستكبروا وصدوا عن السبيل ، فهم فيها مأكثون منكرون في جميع الأدوار والأعصار ، إذ تخيروا الضلالة على الهدى ، وعلى البصيرة العمى ، وتمسكوا بزخاريف الأقاويل ، واتخذوا التقليد دون التثبيت من مشكلات الأباطيل ، فحاط بهم العذاب ، وتقطعت بهم الأسباب ، ذلك لما ابوا واستكبروا وكانوا يجحدون ، «يؤم يناديهم » الهادي «فيقول » لهم : «أين شركائي الذين» [62/28] زعمتم انهم فيكم شفعاء? لقد انقطع بينكم وضل عنكم م كنتم تزعمون ، يعني يوم قيام القائم صاحب القيامة بالسيف فيناديهم، أين شركائيي ، يعني رؤساء أهل الظاهر وشياطينهم الذين اضلوهم بغير علم ، واحلوهم دار البوار التيي الشريعة وما الفوه من التكاليف الشرعية التي هي من حيث العقل النار بالفعل ، وما تمسكوا به من خاريف أهل الجهل وأباطيلهم ، فلم يستطيعوا جوابا إلا ان يقولوا : «ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما» [106/23] طاغي . فيحل بهم حيتئز العذاب من قتل رجالهم ، وسبي أولادهم وتسائهم ، واخذ الجزية على من تبقى منهم وتخلص من السيف ، ويلزموا بالجزية وهم صاغرون ، حيت ضلوا وغلبت عليهم الشقوة وهوى النفس البه الجسمانية التي من شأنها الشهوات الطبيعية ، والغالب عليها الجهل .
لانه4 لما كان الإنسان منه جوهر يفعل ولا ينفعل ، ومنه جوهر يفعل لا بآلته ، احتاج إلى محرك وينفعل ، ومنه عرض ينفعل وليس بغاعل ؛ لأنه : لأن ، س ص ض ط ظ ع غ ف ق ك 7 يستخرج معرفة الجوهر من العرض ؛ فأما الجوهر الذي هو الفاعل وليس نفعل فهو العقل المتحد بالنفس الشريفة ، فهو أبدا فاعل غير مفعول ، الجوهر الذي يفعل وينفعل فهي النفس الشريفة لانها عاقلة عالمة حية جوهرية شفافة قابلة للصور ، فهي تقبل الجهل كما تقبل العقل ؛ وأم لعرض الذي ينفعل وليس بفاعل فهو الجسم الذي تستخدمه الجوارح في اراداتها وهوياتها .
ولما كانت النفس الشريفة تقبل الجهل كما تقبل العقل مائلة إلى لحالتين ، قأي ما غلب عليها من العقل والجهل مالت معه ، كان جوهره كمنا فيها كما يكمن النار في الزناد ؛ فلو مكث الزناد طول الدهر ملقى بلا قادح ولا حجر يحركه ، لما ظهر من الزناد نار ، وإنما ظهور النار ن الزناد بالقادح والحجر ، كذلك النفس ، إذا عدمت التذكار بالعلوم الروحانية الذي هو غذاؤها وبه بقاؤها وثماؤها ، مالت إلى الجهل لغلبة لنفس الحسية البهيمية عليها ، فترجع إلى الجهل ؛ وإذا لم تعدم الرياض في رياضة الحكمة والغداء6 بالعلوم الإلهية ، وكانت قابلة لما يتحد به من آثار العقل ، تجوهرت وصفت ولحقت بعالمها ، كالزناد الذي إذا حركه لقادح استخرج منه الشرار ، فتذكي بها النار فتبلغ إلى ما لا نهاية ل ن العظم ، وذلك بالقادح المحرك للزناد ، وكان أصل النار شرارة يسيرة ، وكذلك اتحاد العلم وبركته ونماؤه وزكاؤه كان مثل شرارة زاد اضطرامها يذلك إنما كان العلم أثرا من العقل يتحد بالنفس الشريفة فتقبله فتزك تنو حتى تصير صورة روحانية ، كمثل النطفة تتزايد في حالها حال بعد حال ، حتى تكمل صورة الجنين ويخرج من بطن أمه كامل قلو : ولو، س ض ط ظ ف ق ك.
غداء : الغذاء ، ز س .
