فقال سوفخاتب: رادوبيس، أليست تنفث في فرعون سحرا، بلى وحق الأرباب، إن ما بجلالته لسحر مبين ..
واهتزت نفس طاهو لذكر هذا الاسم، وخال أنه يسمع شيئا عجيبا يلمس بوقعه السحري جميع الحواس والعواطف، وكان يزيل الصمام الذي أحكمه بقسوة على فوهة وجدانه، فأصر على أسنانه بشدة وقال: يقول الناس إن الحب سحر، والسحرة يقولون إن السحر حب.
فقال الوزير الحزين: بت أعتقد أن جمال رادوبيس سحر ملعون.
فحدجه طاهو بنظرة قاسية وقال: ألم تتل الرقية التي مكنت لهذا السحر؟
فأحس الرجل بلوم القائد وامتقع لونه، وقال بسرعة كأنما يدفع تهمة: لم تكن أول امرأة. - ولكنها كانت رادوبيس! - رجوت لمولاي سعادة. - فقدمت له سحرا وا أسفاه! - نعم أيها القائد، إني أشعر بأني أخطأت خطأ بليغا .. ولكن ينبغي عمل شيء.
فقال طاهو وكان لا يزال يحس بمرارة: هذا واجبك يا صاحب القداسة. - إني أطلب مشورتك. - إن الإخلاص يبلغ غايته في النصيحة الصادقة. - إن فرعون لا يقبل أن يطرق إنسان بين يديه مسألة الكهنة. - ألا تفضي برأيك إلى جلالة الملكة؟ - هذا سبيل أودى بخنوم حتب إلى التعرض إلى غضب جلالة الملك.
فلم يجد طاهو ما يقوله، وخطر لسوفخاتب خاطر فقال بصوت خافت: ألا يمكن أن ترجى فائدة من تدبير اجتماع بينك وبين رادوبيس؟
فسرت القشعريرة إلى جسده مرة أخرى، وانخلع قلبه في صدره، وكادت العواطف التي يبالغ في كتمانها تنفجر، وقال لنفسه: إن الشيخ لا يدري ماذا يقول، ويظن أن مولاه هو المسحور وحده .. ثم قال له: لماذا لا تجتمع بها أنت؟
فقال سوفخاتب: لعلك أقدر مني على التفاهم معها.
فقال طاهو ببرود: أخشى أن تجد علي رادوبيس، وتسيء بي الظن فتشوه مسعاي لدى فرعون .. كلا يا صاحب القداسة.
Неизвестная страница