Рассылка ахзан: Философия красоты и любви
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب
Жанры
13
أو شرارة النار، وفي كل امرأة جميلة واحدة من هذين، ولكن الشأن في تحرك القلب حتى يدني مصباحه لتعلق به الشعلة فيتقد وما يحركه لذلك إلا القدر، وما أحكم الناس؛ إذ يقولون في بعض حوادث الحريق أنها «وقعت قضاء وقدرا» فكل حريق القلوب لا يقع إلا هكذا ...
ومتى قدحت الجميلة على قلب رجل أضاءته فيضيئها نوره بأمان من الحسن لا يراها ولا يدركها، ولا يصدق بها إلا صاحب هذا القلب، فلو أن الشمس دامت تصب أشعتها على طلعة هذه المرأة ألف سنة تحياها جميلة شابة لا تضعف ولا ترق سنها
14
لما كشفت لأعين الناس شيئا من تلك المعاني السحرية التي يكشفها ضوء قلب عاشقها لعينيه؛ وما ضوء قلبه إلا منها فلن تكون فيه إلا ما أحبت أن تكون فيه.
بيد أن مصائب المحبين إنما تأتي من انقلاب المصباح فيستطير حريقا لا ضوءا، وترى النار تعتلج في القلب وذؤابتها تتلوى في الرأس ويصبح العاشق مرنحا،
15
بما اعتراه من الوهن والضعف كأنه في جملته وفيما لبسه من الهم والسواد ما تراه من بقية بيت محروق. •••
رأيتها مرة في مرآتها وكانت قد وقفت إليها تسوي خصلة من شعرها الأسود الفاحم المتدلي عناقيد عناقيد، ولم يكن بها ذلك كما علمت بعد؛ وإنما أرادت أن تطيل نظرها في من حيث لا أستطيع أن أقول إنها هي التي تنظر؛ فإن ذلك الذي ينظر كان خيالها ... فلما انتصبت إلى المرآة خيل إلي أني أرى ملكا من الملائكة قد تمثل في هيئتها وأقبل يمشي في سحابة قائمة من الضوء؛ أو أن يد الله في لمح النظرة قد رسمت هذا الجمال على تلك الصحيفة يتموج في ألوانه الزاهية؛ أو هي قد أرادت أن تبعث إلي بكتاب يحتويها كلها، ولا يكون في يدي منه شيء فأرتني مرآتها.
ألا فاعلم أن هذه التي في المرأة، وهذه التي أمام المرأة، وهذه التي هي في قلبي؛ ثلاثة في واحدة، لو هممت أن أضع يدي عليها فرت من يدي لتختبئ في مرآتها، وتفر من المرآة لتختبئ في قلبي، فكأنما كنت أعشق مخلوقة من مخلوقات الأحلام لا تدرك بجميع أجزائها، وإذا أدركت بقيت وهما لا تناله يد، وهي كالملائكة قادرة على التشكل إلا أنها تتشكل في الذهن فبينا تراها شخصا جميلا إذا هي فكرة جميلة تتعطف عليها حواشي النفس، وبذلك تستطيع أن تشعرني أنها في، وإن كان بيننا من الهجر بعد المشرقين؛ وأن تنزل بالسلام على قلبي وإن كانت هي نفسها الحرب؛ وأن تجعلني أحبها وإن كان بغضها يأكل من جوانحي.
Неизвестная страница