Рахман и Шайтан
الرحمن والشيطان: الثنوية الكونية ولاهوت التاريخ في الديانات المشرقية
Жанры
الذي يمسح ملكا زمنيا على إسرائيل ويحقق مملكتها الأبدية، ورغم أن لقب مسيح الرب كان يطلق على ملوك إسرائيل الأوائل الذين اختارهم يهوه بنفسه للملك مثل شاؤل وداود «كما أطلقه محرر سفر عزرا على الملك قورش الفارسي الذي سمح لمسببي يهوذا بالعودة إلى أورشليم» إلا أنه صار فيما بعد وقفا على مخلص نهاية التاريخ.
إضافة إلى الصفة الزمنية للمسيح المنتظر كمحرر سياسي يأتي من نسل داود، فإن محرري أسفار الأنبياء، بشكل خاص، يضفون عليه خصائص قدسية تجعله أقرب إلى عالم الآلهة منه إلى عالم البشر، فهو يولد من عذراء مثل المخلص الزرادشتي ويدعى عمانوئيل التي تعني: الله معنا، لأنه يمثل الحضور الإلهي بين الناس. نقرأ في سفر إشعيا: «هي ذي العذراء تحبل وتلد ابنا ، ويكون اسمه عمانوئيل» (7: 14). وأيضا: «لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفيه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام. لنمو الرئاسة، ولسلام لا انقضاء له على عرش داود» (9: 6-7). وهو يخرج من نسل داود بن يسي: «ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله، ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب، ولذته تكون في مخافة الرب ... يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض» (1: 1-4). ونقرأ في نبوءة ميخا أن ولادة المخلص تكون في بلدة بيت لحم: «وأنت يا بيت لحم، إنك صغيرة في ألوف يهوذا، ولكن منك يخرج لي من يكون متسلطا على إسرائيل ... ويقف ويرعى بعزة الرب وبعظمة اسم الرب إلهه، فيكونون ساكنين لأنه حينئذ يتعاظم إلى أقاصي الأرض» (5: 1-4).
ونقرأ في نبوءة دانيال أول إشارة إلى تسمية المخلص بابن الإنسان، وهي تسمية ستعود للظهور في الأسفار التوراتية غير القانونية وفي العهد الجديد بعد ذلك: «كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام (= الرب). لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار بكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه ... وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام، فقربوه قدامه، فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي لن يزول وملكوته لا ينقرض» (7: 9-10 و13-14).
وفي المزمور الثاني يقول الرب عن مسيحه إنه ابنه وإنه اليوم قد ولده: «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني، أنا اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثا لك، وأقاصي الأرض ملكا لك، تحطمهم بقضيب من حديد، مثل إناء خزاف تكسرهم» (2: 7-9). لا يوضح كاتب هذا المزمور هوية المتحدث بضمير المتكلم، فقد يكون الملك داود الملقب بمسيح الرب، وقد يكون ابنه سليمان لأننا نقرأ في سفر صموئيل الثاني قول يهوه عن سليمان: «هو يبني بيتا لاسمي وأنا أثبت مملكته إلى الأبد. أنا أكون له أبا وهو يكون لي ابنا» (7: 13-14). وقد يكون المتكلم هو مسيح آخر التاريخ. وفي جميع الأحوال فإن إطلاق لقب «ابن الله» مجازا على المسيح المخلص يأخذ مشروعيته من مثل هذه المقاطع.
يستهل ملكوت يهوه على الأرض بما تدعوه أسفار الأنبياء بيوم الرب، ففي ذلك اليوم يتدخل يهوه بشكل مباشر لإفناء الأمم والشعوب من أعداء بني إسرائيل. وها هو يبدأ هجومه الكاسح بصرخة الحرب: «قريب يوم الرب العظيم قريب، وسريع جدا صوت يوم الرب. يصرخ حينئذ الجبار (صراخا) مرا، ذلك اليوم يوم سخط، يوم ضيق وشدة، يوم خراب ودمار، يوم ظلام وقتام، يوم سحاب وضباب، يوم بوق وهتاف على المدن المحصنة وعلى الشرفات الرفيعة، (يوم) أضايق الناس فيمشون كالعمي لأنهم أخطئوا إلى الرب فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلة، لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم في يوم غضب الرب، بل بنار غيرته تؤكل الأرض كلها، لأنه يصنع فناء مباغتا لكل سكان الأرض» (صفنيا، 1: 14-18).
