إلا بأن تجمع أطمارها
وأقام ابن شرف مدة بالمهدية مع زمرة شعراء الملك يخدم الأمير المعز، وابنه تميما إلى أن رحل عنها قاصدا جزيرة صقلية، لما سمع عن كرم أميرها، وإليها لحقه رصيفه ابن رشيق، وقد قدمنا أنه كان وقع بينهما بالقيروان، ما وقع بين جرير والفرزدق، أو بين الخوارزمي وبديع الزمان، فلما اجتمعا بصقلية تسامحا، وأقاما بها زمنا ثم استنهض يوما ابن شرف رفيقه على جواز الأندلس، فأنشد حينئذ ابن رشيق البيتين المشهورين بين الخاص والعام:
مما يزهد في أرض أندلس
سماع مقتدر فيها ومعتضد
ألقاب سلطنة من غير مملكة
كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
فأجابه ابن شرف بديهة:
إن ترمك الغربة في معشر
قد جبل الطبع على بعضهم
فدارهم ما دمت في دارهم
Неизвестная страница