Мусульманские путешественники в средние века
الرحالة المسلمون في العصور الوسطى
Жанры
Volney
من شأن في فكرة استيلاء الفرنسيين على مصر، مع أنه لم ينصح لحكومته الإقدام على ذلك.
1
فقد نشر هذا الرحالة كتابا عن أسفاره في مصر سنة 1787، فقضى على الأساطير السائدة عن قوة المماليك ومناعتهم، وأشار إلى جهلهم طرق الحرب الحديثة، وإلى سهولة فتح مصر وخلو الإسكندرية من الحصون. •••
ومن أعظم الجغرافيين في القرن الرابع الهجري (10م) المقدسي، أبو عبد الله، المعروف بالبشاري. وقد طاف في الأقاليم الإسلامية، وقال عن نفسه: إنه لم يظهر كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» حتى بلغ الأربعين. وأطنب في ذكر تجاربه قائلا: «فقد تفقهت وتأدبت وتزهدت وتعدت ... وخطبت على المنابر، وأذنت على المنائر، وأممت في المساجد، وأكلت مع الصوفية الهرائس، ومع الخانقائيين الثرائد، ومع النواتي العصائد ... وسحت في البراري، وتهت في الصحاري ... وملكت العبيد، وحملت على رأسي بالزنبيل، وأشرفت مرارا على الغرق، وقطع على قوافلنا الطرق ... وسجنت في الحبوس. وأخذت على أني جاسوس، ومشيت في السمائم والثلوج.» ويلوح لنا أن المقدسي كان يعمد في رحلاته إلى التنكير وتغيير اسمه والدخول في الطوائف المختلفة لدراسة بيئاتها.
والحق أن المقدسي يكاد يزعج القارئ بإسرافه في وصف مزايا كتابه وذكر ما عانى في سبيل تأليفه. مثل قوله: «وما تم لي جمعه إلا بعد جولاتي في البلدان، ودخولي أقاليم الإسلام، ولقائي العلماء، وخدمتي الملوك، ومجالستي القضاة، ودرسي على الفقهاء، واختلافي إلى الأدباء والقراء وكتبة الحديث، ومخالطة الزهاد والمتوفين، وحضور مجالس القصاص والمذكورين، مع لزوم التجارة في كل بلد، والمعاشرة مع كل أحد والتفطن في هذه السباب بفهم قوي حتى عرفتها، ومساحة الأقاليم بالفراسخ حتى أتقنتها، ودوراني على التخوم حتى حررتها، وتنقلي إلى الأجناد حتى عرفتها ...» إلخ.
والظاهر أن المقدسي كان يعتمد على الرحلة والمشاهدة في جل كتاباته، وأن هذا هو الذي منعه من التعرض لوصف الأقاليم التي يسكنها غير المسلمين والتي لم يتجه إليها. ولعل ذلك أيضا مما جعله ينتقص كتاب أبي زيد البخل فيرميه بأنه «لم يدوخ البلدان ولا وطئ الأعمال».
وكان المقدسي بوجه عام دقيق الملاحظة، باحثا ناقدا، يتحرى تمحيص ما نقل. وكان يعنى بالأخبار الطريفة والعادات الشاذة. من ذلك ذكره أن جامع بغداد «كانت على أبوابه مياضئ بالكرى». وقد بحثنا طويلا فلم نوفق إلى العثور على أمثلة تاريخية أخرى لمراحيض يدفع القوم أجرا لاستعمالها، كما نرى في هذه الأيام. ومنه أيضا تلخيصه الكلام على عدن بأنها «دهليز الصين وفرضة اليمن وخزانة المغرب ومعدن التجارات».
ومن الجغرافيين الذين كتبوا في القرن الرابع الهجري، وبذلوا الفوائد بفضل رحلاتهم الطويلة، محمد التاريخي الأندلسي المتوفى سنة (363ه/973م). ألف كتابا في وصف أفريقية والمغرب. وكان هذا الكتاب من أكبر المراجع التي اعتمدها البكري في كتابه «المغرب في ذكر بلاد أفريقية والمغرب». •••
ومن العلماء المصريين الذين برزوا في عصر الدولة الفاطمية الحسن بن محمد المهلبي. وقد كان معاصرا للخليفة العزيز بالله. ويبدو أنه قام برحلة طويلة في بلاد السودان، وألف للعزيز سنة (375ه/985م) كتابا في الطرق والمسالك، امتاز بأنه أول كتاب عني بوصف إقليم السودان وصفا دقيقا؛ ولكنه لم يصل إلينا. •••
Неизвестная страница