إريفيليا :
لم أصب قط في كلامي كما أصبت في هذا الشأن. بل أنا لم أشعر أني حسدتها من قبل كما أحسدها في هذا الأوان. ألم تري رفعة مجدها وعزة فعلها؟ ألم تنظري هذا أشيل واضطرابه لأجلها؟ إنني قد رأيت ذلك وهربت من مرآه. إني لا أطيق أن أنظر إليه ولا أقدر أن أراه. نعم رأيت ذلك البطل الشديد المراس على بني الإنسان، الذي لا يرحم دموع الباكي ولا يرق لأسير الذل والهوان، ذلك البطل الذي ارتضع لبان الأسود، والذي لم يتعود غير صليل السلاح وخفق البنود، قد رأيته بين يدي حبيبته حزينا وجفنه بالدموع يجود. آه، يا دوريس! أتشفقين عليها بعد هذه الدموع؟ ألا تعلمين أنني أحب أن أموت مائة مرة وأن أرى من أشيل بعض هذا البكاء والولوع ؟ ألا تعلمين أنني أحب أن أموت مثلها ... ولكن لا أنها لا تذوق الحمام، إنها لا تموت ما دام أشيل يحميها ويعرض دونها حد الحسام. بل أرى أن الله لم يسبب لها هذا الأمر إلا ليزيد في عزها وجمالها ويزيدني من الحزن والقهر، إنها لا تموت يا دوريس! ألا ترين كم مانع يحميها، جهل العسكر بها، وصراخ أمها، وهياج حبيبها، وحزن أبيها؟ ويلاه إن أشيل لا يدعها تموت؛ فهو لها حاجز متين. آه لو كنت أذهب ...
دوريس :
ماذا تقصدين ...؟
إريفيليا :
لا أعلم يا دوريس أي شيء يسكن غضبي ويمسكني في هذا المكان، عن أن أذهب إلى الجيش وأنشر هذا الخبر بين جميع اليونان. إنهم يريدون هبوب الريح ولا يعرفون من يكون الذبيحة والقربان، فلماذا لا نذهب إليهم ونطلعهم على جميع ما كان.
دوريس :
ويلاه يا سيدتي! ما هذا القصد؟
إريفيليا :
آه يا دوريس أي فرح وهناء؟! وكم تقدم ترواده على هياكلها من النجور والدماء إذا كنت أنتقم لنفسي ولها فأثير أغاممنون على أشيل وأقسم هذا الجيش إلى قسمين ينشب بينهما القتال الوبيل، فيحول كل بطل سيفه إلى صدر صاحبه، ويصبح كل قتيل منهم يرمي أخاه إلى جانبه، وبذلك أنتقم لوطني وينال قلبي جميع مآربه.
Неизвестная страница