60

История Трои

قصة طروادة

Жанры

وانطلق الكاهن الجليل والدمع ينحدر من قلبه قطرات من الدم، عن طريق عينيه، فيعلق بلحيته البيضاء ، ويصبغها بأرجوانه، كأنه آية السماء الباكية، نذيرا لهذه القلوب القاسية، والغزاة الأقوياء!

وبلغ الفسطاط بعد لأي.

واستأذن على القائد العام فلم يؤذن له، فاستأذن ثانية فهدد بالضرب وبالعقوبة! ولكنه أب مفئود، وحزين منكود، فتنظر قليلا واستأذن في أدب ولين واستكانة، فأذن له.

ووقف أمام القائد الأكبر واهي الجسم، موهون القلب، محزونا متصدعا، وحاول الكلام فكانت العبرات تخنقه، والأسى يعقد لسانه، والنار المندلعة في رأسه تنسيه كل شيء.

وثار به أجاممنون!

لأنه على ما يبدو فوت عليه لذة طارئة، وسكرة مواتية بمجيئه في تلك اللحظة الهانئة القريرة، وإلحافه الشديد بضرورة لقاء القائد.

واحتشد القادة ورؤساء الجند حول فسطاط القائد، وسمعوا إلى الكاهن الكبير يقول:

مولاي!

سعيت إليك عائذا بك، داعيا أبوللو العظيم لك، أن يفيء عليكم من النصر والفتح المبين، وأن يهبكم من الرعاية والمنن ما تشتهي أنفسكم، وتقر به أعينكم وما تترفعون به عن ظلم الضعفاء، والجور على الملهوفين، فقد يغني القليل الذي ترضى عنه الآلهة عن الكثير الذي يثير سخطها ويستنزل غضبها.

ابنتي يا مولاي!

Неизвестная страница