قال: فتناول النجاشي عودا من الأرض فقال: يا معشر القسيسين والرهبان ما يزيد هؤلاء على ما نقول في ابن مريم ما يزن هذه، مرحا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أحمل نعليه، امكثوا في أرضي ما شئتم، وأمر لنا بطعام وكسوة، وقال: ردوا على هذين هديتهم.
أخرجه الحاكم في "المستدرك" وقال: صحيح على شرط الشيخين، والبيهقي في "الدلائل" وقال: هذا إسناد صحيح.
قال: "وظاهره يدل على أن أبا موسى كان بمكة، وأنه خرج مع جعفر، والصحيح عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة عن أبي موسى أنه بلغهم مخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهم باليمن، فخرجوا مهاجرين في بضع وخمسين رجلا في سفينة، فألقتهم سفينتهم إلى النجاشي بالحبشة، فوافقوا جعفر وأصحابه عنده، فأمرهم جعفر بالإقامة، فأقاموا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن خيبر.
فأبو موسى شهد ما جرى بين جعفر وبين النجاشي فحدث به، ولعل الراوي وهم في قوله: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننطلق". انتهى.
Страница 80