Человек, которого нельзя переместить
الرجل الذي لا يمكن تحريكه
Жанры
قبل 70 سنة من جلوسي قرب المشرد
مكان ما بالحدود الفرنسية الإسبانية
وفي ليلة مظلمة، لم يظهر شيء من كل تلك الأشياء المحيطة، ولم يسمع شيئا سوى صوت أرجل وهي تضغط على العشب جراء الركض، لم ير شيئا ولم يسمع شيئا حتى اقتربت تلك الفتاة العشرينية في صعوبة إلى باب الدير، وقبل أن تبلغه سقطت أرضا. ليس من السهل أن تسير لأميال بعد أن تفقد حصانك الذي أنهكه السفر، تمسكت بمسكة الباب الدائرية، كانت تتألم، ومن دون قدرة صرخت صرخة مدوية، كانت تلك الصرخة كفيلة بإيقاظ كل قاطني الدير، التفتت خلفها في ألم، تمسك بطنها المنتفخ، وبيدها الأخرى تتمسك بالمسكة الحديدية تمسكا. نظرت إلى الخلف، لا شيء هناك سوى الظلام، لكنه يمكن أن يحوي كل أشكال الخوف والألم بسواده ذلك، نفس أشكال الخوف التي واجهتها خلال رحلتها، وكالعادة لا يمكن أن تثق في ذلك السواد . تنقلت لثمانية أشهر تبحث عن هذا الدير، لقد فقدت كل شيء، وليس لها ملجأ سوى رجل يقطن بهذا الدير، رجل تلا العهود ليلة زفافها، وهو دليلها الوحيد على أنها زوجة اللورد، لن يصدقها أحد - خاصة وإن كانت تظهر أشبه بعاهرة ببطن منتفخ تسبب فيه أحد الجنود - ليس وهي على هذا الشكل، يجب أن تستعيد كل شيء، وهذا الرجل خلف سور الدير هو منقذها، إنه الشخص الوحيد الذي تذكرته، والسعادة تجعلك تتذكر كل شيء، هي تذكر أنها وقفت أمامه في سعادة يتلو عليها العهود، تذكر كلماته المقدسة: اشبكا أيديكما معا، وانظرا إلى قلبيكما، فبعد الآن لن يؤذيكما المطر، أنتما مأوى هذا الحب، بعد الآن لن تشعرا بالبرد فكلاكما لباس دافئ للآخر، بعد الآن لن تشعرا بالوحدة، فسيكون كل واحد منكما رفيقا للآخر، أنتما الآن جسدان، لكن بروح واحدة، وستجمعكما حياة واحدة، ولتكن حياتكما طويلة، أيامكما مديدة، وليبسط عليكما الرب بركته الأبدية.
أيها اللورد قبل زوجتك، أيتها السيدة قبلي زوجك.
علمت الفتاة أن الأب هو أصدق رجل قد رأته على الإطلاق، على الأقل هو الوحيد الذي آمن بحبها للورد، وأن ما جمعهما كان من أقدس قدسيات الحياة، كان يجب ألا تموت هذه الليلة، ليس بعد، ليس قبل أن تنجب هذه الفتاة بداخلها. ارتفعت في صعوبة تامة، تألمت بفعلها لذلك، ليس هناك فرصة أخرى، صرخت جراء الألم، نظرت إلى الأسفل، يخفي بطنها مستقبلا رائعا، ثم وبعد ألم شديد أمسكت قبضة الباب الدائرية بكلتا يديها، وبقوة قامت بدق الباب في سرعة، لم تود أن تتوقف فقد خافت فكرة أن تتوقف فتعجز عن دق الباب مرة أخرى، كان يجب ألا تتوقف عن دق الباب حتى يستيقظ الجميع، ودقت الباب عدة مرات، صرخت بكل ما أوتيت من قوة: آآآآآآآه (تألمت)، رجاء ...
التفتت وهي تقف في انحناء تستند على الباب متمسكة بتلك الحلقة الحديدية. - رجاء (بصوت يكاد يسمع)، أوف ... أوف ... أوف (أخرجت الكلمات بسرعة تنفسها الذي ساير الكلمات)، آآآآآآآه (صوت يكاد يسمع). نظرت مجددا إلى النوافذ، لا نور هناك، كانت قد فشلت في إيقاظ الجميع، وكان ألمها يمنعها من فعل أي شيء، تشجعت، وفكرت أنه يجب أن تنقذ الفتاة في بطنها، ثم بقوة دقت الباب مرات عديدة، وسقطت أرضا بعد ذلك، كانت تنظر إلى السماء، وقد رأت النجوم هناك، تخيلت وجه زوجها، ثم أغمضت عينيها جزئيا. أنار ضوء ما المكان عند وجهها، يخفي خلفه وجه رجل طاعن في السن، ولما أزاح الرجل مصباحه الزيتي، علمت الفتاة أنها أنقذت ابنتها. لم تخبره بشيء، لم تشرح له ماهيتها، لم تعد مهمة، لم يعد شيء مهما غير ابنتها، وقال الرجل في ذهول: ج... (قاطعته الفتاة تضع يدها على شفتيه تمسك كلامه.)