1 الصورة، ولم يعلم عند خروجه من بطن أمه انه كان نطفة ، وإنما يعلم »د71 عقل وبلغ ، فيعلم حينئذ ما كان عليه ، وكذلك لم يعرف الطالب ما كان عليه من الجهل ، ولا منزلة ما وصل إليه من العلم ، إلا عند معرفت وارتفاع درجته.
نرجع إلى القول في الزناد والحجر ومعناهما في الحكمة ، فنقول ان النار لما كان مكمنا في الزناد لم يقدر الزناد ان يوجد من ذاته نارا ، إنما عند علو الحجر عليه وحركته له ظهر النار ، وكذلك الحجر لولا القادح لم يقدر الحجر على اظهار نار من ذاته ولا من غيره ، فنقول ان الزناد والحجر زوج مزدوج ، ذكر وأنثى ، وكان النار تمولدا من بينهما ، ما تتولد النتائج من يين الازدواجات بالقادح المحرك لهما ، فنقول ان الحجر معنى العقل ، والزناد معنى النفس ، وظهور النار من الزناد بالقادح الحجر ، كذلك ظهور الصور الروحانية من النفس بمادة العقل وتأييد لبارى سبحانه وكمال فعلهما بالتأييد ، كما ان ظهور النار يتم إلا بالقادح.
جعلكم المولى أيها الموحدون ممن اقتبس من النار المباركة ، فسنت ناره زاد اضطرامها ، ولا جعلكم ممن اوفد «نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله» [17/2] بنوره ، وزاد في ضلاله وظلامه ، ودفع عنكم مكائد الشياطين ، واعاذكم من الشك بعد اليقين ، وسلك بكم سبل الراشدين .
فاحمدوا مولاكم على ما خصكم من نعمه ، ومنحكم من قسمه ، إذ هداكم إلى طاعته ، وطاعة وليه الهادي إلى معرفته ، والسالك بكم نهج رحمته.
والحمد لمولانا وحده ، والشكر لقائم الزمان عبده ، والمؤكيلولى حسبنا ونعم النصير.
ذا : إذ ، س 1 [38] الموسومة برسالة الشمعة ومثلها في التوحيد ومثل حدودها على المسلك الثالث.
رفعت إلى الحضرة اللاهوتية ، واطلقت بأمر مولانا الحاكم الحكيم .
عرفنا حقيقية بسم الله الرحمن .
حيم.
يا مولانا ، يا سيدنا ، يا رجاؤنا ، لا إله غيرك ولا معبود سواك ، نرفع إليك ما أنت به أعلم وأحكم من قوم موحدين طلبوا كتاب الشمعة وهو من علم التأويل ، مضاف إلى أمس ، وقد انقضى 1 أمس وعلمه ، وجاء اليوم ورسمه ، كما امرت وحكمت لا مخالفة لأوامرك 2 جلت قدرتك قد الف العبد إسمعيل ابن محمد التميمي الداعي ، صهر مملول مولانا جل وعز ، قائم الزمان حمزة ابن علي ابن أحمد ، هذا الكتاب على المسلك الثالث وهو مسلك التوحيد ، وعرضه 3 على المولى ليأمر جل سمه بما سبق من أفضاله ، وما بسط من أوامره اللاهوتية بما يشاء ، عظمت منته ، وهو الحمد لمن ابان توحيده باقامة حدوده ، وكشف عن ممجيده بمراتب آياته ، وضرب بذلك الأمثال ليعبدوه ذوي الألباب قال : «وما» يتذكر «إلا أولوا الألباب » [269/2 ؛ 7/3] والشمعة اقيمت كاملة بجميع آلاتها على التوحيد المحض ؛ فشمعة خمسة أحرف دليل على الخمس جواهر المكنونة ، وهم الارادة والمشيئة والكلمة والسابق والتالي ، فهؤلاء شمعة التوحيد ؛ وعلى بعض الوجوه ، ن الشمع لا يقد إلا بالقطن ، والقطن لا يقد إلا بالشمع ، ولم يفع انقضى : مضى ، س ط لأوامرك : لأمرك ، ص رضه : اعرضه، س.
