Ответ тем, кто говорит о единстве существования

Мулла Али аль-Кари d. 1014 AH
56

Ответ тем, кто говорит о единстве существования

الرد على القائلين بوحدة الوجود

Исследователь

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Издатель

دار المأمون للتراث

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤١٥هـ - ١٩٩٥م

Место издания

دمشق

صَحِيح لِأَن أَفعاله سُبْحَانَهُ غير معللة وَإِن كَانَت صادرة عَن حكم مبينَة أَو مجملة وَمَعَ هَذَا فالحكمة الَّتِي بِمَنْزِلَة الْعلَّة الغائية فِي الْجُمْلَة هِيَ الْمعرفَة الإلهية كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون﴾ أَي ليعرفون كَمَا فسر ابْن عَبَّاس وَغَيره كَمَا ورد كنت كنزا مخفيا فَأَحْبَبْت أَن أعرف فخلقت الْخلق لِأَن أعرف وَإِنَّمَا خص الْجِنّ وَالْإِنْس بهَا لِأَنَّهُمَا مظْهرا صِفَات الْكَمَال من صِفَتي الْجمال والجلال إِذْ الْمَلَائِكَة مختصون بمظهرية اللطف وَالْجمال كَمَا أَن الشَّيَاطِين محصورون فِي مظهرية الْقَهْر والجلال بِخِلَاف الْإِنْسَان فَإِن لَهُ قابلية كل من المظهرين فِي عَظمَة الشَّأْن وَمن ثمَّ قَالَ تَعَالَى ﴿إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فأبين أَن يحملنها وأشفقن مِنْهَا وَحملهَا الْإِنْسَان﴾ وَهَذَا معنى قَوْله ﷺ (إِن الله تَعَالَى خلق آدم على صورته) أَي على صُورَة جَمِيع أَسْمَائِهِ وَصِفَاته وَبسط هَذَا الْكَلَام يخرجنا عَن المرام ثمَّ

1 / 68