أولا: ركب الكواكيرو في المقعد الأمامي شمال مقعد القيادة، وقامت فلوباندو بربط حزام الأمان حوله، ترتدي إسكرت قصيرا من الجينز، وصدرها كبقية الفتيات عار إلا من تميمة الحظ السعيد، كان الجميع في حالة من البهجة والغناء، ركب أبريا
gap ، ركب «بندي مندو» المحارب ذو الكلمة القوية المسموعة، ركب «شني» الشيخ الطيب الذي بحكمته تفادت القبيلة حربا كانت لا محالة واقعة بين «لالا» و«الكا»، ركبت هاشي ما، وهي أكبر النساء عمرا في مجلس القرية، الذي يتضمن خمس نساء وعشرة رجال، وهكذا تكون وفد القرية، الذي كان في الماضي يضم المرحوم «مزاكي» رامي القوس، الذي استطاع وحده قبل أربعين عاما في الحرب القصيرة - حرب التهجير - التي دارت بين سكان الدغل الأوسط والشمالي من جهة، وحكومة الدغل الشرقي؛ استطاع مزاكي أن يبيد بسهامه المسمومة جماعة من الجيش النظامي المسلح بأحدث الرشاشات، واستطاع أن ينجو بنفسه من الموت؛ لأن العسكر ما كانوا يعرفون من أي الاتجاهات تأتيهم السهام السامة؛ لأنها كانت تسقط من السماء مباشرة عليهم بشكل عمودي، ما أدخل الرعب في أنفسهم وشل تنظيمهم، خاصة بعد أن ثقب سهم جمجمة الملازم «مزاكي» المرحوم، هو الآخر كان أسطورة تغنت بها السيدة الجميلة «كريبا»:
من يستطيع أن يتجنب الصاعقة
بإمكانه أن يتجنب
سهام مزاكي
لأن مزاكي يرسلها للرب
ويقوم الرب بتصويبها على الأعداء
مات مزاكي قبل عامين، رفسه حمار فأسقط قلبه.
عندما ربطت أحزمة أمان الجميع، أدار مستر جين المحرك، حينها صاح الأعضاء العظام بصوت واحد: شوونا بانا ...
وعلا صوت النقارة، ثارت الأغبرة من تحت أرجل الراقصين، طارت الأطيار من الأشجار المجاورة، هربت الكلاب بعيدا، بعيدا، والأطفال اقتربوا أكثر وأكثر، وبعد أن دارت العربة دورتين حول شجرة حبحب ضخمة راقدة بين شجيرات الإيفوربيا، والسلعلع، والنجيل المتوحش، توقفت، كانت مسز جين تلوح إليه من بعيد أن ينتظر، كانت هي الأخرى جميلة في هذا اليوم ونشطة، وعندما قربت نزل مستر جين من العربة، مشى نحوها، كان الدغليون ينظرون إليهما مندهشين، ماذا يريد أن يفعل البونا، ولكن عندما قبلت مستر جين خفض الجميع رءوسهم للأرض. •••
Неизвестная страница