1 عليها اسم شمعة كاملة يستضاء بنورها إلا بتعلق لنار فيها ، والنار الذي » يتعلق 4 فيها فهو لطيف وكثيف ، فاللطيف فيه لسان النار العالي الأحمر لذي تعتريه زرقة يخفى مرة ويظهر مرة ، فذلك دليل على قائم الزمان حمزة ابن علي ابن أحمد ، والنار الذي يوقد الشمع دليل على حجته إسمعيل ابن محمد ابن حامد ، والشمع دليل على الكلمة محمد ابز وهب ، والقطن دليل على السابق سلامة ابن عبد الوهاب ، والطست الذي هو الحسكة دليل على التالي علي ابن أحمد السموقي ؛ فهذه الخمسة حدود كثيفان ولطيفان ، فاللطيفان النار والشمع ، والكثيفان القطن والحسكة ، ولسان النار اللطيف الداخل فيهم الخارج منهم هو الذي وحد المولى بالحقيقة ، لانه ذو معة وقلبه مع المولى يفارقه ، وهو لدال5 على التوحيد المحض ومته المقصد وإليه .
والشمعة موجودة عند أكابر الناس ومياسيرحم على الدوام يستعملوها كذلك العلماء لا يعرفون شيئا غير التوحيد من هذه الخمسة حدود ، ولا جوز لهم نك معرغة واحد منهم ويعرفوا مراتبهم والغاضل منهم . فمتى استعمل أحد من سائر الناس كافة نارا وحدها لم يق : اتي استعملت شمعة ، ومتى ما استعمل نارا وشمعا لم يقل أيضا : اني استعملت شمعة ، فإذا اتفق النار والشمع والقطن قال : اني استعملت شمعة ، ببقى منفردة تريد من يحملها ، فإذا لم يكن لها حسكة تحملها بقيت اقصة الآلة ، فإذا كملت الحسكة صارت بحد الكمال واضاء البيت منها وانتفع بها من يستعملها ، وهي منصوبة ما بين الناس دالة على التوحيد . كذلك التوحيد ، إذا عرف الإنسان قائم الزمان وحده ، لم يطة لمقابلة للطافته ، فمثله مثل لسان النار الدقيق ، وإذا عرف حجته التي الذي يتعلق : التي تتعلق ، ز ص .
لدال : دليل ، ص .
1 ي النفس الكلية كان مثله مثل من اوقد نارا وحدها ، وإذا عرف الكلمة كان مثله مثل من اوقد نارا وشمعا ، وإذا عرف السابق الذي مثله مثل القطن ، تم له وقيد الشمعة بالحسكة حاملتها ، كقلك كملت حدود لتوحيد . كذلك من عدم معرفة هذه الخمسة حدود لم يعرف التوحيد في وقتنا هذا وكان توحيده دعوى . فليعلموا6 الموحدون ذلك ويعتفدو لا يعبدوا المولى بلا معرفة فقد قال : «وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه» 1/65] ، فاشار إلى المسلك الثالث الذي نطق القرآن في قوله : وضرب بينهم بسور له باب» [13/57] ، السور الشريعة والباب لأساس ، كما قال الناطق : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وقال : «باطنه يه الرحمة» ، فدل بان الرحمة غير الباطن ، وقال : والظاهر «من قبله لعذاب» [13/57] ، الناطق صاحب الظاهر والأساس صاحب الباطن ، القائم صاحب الرحمة، وقال : «منها خلقناكم » ، يعني الظاهر ، «وفيها نعيدكم » ، يعني الباطن، «ومنها نخرجكم تارة اخرى » [55/20] ، يعني اخراج الموحدين من الظاهر والباطن إلى لمسلك الثالث وهو مسلك التوحيد.
والناس ثلاثة أجناس، فأهل الظاهر يقال لهم مسلمون، وأهل الباطن يقعال لهم مؤمنون ، وأهل قائم الزمان يقال لهم موحدون ، فتأمل أيها الطالب المسترشد هذه الثلاث معاني ما لها رابع : الزوج افرد ما ينهما . فكل من ذكر عن نفسه انه موحد وهو متمسك بشيء من الشرع ، فقد ابطل وكذب في قوله ، بل هو ملحد كافر؛ ومن كان من هل الباطن تأويليا ، وذكر عن نفسه انه موحد، فقد كذب وابطل فو فليعلموا : فليعلم، س.
