============================================================
ولما كانت الجنة من حيث الحس المحيطة بأنواع الأشجار المثمر والأمياه1 الجارية، تعلقت بها آوهامهم وطلبوا العدم الذي ما له حقيقية ولا محصول، إذ عجزوا عن المعاني المعقولات، ولو عرفوا الجنة لسارعوا اليها، وكانوا مخلدين فيها وعلموا انها موجودة، وان البارئ سبحانه ما ااحالهم على عدم، بل كان جميع ما اوعدوا؟ به موجودا بوجوده. وأما عمهم بان الجنة "عرضها السموات والأرض" [133/3]، فقد جهلوا م عنى هذا القول، فإذا كان عرضها السموات والأرض فكيف يكون طولها، وأين تكون النار منها؟ ولو عرفوا الطول عرفوا العرض، وكل يء طوله أكثر من عرضه، وإذا رجعنا إلى المعاني في الحقيقية، وجدنا الجنة هي الدعوة الهادية المهدية، وأثمارها العلوم الإلهية الحقيقية، التي بها يتخلصون الموحدون من جهلهم من داء الشرك. واما معنى الطول والعرض فإن طولها هو العقل الكلي الذي هو قائم الزمان إمام المتقين، القائم بالحق ومجرد سيف التوحيد، ومفني كل جبار عنيد؛ وكان عرضها مثل النفس القابل لبركات العقل والتأييد الذي كان منه وجود جميع الصور الروحانية كوجود الولد من الأم، وكان عرض كل شيء غير منفصل عن طوله، كذلك كانت النفس غير منفصلة عن العقل لقبول المادة الإلهية، فمن تغذى وروي من علوم هؤلاء3 الأصلين، فقد اكل من أتمار الجنة وشرب من مائها بالحقيقة والمعرفة من غير احالة العدم، ف هذا ذكر الجنة العالية التي عرضها المسوات والأرض.
وأما النار فهي من حيث المحسوس المحرقة للأجسام، ومن آسمائها ما يحمد ومنها ما يذم؛ فأما النار الكبرى والنار "الموقدة التي تطلع على
Страница 707