أركاس :
هو أنت يا مولاي تناديني. لقد أسرعت في التبكير، فلأي أمر تنبهني والليل هاد والجيش هاجع لا أيقاظ به سوانا. هل أوجست شيئا من عدو؟ أم هاجت الريح وثار البحر؟ بل أرى الكل في سكون وهدوء.
أغاممنون :
ويلاه قد عظمت علي المصائب وأحاقت بي النوازل حتى صرت وأنا في عزة الملك وأبهة الدولة أحسد الفقير على حياته والميت على مماته.
أركاس :
ما الذي دعاك يا مولاي إلى هذا اليأس والقنوط وأنت في مقام الملوك ولذة الإباء وشرف القران؟ ثم أنت مالك رقاب اليونان. وسليل جوبتير وملك الملوك وأمير الجيش، وقد ساق لك القدر أشيل الفارس البطل، وهو عازم على أن يقترن بفتاتك إيفيجنيا ويجعل مهرها افتتاح ترواده المنيعة التي أنت ذاهب لحصارها وقتالها، ثم إنك يا مولاي تأمر على هذه الألوف من السفن المواخر المتجمعة على هذا الشاطئ، تنتظر مهب الريح لتقلع إلى ساحات القتال ونيل العلا. نعم لا أنكر يا مولاي أن سكون الريح قد أخرك عن هذه الغزوة، وأنه قد مضى عليك ثلاثة أشهر في هذا الميناء أوجبت لك اليأس والكدر حتى كدت تقطع أملك من النجاح والسفر، ولكن صبرا يا سيدي صبرا فلا بد لكل شيء من انتهاء ... مولاي ما بالك تبكي؟! أي كدر في هذه الرسالة يجري دموعك ويمنع هجوعك؟ هل نفذ القضاء في ابنك أورست؟ أم أنت تبكي امرأتك كليتمنستر أم فتاتك إيفيجنيا أم ماذا كتب لك؟ ويلاه ما هذه الشجون؟
أغاممنون :
لا لا. لا تموتي إن ذلك لا يكون.
أركاس :
مولاي ما هذا ...؟
Неизвестная страница