ويترافق هجوم يهوه مع حلول عدد من الكوارث الطبيعية والكونية، مما رأيناه في التصورات الزرادشتية عند نهاية الأزمنة. نقرأ في سفر إشعيا: «ولولوا لأن يوم الرب قريب، قادم كخراب من القادر على كل شيء ... هو ذا يوم الرب قادم، قاسيا بسخط وحمو غضب، ليجعل الأرض خرابا ويبيد منها خطاتها. فإن نجوم السماوات لا تبرز نورها، تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوئه ... أزلزل السماوات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه، ويكونون كظبي طريد وكغنم بلا من يجمعها» (13: 9-14). وأيضا: «هو ذا الرب يخلي الأرض ويفرغها ويقلب وجهها ويبدد سكانها» (24: 1). وأيضا: «عليك رعب يا ساكن الأرض، لأن ميازيب من العلاء انفتحت وأسس الأرض تزلزلت، انسحقت الأرض انسحاقا، تشققت الأرض تشققا، تزعزعت الأرض تزعزعا، ترنحت الأرض ترنحا كالسكران، وتدلدلت كالعرزال وثقل عليها ذنبها، تسقط ولا تقوم» (21: 17-20). وأيضا: «اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، وأيتها الشعوب أصغوا، لتسمع الأرض وملؤها المسكونة وكل ما تخرجه، لأن للرب سخطا على كل الأمم وحموا على جيشهم، قد حرمهم دفعهم للذبح، فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم، ويفنى كل جند السماوات وتلتف السماوات كدرج (= لفافة ورق)، وكل جندها ينتثر» (34: 1-5).
على أنقاض الأرض المهدمة وعلى أشلاء قتلى الشعوب تقام مملكة يهوه، ويتربع الرب على عرشه ملكا في جبل صهيون : «ويكون في ذلك اليوم أن الرب يطالب جند العلاء في العلاء وملوك الأرض على الأرض ... ويجمعون جميعا كأسارى في سجن ويغلق عليهم في حبس، ثم بعد أيام كثيرة يتعهدون، ويخجل القمر وتخزى الشمس لأن رب الجنود قد ملك في جبل صهيون، وفي أورشليم وقدام شيوخه قد مجد» (24: 21-23).
عند ذلك يعيد الرب ترميم الطبيعة ليرتع فيها شعبه المختار: «تفرح البرية والأرض اليابسة، ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس، يزهر إزهارا ويبتهج ويرنم ... الانتقام يأتي، جزاء الله يأتي، هو يخلصكم، حينئذ تتفتح عيون العمي وآذان الصم تتفتح، حينئذ يقفز الأعرج كالأيل، ويترنم لسان الأخرس لأنه قد انفجرت في البرية مياه، وأنهار في القفر، ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء. ولكن هناك سكة يقال لها الطريق المقدسة، لا يعبر فيها نجس بل هي لهم ... ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدي على رءوسهم» (34: 1-10).
وبعد أن يجمع يهوه إليه شراذم الشعب المختار من كل مكان ويريحهم في أرضهم إلى الأبد، فإنه يسوق من بقي من الأمم والشعوب إلى إسرائيل ليكونوا عبيدا في خدمة اليهود. نقرأ في إشعيا: «ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت من آشور ومن مصر ومن كوش ... إلخ. ويجمع منفيي إسرائيل ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض لأن الرب سيرحم يعقوب ويختار إسرائيل ويريحهم في أرضهم، فتقرن بهم الغرباء وينضمون إلى بيت يعقوب، ويأخذهم شعوب ويأتون بهم إلى موضعهم، ويمتلكهم بيت إسرائيل في أرض الرب عبيدا وإماء ويسبون الذي سبوهم ويتسلطون على ظالميهم» (11: 11-12؛ و14: 1-2). وأيضا: «ويكون في ذلك اليوم أنه يضرب ببوق عظيم فيأتي التائهون في أرض آشور والمنفيون في أرض مصر، ويسجدون للرب في الجبل المقدس ... قومي استنيري (يا أورشليم)، لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك ... تسير الأمم في نورك، والملوك في ضياء إشراقك ... وبنو الذين قهروك يسيرون إليك خاضعين، وكل الذين أهانوك يسجدون لدى باطن قدميك» (27: 13 و60: 1-3 و14). أما الحالة الفردوسية التي تعقب حلول ملكوت الرب فلا تشبه الجنة الزرادشتية المعدة لفاعلي الخير جميعهم، بل هي وقف على أرض يهوه المقدسة، وجبل صهيون الذي يقف عليه سليل داود بن يسي راية للشعوب: «فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل، والشبل والمسمن معا وصبي صغير يسوقهما. والبقرة والدبة ترعيان، تربض أولادهما معا. والأسد كالبقر يأكل تبنا. ويلعب الرضيع على سرب الصل، ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان. لا يسوءون ولا يفسدون في حبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر ... ويكون في ذلك اليوم أن أصل يسي القائم راية للشعوب، إياه تطلب الأمم ويكون محله مجدا» (11: 6-10).
على هذه الطريقة ينتهي التاريخ، وإلى مثل هذه النتيجة يئول سعي البشرية وشقاؤها عبر مراحل التاريخ. أما الزمن الدنيوي فمستمر بعد زوال التناقضات بين يهوه والآلهة الأخرى، وبين الشعب المختار وبقية الشعوب التي تسجد لدى باطن قدمي أورشليم. (6) التصورات الآخروية
Неизвестная страница