277

Расаил

رسائل ابن حزم الأندلسي

Исследователь

إحسان عباس

Издатель

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

لا زلت أو آخذ نصيبي منك، قالت العجوز: فقضى وطره وأستغفر الله. وإن للشعراء من لطف التعريض عن الكتابة لعجبًا؛ ومن بعض ذلك قولي حيث أقول: [من الطويل] . أتاني وماء المزن في الجو يسفك ... كمحض لجين إذ يمد ويسبك هلال الدياجي انحط من جو أفقه ... فقل في محب نال ما ليس يدرك وكان الذي إن كنت لي عنه سائلا ... فمالي جواب غير أني أضحك لفرط سروري خلتني عنه نائمًا ... فيا عجبا من موقن يتشكك وأقول أيضًا قطعة منها: [من البسيط] . أتيتني وهلال الجو مطلع ... قبيل قرع النصارى للنواقيس كحاجب الشيخ عم الشيب أكثره ... واخمص الرجل في لطف وتقويس ولاح في الأفق قوس الله مكتسيًا ... (١) من كل لون كأذناب الطواويس وإن فيما يبدو إلينا من تعادي المتواصلين في غير ذات الله تعالى بعد الألفة، وتدابرهم بعد الوصال، وتقاطعهم بعد المودة، وتباغضهم بعد المحبة، واستحكام الضغائن، وتأكد (٢) السخائم في صدورهم، لكاشفًا ناهيًا لو صادف عقولًا سليمة، وآراء نافذة وعزائم صحيحة. فكيف بما أعد الله لمن عصاه من النكال الشديد يوم الحساب وفي دار الجزاء، ومن الكشف على رؤوس الخلائق ﴿يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد﴾ (الحج: ٢) جعلنا الله ممن يفوز

(١) اعتقد أن التعريض في هذه القطعة قد ضاع مع أبيات سقطت منها. (٢) برشيه: وتحكم.

1 / 282