حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى غيه
كذي الضنى عاد إلى نكسه
وأخذ غفلته السياف، فإذا رأسه يتدهدأ على النطع، وظهر في أيامه في بلد خلف بخارى وراء النهر رجل قصار أعور، عمل له وجها من ذهب، وخوطب برب العزة وعمل لهم قمرا فوق جبل ارتفاعه فراسخ فأنفذ المهدي إليه، فأحيط به وبقلعته فحرق كل شيء فيها وجمع كل من في البلد وسقاهم شرابا مسموما، فماتوا بأجمعهم، وشرب فلحق بهم وعجل الله بروحه إلى النار.
والصناديقي في اليمن فكانت جيوشه بالمديخرة وسفهنه، وخوطب بالربوبية وكوتب بها، فكانت له دار إفاضة يجمع إليها نساء البلدة كلها ويدخل الرجال عليهن ليلا، قال من يوثق بخبره دخلت إليها لأنظر، فسمعت امرأة تقول : يا بني. فقال: يا أمه نريد أن نمضي أمر ولي الله فينا. وكان يقول: إذا فعلتم هذا لم يتميز مال من مال، ولا ولد من ولد، فتكونون كنفس واحدة! فغزاه الحسني من صنعاء فهزمه وتحصن منه في حصن هناك، فأنفذ إليه الحسني طبيبا بمبضع مسموم ففصده به فقتله، والوليد بن يزيد أقام في الملك سنة وشهرين وأياما، وهو القائل:
إذا مت يا أم الحنيكل فانكحي
ولا تأملي بعد الفراق تلاقيا
فإن الذي حدثته من لقائنا
أحاديث طسم تترك العقل واهيا
ورمى المصحف بالنشاب وخرقه. وقال:
Неизвестная страница