1٥ وله ، بل هو مشرك كافر اشرك بمولانا جل اسمه وخالفه ، لان الباطن ريب الظاهر وهما زوج ، كما نطق به المجلس يفول : فاعلموا ان كل سيء خلقه الله جل اسمه زجا ليكون هو رفدا واحدا لا شيء كمثله، فمن أجل ذلك خلق لكم سماء وأرضا ، وبرا وبحرا ، وحقا وباطلا ، وحلوا ومرا ، وسابقا وتاليا ، وناطقا وأساسا ، وإماما وحجة ، ومثل هذا كثيرا ليكمل التوحيد رفدا غير زوج . فمن ذلك كان كل من ادعى التوحيد وهو يقول بالظاهر والباطن كان كاذبا في قوله ، ومن دخل في طاعة قائم الزمان إلى المسلك الثالث ، فقد صار وحدا لانه تخلص من لزوج واتبع الفرد نتمل أيها الناظر في هذا الكتاب إلى هذه الاحتجاجات واقرنها سماع مجالسك وبالكتاب المنزل ليظهر لك الحق فتتبعه . نطق القرآن على لسان محمد يقول له : «إنا أنزلنا إليك الكتاب يالحق» [105/4] الكتاب علي ، والمخاطبة لمحمد ، والحق القائم ، صاروا ثلاثة ، الفرد بين الزوج واعلموا ان الشمع من النحل ، والنحل هم الدعاة ، والعسل علم لناطق ، والشمع فقد تخلص من العسل وفارقه ، كذلك الكلمة قد علت على حد الناطق والأساس ، وسلكت إلى المسلك الثاك وهو مسلك التوحيد ؛ وكذلك القطن وهو من زريحة الأرض ، والأرض ي لأساس ، والقطن فقد خرج من الأرض وفارقها ، كذلك صاحب هذ الحد وهو السابق قد فارق التنزيل والتأويل وشف وعلا إلى لسلك ثالث ، وهو مسلك التوحيد ؛ والحسكة فهي من النحاس ، والنحاس مف لدخان بلغات7 العرب ، والسماء خلقت من الدخان ، كذلك السابق مد لغات : بلغة ، س غ ف لتالي إلى حتى تكونت منه الكثائف كلها ؛ والحسكة لها ثلاث أرجل ، كذلك التالي له ثلاثة حدود يتمسكون به ، أولهم الجد أيوب ابن علي وثانيهم الفتح رفاعة ابن عبد الوارث ، وثالثهم الخيال محسن ابن هذه الخمسة والثلاثة الجميع ثمانية صارت مزدوجة ؛ ولسان النار دال ممى التوحيد ، لان المولى جل وعلا لا يدخل في عدد عبيده ، بل هو نفرد عنهم جل اسمه ، فهذه شمعة التوحيد .
واما لسان النار والنار فهو ذو معة وذو مصة لطيف وكثيف ، الارادة والمشيئة ، نطق الكتاب في النورين : «نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء» [35/24] ، النور الأول قائم الزمان، والنور الثاني حجته ، «تيهدي لله لنوره من يشاء» ، والله هنا واقع على قائم الزمان، «يهدي الله لنوره من يشاء» ، أي من الهمه المولى بإذن حجته الكلام فيحيي كلامه من سمعه وسبقت فيه المشيئة فهذه صفة شمعة التوحيد التي من اسرجت بين يديه ابصر واهتدى .
وما هذا النطق بحولي وقوتي بل بمواد المولى جل وعز إلى قائم الزمان ، بعده فإلى عبده البائس الفقير ؛ فما كان فيه من صواب فمن توفيق المولى وفوائد قائم الزمان ، وما كان فيه من زلل وخطاء فمن العبد لخاضع الذليل ويستغفر المولى جل اسمه8 ويسأله ان يقرر نعمته عليه ويخلدها لديه ، إن شاء مولانا وبه التوفيق ، وسلامه وصلواته وتحياته على لذي اختصه من الخلائق أجمعين ، قائم الزمان الإمام الأعظم والتو التمام ، وسلامه على الحدود العاليين النفسانيين ، ورحمة المولى وركات وبه استعين.
8 اسمه : ذكره ، س غ ف ك.
