ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين .
11
الطور الثالث:
وبعد فإن بمعجزات عيسى - عليه السلام - قد ختم هذا الضرب من الخوارق التي تجري على أيدي الرسل، يتحدون بها المخالفين المعاندين، ويثبتون بها أن ما جاءوا به إنما هو من عند الله، وكيف لا وقد أيدهم منها بما يخالف سنن الكون ونير على طبائع الخلق!
أما بعثة محمد
صلى الله عليه وسلم ، ففوق أنها تشارك بعثة عيسى - عليه السلام - في تجردها من الأحداث التي مر بك بعض وصفها، فلا عصف ولا خسف، ولا رياح عاصفة، ولا زلازل مدمدمة، ولا شيء من هذا ولا ما دونه مما يزعج النفوس ويدخل الروع على القلوب، فإن معجزة محمد
صلى الله عليه وسلم
تمتاز بأمرين؛ الأول: أنها لا خلاف فيها لسنن الكون ولا مغايره فيها لطبائع المخلوقات. والثاني: أنها باقية مستمرة لا تنقطع على طول الزمان، وقد عرفت من غير شك أن هذه المعجزة هي «القرآن».
وكذلك جعلت الدعوة الإلهية تتطور وتنمو بتطور الإنسانية ونموها على الأحقاب.
في الهجرة
Неизвестная страница