27

Ответ на Бурду

الرد على البردة

Исследователь

أبو عبد الأعلى خالد محمد

Издатель

دار الآثار

Номер издания

الأولى

أي فالدنيا وضرتها بعض جودك، وعلم اللوح والقلم بعض علمك والمقصود بيان بطلان تحذلق هذا الجاهل وإلا فكلام الناظم باطل على كل حال، وعلى زعم الجاهل أنها لبيان الجنس فالمعنى: جودك الدنيا وضرتها ... وعلومك هي علم اللوح والقلم لا تنقص عنها، بل هي عينها"، وصرح المعترض بدعواه أن النبي ﷺ يعلم الغيب حتى مفاتيح الغيب الخمسة. والناظم آل به المبالغة في الإطراء الذي نهى الرسول ﷺ إلى هذا الغلو والوقوع في هذه الزلقة العظيمة ونحو ذلك قوله في الهمزية١ في خطابه للنبي ﷺ: الأمان الأمان إن فؤادي ... من ذنوب أتيتهن هراء هذه علتي وأنت طبيبي ... ليس يخفى عليك في القلب داء فطلب الأمان من النبي ﷺ وشكا إليه علة قلبه ومرضه من الذنوب فتضمن كلامه سؤاله من النبي ﷺ مغفرة ذنبه وصلاح قلبه، ثم إنه صرّح بأنه لا يخفى عليه في القلب داء فهو يعلم ما احتوت عليه القلوب. وقد قال سبحانه: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ﴾ [التوبة: ١٠١] وقال: ﴿وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ وخفي عليه ﷺ أمر الذين أنزل الله فيهم: ﴿وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ﴾ [النساء: ١٠٧]

(١) يعني القصيدة: "الهمزية في مدح خير البرية"، وهي للبوصيري أيضًا.

1 / 29