ت رسالة الشمعة ومثلها وحدودها في التوحيد على [رهت إلى الحضرة اللاهوتية واطلقت . والحمد لمولانا وحده ، الامام الهادي عبده سلك الثالث 1 الشكر 21 39] الموسومة بالرشد والهداي ص المجتبى أخنوخ الأوان ، وإدريس الزمان ، هرمس الهرامسة النفس الكلية ، والحجة الصفية الرضية ، حجة الإمام قائم الزمان ، علينا سلامه ورحمته.
لحمد لمولانا الحاكم بذاته ، المنفرد عن مبدعاته ، الذي ارشد بطاعته باده الموحدين ، وهدى بمعرفته أولياءه المخلصين ، واطمأنت به نفوس وليائه الؤمنين ، وانار بنوره قلوب العارفين ، واقرت بتوحيده ألسن السادقين ، الذي عجزت العقول عن ادراك كيفيته ، فهجم بها العجز عن بلوغ نهايته ، فرجعت لعجزها مقصرة عن الاحاطة بكليته ، فاقرت تقصيرها1 بعد الإياس عن الكنه بالعجز والتقصير عن بلوغ هويت ذاتيته ، إلا ما اوجدها من توحيده ومعرفته ، لا ذاتية له 2 في الذات ، لا توجده الصفات . اقام الحجة على الخلق بوجوده ، وبث فيهم دعاته وحدوده ؛ اقام في الخلق بقدرته قادرا ، ولأضداد الحق من جميع الخلة قاهرا ، ولأوليائه بوجوده نصرا بحانه وألا وآخرا ، وباطنا وظاهرا ، لا يخلو منه زمان ، ولا من نوره مكان ، الإله الموجود ، الحاكم المعبود ، لا يعدم في وقت من الأوقات ، وهو أحق بالوجود من سائر الموجودات .
بدع الأشياء ورب الآخرة والأولى ، ابدع العقل من محض نور بالقوة الإلهية ، بغير آلة ولا مثال صورة ، واوجد فيه الأشياء كله دفعة واحدة ، وعقل به جميع المخلوقات ، وجعله أصل المبدعات ، وايده بتقصيرها : بتقضيرها ، س .
- س ض ط ظ ع غ ف ك ن 14 القوة الإلهية ، والمادة العلوية ، فجعله آمنا من النقصان ، وجودا في كل صر وزمان ، وجحله علة الأشياء ، وإنما جعله علة كل شيء لرجوع الحدود الروحانية إليه ، وهو غاية الأدلاء عليه . ثم اوجدني منه لقوة ابداعه ومادته ، وجعلني تاليه وحجته وزوجته وقابل صورته ، ومودع سره وحكمته ، وافاض علي نوره وبركته ، واوجد مني حدود دعوته ، وجعلني له غربا لما اشرق من نوره وافاضته ، فما اشرق منه من العلوم الروحانة الحكمة العلوية دعت من القوة الإلهية ؛ فأنا النفس ، ومنزلتي من رإمام لهدى بمنزلة القمر من الشمس .
إسمعوا أيها الموحدون نص الحكمة تسعدوا ، واحمدوا عند استماعه مولاكم الذي إليه تشيروا وله تعبدوا ، واشكروا عبده إمام زمانكم الذي يه ترجعوا وبه تقتدوا ، واوصلوا شكري بشكره وشكر جميع الحدود ، احرصوا في طلب العلم واجتهدوا ، وهلموا إلى روح الحياة وبادروا إلى سفن النجاة . فقد فاز من اخلى فكره في طلب الحكمة وقلبه ، وافاضر نورها على عقله ولبه ، وحرص في المذاكرة مع عباد الله الأصفياء بكلي جهده ، فالسعيد من جعل الحكمة لقلبه مسكنا ، وجعل طلبها عنده أزكى مغنما ، وجعلها عن غير أهلها في حصن وحرما ، وإن كانت في اذانهم وقرا وعلى قلوبهم وأبصارهم عمي . واحرصوا في طلب العلم، في مصاحبة أولي الفهم ، والمذاكرة في سائر الأوقات ؛ تحظوا بالخير والبركات ، ولا يستغني امرء منكم بما حفظ عن درس الحكمة وتواتر لمانة ، ويقنع بما علم ويطمئن بما فهم ، ويقول : قد استغنيت عن التعب والحرص ، فيحل به عند ذلك التقصير والنقص ؛ فرب حسام قاطع ، ذيي جوهر لامع ، طال مقامه في غمده ، فركبه الصدأ واحتوى عليه الردى ، دعت : دعته ، ص .
