Рассылка ахзан: Философия красоты и любви
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Жанры
ولكني أشهد أن عينيها كأنهما غير إنسانيتين، لو كانتا في أسد ضار لارتمى عليه العاشق من تلقاء نفسه ليفترسه، فيهما بينة صريحة على أن هذه المرأة الشاذة إن أحبت لم يعرف أحد غيرها كيف تظهر حبها؛ فربما آنست منها النفرة أو الإعراض أو البغض ملالة فما فوقها، ومع ذلك يكون هذا هو حبها الذي ابتليت بكتمانه أكثر مما ابتليت به.
وإذا كانت القدرة الأزلية تصطفي من نوابغ العقل والشعور من تكاشفهم ببعض أسرار التعبير في ملكوت السموات والأرض؛ جاعلة وسيلتها إلى ذلك ملكا أو شيطانا أو امرأة كأحدهما ... فتلك التي رأيتها امرأة كأحدهما، ولكن لا تدعك أسرار عينيها تعرف أيهما هي؟ ... •••
ليس ببعيد أن تكون هذه القلوب الإنسانية ينظر بعضها في بعض أحيانا على شعاع الروح كما يتراءى الوجه للوجه في سراج العين، ومن ثم يكون اختلاف كل عاشق مع الناس أجمعين في تقدير الجمال الذي يعشقه واعتباره؛ إذ لا يقدر بعينه ولا بعقله ولكن بقلبه، ولقد حاورت الصديق يوما في جمال صاحبته تلك فقال: إني أرى ما لا ترى، فإن قلبي ينظر في قلبها كما تنظر أنت في وجهها؛ ومتى جادلت محبا في هواه صارت الحبيبة في جدالكما كالفلسفة تراها عند أهلها إيضاحا لشيء معقد، فإذا تناولها غير أهلها انقلبت تعقيدا لشيء واضح ... وإن المرأة الجميلة في رأيي هي تلك التي أرفع روحي إليها؛ إذ لست أفهم من معنى الحب إلا أن الروح اهتدت إلى شيء من سر الإنسانية في إنسان جميل قد استطاع بجمالة أن يهديها إلى هذا السر.
ولما يبس ما بينه وبينها ولج في غضبه منها سألته رأيه في «إيضاح المعقد ...»
4
فقال أيها الرجل! إذا مدحت امرأة جميلة فلا تقل: ما أجملها، بل قل: ما أجمل الشر. •••
آه من الدنيا ومن
قدر على الدنيا حكم
البغض شيء مؤلم
والحب شيء كالألم
Неизвестная страница