Поднятие чести абиссинцев
رفع شان الحبشان للسيوطي
Жанры
أخبرتني فاطمة بنت أبي الحسن اليسيري إجازة، عن أبي هريرة بن الذهبي، أخبرنا القاسم بن المظفر، عن أبي الوفاء بن منده، أخبرنا أبو الخير الباغبان، أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عبد الله ابن منده، أخبرنا الحسن بن يوة، أخبرنا اللنباني، أخبرنا ابن أبي الدنيا في كتاب "الرضا"، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي، حدثنا خلف بن الوليد، عن عبد الرحيم بن زيد بن الحواري العمي، عن أبيه،
عن سعيد بن المسيب قال: قال لقمان لابنه: يا بني، لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك أن ذلك خير لك، قال: أما هذه فلا أقدر أن أعطيكها دون أن أعلم ما قلت كما قلت، قال: يا بني، فإن الله قد بعث نبيا، هلم حتى نأتيه نصدقه، قال: اذهب يا أبة.
فخرج على حمار، وابنه على حمار، وتزودا، ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة، فأخذا أهبتهما لها، فدخلاها فسارا ما شاء الله حتى ظهرا وقد تعالى النهار واشتد الحر ونفد الماء والزاد، واستبطآ حماراهما، فنزلا فجعلا يشدان على سوقهما، فبينما هم كذلك إذ نظر لقمان أمامه فإذا هو بسواد ودخان، فقال في نفسه: السواد الشجر، والدخان العمران والناس.
فبينما هما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم ناتئ على الطريق، فخر مغشيا عليه، فوثب إليه لقمان فضمه إلى صدره، واستخرج العظم بأسنانه، ثم نظر إليه فذرفت عيناه، فقال: يا أبة أنت تبكي وأنت تقول: هذا خير لي؟ كيف يكون هذا خيرا لي وقد نفد الطعام والماء وبقيت أنا وأنت في هذا المكان، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم وغم ما بقيت، وإن أقمت معي متنا جميعا؟!
Страница 107