21 ربما تفللت مضاربه ، فيزهد فيه حامله ، ويتعب في صلاحه صاقله.
كذلك النفس الشريفة التي قد تجوهرت وصفت ، واقرت بتوحيد مبدعها وامنت ، إذا ابعدت من الرحمة ، وعدمت غذاءها من نور الحكمة ، رجعت ضالة بعد هداها ، جاهلة بعد تقواها .
الله الله لا تزهدوا في الحكمة بعد الطلب ، وانظروا إلى من قبلكمر قد ذهب ؛ واستيقظوا من غفلة الكرى ، ولا ترجعوا إلى الضلالة بعد الهدى . فقد تأكدت الخجة على جميع الورى ، وظهر البرهان لمن يرى ، حرى فيكم ما لا في الأمم السالفة قد جرى . ولا يرجعن أكثركم بعد السبق إلى القهقرى ، فلا ترجعوا على أعقابكم بعد السابق ، واعتصمو بالعهد والميثاق ، وشمروا في طلب الحكمة عن ساق ، ولا ترجعوا بعد لإيمان إلى النفاق ؛ واجيبوا الداعي إذا دعاكم ، واسمعوا نداءه إذ اداكم ، فمن اجابه طائعا ، واناب إليه خاضعا ، وانس إلى علمه سامعا ، نال من نور الحكمة ضياء لامعا ، عوعلما نافعا . فسوف يدعون عن فريب فيصد أكثرهم ولا يجيب ؛ وليدعين من يأتي بعدهم كما دعيتم أنتم وأباؤكم. فإن اجابوا كما اجبتم، وسمعوا كما سمعتم، وسلموا الأمر إلى المولى سبحانه كما سلمتم ، واقتبسوا من نور الحكمة كما اقتبستم ، خلصوا من الشبهات كما خلصتم . ومن صد منهم عن السبيل ، وسلك لريق الحق بغير دليل ، ورجع بعد المعرفة والوجود ، إلى الانكا والجحود ، وبعد الاثبات إلى العدم ، فقد لحق بمن مضى من - سوالف الأمم بلا تطمثنوا إلى المهلة ، تستولي عليكم الغفلة ، وارتقبوا الظهور ، فإنه يأتي في أغفل الأمور ، فيستيقظ عند ذلك العارف الموحد ، ويغفل عن لمنكر الجاحد ، فلا ترقدوا بعد اليقظة ، ولا تقصروا بعد النهضة ؛ فيكون مثل المقصر منكم مثل رجل سار في جملة خلق كثير ، وجم غفير ، لحالبين بعض البلاد ، فهجم عليهم الليل وهم في مسيرهم ، فنزلوا صحراء عظمى وبرية قفراء لا يعرفها فيهم غير الأدلاء ، فنزلوا بساحاته وحلوا بفنائها ، فرقد الرجل في أول ليلة قليلا ، وسهر بعد نومه طويلا ، رتقب الصباح ، ومنتظر الفجر إذا لاح ، خوفا ان ينقطع من رفقته صحبته ، فغلب عليه النوم فرقد ، لما رأى الليل قد طال عليه وبعد فلاح الصبح وهو راقد ، وسار القوم وهو غير ساهد ، فسار بهم الدليل ، وابعدوا في الرحيل ، فاستيقظ الرجل من نومه ورقدته ، لا يدري أين اخذوا رفقته وصحبته ، فبقي حيرانا لا يجد له أنيسا ، ولا يسم ي للك البرية حسيسا ، ولا يصيب له هناك رفيقا ، ولا اهديا يدله علو الطريق ، فكيف يكون في تلك البرية حاله4 ، وقد تقطعت من اللحوف لصحبته آماله ? فاحذروا أيها الموحدون من غلبة الوسن ، وارتقبوا ظهور الحق في كل عصر وزمان ، ولا تركنوا إلى التقصير ، بعد الطلب والتشمير ، واجتنوا تمرات الحكمة من شجرها وجناتها ، وانهلوا ماء الحياة من عيونها ينبوعاتها، فإن حقائق الحكمة تكشف لكم عن مشكلاتها ، وتفتح لكم غلاقها وأقفالها ؛ فلا تكونوا كالذين قالوا : سمعنا ، وهم لا يسمعون ، ويقولون : آمنا، وأكثرهم مشركون.
