Раджул и Мара
الرجل والمرأة في التراث الشعبي
Жанры
فكان أن حدث أكثر من لقاء - طوطمي - بين الهدهدين، أقرب إلى التلصص، فسأل هدهد بلقيس هدهد سليمان - أو طموطمه - حين لاقاه: أخبرني ما هذا الذي أرى؟! ما رأيت ملكا أعجب من هذا الراكب الريح. وعاد هدهد سليمان فسأل نظيره اليمني حين أخبره من أرض سبأ عن ملكهم؟ فأجابه: ملكتنا امرأة لم يسر الناس مثلها في حسنها وفضلها وكثرة جنودها، والخير الذي أعطته في بلدها، وهي من ولد جمير، وأمها من الجن، وقومها يسجدون للشمس.
وبعد أن انتهى هدهد سليمان من تجسسه، عاد إلى سليمان بالخبر المعروف و
أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين .
وينسب للشاعر الجاهلي الأسطوري الكبير أمية بن أبي الصلت أن الهدهد كان سبب انقضاء ملك بلقيس في أشعاره الأسطورية أو أساطيره الشعرية، التي تتناول مواضيع خلق العالم، والجنة والنار، وخطيئة آدم، والطوفان، وخرافات ذي القرنين، وبلقيس (انظر: يعرب أبو العرب أمية بن أبي الصلت).
من قبله بلقيس كانت عمتي
حتى تقضى ملكها بالهدهد
ولا تنتهي مأثورات الهدهد الخرافية، ومنها حين امتحنته بلقيس، فأرسلت إليه بمائة وصيف ومائة وصيفة، ولدوا في شهر واحد في ليلة واحدة، ليفرق بينهم، محملين - طبعا - بالجواهر والخير والهدايا.
ثم كيف جاراها سليمان في أحبولاته ومحاذيره، فبعث بعفريته الذي أتى له بعرشها، وكان ذهبا صامتا، مرصعا بالدر والياقوت، عشرين في عشرين ذراعا، وتاجها كالعنقل، معلق إلى رهو المجلس بالسلاسل، ثم حين التقيا وراحت بلقيس تقول له الحذور أو الألغاز ليحلها، مثلما سألته: «أخبرني عن ماء لا هو في الأرض ولا هو في السماء.» فأجابها سليمان بأن ركب فرسه وأجراها طويلا، وحين عرقت شرب من عرقها وارتوى. وهو شائع جدا في التراث الشفاهي العربي، كما أن التراث الشفاهي ما يزال يحفظ لسليمان أنه أول من جاء بالمادة أو العجينة التي تزيل شعر النساء، وذلك عندما رأى أن جسد ملكة سبأ اليمنية بلقيس أحسن جسد، إلا أنه مغطى بالشعر، فلقد
3
اعتقد سليمان بأن بلقيس ما هي إلا العفريتة ليليت - انظر الليليت - وحواء الأولى، المنحدرة إلى البابليين من سابقيهم السومريين - اللاساميين - ووردت في التراث السومري للمرة الأولى في أحد نصوص ملحمة جلجاميش «جلجاميش وانكيدو والشجرة الصفراء»، والتي كان سكناها الخرائب والأماكن المهجورة، سواء في نصوصها الأم عند السومريين والبابليين، أو ذلك التراث المتواتر المعاش اليوم على رقعة بلداننا العربية.
Неизвестная страница