أعتقد أيضا أنه سيكون من الأفضل عندما تحضر ماريون أن أقابلها في وسط المدينة، إذا تمكنت من أخذ إجازة في فترة ما بعد الظهيرة؛ فأنا لا أرغب تحديدا في حضورها هنا. لا أعلم كيف يتعاملون مع حضور أقارب الخادمات. بالطبع إذا كانت ترغب ذلك فلا بأس. لكني لا يمكنني أن أعلم دائما كيف سيكون رد فعل السيدة جانيت، هذا ما في الأمر، وأنا أحاول أن أهون على نفسي هنا من دون أن أجعل السيدة جانيت تأخذ علي أي مأخذ. لكنها رغم ذلك امرأة طيبة.
في غضون أسبوع سنسافر إلى خليج جورجيا، وبالطبع أنا أتطلع لذلك؛ إذ سيتسنى لي أن أذهب للسباحة كل يوم، هذا ما قالته (السيدة جانيت) و...»
كانت غرفتها حارة للغاية. وضعت الرسالة غير المكتملة أسفل النشافة فوق المنضدة. ثمة صوت مذياع كان ينبعث من حجرة مارجريت. اتجهت عبر الردهة نحو باب حجرة مارجريت، آملة أن تجده مفتوحا. لم تكن مارجريت قد أتمت الرابعة عشرة من عمرها بعد، لكن الاختلاف في السن كان يعوض عن اختلافات أخرى، ولم يكن من السيئ جدا التواجد مع مارجريت.
كان الباب مفتوحا، وعلى الفراش كانت فساتين مارجريت الصيفية والتنانير التحتانية مفروشة. لم تكن ألفا تعرف أن لديها كل هذا الكم من الفساتين.
قالت مارجريت: «أنا لا أحزم حقيبتي فعلا. أعلم أن هذا جنوني، أنا أرى فقط ما لدي. آمل أن تكون حاجياتي على ما يرام. آمل ألا تكون مفرطة ال ...»
لامست ألفا الملابس المفروشة فوق الفراش، شاعرة بسرور عظيم بهذه الألوان الرقيقة، وبالصدارات الصغيرة الناعمة، فخمة التصميم والتشطيب، والتنانير التحتانية بشبكاتها المموجة والرائعة؛ كانت هذه الملابس تحمل براءة صناعية غاية في الجمال. لم تكن ألفا تحسدها، لا، فهذا أمر بعيد كل البعد عنها؛ إن ذلك جزء من عالم مارجريت، ذلك النمط الصارم للمدارس الداخلية (السترات القصيرة والجوارب السوداء الطويلة)، والهوكي، والكورس، والإبحار في الصيف، والحفلات، والفتيان الذين يرتدون السترات الرياضية ...
سألتها ألفا: «أين سترتدينهم؟» «في فندق «أوجيبواي»، إنهم يقيمون حفلات راقصة في نهاية كل أسبوع، الجميع يرتادون يخوتهم. ليل الجمعة للأولاد وليل السبت للآباء وغيرهم من الناس.» ثم أضافت في شيء من خيبة الأمل: «هذا هو الذي سوف أقصده، إذا لم أكن فاشلة اجتماعيا. إن ابنتي عائلة ديفيس ستقصدانه.»
قالت ألفا مشجعة: «لا تقلقي، ستبلين حسنا.»
قالت مارجريت: «لا أحب الرقص حقيقة، لا أحبه قدر حبي للإبحار مثلا. لكن المرء يضطر للرقص.»
قالت ألفا: «ستحبينه.» إذن ستكون هناك حفلات رقص، سيرتادون اليخوت، وستراهم يغادرون المنزل وتسمعهم حين يعودون له. وكل هذه الأمور، التي كان ينبغي لها أن تتوقعها ...
Неизвестная страница