فإن الرسل قد وردت عليكم ، والدعاة قد بعثت إليكم ، وقد هبت آرياح5 الرحمة من جميع آفاقها ، وانتشرت سحب النعمة في جميع جهاتها ، وهطلت6 أوابل الحكمة على جميع أقطارها ، فاصاب غيئها حاله : بحاله ، س.
أرياح : رياح ، س .
مطلت : هطل ، س 1 سهلها وجبالها، فسالت أوديتها وأنهارها، ورسخ في الأرض الزكية غيثها ماؤها ، ورجع عن الأرض السبخة الردية لقلة قبولها وزكائها . فتدبروا هذه الأمثال ، واحمدوا مولاكم سبحانه على ما خلصكم من طوائف لكفر والضلال ، وجعل لكم نورا تمشون به في الناس ، وانقذكم من مشكلات أهل الجهل والقياس ، فزكت عقولكم ، وصفت نفوسكم وقطعت بصائركم جميع البصائر ، وعرفتم حقائق الأمور في جميع لأدوار والدوائر . وهل يدرك النور إلا بالأبصار الصحيحة ? وهل يحرف الحق إلا بالعقول الزكية الرجيحة ? فلو لا تخلصكم من عالم الجهل ، م قبلتم نور آثار العقل ، فأنتم مقر الأرض المباركة الزكية ، لقبولكم للعلوم الإلهية والجواهر العقلية ، وارتباطكم بالحدود العلوية ، واجابتكم إلى لدعوة الهادية ، المهدية وعدولكم عن جميع الطوائف أهل الشرك العناد.
معنى الأرض السبخة الردية لجهلهم بالعلم وأهله ، وارتباط كل امرع منهم على كفره وجهله ، ولحودهم لمولاهم وإمامهم ، واقامتهم على غيهم وطغيانهم . فلا تلتفتوا عليهم، ولا تركنوا إليهم ، انهم إن يظفرو كم لا يرحموكم ، ومن ميامنكم يبعدوكم وبأيديهم وألسنتهم تخطفوكم ، فعليكم بأنفسكم لا يضركم كفرهم إذا آمنتم ، ولا صدهم إذا اجبتم ، ولا جهلهم إذا عرفتم فاقبلوا الحكمة يا أهل الحكمة ، واديموا المواظبة على حفظها وصيانتها عن غير أهلها ، فإن للحكمة أوائل وفصول ، وحقائق ومحصول ، استدلوا بها على معرفة الدال والدليل والمدلول ، فاتبعوا الدليل ، واسلكوا سر السبيل ، فإن سبل الحق واضحة للقاصدين ، وأبواب الرحمة يظفروا : ظفروا، س ط غ ك.
2 قد فتحت للطالبين ، وعيون الحكمة قد فجرت للواردين ، وحدود الدعوة قد سيرت في جميع العالمين ، لارشاد المسترشدين ، وقد ظهر النور لمن نظر ، وسمع النداء إلا من في أذنيه وقر لالحذر الحذر كل الحذر ، قبل نزول القدر ، وقبل ان تحل بالمقصرين الحسرة ، ويقول الكافر : يا ليت بعد هذا كرة ، فلا يقبل منه قوله ، ولا ينفعه عذره ، بعد تزول الحدثان ، وقيام قائم الزمان ، بسيف مولانا الحاكم سبحانه وقتله أهل الكفر والطغيان ، وارماله النسوان ، وايتامه الولدان .
لك اليوم الذي به توعدون ، وله ترتقبون ، يومئذ تعرضون ، لا تخفى عنا منكم خافية ، فيحل بالكافرين الخزى والعذاب ، وينال الموحدون الجزاء والثواب ، يومئذ يفوز المخلصون ، ويفلح الموحدون . فارتقبوا له وكونوا له منتظرين ، وارتبطوا بحدود الدين ، واديكوا المناصحة والمصافاة لم تحوانكم الموحدين .
