Рагнарук: конец богов
راجناروك: نهاية الآلهة
Жанры
ازدادت كثافة الغيوم في السماء أكثر فأكثر. وحملت الرياح نحيب «الديسير» - وهي كائنات أنثوية مجنحة أجسامها مغطاة بالجلود - التي جثمت على الجروف الصخرية، تحدق وتصرخ. خرجت «نيدهوج»، الدودة الهائلة التي نخرت جذور شجرة «إجدراسيل» لتمتص دم الموتى وهم راقدون في الوحل المتجمد. ومن غابة الغليان «كيتلوود»؛ حيث يرقد «لوكي» مقيدا بين فوارات المياه التي ما زالت تنفث مياها ساخنة، تعالت أصوات الذئاب أكثر فأكثر؛ ذئاب في الغابة، ذئاب تخوض في الثلوج، ذئاب بأنياب دامية، ذئاب داخل العقل.
إنه «زمن الرياح»، «زمن الذئاب»، قبل انهيار العالم.
كان هذا هو زمنهم.
في «أسجارد» خبا لمعان الذهب، ولكن ما زال من الممكن تناول الخنزير البري السحري في الليل وبعثه من جديد من أجل الوليمة التالية. كانت جميع أجزاء «إجدراسيل» تهتز، فتساقطت أوراقها، وذبلت أغصانها، لكن بقيت الشجرة واقفة كما هي. نزل «أودين» إلى البئر الموجودة عند جذورها وتحدث مع رأس «ميمير» تحت المياه السوداء العكرة. لم يعلم أحد قط ما عرفه «أودين»، ولكنه عاد جامدا وباردا. انتظر الجميع. ولم يحركوا ساكنا، ولم يفكروا، ربما لم يستطيعوا أن يفكروا . استلقت «إدون» ملفوفة داخل جلد الذئاب الخاص بها. لقد ذبل تفاح الشباب وتغضن.
وتحت الجليد كانت الأرض تغلي. فجنوبا في «موسبلهايم» استعرت النيران الأزلية، وجابت مخلوقات نارية عديمة الملامح، ملتهبة ومشتعلة، كما كان حالها دوما. لكن الآن صارت صخورا ساخنة، وأمطارا من رماد حارق، وألسنة منتشرة من حمم لامعة، لونها ذهبي أحمر وتتقاذف من كل مكان، وتتحول إلى لون أسود باهت ضارب إلى الحمرة، تشق طريقها عبر قشرة الأرض الصلبة. ارتفعت القبب الحمراء أكثر وأكثر، وهي تغلي وتزبد، وتخرج غازات قاتلة، تسقط على الغابات وتحولها إلى حطب. أطلق على مكان تعذيب «لوكي» اسم غابة الغليان «كيتلوود» لأن الصخور التي تعذبه كانت داخل كهف بين فوارات مياه تغلي. والآن صارت هذه الفوارات تنفث المياه بشراسة، فتخرج الرماد، وبدأت الأرض نفسها تهتز مثل وحش يعاني من ألم بالغ، وانكسرت قيود «لوكي» المتحول. فوقف يضحك بين الدخان والبخار وزوبعة من الصخور المتطايرة، وتوجه جنوبا وهو يسير وسط الفوضى. ودخل مسرعا في الغابة المقدسة حيث كان «فنرير» الذئب مقيدا، وانفجرت التربة تحت خطواته وفتحت، وتلوت الأشجار وسقطت، أما الحبل السحري «جليبنير»، المصنوع من آثار أقدام القطط ولحى النساء وأنفاس الأسماك وبصاق الطيور، فقد انكمش وتفتت. وتثاءب «فنرير» وأخرج السيف من حلقه الذي ينزف. وهز نفسه فأصدر شعره صوتا كحفيف النيران. وركض الأب والابن بخطى واسعة جنوبا إلى أرض اللهب.
ظهرت شقوق قرمزية اللون تحت وطأة خطواتهما في طبقة الجليد السميكة الملساء. فضحك الاثنان. وأصدرا عواء ممزوجا بالضحك.
جلس حارس «موسبلهايم» عند حدودها. كان اسمه «سورتر»، وهو يعني «الأسود». كان يحمل سيفا ساخنا، يصعب النظر إليه من شدة لمعانه، وأحاطت به دوامة من دخان أسود اللون. فهب واقفا على قدميه، وارتفع إلى أعلى فأعلى، وهز سيفه وصاح، فتحركت حشود «موسبلهايم» وهم يحملون أسلحة بيضاء ساخنة وأدوات لقذف اللهب، وبدءوا المسير.
رآهم «أودين» من مقعده العالي «هيلدسكالف». كانوا يزأرون وهم يتوجهون نحو حقل يدعى «فيجريد»، يمتد مائة فرسخ في كل اتجاه. لقد حانت اللحظة الحاسمة. إنها بداية النهاية. لقد كان هؤلاء الآلهة يعيشون في حالة من الترقب، ينتظرون خوضهم لمواجهة أخيرة. وقف النذير «هايمدال»، ونفخ في البوق العظيم، «بوق جيالار». لقد صنع هذا البوق مع آخر صرخة عظيمة في العقل. هبت الآلهة واقفة وتسلحت بالسيوف والدروع والرماح والملابس الواقية، والذهب اللامع، وفعل محاربو «الإينهيرجار» مثلهم تماما. نزل أودين مرة أخرى وتحدث مع رأس «ميمير» في المياه السوداء، التي ازداد لونها سوادا بسبب السخام المتساقط عليها، والذي انتشر في كل مكان. اهتزت الشجرة الكبيرة وارتعشت. فقد كانت التربة المرتفعة متفككة عند جذورها. صارت فروعها تتخبط، وانتزعت أوراقها في العاصفة، وانضمت لتيار الهواء الساخن، وبدأت مياه بئر «أورد» تغلي.
توجه الآلهة نحو جسر قوس المطر «بيفروست»، الذي يربط «أسجارد» و«ميدجارد». كانوا محطمين بالفعل عندما بدءوا في التحرك. فقد خسر «تير» ذراعه بسبب الذئب، وفقد «أودين» عينه بسبب «ميمير»، وتخلى «فرير» عن سيفه السحري، ورأت «سيف»، زوجة «ثور»، شعرها السحري وهو يسقط بالكامل عن رأسها الذي صار أصلع. وحتى «ثور» نفسه، على حد قول بعض الشعراء، فقد مطرقته التي رماها وراء أفعى «ميدجارد». أما «بالدر» فقد خسر حياته. في القصص، توجد طريقتان للفوز في المعارك؛ وهما إما القوة الفائقة، وإما الشجاعة مع أمل بائس. والآلهة لم يتمتعوا بأي من الصفتين. فقد كانوا شجعانا وفاسدين.
ذبلت «إجدراسيل» وتدلت، وظلت أوراقها العالقة تخفق. وانكمشت جذورها. وأصبحت أعمدة الماء داخل لحائها مضطربة وواهنة. ثرثر السنجاب في خوف وتدلت رأس الأيل. طارت الطيور السوداء وابتعدت في دوائر عن الأغصان متجهة إلى السماء الحمراء.
Неизвестная страница