140

Расаил

Жанры

============================================================

وستل ابن سعن الولادة الأولى التى هي الجسمانية متقدمة بالطبع في ماهية الإنسانية، والروحانية متأحرة عنها في ذاته، وأن النوع الإنساني محمول على الولادة الجسمانية بالنظر إلى ترتيب العالم من حيث الجزيعات، فإنه ما يكون عاقلا إلا بعد ما يكون حيا، ولا يكون انسائا إلا بعد كونه حيوائا، وان النفس التاطقة محمولة على النفس الحيوانية، وإن الولادة الأولى قد صحت لها وفرغ منها، وإن الجنة لا تنال إلا بإدراك الروحاني، ولا توحد إلا في عاله، وإن السعادة والكمال والدوام لا تكون إلا في معرفة الله والقرب منه، وإنه لا يعرف إلا بالجوهر الروحاني المفارق للمادة.

فبههم بعد وجود الولادة الأولى على الولادة الثانية، وحضهم على الانقصال من الأولى، وأعلمهم أن الجنة في الولادة الثانية، وأن الكمال هناك فكان ذكره للولادتين تتبيها على الثانية التي ها سعادتهم، وذكر الأولى لكونها موجودة عندهم، ولا يعرفون الا اياها، وعرفهم لنهم ان وقفوا معها لا يدحلون الجنة التى هي في الولادة الثانيق ونبههم على صفاتهم الأولى ومبدئهم الأول، فاعلم ذلك، ولا تتوهم إن لفظه يقتضى تخصيص الاثتين، وإنا أراد به تخصيص الثانية الغابة عندهم فاعلم ذلك وقد توحذ من الأساء المشتركة، وتطلق الولادة بتشكيك وتصرفها باستعارة الألفاظ الى الولادة الواحدة الروحانية التى فيها سعادة الإنسان، وكماله وفي آبوته من حيث الافادة، وتبعل الولادتين من أجزاء ماهية النسبة الواحدة، والعالم الواحد المفارق، وتجعل الولادة من حيث تولد الشىء عن الشىء من جهة السبب والمسبب؛ لأن الإنسان في التوجه إلى الكمال يحاج الى عمل جسماني وبحث روحاني، وهو سبب الاثنين، وهما متولدان عنه وصادران مته واليه يكون الوصول هاه فكانت معرفته بناته ووصوله اليها تيجة عن المقدمتين اللتين هما العلم والعمل؛ فمن حيث هو نتيجة سعي مولوذا اذ المولود نتيجة الأبوين في الظاهر، وهما سببان له ومقدمتان.

فلسا كان تجريد الإنسان وادراك حقيقته نتيجة عن العلم والعمل، كان العلم والعمل شبه الأبوين، وكان هو شبه الابن الذى هو نتيجة عن المقدمتين، وفى معرفته لناته وادراكه لها كانت جته وكماله، فقال: (لن يدخل الجنة من لم يولد الولادتين).

مناه: من لم تظهر ماهيته وتحصل له حقيقته بالسبيين: العلم والعمل، اذ هما شرط في حروج الإنسانية من القوة إلى الفعل، وخروجها من القوة الى الفعل هو الجنة، وهو الكمال، وقد يكون أراد به ادراك حقيقة المبدع الأول، والتجوهر به والاستيلاء على حاصيتى الافادة والاستفادة، وتكون الولادتان في ماهيته الواحدة ماهيته فان المولود هو

Страница 140