اسمعوا معاشر الأولياء نص هذه الرسالة التي وضعتها وسميتها الرشد الهداية ، يسترشد بها الطالبون ، ويهتدي بها المؤمنون ، ويأنس بها لعارفون ، بعون مولانا سبحانه ، وافاضة إمام زمانه ، فاحفظوها كما حفظتكم.
والسلام والحمد لمولانا وحده ، والشكر لقائم الزمان عبده تحل : يحل ، ز.
الرشد : بالرشد ، س.
0] شعر النفس ما توفيق إلا بالله لمكني قال الشيخ أبو إبرهيم إسمعيل ابن محمد التميمي الداعي صفوة المستجيبين : لى دين مولانا ، إلى علم الإمام ي غاية الغايات قصدي وبغيتي 5 إلى الحاكم العالي على كل حاكم إلو الحاكم المنصور عوجوا واثموا 5 فليس فتى التوحيد فيه بنادم هو الحاكم الفرد الذي جل اسمه 5 وليس له شبه يقاس بحاكم حكيم عليم قادر مالك الورى ه يؤآنس يالاسم المشاع بحاكم غدا السابق السامي إليه وتاله 5 مع الجد والفتح الخيال الملاوم دين عبد .
دم عبيدا لمولانا خضوعا لأمره ه وكل فتى في هو الواحد العالي على كل علة 5 وما غيره إلا كعبد وخادم مو الحاكم المولى بناسوته يرى 5 ولاهوته يأتي بكل العظائم الحاكم المولى فهبوا واقبلوا 5 فتوحيدكم سدق على كل .
ز ١ باذ الحاكم العالي تعالى بموكب 5 فوحد بعين العلم بين العوالم 96 سمى إماما والإمام فعبده 5 تيقظ ولا تصغى إلى كل قد ظهر الحولى فآنس عبيده 5 بأفعالهم أنسا بحكمة حاكم ظهورا بأفعال العبيد وشكلهم 5 ويؤنسهم والخلق شبه البهائم ذا بثنا التوحيد طاشت عقولهم 5 وراموا انتهاشا مثل نهش الأراقم قطعا كقطع الصوارم سيقطعهم عظم احتجاج مقالنا 5 على عظمهم عبد : عبدا، س ع.
هو الحق ما قلنا شواهده أنت 5 تحز مقال القوم حز الغلاصم قوم رجال الحق عند قيامهم 5 بقوة عزم في انتهاء العزائم قادون رغما لا يجاب مقالهم 5 حفاة أسارى في أكف الضراغ يناديهم الهادي : هلموا إلى الذي 5 جهلتم من التوحيد من كل عالم؛ ملموا إلى المعنى الخفي وحسبكم 5 شواهد ما ابدى لكثم دعائ قلتم بتأويل المعاني ديانة 5 على غير ما قد قيل من كل قائم ظننتم بان الطفل يبقى لصغره 5 وانسيتم حد البلاغ المكاتم واشركتم والشرك كنه لنطقكم 5 وأمواج بحر الشرك بين التلاطم سيطلق سيف الحق فيكم لجهلكم 5 ويحصدكم كالنزرع من غير راحم وتحويكم أهل الاجابة والتقي 5 وتوحيدكم يربو عس كل غانم .
يظهر سيف للتميمي مشهرا 5 على جمعكم والفعل من غير آثم وما صفوة للمستجيبين تاركا 5 جهادكم من غير خوف ولا لم ونشفي غليلا في الصدور مكمنا 5 ونأتي على أنسابكم والتراجم تمشون جهرا بالغيار لخلفكم 5 وتلقون كل الذل من غير راحم ؛ سيكظم هذا الشعركل منافق 5 ويزداد كظما فوق كظم الأكاظم من الشيخ إسمعيل إلى جبل السماق ليقرأ على كل موحد وموحدة ، رتضى به المولى سبحانه ، واشاع بنسخه للمستجيبين ، يتفاوضون نه نشيدا ، استبراكا به في كل يوم جديد .
جتر والسلام بحمد مولانا ومنه .
وحيدكم : توحيدهم ، ض ط ظ ع غ ف ك ن .
انسابكم : أنساكم، س.
Неизвестная страница