Раджул и Мара
الرجل والمرأة في التراث الشعبي
Жанры
والملفت أن مكتشفي القرن 17 للعالم خارج الغرب مثل الرحالة كابتن كوك وغيره قد تحرجوا في المطابقة بين التابو وبين المقدس؛ وذلك لملاحظتهم أن النظام الذي يحدده التابو يتصل بمعاملات وممارسات الرجل ابتداء من الجنس حتى عادات الولادة وتربية الأطفال، وعادات الطعام، كأن لا يسمح لشخصين بالأكل معا على مائدة واحدة، وكذلك لا يسمح للمرأة مشاركة الرجل طعامه بنفس ما كان يحدث داخل مجتمعاتنا إلى أيامنا هذه.
والملفت هنا أن تحريم أكل المرأة مع الرجل عندنا يجيء على اعتبار أن المرأة - هنا من بلداننا - ما هي - بدورها - إلا حريم أو حرام أو محرمة، وهو ما يطلق على طريقة أخذ الوش والبكارة في ليلة الدخلة، وما يصاحبها من أغاني وممارسات، وسيرد العديد من أنماطها.
فعدم مشاركة المرأة للرجل الطعام بل والكثير من الأفعال مرجعه - كما سبق أن أوضحنا - أنها مدانة، وأقل منزلة منه، كما يتبدى في أساطير الخلق والخطيئة والسقوط العربية والسامية، أما بالنسبة لتلك المجتمعات البولدانزية، فالتابو يتبدى كمؤسسات راسخة، فزارتهم عشرات البعثات المتعاقبة لدراسة أنشطة حياتهم وشعائرهم الدينية التي يقيمها ويتحكم فيها التابو، فحتى المعاملات اليومية من تجارة واستثمار وعمل أخضعت لنظام التابوات المتوارثة السائدة.
وما إن تجمعت المواد الميدانية أو الخام التي جمعها الرحالة والمبشرون في القرن الثامن عشر لدى الدارسين الأوروبيين حول ظاهرة أو النسق البنائي للتابو في تسانده الوظيفي، وعلاقاته المتبادلة مع بقية الأنساق مثل البناء الاقتصادي والسياسي والقرابي حتى نشطت حركة دراسات ملفتة حول هذا النسق داخل مختلف المجتمعات خاصة مجتمعاتنا العربية، سواء في غرب آسيا أو الشمال الأفريقي، أو بالنسبة للغات السامية وأخصبها المعاصرة العربية - والعبرية - أو على مستوى الممارسات والنظم الاجتماعية والسياسية، ودورهما في حماية الملكية والميراث والتوريث ... إلخ.
فعن طريق الاستطراد في دراسة مختلف الأنشطة والممارسات والتصورات التي يحكم ناصيتها التابو داخل هذه المجتمعات أمكن التوصل إلى أن الكثير من مختلف العادات والممارسات التي ما تزال تواصل سيطرتها على مختلف أنشطة الذهن والمخيلة البدائية عند مختلف القبائل والشعوب - خاصة في عالمنا العربي - مثل طرق القسم - أو الحلفان - سواء بالآلهة أو الموتى أو الأشياء والأماكن المقدسة، ومنها أجزاء الجسم البشري مثل: الشعر، والعينين، والفرج، والنصوص مثل: الدعاء والتوسل بحلول الكوارث والمصائب بالآخرين والأعداء، ثم عكسه أو نقيضه الذي يهب الرزق والبركة، وهو ما كان يحدث بكثرة مفرطة، وعلى مستوى مختلف مؤسساتنا في حروبنا الأخيرة مع - الأعداء - مثل: الفرنسيين، والإنجليز، بل واليهود في أيامنا هذه.
بل إن دراسة طرق وقنوات التابو كشفت عن أن الكثير من نفايا الممارسات السحرية التي ما تزال تواصل سريانها خاصة خلال انتقالات أو احتفالات الدورة الثلاثينية الرئيسية للميلاد والزواج والموت، مثل: الشبشبة، والكلمات السحرية، وحرق وإحراق وإفساد تماثيل العوازل والأعداء الورقية والطينية، والمصنوعة من العجين ... هكذا.
بل إن متنوعات التابو شملت كيفية التعامل مع المواسم المختلفة والشهور وأيام الأسبوع السبعة، وما يصاحب بعضها من مصنوعات السبت عند اليهود، والأحد عند المسيحيين، والجمعة عند المسلمين. الذي به ساعة نحس، أو هي تابو بدورها.
فيلاحظ أنه على الرغم من أن الالتفات للتابو لم يعرف فيما قبل العصر الفيكتوري بالنسبة للمجتمعات الأوروبية إلا أن الالتفات إليه واصل سريانه داخلها حتى فيما بعد الثورة الصناعية، فكثرت التساؤلات حول ما يتصل بتابوات الطهارة والنجاسة والجهات والجنس، وما يتصل بالأكل والطهي، وإباحة أطعمة لحوم وبقول وأسماك وخضروات بعينها، والإقلاع عن أخرى، وكذا ما يتصل بالدم ورءوس الحيوانات والطيور واللبن، والنصوص المتواترة بالحفظ والأنيمزم.
بل هو أيضا تحكم في مخيلة الطبقات الشعبية الأوروبية، ويمكن القول بأن العصر الفيكتوري كان واقعا بدوره تحت تأثير الذهن التابو ... فكانوا ينظرون للمريض على أنه جريمة أو خطيئة، وقالوا بأن «المريض مكانه السجن.» •••
وبالنسبة للمرأة يشمل تابو مجرد النظر لها كمحرم - أو عورة - عند مجمل الشعوب الشرقية، إلى حد رفض «الأنثى» في مطلقها العام كنوعية، وهو ما عبر عنه في الأخوة كرامازوف بطل ديستوفسكي، الأب الرافض «فيدور بافلوفنش» في حديثه التهكمي مع الراهب: «هل تعلم أن زيارات النساء في - دير - جبل أتوس ليست وحدها ممنوعة؟ وإنما يمنع هناك أيضا وجود الإناث من أي نوع من أنواع الحيوان، فلا دجاجة ولا أوزة، ولا أية عجلة صغيرة يمكن أن يحتمل وجودها هناك.»
Неизвестная страница