وقالت وهي تتنفس بسرعة: صوفي، سيكون اسمها صوفي (بصوت متقطع).
القسم الثاني
في مساء ذلك اليوم توفيت تلك العجوز، لم تأت الحافلة الثانية قط وتأخرت بالفعل، وفي طريق العودة كنت أجلس بالباص إلى جانب ابنتي حينما فكرت بذلك، كرهتني ابنتي بسبب ما فعلت، ولم يكن هناك من طريقة لأخبرها كم أنا متأسف، لكنني كنت حتما سأكذب بخصوص ذلك، وكنت أكره أن أفعل ذلك، فأنا لم أشعر بالأسف، ليس بشكل رئيسي، بل بالغبطة، الإحساس الوحيد الذي يتملكني في هذه الأثناء هو غضبي تجاه القدر، هزمني مرة أخرى، وأخذ مني إنسانا آخر، التفتت إلي ابنتي، وأخبرتها أن أمها بالصحراء وهي تشتاق إليها في آخر رسالة منها - كانت تسند رأسها تنظر عبر النافذة - لم تكلمني ابنتي حول الأمر، هي تشتاق إليها أيضا، وهي تفكر على الأرجح أن والدتها كانت ستنقذ تلك المربية العربية، أو على الأقل ستفعل ما بوسعها، تعتقد أنني لم أفعل ما يكفي، كنت مجرد حقير آخر، بل ربما أول حقير تلقاه بحياتها، حقير تتصل به في رباط أرغمت عليه يوم أطلت على هذا الوجود، وأنا متأكد أنها تفضل أن يكون لها والد غيري، فأنا حسبها من سيئ، وهي لا تذكر أنني أمضيت وقتا إلى جانبها، وهي محقة، حتى إنني لا أذكر ذلك، فقد كان يجب على أحدنا أن يحصل على مال لتغطية تكاليف حياتنا المترفة، لكنها أصغر من أن تعي ذلك، عدا أنني وفرت لها كل شيء وهي على الأقل لم تنكر ذلك، كانت تحب هذا المكان برغم حرارته العالية، وقد فهمت ذلك الحب، هي ولدت هنا وهي تشارك العرب حبهم لهذا الوطن، حب لا يمكن أن يشعر به أحد آخر، كانت تحن على العرب، وكانت تقدر تلك العجوز العربية، لدرجة أنها لم تتوقف عن البكاء عند وفاتها، حتى إنها ألحت على مرافقة العرب إلى المقبرة، وكان للعرب عادة تمنع سير النساء معهم إلى الدفن، وقد أجاز لها أحد شيوخ العرب أن ترافقهم من دون دخول المقبرة، لا أعتقد أنها ستبكي بذلك القدر يوم وفاتي، فلست سوى والد بيولوجي بالنسبة لها، وكنت أمقت حالتي هذه، لكنني فطرت على هذا، حتى إن والدتي أخبرتني أن جدي كان بمثل طباعي وأنني أشبهه لدرجة مخيفة. لم تصدق والدتي كيف تكرر حدوث ذلك، كيف يمكن أن أكون أنا ووالدها بوجه واحد وفكر واحد وبروح واحدة، جعلها ذلك تفقد رشدها وكانت تقول لوالدي أن جدي لم يمت قبل زمن وإنما هو يعيش بجسدي، وكانت تسألني دوما إن كنت أذكر الحروب النابليونية، كان ينعتها والدي بالمجنونة، كان يأخذني بعيدا وهو يقول: لا تعر والدتك اهتماما، إنها مريضة بعض الشيء (يحضنني). - بابا (أمسح دموعي)، لم والدتي مريضة؟ (أفعل ذلك وأنا أحمل رسمة لجدي.) - لا تقلق، ستكون بخير، إنها تشتاق إلى جدك. (يشير إلى الرسمة.)
لكنك أنت وحدك، أنت فريد من نوعك. (بإصبعه على جبيني.)
Неизвестная страница