من يقطع الودجين قطعا ويفريها فريا حتى يبين هذا من هذا، أو هذا من هذا. فهل بلغه قط عمّن فريت أوداجها [٢٩ ظ] فريا ثم عاشت بعد ذلك. فإن كان هذا منتهى فهمه، فهذا عظيم، وإلا فماله يطعم الناس الميتة ويأمرهم بأكلها. ونحن نسأل الله أن يلهمنا رشده وألا يحرمنا التوفيق برحمته.
وقت الآذان للصلاة
قال أبو بكر بن محمد: وقال محمد بن إدريس الشافعي: لا يؤذن لصلاة إلّا بعد دخول وقتها إلّا الصبح، وليس بقياس ولكنا اتبعنا فيه النبي ﷺ. فمن أين جاز للشافعي أن يقول هذا في حديث رسول الله، ﷺ أنه ليس بقياس ولكنا اتبعنا النبي ﷺ؟ فإن كان حديث رسول الله ﷺ وسنته يحملها الشافعي على القياس، فإن احتملت عنده القياس وإلّا تركها فهذا جرم منه عظيم عليه، صلى الله عليه [وسلّم] وخلاف منه لما أمر الله، تبارك اسمه، عباده به إذ يقول ﷿: ﴿وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب﴾ وقال ﷿: ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ فنعوذ بالله من مخالفته، ومخالفة أمر رسوله ﵇. وقد روي عن النبي صلى الله
1 / 105