Поднятие чести абиссинцев
رفع شان الحبشان للسيوطي
Жанры
فدخل النجاشي لعمه حتى غلب عليه، فلا يدبر أمره غيره، وكان لبيبا، فلما رأت الحبشة مكانة ابن عمه قالوا: لقد غلب هذا الغلام على ابن عمه، فما نأمن أن يملكه علينا وقد عرف أنا قتلنا أباه، فإن فعل لم يدع منا شريفا إلا قتله، فكلموه فيه ليقتله أو يخرجه من بلادنا.
فمشوا إلى عمه فقالوا: قد رأينا مكان هذا الفتى منك، وقد عرفت أنا قد قتلنا أباه، وجعلناك مكانه، وإنا لا نأمن أن تملكه علينا فيقتلنا، فإما أن تقتله، وإما أن تخرجه من بلادنا، فقال: ويحكم، قتلتم أباه بالأمس، وأقتله اليوم؟! بل أخرجه من بلادكم.
فخرجوا به فوقفوه بالسوق، فباعوه من تاجر من التجار بست مئة درهم، أو سبع مئة درهم، فانطلق به فلما كان العشي هاجت سحابة من سحاب الخريف، فخرج عمه يتمطر تحتها، فأصابته صاعقة فقتلته، ففزعوا إلى ولده، فإذا هم محمقين ليس في أحد منهم خير، فمرج على الحبشة أمرهم، فقال بعضهم لبعض: تعلمون -والله- أن ملككم الذي لا يصلح أمركم غيره الذي بعتم الغداة، فإن كان لكم بأمر الحبشة حاجة فأدركوه قبل أن يذهب، فخرجوا في طلبه حتى أدركوه، فردوه فعقدوا عليه تاجه، وأجلسوه على سريره وملكوه.
فقال التاجر: ردوا علي مالي كما أخذتم مني غلامي.
فقالوا: لا نعطيك، فقال: إذن أكلمه، فقالوا: وإن.
Страница 113