فحملت أمي عصا غليظة تستخدم لقتل الضباع ودخلت بها إلى تيري، التي لم تبرح مكانها خلف قطية أبى تغني وسط المتسلقات والنجيل، ولكن لدهشة أمي لم تجدها وقررت البحث عنها في الكوخ، سمعت ضحكتها الخبيثة مرة أخرى من خلف الكوخ، وعندما عادت إليها هنالك لم تجدها أيضا، وهكذا، أخذت أمي تجري ما بين الكوخ والحمام، هاجت وماجت وأخذت تضرب بقتالة الضباع كل شيء يقع في عينها؛ السياج، الكوخ، الأشجار، الآنية، حتى حطمت جرار الماء غالية الثمن، وكلما هدأت سمعت ضحكة تيري مرة أخرى من مكان قريب بل وكأنها خلفها، فتثور.
إلى أن جاء جارنا تيتي وأخذها بالقوة إلى داخل كوخها وحبسها هنالك إلى أن حضر أبي، أخبر بالقصة كلها، لم يفعل شيئا، دخل كوخه ووجد تيري نائمة في هدوء تام، نام قربها ولم يسمع لهما صوت، وكان عليه أن يفعل غير ذلك، عندما هدأت والدتي أعلنت بصوت جهوري أنها سوف تذهب إلى بيت والدها ولن تعود مرة أخرى وليأكل أنزيرا وتيري التراب. وسمعت تيري وسمع أنزيرا قول أمي وظلا ساكنين. قالت أمي إنها لن تحمل نيرو وودي معها، وليموتا بالجوع هنا في هذا البيت المشئوم.
وسمعت تيري، وسمع أنزيرا أبي، وظلا ساكنين بالكوخ. قالت أمي إن أباها لن يعيد لأبي مهرها.
وسمعت تيري، وسمع أبي، وظلا. قالت أمي إنها قبل أن تذهب إلى بيت أبيها ستشعل الكوخ واللذين هما بداخله الآن نارا ...
وسمعت تيري، وسمع أبي، وبعد لحظات خرجا، خرجا من الكوخ دون أن يقولا شيئا.
من فناء الدار، خرجا من القرية، خرجا للأبد، إلى الآن لا ندري أين ذهبت تيري بوالدنا؛ لأن تيري روح من الجن، عادت إلى وادي الأرواح الشريرة حيث جاءت.
كلوا بابو.
المرتدون للأمام والمتقدمون للخلف.
بدأ الصراع فعليا بين جين والدغليين في اللحظة التي تخلى فيها عن كل ممتلكاته للقرويين، بدأ من ملابسه، مرورا بآنية المطبخ، انتهاء بالجيب، الذي أهدى إلى الكواكيرو، بدأ الصراع عندما عاد الجين إلى بيتهم عراة يلتفون بالجلود التي أعطاها إياهم الكواكيرو، بدأ الصراع عندما ترك الجين بيتهم وأقاموا بالكهف جنوب البحيرة، بدأ الصراع عندما مشوا عراة كما لو أنهم نزلوا لتوهم من السماء، بدأ الصراع عندما تأكد للقرويين أن الجين هم رسل تخلف وليسوا رسل حضارة.
ميلاد سنيلا أولا.
Неизвестная страница