Рабб Тавра
رب الثورة: أوزيريس وعقيدة الخلود في مصر القديمة
Жанры
وإن كان «لا يعرف متى بدأت العقيدة تنتشر بهذا الشكل بين الشعب المصري، على أنه مهما يكن من أمر، فإنها ترجع إلى زمن بعيد.»
7
كما لا «تسمح الشواهد الأثرية في حد ذاتها، بتكوين فكرة إيجابية عن ديانة المصريين، في الحقبة الأنيوليتية (عصر فجر التاريخ) ... وأقصى ما في الأمر ما اكتشف في البراري من جبانات الحيوانات، حيث دفنت باحترام بنات آوى، وثيران وكباش وغزلان بين الحصر ...»
8
ويقول كل من درايتون وفاندييه: «تدل الترتيبات المعدة في المقابر على اعتقاد في البعث؛ إذ يمكن الاستنتاج من وضعهم التغذية بالقرب من الجثث، وكذلك من وضع لوازم الزينة والأدوات أحيانا، أنهم كانوا يحسبون أن الموتى يعيشون في قبورهم، يتغذون فيها، ويحتاجون إلى العناية الجسمانية، ويباشرون أعمالهم المختلفة.»
9
إلا أننا نظن أن فكرة الخلود قد اقتصرت في شكلها البدائي هذا على تصور مؤداه أن الميت يعيش بشكل ما في قبره، لكن دون أن يأخذوا في اعتبارهم - في هذه المراحل المبكرة - بفكرة البعث كما نفهمها اليوم، ثم تطورت الفكرة إلى القول بالعالم المظلم تحت الأرض، حيث يذهب الميت إليه من خلال مدخل ما في الجبال الغربية، حيث رأوا الشمس تغرب هبوطا فيه كل يوم، فأصبح الغرب رمزا على الموت، وإن كانت فكرة الخلود في القبر قد ظلت مسيطرة إلى حد ما، إلى جوار العالم السفلي؛ استنتاجا من قول إليزابيث رايفشتال: «لقد شيد ملوك مصر المتحدة القدماء أضرحة فخمة لإقامتهم الخاصة بعد الموت، في حين أنهم لم يقيموا للآلهة سوى أماكن متواضعة»،
10
مما يدفعنا إلى الظن بأن المعتقد الأخروي كان صاحب الأولوية على المعتقد الإلهي، وأن المسألة الهامة كانت هي الإنسان وتحقيق آماله ورغباته، قبل أن تكون مسألة تتعلق بمدى القدسية الدينية أو الاعتبارية للآلهة.
وقد رأى «رودلف أنتس» أنه قد «نتج عن التطور المرموق للقبور والشعائر الجنائزية في مصر - خلال الألف الثالث ق.م - نمو واسع النطاق لفكرتين أساسيتين: كانت الأولى عقيدة أن الأموات يواصلون بعض أشكال الوجود الطيفي، يمكن أن يكونوا به مصدر خطر أو خير لأخلافهم الأحياء، كما كانوا أنفسهم فيه عرضة لمختلف الأخطار. وكانت الفكرة الثانية، ما أظنه الدافع البشري الطبيعي لإمداد المتوفى بما يخصه وما يحتاج إليه، وما كان يحبه على الأرض، حتى يتمتع به ويستخدمه طالما وكيف استطاع. ولقد نشأ تطور هاتين الفكرتين الأساسيتين في «المقر الملكي، وليس في أي منهما أن الروح أو النفس البشرية خالدة»»،
Неизвестная страница