Рассылка ахзан: Философия красоты и любви
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Жанры
7
فإنه كما تعلم تعرك بكل جهة من جهاته أنواعا من أقوى القوة ممثلة في أجسام من أعنف العنف؛ فصدره الذي لا يعطف وظهره الذي لا يضغط وأطرافه التي لا تهن ولا تكل، وكل لوح فيه إنما هو رجل تام الخلقة وثيق التركيب؛ لأن كل ما فيه قوة بالغة في قوة بالغة، ولأن الرجل لم يجتمع كذلك إلا من المكارة والغمرات التي خاضها وثبت عليها حتى كأنما خرج بها من وزن رجل إلى وزن جبل.
ثم تقول؛ دع الدماغ يحلم نائما أو منتبها، ولكن متى انعدل الليل راجعا إلى مآبه واستدار النصف المضيء من الكرة فلا تجعل حلم الرأس الذي هو أداة الخيال سببا في عذاب الحواس التي هي أدوات الواقع، واقطع من نفسك أسباب المطمعة الخيالية تجد كل شيء قارا في موضعه لا ينحرف ولا يضطرب ولا يتململ؛ وتذهب أحلام النوم في النوم، وتأتي حقائق اليقظة مع اليقظة وكنا في انتظارها فلا يفجأنا منها شيء، إنك ربما تأتي في أحلامك ما لا يسوغه عذر، وترى وتسمع ما لا وجود له، وتجد منزعا من أمور ليس فيها منزع، وتموج بك العوالم كلها وأنت ساكن في نومك مستثقل حتى على الحركة الضعيفة، وحسبك بعض هذا في الدلالة على أن الدماغ لا يسكن إلى نزواته عاقل؛ لأنه مصنع المستحيلات كما هو مصنع الممكنات. •••
آه يا عزيزي لو رأيت كيف تختلط المعاني بأنفاس شفتيها، وكيف تقبل عليك ألفاظها وفيها من اللطف واللين والرقة وألوان النفس أكثر مما في خدي عذراء سافرة بين عشاقها لا يفارقها الحياء من الألحاظ ولا تفارقها الألحاظ، إنها لتميت داء الصدر من الوساوس والشهوات إذا هي كلمتك بتلك اللغة القلبية التي تمحق حواسك محقا إن كنت رجلا كريم النفس، وإذا هي استسلمت بكلماتها إليك ولكن في حماية ضميرك، تسمعك صوت ضعفها ملتجئا إلى قوتك وكأنها تقول لك: إن نصف كلامي هو هذا والنصف الآخر هو ثقتي بشرفك.
في المرأة الجميلة أشياء كثيرة تقتل الرجل قتلا وتخلجه عن كل ما في دنياه كما تخلجه المنية عن الدنيا؛ وليس فيها شيء واحد ينقذه منها إذا أحبها، بل تأتيه الفتنة من كل ما يعلن وما يضمر ومن كل ما يرى وما يسمع، ومن كل ما يريد وما لا يريد؛ وتأتيه كالريح لو جهد جهده ما أمسك من مجراها ولا أرسل، ولكن في الرجل شيئا ينقذ المرأة منه وإن هلك بحبها وإن هدمت عيناها من حافاته وجوانبه فيه الرجولة إذا كان شهما، وفيه الضمير إذا كان شريفا، وفيه الدم إذا كان كريما، فوالذي نفسي بيده لا تعوذ المرأة بشيء من ذلك ساعة تجن عواطفه وينفر طائر حلمه من صدره إلا عاذت والله بمعاذ يحميها ويعصمها ويمد على طهارتها جناح ملك من الملائكة.
الرجولة والضمير والدم الكريم: ثلاثة إذا اجتمعن في عاشق هلك بثلاث: بتسليط الحبيبة عليه وهو الهلاك الأصغر؛ ثم فتنته بها فتنة لا تهدأ وهو الهلاك الأوسط؛ ثم إنقاذها منه وهو الهلاك الأكبر ... ألا إن شرف الهلاك خير من نذالة الحياة.
الرسالة التاسعة
القلب الكريم المتألم
إن رسائلي إليك أيها العزيز لتنتزع مني دواعي هذا الصدر المحزون
1
Неизвестная страница