يكون جَمِيعًا أصلين لَيْسَ أَحدهمَا مقلوبا عَن صَاحبه فَهُوَ الْقيَاس الَّذِي لَا يجوز غَيره وان لم يكن ذَلِك حكمت بِأَن أَحدهمَا مقلوب عَن صَاحبه ثمَّ أريت أَيهمَا الأَصْل وَأيهمَا الْفَرْع ... فَمَا تركيباه أصلان لَا قلب فيهمَا قَوْلهم جذب وجبذ لَيْسَ أَحدهمَا مقلوبا عَن صَاحبه وَذَلِكَ أَنَّهُمَا جَمِيعًا يتصرفان تَصرفا وَاحِدًا ... فان جعلت مَعَ هَذَا أَحدهمَا أصلا لصَاحبه فسد ذَلِك لِأَنَّك لم فعلته لم يكن أَحدهمَا أسعد بِهَذِهِ الْحَال من الآخر فَإِذا وقفت الْحَال بَينهمَا وَلم يُؤثر بالمزية أَحدهمَا وَجب أَن يتوازيا وَأَن يمثلا بصفحتيهما مَعًا وَكَذَلِكَ مَا هَذِه سَبيله
فان قصر أَحدهمَا عَن تصرف صَاحبه وَلم يُسَاوِيه فِيهِ كَانَ أوسعهما تَصرفا أصلا لصَاحبه وَذَلِكَ كَقَوْلِهِم أَنى الشَّيْء يأنى وَأَن يئين فان مقلوب عَن أَنى
وَالدَّلِيل على ذَلِك وجودل مصدر أَنى يأني وَهُوَ الأنى وَلَا تَجِد لآن مصدرا ...
وَمثل ذَلِك فِي الْقلب قَوْلهم أَيِست من كَذَا فَهُوَ مقلوب يئست لأمرين ذكر أَبُو عَليّ أَحدهمَا وَهُوَ مَا ذهب إِلَيْهِ من أَن أَيِست لَا مصدر لَهُ وَإِنَّمَا الْمصدر ل يئست وَهُوَ الْيَأْس واليأسة
مناقشته
يعْتَبر رَأْي اللغويين مجانبا للصَّوَاب حَيْثُ حكمُوا على مَا ورد بعض حُرُوفه مقدما على بعض بِأَنَّهُ من قبيل الْقلب وَذَلِكَ لِأَن بعض
1 / 44