Рахман и Шайтан
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Жанры
بعد هذا، اتخذ يسوع من قرية كفر ناحوم مركزا لبث دعوته ونشر رسالته، فكان يعلم في مناطق الجليل ويصنع المعجزات، ويظهر سلطانه على عالم الأرواح فيخرج الشياطين مع أجسام المجانين، ويشفي العاهات والأمراض المستعصية، كما وأظهر سلطانه على الحياة والموت وذلك بإحيائه للموتى. وعندما كان يوحنا المعمدان في السجن بأمر من الملك هيرود أغريبا، المتصرف بمنطقة الجليل، سمع بأعمال يسوع فأرسل اثنين من مريديه لسؤال يسوع أهو حقا المسيح: «أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟ فأجاب يسوع وقال لهما: اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العمي يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهرون والصم يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشرون» (متى، 11: 2-5). ثم إنه سأل تلامذته الذين تبعوه ومشوا معه في جولاته: «ماذا يقول الناس عني؟» وذلك لكي يكشف لهم هويته ويطلعهم على حقيقة من هو. «فقالوا: قوم (يقولون) يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا (النبي) وآخرون إرميا (النبي) أو واحد من الأنبياء. قال لهم: وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي. فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان. إن دما ولحما لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات» (متى، 16: 13-16). وفي أكثر من مناسبة ألمح يسوع إلى أنه المسيح: «انظروا، لا يضلكم أحد؛ فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح، ويضلون كثيرين» (متى، 24: 4). وفي مشهد محاكمته يسأله رئيس الكهنة: «أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ فقال يسوع: أنت قلت» (متى، 26: 63-64). وفي حوار يسوع مع المرأة السامرية عند بئر الماء: «قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. فقال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو» (يوحنا، 4: 25-26).
ويرتبط بلقب «المسيح» اللقب الآخر «ابن الله»، والذي يرد في اتصال معه أو استقلال. فعندما مشى يسوع على الماء ليلحق بتلاميذه في السفينة، سجدوا له قائلين: في الحقيقة أنت ابن الله (متى، 14: 32-33). وفي مشهد محاكمة يسوع، وقف مرقس «قام رئيس الكهنة في الوسط وسأل يسوع ... وقال له: أأنت المسيح ابن المبارك؟ قال يسوع: «أنا هو» (مرقس، 14: 63). وكان يسوع يشير إلى الله بقوله أبي أو أبي الذي أرسلني. فعندما شفى مريضا في يوم السبت، طلب اليهود قتله لأنه مارس عملا في اليوم المقدس. فقال لهم يسوع: «أبي يعمل الآن، وأنا أعمل، فمن أجل هذا كان اليهود يطلبون أكثر أن يقتلوه، لأنه لم ينقض السبت فقط بل قال إن الله أبوه معادلا نفسه بالله» (يوحنا، 5: 17-18). وعندما شفى رجلا أعمى منذ ولادته بأن وضع طينا على عينيه قال له: «أتؤمن بابن الله؟ أجاب الرجل وقال: من هو يا سيد حتى أؤمن به؟ قال له يسوع: قد رأيته، والذي يتكلم معك هو هو. فقال: أؤمن يا سيد، وسجد له» (يوحنا، 9: 35-38).
وتتعدد في إنجيل يوحنا الأقوال التي يطابق فيها يسوع بينه وبين الآب: «أنا والآب واحد» (10: 30)، و«إن الآب في وأنا فيه» (10: 38)، و«ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي، لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم أبي أيضا، ومن الآن تعرفونه وقد رأيتموه. فقال له فيليبس: يا سيد، أرنا الآب وكفانا. قال يسوع: أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيليبس؟ الذي رآني فقد رأى الآب، كيف تقول أنت أرنا الآب؟ ألست تؤمن إني في الآب والآب في» (14: 1-10). «أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي، فرأى وفرح. قال له اليهود: ليس لك خمسون سنة بعد، أرأيت إبراهيم؟ قال لهم يسوع: الحق أقول لكم، قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» (8: 54-58).
والمسيح ابن الله يدعى أيضا ابن الإنسان. وتعبير «ابن الإنسان»، كما صادفناه في سفر دانيال وفي كتابات ما بين العهدين، يشير إلى حقيقة قديمة ومثال سماوي يتجلى في العالم على هيئة إنسان. وفي العهد الجديد يشير التعبير إلى الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس متجل في العالم على هيئة إنسان.
6
نقرأ في إنجيل متى: «فكما يجمع الزوان ويحرق بالنار، هكذا يكون انقضاء العالم. يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم ويطرحونهم في أتون من النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان» (متى، 13: 41-42). وعندما جاءوا إليه بمشلول ليشفيه قال له: «يا بني مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة هناك جالسين يفكرون في قلوبهم لماذا هذا هكذا يتكلم بتجديف؟ من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده؟ فقال لهم: لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم؟ أيهما أيسر، أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم يقال له قم احمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانا على الأرض أن يغفر الخطايا» (متى، 9: 1-8). وعندما تقدم إليه واحد من الكتبة: «وقال له: يا معلم أتبعك أينما تمضي. قال له يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه» (متى، 8: 19-20). ويسوع يفضل لقب ابن الإنسان على لقب المسيح، كما نقرأ عند مرقس: «فقال لتلاميذه وأنتم من تقولون إني أنا؟ فأجاب بطرس وقال له: أنت المسيح، فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه، وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي له أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة ويقتل، وبعد ثلاثة أيام يقوم» (مرقس، 8: 29-31).
