============================================================
إلى الإمام في كل عصر وزمان، يعزل منهم من يريد، وينصب منهم من يريد، ويعطي كل ذي حق حقه من العلم الحقيقي، بمقدار ما يوفق الولى سبحانه. وليس له ان يدلس على المستجيب دينه ويستره عنه، وان دلس عليه وستره عنه ضرورة فكشف له وقتأ آخرا، ويبلغه الغاية والنهاية، وليس له أيضا ان يرد أمره وتربيته إلى داع مقصر فيكسر عضوه، فإن فعل ذلك من قبل ان يكشف آمر ذلك الداعي، ثم بان له قصير ذلك الداعي فله ان يعزل الداعي وينصب غيره، حتى يجبر كسر لستجيب، وليس له ان يدعوه إلى نفسه في العبادة، وهو بمنزلة الفسق بالصبي، وليس له منه توبة ، وليس له ان يحيد بالمستجيب إلى عبادة احد من المخلوقين، ولا يدعوه إلى توحيد أحد من العالمين، وهو القتل بالحقيقة، وليس له منه توبة إلا إن يشاء مولانا جل ذكره. والإمام هو امير، وسائر الحدود بمنزلة العسكرية، والمستجيبين بمنزلة الرعية، وفرضت طاعته عليهم ووجبت حيث جعله المولى سبحانه قبلة لهم وإماما حتى يصلون به إلى معرفة بارى البرايا معل الكل ومبدعهم، سبحانه وتعالى عما يصفون.
وفهمت ما ذكرته عن نفسك بأنك تريد جمالي بخاصة جمال الخدمة واصلاح المنطق فيه، وقلت بأني كتبت في صدور رقاعي : معل عل العل صفات العلة، وطلبت معانيه، وذكرت ان علة العلل إشارة إلى السابق في كل عصر وزمان، وهو موجود في العالم، وطلبت فيه خرافات الشيوخ، وقلت بان هذه العلة هو السابق لا تدركه الأوهام بالتفكير، ولا تختلف عليه الأزمنة بالتغيير، ولا تصفه الألسن بالتعبي
Страница 589