130

Эпистолы братьев чистоты и друзей верности

رسائل اخوان الصفاء و خلان الوفاء

Жанры

واعلم يا أخي بأنه إذا حكم بالقول على موصوف بصفة سميت تلك الصفة قضية ثنائية مثل قولك : زيد كاتب ؛ لأنه يجوز أن يكون كاتبا وغير كاتب، فإذا قطعت على أحد الخبرين كان قولا جازما وقضية جازمة، وإذا قرن بهذه القضية أحد الأزمان الثلاثة سميت قضية ثلاثية مثل قولك: زيد كتب أمس أو يكتب غدا أو هو كاتب اليوم، وإن زدت على إحدى القضايا الثلاثية أحد العناصر الثلاثة الذي هو من الممكن والممتنع والواجب سميت رباعية مثل قولك: يمكن أن يكون هذا الصبي يوما ما رجلا جلدا وممتنع أن يحمل يوما ما ألف رطل، وواجب أن يموت يوما ما.

واعلم بأن السلب والإيجاب نوعان كلية وجزئية، فالكلية الموجبة مثل قولك: كل نار حارة، وسالبتها ليس شيء من النيران حارة، فإذا تقابلتا سميتا أضدادا كبرى، والموجبة الجزئية مثل قولك: بعض الناس كاتب، وسالبتها ليس واحد من الناس بكاتب، وإذا تقابلتا سميتا أضدادا صغرى، وإذا تقابلت قضيتان موجبتان أوسالبتان سميتا متتاليتين مثل قولك: بعض الناس حيوان، بل كل الناس حيوان، وإن بعض الناس لا يطير، بل كل الناس لا يطيرون، والقضيتان المتلائمتان هما اللتان تتفقان في المعنى وتختلفان في اللفظ، مثال ذلك كل نار حارة، وليست شيء من النيران باردة، وبعض الناس كاتب ليس بعض الناس أميا.

واعلم أن الصفة تسمى محمولا، والموصوف يسمى موضوعا لحمله، فإذا كثرت الموصوفات والصفة واحدة؛ فالقضايا تكون كثيرة مثل قولك: زيد كاتب وخالد كاتب وعمرو كاتب، وإذا كثرت الصفات والموصوف واحد، فالقضايا كثيرة مثل قولك: زيد كاتب وحداد ونجار، فإذا كثرت الصفات في اللفظ والمعنى واحد؛ فالقضية واحدة مثل قولك: زيد فهم فقيه عالم.

واعلم أن القضايا تختلف تارة بالسلب والإيجاب، وتارة بالكل والجزء، والاختلاف بالسلب والإيجاب يسمى كيفية وبالكلية والجزئية يسمى كمية، فإذا اختلفت القضايا بالكيفية والكمية سميتا متناقضتين، وإذا اختلفت بالكيفية سميتا متضادتين، والمتناقضان أشد عنادا من المتضادين، والمتضادان مثل قولك كل إنسان كاتب، كل إنسان ليس بكاتب، والمتناقضان مثل قولك: كل إنسان كاتب ليس كل من الناس بكاتب.

واعلم بأن الواجب في الكون أقدم في الطبع من الممكن، والممكن أقدم من الممتنع؛ لأنه لو لم يكن الواجب في الكون لما عرف الممكن، ولو لم يكن الممكن لما عرف الممتنع.

واعلم أيها الأخ، أيدك الله وإيانا بروح منه، بأن كل قضية كلية أو جزئية، موجبة كانت أو سالبة، فهي مركبة من حدين، يسمى أحدهما الموضوع والآخر المحمول، مثال ذلك قولك: النار حارة، فالنار هي الموضوعة، والحرارة هي المحمولة.

واعلم بأنه ربما جعل الموضوع محمولا، والمحمول موضوعا، مثال ذلك إذا قيل: النار حارة ثم قيل: الحارة نار ويسمى هذا عكس القضية.

واعلم بأنه ربما تكون القضية قبل العكس صادقة وبعده كاذبة مثل قولك: كل حيوان إنسان، وكل إنسان حيوان، وربما تكون صادقة قبل العكس وبعده مثل قولك: كل إنسان ضحاك، وكل ضحاك إنسان، وربما تكون كاذبة في الحالتين جميعا مثل قولك: كل إنسان طائر وكل طائر إنسان.

(هذه آخر رسالة بارامانياس وتليها رسالة أنولوطيقا الأولى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.)

الرسالة الثالثة عشرة في معنى أنولوطيقا

Неизвестная страница