Властелин времени: Книга и дело
رب الزمان: الكتاب وملف القضية
Жанры
وإعمالا لنظريته، يرى الدكتور صليبي أن جميع الهجرات المصرية التي تم تجريدها على فلسطين، كانت في حقيقتها موجهة ضد بلاد عسير غربي جزيرة العرب، وبخاصة حملة «شيشانق الأول» الفرعون المصري ضد مملكة يهوذا في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد. كذلك الحملة الثانية التي قد قادها الفرعون «نخاو الثاني» في أواخر القرن السابع قبل الميلاد، حيث كان البابليون قد حاولوا السيطرة على عسير، مما أدى إلى صدام حتمي بين المصريين والبابليين في عسير، ومن ثم فإن وقعة «كركميش» التي وردت في العهد القديم (أخبار الأيام الثاني، 35: 20؛ إشعيا، 10: 9؛ إرميا، 46: 2)، لم تجر في داخل الأراضي التركية، وأن موقع «كركميش» ليس «جرابلس» الحالية كما ذهب المؤرخون، إنما وقعت المعركة بين جيوش الإمبراطوريتين: المصرية والبابلية قرب مدينة «الطائف» جنوبي الحجاز، حيث الدليل عند الصليبي يقوم في قريتين: الأولى تحمل اسم «القمر»، والثانية تحمل اسم «قماشة»، وبجمعهما يصبحان «قرقميش».
بل ويذهب السيد الدكتور إلى أن الحملات المصرية الأبكر ، التي تعود بتاريخها إلى الألف الثانية قبل الميلاد، والمفترض علميا أنها كانت موجهة لاحتلال مواضع بعينها في فلسطين وبلاد الشام، إنما كانت في حقيقتها موجهة ضد «عسير»،
6
والدليل الدامغ على ذلك، هو أنه لو كان داود وسليمان وقتذاك هما السيدان الفعليان لدولة كبرى في فلسطين، تسيطر على الإقليم الاستراتيجي الذي يفصل مصر عن العراق، كما هو الافتراض الشائع، لأشارت إليهما السجلات المصرية والآشورية المتعاصرة، بينما لا نجد في تلك السجلات، أيا كانت سياسية أو عسكرية، أية إشارة لهذين الاسمين، بخاصة في أخبار غزوات مصر وآشور على فلسطين.
ثم يقدم لنا تفسيره لوجود الإسرائيليين والديانة اليهودية في فلسطين، بأنه أمر حدث متأخرا عن الأحداث الكبرى في التاريخ التوراتي القديم، وأن الأمر كان ناتجا عن التدخلات المصرية المستمرة والدائبة في بلاد عسير، مما أدى إلى انقسام مملكة سليمان الكبرى في غربي جزيرة العرب، ونشوب الحرب بين شقيها المنفصلين: يهوذا وإسرائيل. وما تبع ذلك من غزوات الآشوريين والبابليين، التي انتهت بتصفية «سرجون الثاني» الآشوري لمملكة إسرائيل عام 771ق.م حيث احتل عاصمتها «السامرة» التي هي عند صليبي قرية «شمران» الحالية بعسير، ثم تبعه «نبوخذ نصر» الكلداني البابلي ليقضي على مملكة يهوذا سنه 586ق.م، حيث ساق الآلاف منها إلى بابل أسرى، وعندما قامت مملكة فارس الإخمينية أفرج «قورش» عن الأسرى، فعادوا مع عائلاتهم إلى عسير، ولكن ليجدوا أن كل شيء هناك قد أصبح خرابا، فعاد أغلبهم إلى فارس والعراق، وتوجه التيار الرئيسي نحو فلسطين ليقيم هناك بينما دخلت - في زحمة الأحداث - الأصول العربية لبني إسرائيل في غيابات النسيان، وساعد على ذلك الغياب التحول الذي طرأ على اللغة بحلول القرن السادس قبل الميلاد، حيث ماتت اللغة العبرية/الكنعانية، وحلت محلها اللغة الآرامية في كل مكان، وظهرت اللغة العربية كمنافس للآرامية، فتغلبت في النهاية بحلول القرون الأولى من العصر المسيحي،
7
هذا بينما كان يهود الجزيرة العربية يتحولون نهائيا إلى اللغة العربية، وهي التحولات التي توافقت مع نسيان كامل للأصول العبرية القديمة في عسير العربية.
8
نماذج لغوية مقارنة
بطول كتابه لا يني الدكتور صليبي ولا تفتر همته عن دعم ما ذهب إليه بنماذج لأسماء الأماكن التوراتية، وما عثر عليه مقابلا لها في خريطة عسير العربية وفق تلك النماذج التي وضعها جميعا غربي الجزيرة، وحسب تخريجاته اللغوية المقارنة، يمكن تقديم النماذج الأساس الآتية:
Неизвестная страница