51

История Трои

قصة طروادة

Жанры

رويت الآلهة إذن وشفت ما في أنفسها من ظمأ إلى دماء الضحايا وإن لم تغفر لديانا البارة - ديانا ربة القمر - إنقاذها للفتاة التعسة إفجنيا، وهي قاب قوسين من خناجر الكهنة والربيين القساة.

لقد أبت الآلهة إلا أن تشرب من ماء الحياة القرمزي المتدفق في عروق عبادها المخلصين من أبناء هيلاس؛ فلما ذهب كالخاس - عراف الحملة - يستوحي أربابه في معبد دلفي هل لها مطلب آخر في ضحية أو قربان بعد تقدمة إفجنيا، ارتفع الصوت الخافت المنبعث من صميم مقصورة الإله الأكبر يقول: «لا ... ولكم أن تقلعوا اليوم ... فإذا كنتم عند شطآن طروادة، فإن لنا دم الفارس الأول الذي تطأ قدماه رمال الشاطئ، سيقتل، وسيكون لنا عوضا من إفجنيا.» •••

ودعا إليه أبناءه

1

إيولوس رب الرياح الست، فأمرهم أن يكونوا جميعا في خدمة الأسطول الهيلاني، حتى يصل إلى طروادة، «وأنا أعرفك يا بوريس حين تعصف وتزف، وتصبح ويلا على الجواري أي ويل، وأنت يا كورس إياك وهذه البوارح التي تصلى بها سفائن القوم، وأنت يا أكويلو؛ وأنت أيضا يا نيتوس، إن ريحك مجفل وهبتك هوجاء، ولفحاتك حرور، وأنفاسك سموم، فإن لم تترفق بالقوم وتجر بين أيديهم رخاء، فلأسجننك في الكهف الأسود حتى حين، أما أنت يا ولدي إيوروس فاحذر أن تصيب الناس سيافيك، أو يسوء فألهم فيك؛ بل كن لهم خادما أمينا تدفع ركبهم في رفق، وتملأ شراعهم في أناة، ويسرني أن تسمعوا لنصيحة زفيروس، فهو ألينكم عريكة وأكثركم صفاء، ألقوا إليه بزمامكم، ولا تختلفوا في أمر يلقيه إليكم، أصلح لكم زيوس أحوالكم.»

وهبت الريح فخفقت أفئدة العسكر، وابتهجت أنفس القادة، واجتمع الميرميدون حول أخيل يترضونه، ويعتذرون عن رجمهم إياه يوم القربان المشئوم، ثم انتشرت الشراع ورفعت المراسي، وهمت الفلك فاحتواها البحر اللجي، وما عتمت أن صارت من الماء والسماء في خضرتين، ومن دروع الجند وزبد الموج في لبدتين ، ومن قلوب الشعب الهاتف فوق الشاطئ الشاحب في بحر من الآمال!

واضطرب البحر بعرائس الماء وأبكاره، أسرعن من كل فج يحيين أبطال هيلاس، يخفين الوشائح السود التي ادخرنها لأيام الفصل، إن أيام الفصل كانت ميقاتا أي ميقات!

وتوارت الشمس بالحجاب، وبزغ القمر يفضض حواشي الماء، وحملقت النجوم ترى إلى هذا الأسطول اللجب يمخر عبابا من خلفه عباب، ويطوي لجة من ورائها لجة، والملاحون دائبون ما ينون، مرسلين في اللانهاية ألحانهم، مرددة الرياح أغانيهم وأنغامهم؛ والقادة متكبكبون حول القائد الأعلى - حول أجاممنون - يدرسون تلك الخطة وينقدون هذه الفكرة، ويدبرون من أمرهم ما يصل بهم إلى نصر عزيز.

وتنفس صبح اليوم الثالث.

وبدت طروادة العاتية في الأفق الشرقي متشحة بالشفق النحاسي الذي صبغ سماءها بالبنفسج الرائع تتفجر منه أنهار من الدم.

Неизвестная страница