تصدير
- ١ -
منذ أن أصدر المستشرق بتروف طبعة من كتاب طوق الحمامة (١٩١٤) اعتمادًا على النسخة الوحيدة منها المحفوظة في ليدن بهولندة، توالت الأيدي على طبع هذه الرسالة في الشرق وعلى ترجمتها في الغرب؛ ولابد أن تكون لهذه الرسالة أهمية خاصة حتى تنال كل ما نالته من عناية حتى اليوم.
وقد كانت معظم الطبعات التي صدرت في المشرق العربي عالة على طبعة بتروف، وهي طبعة أمينة للأصل المخطوط؛ ولكن هناك مواطن كثيرة فيها يعسر فهمها، واكبر الظن ان ذلك يعود إلى تصحيف أو تحريف في القراءة. وكنت أعجب دائمًا كيف صدرت تلك الترجمات لطوق الحمامة من قبل أن يستقيم فيها النص ويصبح مفهومًا دون حاجة إلى تأول متعسف. وقد كان أجرًا من حاول الخروج عن قراءة بتروف هو ليون برشيه، الذي طوق الحمامة مع ترجمة فرنسية (الجزائر ١٩٤٩)، ولكن برشه، رغم التوفيق الذي واكبه في بعض القراءات، أسرف أحيانًا في البعد عن الأصل المخطوط، طلبًا لصحة المعنى واستقامته.
ولست أدعي أنني أقدم اليوم نصًا بارئًا من كل خطأ، ولكني في
1 / 19