وترتبط بلقب ابن الإنسان صورة مخلص العالم الذي يفدي الجنس البشري بموته، ويسفك دمه لمغفرة الخطايا، ثم يقوم من الموت ليصعد إلى المكان الذي أتى منه، في انتظار قدومه في نهاية الأزمنة: «فإن رأيتم ابن الإنسان صاعدا إلى حيث كان أولا» (يوحنا، 6: 62). «خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم. وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب» (يوحنا 61: 28). «فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله. الحق أقول لكم، إن من القيام هنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته» (متى، 16: 37-38). «وأيضا أقول لكم، من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء» (متى، 26: 64). «وحينئذ يبصرون ابن الإنسان آتيا في سحابة بقوة ومجد كثير» (لوقا، 21: 25-27). «وليس أحد يصعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء: ابن الإنسان الذي هو في السماء» (يوحنا، 3: 13).
التعاليم
بعد أن تعمد يسوع على يدي يوحنا المعمدان ونزل عليه الروح القدس ثم خرج من تجربة الشيطان منتصرا، انطلق إلى الجليل يعلم ويبشر. وهذه أولى كلماته وفقا لمرقس: «وبعد أن أسلم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول: قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مرقس، 1: 14-15). وبذلك يعلن يسوع عن جوهر رسالته التي هي رسالة أخروية، ترتكز على فكرة نهاية الزمن والتاريخ، وحلول اليوم الذي فيه ينتزع الله العالم من الشيطان، الذي كان حتى كرازة يسوع سيدا على الأرض. فبعد أن كان سلطان العالم مدفوعا إلى إبليس الذي قال ليسوع: «لك أعطي هذا السلطان كله لأنه قد دفع إلي وأنا أعطيه لمن أريد»، فقد آل السلطان الآن إلى يسوع: «دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض» (متى، 28: 18). «لأجل هذا أظهر ابن الله، لكي ينقض أعمال إبليس» (رسالة يوحنا الأولى، 3: 8). «الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده» (يوحنا، 3: 35). «وإذا كنت بروح الله أطرد الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله» (متى، 12: 28). فملكوت الله، أو ملكوت السماوات، هو الحقبة الأخيرة من تاريخ العالم، والتي ستشهد تجلي مجد الله هنا والآن، بعد أن كان محجوبا خلال فترة الظلام التي شهدت سيادة الشيطان. وتعبير «ملكوت الله في داخلكم» الوارد في إنجيل لوقا 17: 12، يعني ملكوت الله هو بينكم الآن: «ولما سأله الفريسيون متى يأتي ملكوت الله؟ أجابهم لا يأتي ملكوت الله بمراقبة، ولا يقولون هوذا هنا أو هوذا هناك، لأنها ملكوت الله في داخلكم» (لوقا، 17: 21).
ولكن يسوع قدم منذ البدء مفهومه الخاص لملكوت الله، وميزه بحدة عن المفهوم السائد لدى يهود عصره، الذين كانوا ينتظرون مسيحا سياسيا من سلالة داود، يعيد مجد إسرائيل ويخضع جميع الأمم تحت قدميها، ثم يسلم الحكم إلى يهوه. فملكوت يسوع ملكوت روحاني، وكان متحفظا تجاه لقب المسيح وفضل عليه دوما لقب ابن الإنسان، لما للقب المسيح من تداعيات سياسية ، كما أنه تحفظ تجاه لقب الملك ولم يقبله إلا باعتبار ما سيأتي من صعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب، لأن مملكته ليست مملكة أرضية بل مملكة روحانية. وعندما سأله بيلاطس في المحكمة عما إذا كان ملك اليهود، لم ينكر اللقب تماما وإنما أعطاه بعدا روحانيا: «ليست مملكتي من هذا العالم. ولو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكيلا أسلم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي هنا. قال له بيلاطس: أفأنت إذا ملك. أجاب يسوع: أنت تقول إني ملك. لهذا ولدت أنا، ولهذا أتيت إلى العالم لأشهد للحق» يوحنا 18: 37-36. لقد كان يسوع في إجابته على سؤال بيلاطس واضحا كل الوضوح ودقيقا في تحديده لمفهومه عن الملك، كما كان منسجما مع مواقفه السابقة. فعندما تبعته الجموع بعد معجزة تكثير السمك والخبز ونادوا به ملكا هرب وتوارى عن الأنظار: «وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويخطفوه ليجعلوه ملكا انصرف أيضا إلى الجبل وحده» (يوحنا، 6: 15).
Неизвестная страница