183

Рабб Тавра

رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة

Жанры

23

وكان نتيجة هذه التطورات السريعة، أن تلاحق القوم يتسابقون من كل حدب وصقع في الأرجاء المصرية، لزيارة رب البيت أوزير، والطواف حول بيته في أبيدوس؛ لتصبح زيارة قبر الحبيب الشهيد بمرور الأيام حجا وفريضة إجبارية، على كل من استطاع إليه سبيلا، ومن ثم أصبحت السنة المستحبة هي الدفن في أبيدوس، بجوار البيت العتيق. وفي أبيدوس وحيث البيت المعمور، ووسط الحشود المتجمعة تطوف بالبيت سبعا خاشعات، ظهرت لأول مرة في التاريخ البشري «مسرحية الآلام»، أو أسرار أوزير، وهناك أيضا تطورت فكرة العماد، فكان المؤمن يتلقى العماد من الكهان، «بصب الماء على جسده،

24

وبرش الماء على الأجساد تكثر البركات، ويتذكر المؤمن دماء الشهيد، ويتناول قطعا من القربان الممزق، تذكره بالجسد الطاهر الذي مزقه الشرير ست، ورغم أن هذه كلها كانت طقوسا حياتية، إلا أنها أيضا كانت زادا أخرويا، وهذا جانبها الأهم، فعندما يذهب الميت إلى عالم الخلود معمدا، فسوف «يدعى للقيام بعملية تطهير بالماء يصب فوق البدن، أو بالاستحمام في البحيرة المقدسة، الواقعة في الحقول المباركة»

25

وبعدها سوف «يغتسل مع رع في بحيرة ياور، ثم يجفف حورس جسده».

26

وقبل الاحتفال العظيم، كان الكهان يرتلون أناشيدهم، حليقي الرءوس، بثياب بيض، أمام لوحة قدسية للإلهة إيزي وهي ترضع طفلها اليتيم حور ابن الإله أوزير، وتحيط برأس كل منهما هالة مستديرة؛ رمزا لأصل حور الشمسي في العقيدة الملكية القديمة؛ لتبدأ بعد ذلك الاحتفالات في أواخر شهر ديسمبر، أي في الوقت الذي يتفق ومولد الشمس!

27

ويستمر الاحتفال من الأيام ثلاثة متواصلة، تمثل فيها المأساة يوم مات أوزير غدرا، ويوم البحث عن جثته، واليوم الثالث يوم عثر على جثمانه الطاهر، وصحا في بعث مجسد؛

Неизвестная страница