ومالك ابن أوس، قيل: إنه صحابي من صغار الصحابة، وقيل: من التابعين. قال الحافظ ابن حجر: "أبوه صحابي، وهوقد ذكر في الصحابة"(¬1). وقال أبو حاتم(¬2)وغيره :"لا تصح له صحبة"(¬3)انتهى.
فعلى التقديرين حديث "لا نورث" رواه أبو بكر قبل دخول مالك بن أوس المدينة، على تقدير أنه صحابي، قال ابن حجر بعد أن ذكر أنه قد روى أنه ركب الخيل في الجاهلية: "قلت: فعلى هذا لم يدخل المدينة إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم"(¬4)انتهى،فيقال:فمتى وضعه؟فروايته هذه في قصة اتفقت في خلافة عمر.
قلت: وقد ذهب ابن تيمية إلى أن حديث "لا نورث" رواه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف والعباس وأزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبوهريرة. قال: "والرواية عن هؤلاء، ثابتة في الصحاح والمسانيد، مشهورة، يعلمها أهل العلم بالحديث. فقول القائل: إن أبا بكر انفرد بالرواية له، يدل على فرط جهله، وتعمده الكذب" انتهى بلفظه.
قلت: وكأنه استند إلى رواية الستة الذين قدمناهم بقولهم لعمر: (نعم) لما قرر عليهم أنهم يعلمون ذلك. قلت: ولعل الستة لم يستفيدوا الحديث إلا من رواية أبي بكر كما قدمنا، إلا أن طلحة(¬5)ليس فيمن حضر موقف عمر الذي اتفقت فيه هذه القصة.
Страница 54