============================================================
سبحانه، فاستجابوا على يده فصار البلد حزبين، موحتدين ومشركين قال شطنيل الحكيم للموحدين : بينوا:1 عن المشركين، اي ابعدوا منهم، فقبلوا منه وبانوا11 عن المشركين، فوقع عليهم اسم البن. وكان ابليس داعيا في الجن، وكان طائعا للبارئ سبحانه، وكان اسمه حارت واسم آبيه ترماح، وكان أصله من مدينة إصبهان، وهو ساكن بالمعجزة، واسم إصبهان باليونانية دمير. ولم يكن في ذلك الوقت إمام ظاهر، ولا حجة للخلق ماهر، إلا12 الأنوار كانت قد اجتمعت في شطنيل ابن دانيل؛ فقيل انه بلا أب ولا أم لأنه إمام بذاته، وقيل انه من التراب لان كان ظهوره من أوساط المؤمنين، وهم بمنزلة التراب، وقيل ان البارئ سبحانه خلقه بيده لانه ابدعه من النور المحض، وايده بالتأييد الكلي ومثل النور والتأييد كمثل اليدين13، لان النور الشعشعاني والحكمة الكلية هما محركان الحدود، وبهما يتخلصون من الشك والشرك، كما ان اليدين محركين الأجساد14 وبهما يتطهرون من نجاسة البول والغيط15.
لما اطلقه مولانا البارة1 سبحانه أمر الملائكة، وهم الدعاة، بان يسجدوا ادم، آي يطيعوه، فاطاعوه جميع الحدود والدعاة، غير حارت ابن رماح الإصبهاني، فانه ابى واستكبر ونظر إلى شطنيل ابن دانيل بعين الاستجابة، واظهر لنفسه قدمة الخدمة في الدعوة، وقال : "أنا خير منة"، أي أعلى منه منزلة، "خلقتني من نار"، أي من علم الحقائق ونور
Страница 554