أبي مُحَمَّد عبد الرَّحِيم بن الْحسن الاسنوي من طبقَة أهل عصرنا حفظ الله خيارهم بِمَا حفظ بِهِ الْأَبْرَار وَأصْلح شرارهم من ارْتِكَاب الْهوى الَّذِي يهوي بِصَاحِبِهِ فِي النَّار
نعم جمَاعَة من الشَّافِعِيَّة والحنابلة فِي طبقَة شُيُوخ شُيُوخنَا وَمن فَوْقهم بِقَلِيل أطلق على كل وَاحِد مِنْهُم شيخ الاسلام طَائِفَة من أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل كَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم الْفَزارِيّ وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ الْقشيرِي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن مَرْوَان الفارقي الشافعيين وَأبي الْفرج عبد الرَّحْمَن ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي أول قُضَاة الْحَنَابِلَة بِدِمَشْق وَأبي مُحَمَّد مَسْعُود بن أَحْمد الْحَارِثِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن تَيْمِية الحنبليين فَهَؤُلَاءِ بعض من سمي بشيخ الاسلام من هَذِه الطَّبَقَة وتسميتهم بذلك مَشْهُورَة مُحَققَة
وَمَعَ احْتِمَال وُجُوه مَعَاني لَفْظَة شيخ الاسلام كَيفَ يكفر من سمي بهَا ابْن تَيْمِية الامام كَمَا زَعمه بعض من لَا يدْرِي أَو يدْرِي لَكِن هَوَاهُ يصده عَن الْحق أَن يعْتَمد عَلَيْهِ وَلَقَد صدق الْعَلامَة الامام قَاضِي قُضَاة الاسلام بهاء الدّين ابو الْبَقَاء مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى السُّبْكِيّ الشَّافِعِي ﵀ حَيْثُ يَقُول لبَعض من ذكر لَهُ الْكَلَام فِي ابْن تَيْمِية فَقَالَ وَالله يَا فلَان مَا يبغض ابْن تَيْمِية إِلَّا جَاهِل أَو صَاحب هوى فالجاهل لَا يدْرِي مَا يَقُول وَصَاحب الْهوى يصده هَوَاهُ عَن الْحق بعد مَعْرفَته بِهِ انْتهى
مَعَ أَن جمَاعَة من الْأَئِمَّة فيهم كَثْرَة ترجموه بذلك وشهروا بإمامته ومرتبته وَقدره أَترَاهُم بِهَذَا من الْكفَّار الَّذين استوجبوا خُلُود النَّار لَا وَالَّذِي يَقُول للشَّيْء كن فَيكون ﴿إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون﴾
1 / 24