190

Рабб Тавра

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Жанры

بوركارت

في ظل العقيدة الشمسية، ظل الملك هو صاحب الحق الأوحد في الخلود، طوال عهود عصر الدولة القديمة؛ باعتباره حاصلا على الطبيعة الإلهية الخالدة، بالوراثة عبر نسله الطويل، الذي يعود به مباشرة إلى الإله رع، الذي اصطفى «روج جدت» من بين العالمين زوجة له؛ لينجب منها ملوك الأسرة الخامسة. ويتأتى خلود الملك بصعود روحه أو باه إلى السماء فور موته؛ لتخلد هناك اندماجا مع إله الشمس «يركب مركبه»، بينما يخلد الجسد على الأرض بفضل عمليات التحنيط البارعة.

ولم يستمر هذا الفهم للخلود طويلا؛ فقد بدأ النجم الأوزيري بالصعود والتعالي، بتعالي الأصوات الثورية، حتى بلغ شأنه العظيم إبان الأتون الثوري الكبير، الذي أنهى الدولة القديمة بإسقاط أسرتها السادسة.

وكان للصعود الأوزيري، وللهيب الثوري، آثار بعيدة المدى في عقيدة الخلود الملكية؛ فقد بدأ رع يتراجع أمام الزحف الأوزيري، حتى باتت محاربة العقيدة الأوزيرية معركة خاسرة، فبدأت متون الأهرام خطتها الاحتوائية السالفة، بإدراج أوزير وأتباعه في المجمع القدسي.

وباستمرار التعالي الأوزيري، استمر التراجع الملكي، حتى أصبح دمج العقيدتين غير كاف، فبدأ أوزير ابتلاع رع شيئا فشيئا، عندما انتشر الاعتقاد بعودة أوزير من السماء، لتخليص البلاد من البلاء، في هيئة ملك عادل، فأخذت المتون تؤكد لشعبها عن كل ملك يرحل، أنه لم يكن سوى الإله أوزير بذاته، كان متجسدا على الأرض، وأنه قد جاء من السماء ليخلص الناس ويحكم بينهم بالمحبة والسلام، وعليه فقد كان الملك الراحل - حقا وصدقا - هو المخلص أوزير بذاته، ومثالا لذلك قول المتون في خطابها للملك الراحل «يونس

Unis ».

أيها الملك يونس،

إنك لم ترحل ميتا،

لكنك رحلت حيا؛

لأنك «تجلس على عرش أوزير»،

Неизвестная страница